17 - بليلةٍ من اللّيال

885 123 180
                                    

-

ما كان للوقتِ إدراكٌ و ما عادَ حالُ الدّنيا بهامٍّ ، انغمسَا بغفلة معًا ، جونغ كوك يقعدُ سريرها ساكتًا أمّا هي قد شابهت جنينًا غطّته المنشفة فلا تبينُ سوى عريّ سيقانِها بعدما جفّفت بدنها إلاّ شعرها .

سلبت كدمةٌ برُكبتها بصره فأناملَه حين لامسَها ، ثمّ نقلَ يُسراه موضعَ رأسها ، يمسحُ عليه فوق المنشفَة ، مال بجذعِه مستواهَا و أسرّ " هل أحضر لك ثيابَك ؟ ستمرضين إن بقيت هكذا "

تصدّعت جدرانُ ثباتِه لرؤيتها منهارةً ، محتاجةً . ذاتها الّتي إعتادت إبعادهُ عنها قد بنت الطّريق لقلبِه ليلا فجاءةً حتّى ما كاد يصدّق.

" لا تكوني عنيدةً الآن ريميدي "

لحقتهُ شهقةُ فطّنته كونها تبكِي فراحت تدفنُ محياها بالوسائد أعمق علّها تُخفيه تمامًا ، تحتضنُ ضُعفها ، كأنها يرقةٌ بشرنقتهَا تشتهي سباتًا تتفتّحُ فراشةً منشرحةً بعده .

وهلتئذٍ بان صراعُها و الذّات ، كأنما تريدُ قربه و تصدّه في آن ، حتّى خشيَ أنّها ستتدثّر النسيان لما تلملمُ شتات نفسها أو تُسقى حرجًا من إذاعة وهنها فتُبعده أيّامًا لئن تتأقلَم و الوضع .

" أريد النوم "

انسفحَ صوتها مُختنقًا أحرُفه باهتةٌ تشيعُ بلحها ، فتاتُه لجأت إليه تنقل إنكسارًا عظيمًا .

" لا طاقة لي للإستمرار ، أرغبُ بالنوم و التهرب من حياتي لساعاتٍ طويلة فالدقائق ما عادت تكفِيني و الواقعُ لا يرحم "

وقعُ كلماتِها زلزلَ كيانهُ قد انهمرَ و شهقاتٌ مكتومةٌ كطوفانٍ غسلَ ظنونَه الغابرةَ و ما جرى باللقاء بعد غيابٍ فغفر و دنى ، يزيدها قربًا عن قربٍ و عاونها الجلُوس فما كانت سوى خاضعةٍ قد قعدت تقابلُه.

حطّت أناملهُ ذقنها يُكمحُ رأسهَا ليلمحَ خلاء محجريهَا ، حمرةَ سحنتها و إنتفاخهَا ، و جرحٌ طفيفٌ ألقى التحية من ثغرها حين أسرفت عضّ شفتها.

ضايقهَا إطالتهُ التأمل ، مالت إليه ، تحجب خلقتها و تستعيرُ من إستقامَته شيئا عساها تنهضُ بعد ذلك ، فغمرها الدّفء و ما شاءت التباعُد قد تمدّدت و توسّدت فخذه.

دحرج أعينه مُستقرّها ، مُكبّلٌ لا يدرِي ما يفعل ، أيواسيها فتُلحِق فاء رفق الرّفيق شفقةً أم يتركها فتُشير إليه كأفّاك إفترى باطلاً مُسبقا . بين ذاك و ذاكَ نالت ريميدي الذال بذوِيها .

ألحق نفسًا و نفس ، ثمّ أزاح المنشفة عن شعرها يأسرُ خصلاتها بين أناملِه يلاعِبها ، يغدقها حنانًا إفتقرَته.

ريميدي : مدينة البومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن