21 - تمرّد حبة الفستق

1.1K 148 360
                                    

70 votes = an update next week

راني حابة نكملها في اقرب وقت tbh ... قراءة ممتعة 🌸

-

مارسَا طقوس التّجاهل ليومين ذاقا خلالهُما هبلاً و إشتياقًا لكنّ العناد كان سورًا و الوجعَ أشواكًا يحدّانهما عن المبادرة بالخطوة الأولى. اللومُ كرةٌ انتقلت بينهُما فكلّ يتوّج ذاته بريئةً و يوجه أصابع الإتّهام للآخر.

انتقت ريميدي ثالث صباحٍ قميصًا رماديّا ، نسقته و سروالٌ ضيّق أبيض كلون سترتها الفضفاضة . جنحت لمعرض سوك جين عساه يخفّف عنها قليلاً.

لمّا قربته المرة الأولى تلبّسها أمانٌ ملغز ، راحةٌ طوّقتها فجاءةً قد حيّرتها لكنّها تفتقرُ السكينة فما لها غير اللجوء إليه ، هو صديقٌ قديمٌ كما قال و لا ضرر مِن قضاء الوقت معه.

اقتحمت فضاءَه المُلوّن حين انشغل بمخاطبة بعض الزوار ، لاحت له طلّتها فتبسّم .

" سأكون بالأعلى ! " أوضحت خططها قبل قصد السلالم لتبلغ مربعه ، أين قابلتها لوحةٌ شارفت على التبجحِ بإتقان رسمِها و تفاصيلها . عجزت صبّ عظيمٍ إهتمامٍ بها و تمدّدت بفراشه ثمّ جعلت تعدّ الثّواني حتى غفت.

سطا سوك جين وحدتَها بعد حينٍ فيُطالعها لمّا تكوّرت على نفسِها تشابه الجنين ، بشّ خفيةً و تلقّف بطانيته ليدثّر بدنها . حرص تناسي سطوع فلورا و تصرّفها المريض ، الأفضلُ لو أخفى أمرها عن ريميدي حتّى لا يُشعرها بالتّضايق و عدم الرّاحة برفقته .

صبّ نباهتهُ بلوحته الحديثة ، قعدَ و حازت أنامله فرشاة الرّسم فيضيفُ لمعانًا للأعين الشبه مُكتملة ، غافلٌ عن رفرفة الدقائق تمتصّ معها سنا الصّباح .

تلاشَى غبَار النّعاس مع النّسيم المُقبل من الشّرفة ، شرّعت ريميدي عينيهَا بتباطُؤ حتّى انكشف سيماء الفنان تُجاهها و استدركت وضعَها و أين تقبع .

' هذه ثاني مرّة '

تخبطت الكلمات بالها ، تدفعها للوراء يومَ التقَتهُ و نامت بعدما تكلّما قليلاً .

ذاكَ الزّمان ...

دسّت سكينها بالغمد ، تأملت سوك جين الذي ظلّ يناظرُها بصمتٍ و على محياه لاحت بسمة .

" هذا لا يصدّق ، الأمر جنونيّ " صاحت تفشي غرابة الأحداث ، صعوبة تقبّلها.

" صدّقي ، أتيتِ إليّ بنفسك ريميدي "

بعد تلك الهمسَة قد استَلقت ، ثمّ أوصدت عينيها تطالبُ بغفوةٍ لإعيائها فنامت لثلاث ساعات بلاَ أيّ جهد أو تقلّبات ، كأنها لا تصارع الأرَق...

ريميدي : مدينة البومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن