ارتشف جونغ كوك من ريقهِ ما اقتدَر ، وراح يحيكُ أناملهُ لتوتّر فاض ، ثمّ استذكَر أن خوضَه حديثًا في مرماه ، فلازمهُ قرار البوحِ ولو للخلاَء ، أثناء خروجِه من مسكنه .
حينَ أتت ريمِيدي أوّل مرة وحادثتنِي ، جلّ ما ظننتهُ أنّ اسمها مألوف ، كنت واثقا أنّني سمعته من قبل رغم ندرتِه ، فكّرت وفكّرت ..
إلى أن نطق الطّفل بداخِلي ، تبحث ريميدِي عنّي ؟
ضحكتُ لحلاوة الخيَال ، ورحت استفسر روح جدّي ... أتراها هي ؟ فتاتِي الّتي أردتنا سويا .
كنتُ صغيرا حينها لأفهم ، لكنّني أتساءل الآن لما كتبت عنهَا هي بالذّات من أجلي ، لماذا جعلتنِي أرغب لقياهَا حتّى نهبت حيّزا شاسعًا من حياتي ؟
طالعت مدينة البوم كثيرا ، لربّما أقتنص الأسرار والأجوبة . لكنّه كأي كتابِ آخر ، قصّة ، وصفٌ وحوار .
هل ستنعتني ريميدي بالمجنون حين أخبرها عن أصلهَا ؟ بل هل ستفهم المغزى من إعطائها الكتاب ؟
تسمّرت حيال المصعد المقفَل ، حجرة ذكرياتِ حلوة ، هويت برأسي للبابِ الحديديّ وتبسّمت
كنت أختلقُ رغبتِي قربها لمعرفة نهاية الكتاب ، ثمّ ...
حدثت الصداقة والحبّ ربّما ؟ هكذا فجأةً ، أحبّ جونغ كوك البالغ ريميدي البالغَة ، بعدما رغبَا اللّقاء مرة بصغرهمَا.
جذبني اهتزازُ هاتفِي من قوقعتِي ، فرحت أطالع رسائلها
* هل تمزح ! كتبتَ روايةً عني والمتسوّل ؟ أنا حقا متشوّقة لقراءتهَا . أنت الأفضل جونغو *
* أحببتُ الاسم كثيرا *
* لحظة ، تذكرت أنك جدك كان يكتب أيضا ، ألم تخبرني أنك ستطلعني على أحد مؤلفاته ؟ *
آه ، أكيد ... ماذا توقعت ؟ إنّه لهبلٌ أن تصدّق .
جدّي ، هل كنت تعرف أنّ الأمور ستصل لهذا الحدّ ؟ لولا فلورا ، وذلك الفنان لما أضاعت فتاتي الطّريق إليّ. لكن يبدو أنّها لم تستسلم أبدا رغم أنّني محيتُ من ذاكرتها تمامًا ، قطعت كلّ المسافات إليّ . حان دوري الآن .
ضحكتُ في خضم تشوّشي ، وسوّيتُ قامتِي مغادرًا ، لعلّ المشي قليلاً يسقيني راحةً .
* " تفعل ماذا ؟ " يستفسر الصّغير جدّه بايمي ، لما لمحهُ يفترش الأرض ويتأمل بعض الصّور القديمة .
" جدّتي ! " صاح جونغ كوك وهمّ بخطفِ صورة زفاف بايمي ، يكتنفها لصدرهِ ضئيل الحجم .
أنت تقرأ
ريميدي : مدينة البوم
Random- مكتملة - - أتعرفون حكاية مَدينة البوم ؟ الناس الذين لا ينامون والمُتسوّل ؟ هناك نسخة واحدة من الكتاب في العالم ، والنهاية ... قيد الكتابة ، الكاتب ؟ مات منذ زمن . جون جونغ كوك ريميدي