ستيلا تاج راسكم .-
ليلاً بينما النّاس نيَام ، تربّعت ريميدي تواجه التّلفاز ، تتابعُ أحداث جارِي توتورو .
فسَخ إنسجَامها طرقٌ خامدٌ بالكاد سمعته ، سوت قامتَها و تتبّعت منبعه فتبلُغ نافذة غرفتها ، ما إن فتحتها حتّى تجلى برطمانٌ متدلٍّ ، همّت بتلقف محتواه و جذبت خيطهُ كي يُدرك جونغ كوك وصول ورقته فيرفعُ غرضه خاويًا .
رجعت لمجلسها توّاقةً لتفحّص بهاء خطّ يده ، لكنّ الخطّ اختلفَ تلك المرّة فأيقنت كون ستيلاَ من كتبت له.
- أنتِ تركبين القطار البانُورامي بسويسرَا ، وحيدةٌ لا يجاوركِ غير دفتر رسمك ، تموضعَ سطح الطّاولة بينما ابتلعَ حسن البقاع فطنتك ، سرحت تتأمّلين بهاء الجبالِ ، شساعة السّهول و نقاء بساط السّماء من النوافذ الزّجاجية.
مررتُم بقطيع بقر تبعزقَ جوار كوخٍ خشبيّ ، طلّت هيئةُ صغيرٍ منه و شرع يجري فيما يلوّح للرّكاب .
لوّحت له ضاحكةً ، ثمّ طرقت بالكِ فكرة نقلُ ما تشهدين على الورق -
" سويسرا ... " أسرّت لمّا أنهت القراءة ، فتُسدل جفنيها كي تتخيّل ما كَتب ، كحُلم.
ذاتهُ منامٌ سرده لها بايمِي ، لكن جونغ كوك أضافَ كونها ترسم لعلمه كم يُريحها ذلك . إتّكئ بظهرِه لعارضة سريرِه ، و مدينة البوم يقبع بحجره ، يعيدُ مطالعة المشهد بين جدّه و علاجِه. فيتذكّر يومَ حكاه له أوّل مرّة.
* " سويسرا ؟ حلوى أليست ؟ " صاح جونغ كوك الصّغير مندهشًا بعدما أخبر المتسوّل ريميدي عن وجودها بالخريطة .
" لا ، سويسرا دولة و ليست حلوى "
غزت صدمةٌ محياه ، ثمّ حطّ كفيه خديه المُكتنزين فيبرز تقوس شفتيه كأنما أيقن كونه عاشَ بالأباطيل .
" ليست شوكولاته ؟ "
أفلت بايمي قهقهاتٍ متلاحقة ، ترقّبه الصغير مليّا و شاركه الضّحك أخيرا.
" هل تسمحُ لي بالقراءة الآن ؟ "
نال همهمةً منه ما طالت إذ أنه نهضَ بغتةً يصيح " جدي ! لحظة "
" لو ماذا ريميدي حقا لسويسرا أرادت الذهاب ؟ "
" من قد يرفضُ زيارة ذاك المكان السّاحر " أسرّ بايمِي يُخفض نبرتَه ، ثمّ عاون جونغ كوك ليستلقي مثلما كان و أوضَح " لكن لا تقلق ، صغيرتي لن تبتعد عنّا ، ذهابُها لسويسرا مجرّد حلم كي أرفع من معنويّاتها ، لا تحبّ رؤيتها تعيسة أليس كذلك ؟ "
أنت تقرأ
ريميدي : مدينة البوم
Random- مكتملة - - أتعرفون حكاية مَدينة البوم ؟ الناس الذين لا ينامون والمُتسوّل ؟ هناك نسخة واحدة من الكتاب في العالم ، والنهاية ... قيد الكتابة ، الكاتب ؟ مات منذ زمن . جون جونغ كوك ريميدي