22 - مونتريال الفن والبوميّات

1.2K 126 475
                                    

أتلفت ريميدي شفتها حتى كادت تسيل دما لمّا التهَى سوك جين بقضم أظافِره ، يقعدان بالسلالم و كلّ يضع هاتفه بحجره منتظرَان اتّصالا من بينجامين .ناظرا بعض ، تبسّم عساهُ يخفف عنهَا توتّرها و جاهدت لفعل المِثل ، ثمّ عاد كلّ لإنشغالِه .

بعد بُرهة رنّ هاتفُه معلنا تلقّيه رسالةً قد حظيت ريميدي بشبيهَتها ، توسّعت الأعيُن لمّا حصدت ما كُتب و هتفَا معا في آن .

" تمّ قبولي ! "

تصادمت الأيادِي و تشابكت الأنامل لينخرطَا برقصةٍ سين موسيقاها سعادة .

" رغم أنني فعلت هذا من قبل إلا أنّ شعور النصر يتلبسني و كأنها المرة الأولى "

أبانَ غبطته ، قبل نهوضِه فيعتذر للإنصرَاف " سأتصل بأصدقائي لأخبرهم "

أومأت تبحلقُ بتعجّله للطابق الثاني ، ثمّ حطت بصرها أدناها .

" قمتُ بشيءٍ جيّد أمي ، يونغي ، جونغو " عدّدتهم قبل أن تهزّ رأسها فيهوي كلّ من مربعهِ بذهنها . أشارت لخيالِهم بالسُّوء ، و عبّأت فراغ سويعاتِها بمجالسة سوك جين ، حتّى أنها رسمت معَه و اختلطت الفرش تخلقُ لوحةً سُمّيت الفنّ و البُوم .

لا تدر كم من يومٍ مرّ على آخر لقاء جمعهَا بحبة الفستق ، قد تبالغُ تقدير سيرورة الوقت لتشابُه أيامها فترى الأسبوع شهرًا بلا أحلامَ تُقدّم بمرطبانٍ من النّافذة .

ولجت المصعد ليلتها لتلقاه ، يتأزّر ملابس خفيفة صارع بها برودة الجوّ . توسّمت لبسه النظارات و ربطة شعرِه أدنى رأسِه .

" مرحبا " بادر بإلقاء التحية رافضًا مكامعة الأعين.

" مرحبا "

كررت نبرته و أسندت رأسها يمينَها ، تسهب التّفكير حتّى بلغا الطابق الأرضيّ و غادرته . قطفَ خطواتها المثقلة ، وهنهَا و الإعياء المستولي سحنتَها لكنّه أجّل الاستفسار عن حالِها .

بعثر المسافة بينهُما بدنوّه لمخرج البناية ، فيلمَح صغر جسمها المنكمشَ بينما تراقب الرذاذ خارجًا .

" إنها تمطِر " تمتمت لمّا تناهى لسمعِها وقع أقدامه ، كانت تُعلمه و تشرحُ دافع جلوسِها ، فقد تراجعت عن الخُروج .

" أرى ذلك "

شيّدت توقعاتٍ تكاثَرت و فوقها تهدّمت حين تخطّاها و جنح للمحلّ كي يقتني ما ينقصه من مشتريات . تكهّنت رجوعه القَريب ، كأن يتخيّر البقاء معها أو يسأل عنها ، لكنّه لم يفعل.

ريميدي : مدينة البومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن