لطالما اتّسم الإنسان بالاختلاَق لئن رقّع الكذب محياهُ كما غلّف روحه ، وتيقّن أنّه مجرّد اسم ثان لحقيقةٍ ما , حينما وقعت الألفة .كذلك ريميدي اعتصمَت حبل التّزوير وراَحت ترتشفُ قطرات الكذِب لربّما يغدو حقيقةً ويمنع عن ذاتها مشقّة الانهيَار .
" في نهاية الأمر ، أنتَ من كان يحتاج العلاج لا أنا " طالعت ساقيها المرتجفَين وأنبست ، علّ إقناعهُ يصبّ مصلحتهَا فلا تمعن التّفكير بحقائقَ عمّرت طرفَ لسانه وتأرجَحت تخضخضهَا عن إصرارهَا .
" لستُ كذلك " يستمر في خلعِ حشائش تكذيباتهَا من جذورهَا ، لربّما تصلح حديقتها ، بعد نواح ومطَر .
لحقه صدى تنهيدتهَا المديدة ، ثمّ أعلت رأسهَا تبحلق بالسّقف في تفتيشِ عن فجوة ما ، طرف ورقة ، أو أثر حبرٍ يعلمهَا أنّها ضيفة بغير دنياهَا.
انحرفَ بصرها بعدئذِ لموضع الكتاب ، البيتِ كما يعنونهُ جونغ كوك ، فتقذفُ يديها إليه ثمّ شرعت بقطع صفحاتهِ واحدةٍ واحدةً ، لربما تتلاشى هي كذلك ، كطيفٍ بحلم مَا .
ترقّب الجمادُ طيشهَا ، ولقب ذاته جدارًا في قرارة نفسهِ فما عاد يقدر ردعهَا ولا رادع قد يُفلح.
" ظننتُ أنّني سأموت إن مزّقته ، أو أفقد الوعي مثلما اعتدت ... لكن " اهتزّت نغمتهَا ستارَ الحديث ، وأوشكت أن تستدمعَ لاحتدام الشعور ووطأتِه .
" لا تبكِ " يتمرّس النّهي كما ألف ، وخيِّل له أنّه يلامسُ يدها ويلاطفُ جفنيهَا .
" أكرهُ أنّني دوما أبكيكِ رغم أن سعادتك جلّ ما أتمنى "
شب الأسى بهاء ملمحِه يبدلُ صفاءَه ، لطالما أوجعهُ وهن فتاتِه . وتفرّج عليها تسرد حكايتها
" لدي ذكرى سيئة عن المطر ، حتى أنني أكره البكاء هكذَا ، دوما ما تراودني فكرة أنّني قد أغرق يوما "
شدّت قبضتيهَا ، وتابعت
" لوقتٍ طويل ، طويل للغاية ، كنتُ تحت المطر . حاولت التكلم لكن لم يسمعني أحد ، كنت أشعر بحركتهم وثرثرتهم ، وأنا غير مرئية ، حتّى أنهم دعسُوا عليّ لمرّات عديدة "
ارتشقت شفتهَا في شبيه تبسّمٍ ، ثمّ عاودت إماراتُ السّخريَة تلبّسها
" أيعقل أنّني فتاةٌ من مطر ؟ ألهذا أبكي كثيرا ؟ قد أكون أيّ شيء ، من يدري ... "
أشاحَ نظره عنها لما واجهتهُ بالاستفسارِ وعينيهَا اقتنصَته .
" لربما أنا لاشيء "
أنت تقرأ
ريميدي : مدينة البوم
De Todo- مكتملة - - أتعرفون حكاية مَدينة البوم ؟ الناس الذين لا ينامون والمُتسوّل ؟ هناك نسخة واحدة من الكتاب في العالم ، والنهاية ... قيد الكتابة ، الكاتب ؟ مات منذ زمن . جون جونغ كوك ريميدي