15 - النّجمة و ماردِ الأحلام

1.1K 122 251
                                    

رجعت من جهنم يا أطفال .

-

" لا أتذكّر أنّني لمست أية أداةٍ حادّة ... "

جرحٌ مباغت قد ألبسها ثوب حيرةٍ ما أتتها مثلُها قبلاً ، أرهقت فهيمها الجريَ بحثا عن إجابةٍ لتبلغ ذات الباب الموصد يزيدُها أضعافَ الدّهشة.

إنقطع صوتُه من الخارج لتُدرك رحيله ، جونغ كوك غادرَ لأيّام معدودة نسيت أن تسأل مدّتها . فتعودُ أوقاتُ وحدتها المُحبّبة . حرصت تعقيم الجرح قبل الإستقامَة فتتربّع طاولةَ المطبخِ بيدها هاتفُها قد إنتابها فضولُ لمعرفة وجهته.

دوّنت اسمَ الدّار بمحرّك البحث لتقبضَ آخر منشورٍ يدعو المتابعين التّجهز للمعرض القادم بمونكتون .

" مونكتون إذا ، إختاروا مدينةً بعيدة سيموتُ تجشّما أثناء القيادة "

أفلتت تعليقًا تلاه إستمرارها بالنّبش حتى وجدت صورةً له ، يتباهَى بطلّته جنبَ فتاةٍ تحضنُ كتابًا قد تمّ نشرُه حديثا . قرّبت الصورة فتلتقطُ تفاصيله الصّغيرة الجميلة منها و المُريحة للنّظر .

" يبدو لطيفًا للغاية " بوزت شفتَيها فتُخلي سبيلَ أصواتٍ توحي أنها تلاعِب رضيعا ، ثمّ حفظت الصّورة لتُسارع بتعديلها و قطع الفتاة بجانبه .

" ماذا سأفعل الآن ؟ " زارها خلاءٌ بان عنهُ فضولٌ لتفحّص مدوّنتها الشخصية إذ لا فعلَ تهدر به الوقت . مدوّنة أنشأتها بوقتٍ ما لتشارك رسوماتِها ثمّ أهملتها ، قد جعلت اسمَها يحتوي من أحرفها و إفتتحتهُ بالفن فإبتكرت ' artemedy '

" مرّ وقتٌ طويل منذ تفقّدتها ، كدتُ أنسى أمرها " شرعت تقرأ بعض التّعليقات على لوحاتها فتبشّ خلقتها لمن دعموها و تُبين إكفهرارًا إن سُئلت عن دوافع إختفائها .

-

مكثَ نسيمٌ شوارعَ كندَا رافقهُ حيرٌ قد أعتم البقاع . أدنَى غيهب النّهارِ ركنَ جونغ كوك سيّارته بمحطّة البنزين ، تفقّد الوقت فيلحظُ مرورَ خمس ساعات منذ إنطلاقِه .

" الطريق مزدحم اليوم سأصل بعد حوالي عشر ساعات ، ليتني رافقتهم بالرحلة الجوية "

أعتق شكوَاهُ لمشقّة السّبيل قُبيل ترجّله نيّته تعبئة الوقُود ثمّ قصد مطعمًا صغيرًا على مقربة فيتّخذُ مجلسًا لوحده بعدما طلب سلطة و عصيرًا .

راح يطرُق سطحَ الطاولة الخشبيّة يذيعُ إضطِرابه ، وهلتئذٍ بلغته رسالةٌ من علاجِه قد بعثَت صورة رسمتها بظهرِه ، ترقّبها ثوانٍ تكفّلت منعه الرّد بل جثم عليه الصّمت . لمّا وصلهُ أكله رن هاتفه مرة ثانيةً يفشي ترتيبها أحرف أخرى .

ريميدي : مدينة البومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن