14 - إنّكَ معجزة شخصٍ ما بمكان ما

1.3K 152 511
                                    


قراءة ممتعة !

-

" تعرّى "

نال وجهُه من الحمرة ما كفيَ لتفاجئه بشهقةٍ حين أدركت تعليله المريض لقولِها.

" أيّها الفاسق البائس ، ماذا فهمت ؟ "

" م ماذا تعنين ؟ كيف لكِ قول ذلك بغتة ! لقد فاجأتني "

سوى قعدته يجاهد لبراءة ذاته ، ثمّ علّق بصرهُ جهة النّافذة عله يسلم من نظراتها المتلاحقة .

" آه يا لكَ من رضيع ، أرني ظهرَك و اصمت "

لحقتها قهقهةٌ ساخرة إنبثقت ثغرَه ، ثمّ تكتّف يرمقها بتعالٍ بغية إستغلال الوضع لصالحِه مثلما تفعل دوما. أراد معرِفة ماهية شعورِ الإستفادة من الغير.

" أطلبي بلُطف "

" تعرّى " أعادت ترتيب أحرفِها بذات النّغمة الآمرة تُبين تمرّدها و عدم رضوخها لمطلبه.

" أطلبي بلُطف "

لمّا إعترى الإصرار طلائعه فيتربّع حاكمًا لتكون هي المغلوب على أمرها قد قررت التماشي مع ألاعيبه.

" تعرى كي أرسم على ظهرك صغيري جونغو "

إستلطفتهُ ببسمةِ أسهمٍ إخترقت صدره فتُدسّ قلبَه ، طالَ تأملّه لها و ما أحسّ جريَ الثّواني حتّى وعى لطيشِه فيُتمتم نيّته طرد شبح الشّك عنها " مُستغلة وقحة ، قد تفعلين أي شيء لإشباع رغباتك الأنانيّة "

" أتعلم ؟ لم أعد أرغب بذلك ، إنهض من سريري و عد لشقتك وجودك يزعجني "

بدهها بخلعِ قميصِه ليهمّ بطويِه ، وضعهُ بجانبهِ هامسا " هلاّ أغلقت النافذة ؟ الجوّ بارد "

همهمت توافِقه ، فتسيرُ بهوادةٍ نحوها حتّى تُنفّذ قوله ، لا ينقصها تحمّل مسؤوليّته لو أصابه سقم ببيتها. عادت إليه تجدُه يستندُ بكفّيه للأقمشة فيما يرمي أعيُنه مختلف البُقع .

" هل من خطب ؟ " إستفسرت إضطرابَه ، لكنّه سارع بنفيِ أيّة فكرة قد تطرأ خلدها ، بل عزم خلقَ جوّ ملائمٍ عنوانه المزاح و أسطُره ضحكات لَمّا إقتبس جملة روز من فيلم تيتانيك .

" i want you to draw me like one of your french girls "

دحرجت حدقَتيها ، أنشأت تخطو لخارج الغُرفة فيعلُو صياحه " جاك عد ! جاك "

رجعت بيدِها أدوات رسمِها الحديثة ، إمتنعت الحديث معه فحازت مكانَها السّابق حين تمدّد يتباهى بشساعةِ ظهره .

ريميدي : مدينة البومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن