12 - تلك غاية المتسوّل

1.3K 154 465
                                    


" هل يُمكنك القدوم لأخذي ؟ لا أطيق البقاء هنا أكثر جونغ كوك "

" الآن ؟ تطلبين المُستحيل ، أنا منهك " برّر تثاؤبه قوله ، تلاهُ صمتٌ من كلا الطرفينِ دام ثوانٍ ثمّ إقتحمه قولُه يُضيف " و هل تعتقدين أنني غبيّ ؟ ماذا لو أتيت و لم أجدك " .

عجز إنكَار إنحطاط ثقته بهَا ، أبانَ نتيج أفعالِها فتُجازيه قهقهةً دافعُها التهكم .

" لن تتوقف عن ذكر الموضوع على ما يبدو "

" خدشتِ كرامتي "

لحظتئذٍ ضحكت ملء شدقيها غير آبهةٍ له ، صياحُه المباغت بنبرةٍ طفوليّة قد أولد رغبتها بالضحك ، حتى أن محياهُ زار خلدها فتخيّلته عابسًا يصل حاجبيهِ و ينفخ وجنتيه كرضيعٍ حُرم من المكسّرات .

تحمحمَت تُعيد جدية الحدِيث ، تشتهي اللّعب بأعصابِه قليلا فتُرفّه عن نفسها وتتناسى سوء يومها . راقهَا العبث بِه .

" قلتَ أنك لست غاضبا " تفوّهت تصقل أحرفها سخريةَ قُبيل تثبيت يدها مُستوى ثغرها تمنع إعلان قهقهاتِها خشية إقفالِه الخطّ.

" كُنت ، لكنك خيبت ظني أيضا ، هنالك فرق " وضّح وجهة نظرِه ، يُخلي سبيل تنهيدةٍ مديدة لخّصت تشوّشه .

بداهةً ، أصابتها قطرةٌ وليدة غيمٍ مكدّس أعلاها عصفت قلبَها فينهشُها جزعٌ ما بعده أمَان ، زلزالٌ كسر سكُون شوارعها اللّيلية جعلها تقُوم مهرولةً تُسابق تلاحق زخات الرّذاذ.

" لازلت على الخط ؟ ريميدي ؟ "

تضاعفت أسئلة الّذي افتقر الرّد . الأخرى قد إنشغلت بالرّكضِ للبيت تتفادى المطَر ، ثمّ صفعت البابَ محدثةً ضجّة وصلت مسامعه فما زادتهُ إلاّ قلقًا و إستعجابا .

" ماذا يحصُل هناك ؟ "

هوت أرضًا تستندُ للباب ، تُهدئ دقاتها الثّائرة إرتعابًا وتعبًا. ثمّ أوشكت إخمادَ شعلة قلقه لولاَ الطرق الشرس من الخارج صاحبهُ صياح فلورا تطالبها بفتحه . نفثت الهَواء تسحبُ معه توتّرها ، نهضَت تفتح البابَ فتقابلها طلائعُ الممتعضة .

" لما غادرت ؟ والدته كانت تنتظرك من أجل إلتقاط صورة عائلية "

أمسكت يدها تحاول جرّها خلفها ، لكنّها أسقطت الهاتفَ فتستعمل يدها الحرة بشدّ البابِ تأبى مجاراتها لسببين ، الأول أنها تُمطر و الثاني كونها تمقت تزييف لطفها معهم.

" ما دخلي إن كانت صورة عائليّة ؟ " سحبت جسمانها بعيدًا عن فلورا ، إلتقطت هاتفها و أنبرت " إنفصلتُ عن يونغي ، بإرادتي "

ريميدي : مدينة البومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن