البارت الأول 🦋

2.6K 81 41
                                    

بالبداية بعتذر جداً عن البارت امبارح ، بس الظروف عنا بقطاع غزة صعبة جداً ، ما تنسونا من دعواتكم 🇵🇸🥺

هي البارت ورايكم بهمني جداً جداً 🤍

~~~~~~~
في الغياب نقرأ دفاتر الذكريات لوحدنا ونزينها بألوان الحنين الزاهية، ونرسم على السطور بعضاً من علامات الاستفهام والتعجب والفواصل ونتردد ونحن نضع نقطة في آخر السطر، لأنّنا نخشى أن تكون هذة النقطة الأخيرة هي نقطة الوداع والفراق الأخير ...
وضعت نقطة في نهاية السطر وكأنها ترسم نهاية رحلة طويلة صعبة يتكللها الصبر والمواساة لترسم النهاية السعيدة هي بيدها ، أغلقت المذكرة و ابتسمت بينما سقطت احدى خصلات شعرها المرفوع للأعلى باهمال معطياً اياها هالة جميلة تخطف قلب من يراها ، ابتسمت بحنين وهي تعود بذاكرتها الى مكالمة آبيها أمس ..
Flash Back...
ارتفع رنين الهاتف فجأة قطع عملها لتلتفت بلهفة وتجيب ونبرتها يتخللها الحب والاشتياق ...
كارما بحب : هاي يا عموري
عمر بلهجة غنائية : اهلا اهلا بالخاينة الي غفلتني ولما نمت رنت
كارما بضحك : هو انا اقدر برضو مكنتش اعرف انك نايم والله
اخذ "راشد" الهاتف من "عمر" ووجه حديثه لهذا المشاكس : هات يا واد التلفون دا وروح شوف دراستك
عمر بتذمر : كل حاجة ادرس ادرس .. انا زهقت
كارما بشوق وحنين شديد : ازيك يا بابا عامل ايه ؟
راشد بحب لصغيرته : الحمد لله بخير يا روح قلب بابا
عمر بنبرة درامية : يا اعدل الناس الا في مخاصمتي ،لما الست كارما روح قلبك انا ابقى ايه ؟
راشد بصراخ : يا حنين تعي خدي الواد دا
حنين قد اتت على صوتهم العالي : ازيك يا كوكو عاملة ايه ؟
كارما وقد امتلئت الدموع بعينيها وهي تشعر بشوق شديد تتمنى عودتها باسرع وقت لرؤيتهم : الحمد لله بخير يا ماما وحشتيني اوي، امال فين عروستنا ؟
حنين : ريم خرجت مع سامر
كارما : خير ان شاء الله بس ترجع خليها تكلمني وحشتني اوي
حنين : حاضر يا حبيبتي
كارما : فين خالد وآدم ؟
خالد و قد آتي للتو وسمع سؤالها : انا اهو يا قلب خالد
كارما وقد سقطت دمعة من عينيها لكن سرعان ما مسحتها بسرعة فهي تعلم حساسية والدتها اتجاه سفرها : وحشتني اوي يا خالد ازاي شركتك ؟ و ازاي مراد ؟
خالد : الحمد لله كلنا بخير مش ناقصنا غير رجعتك يا حبيبتي
كارما : ان شاء الله انا بديت اخلص كل حاجة عشان ارجع بالكتير شهر ان شاء الله ، عشان الحق فرح ريم
الكل : ان شاء الله خير
ليكملو حديثهم سوياً بمرح شديد بعد انضمام باقي أفراد العائلة
Back ...
نزلت دموع كارما لشدة افتقادها لهم و كم تتمنى عودتها سريعاً فيكيفي بُعد وغربة فلا شئ يهون عليها سوا طيف مجهولها و رفيقاتها مسحت دموعها بعنف مذكرة ذاتها أنها بالنهاية ...وكفى بها بِعاد... اتجهت لسريرها بخطوات ثقيلة و جسد يطالب بالراحة بعد يوم عمل شاق ، تدثرت بالأغطية محاول بث الدفء لجسدها البارد تزيد من احتضان وسادتها سرعان ما شعرت بطيفه يُحيطها ككل ليلة يحتويها بأحضانه الدافئة يغمرها بحنانه يعوضها عن الآمان المفتقد زادت من احتضان الوسادة كأنها تبادله احضانه لتغفو بسلامٍ تام .....
*************************
في صباح جديد محمل بالمجهول والماضي محمل بآهات تقبض على أنفُس البعض تود التحرر لكنها محصورة بغلاف أُحكم على قلب مكسور بحزن شديد ... هبط ذلك الوسيم بطالته الخاطفة للأنفاس وكبريائه المعهود هذا ما يظهر للمشاهد لا أحد يعلم بكم الدمار الداخلي بداخله ، قابل تلك المشاكسة الصغيرة تدندن بلحن غنائي وهي تصعد الدرج ما أن رأته اتجهت نحوه وهي ترفع نفسها وتقبل وجنتيه بحب وتقول:
صباح الخير يا زينو
ابتسم وقبل خدها وهو يقول : صباح النور ، بابا فين ؟
ابتسمت بسعادة وهي تخبره : في غرفة السفرة بستناك عشان نفطر سوا ، هاروح اصحي ياسين وفرح عشان يفطرو معانا
زين باستغراب : هما باتوا هنا الليلة ؟
حركت رأسها بإيماءة وهو تقول : ااه بعد ما انت طلعت تنام بابا اصر يباتوا ، لتكمل بتحذير : اياكو تفطرو بدوني
زين بضحك : اوك بس متطوليش
سارة بمرح : طيارة يا باشا
هبط زين متوجه الي غرفة السفرة حيث توجد عائلته بعد ان صعدت سارة الى جناح ياسين ..
طرقت سارة الباب بهدوء ينافى أفعالها لتفتح لها فرح
فرح برقة : صباح الخير يا سارة
سارة بسرعة :صباح النور يا فروحة يلا صحي ياسين وتعالو عشان نفطر سوا
أومأت فرح وهي تقول : ياسين صاحي بياخد شور
سارة : اوك ما تتاخروش
فرح بإيماءة : حاضر
نزلت سارة متوجهة الي غرفة السفرة لتجد والدها يترأس الطاولة ووالدتها على يمينه وزين يعبث بهاتفه جلست بجانب زين وهي تقول بصوت عالي
سارة : صباااااح الخير يا قوم
الكل : صباح النور
عبد الرحمن : نديتي فرح وياسين ؟
لتومأ سارة وهي تقول : ااه اهم نزلو
فرح وياسين : صباح الخير
الكل : صباح النور
ليجلسوا بجانب وفاء، ويبدؤا بتناول الطعام لتقطع سارة الصمت تردف بمرح : زينو
زين بابتسامة وهو يعلم انها سوف تطلب شئ : نعم
سارة ببراءة : عايزاك توصلني الكلية بطريقك
أومأ زين : حاضر
وفاء وهي توجه حديثها لهم : فرح وياسين ارجعوا عالغدا انا كلمت سليم وهيجيب نور ونتغدا كلنا سوا ، ابقى هات ادهم معاك يا زين
وعلى ذكر اسم ادهم دق قلب سارة بعنف ، فلا احد يعلم بحبها له سواها هي وقلبها ...
زين : حاضر
ليومأ ياسين وينظر لفرح التي ضغطت على يده من تحت الطاولة ليميل ياسين لها
ياسين بهمس : مالك يا فرحتي ؟
فرح بتعب بادي على وجهها : تعبانة شوية
ياسين بقلق : تعبانة ! مالك ؟ ايه بيوجعك ؟
فرح بابتسامة لقلقه : ما تقلقش يا حبيبي شوية صداع
ياسين بقلق وخوف عليها : خلص بلاش تروحي النهاردة الشغل ارتاحي
لتومأ له فرح فهي تشعر بتعب شديد ..
لينتهوا من تناول الطعام و يذهب كل من ياسين وعبد الرحمن الى الشركة، وزين الى كلية سارة ثم الى عمله ،بعد ان قبل زين وياسين يد والدتهم ومال ياسين على فرح
ياسين : اطلعي ارتاحي يا حبيبتي وانا كل شوية هرن عليكي
فرح بحب : حاضر ، ربنا يخليك ليا
ياسين : ويخليكي ليا يا حبيبتي
صعدت فرح لجناحها بعدما استأذنت وفاء بينما اتجهت وفاء للحديقة وقلبها مفطور على صغيرها زين ، متى سيعود صغيرها السابق شردت في الحادثة قبل سنة التي دمرت صغيرها وقلبت حياته رأساً على عقِب
تنهدت بقلة حيلة وحزن وهي تدعو الله ان يهدأ باله ويعود كما كان سابقاً قبل فوات الآوان ...
****************************_
أوصل زين سارة الى كليتها بسيارته ثم هبط ليصلها للداخل تحت نظرات الإعجاب من الفتيات ..
الفتاة الأولى : مش ده الدكتور زين الجارحي
الفتاة الثانية بهيام : ايوا هو بجماله يخربيت كده
فتاة آخرى : هو دكتور ؟، ده بيشتغل مع والده في شركاتهم
الفتاة الأولى : ااه بس اعتزل مهنة الطب واشتغل مع والده
سألت الفتيات بفضول شديد : ليه ؟
ضحكت الفتاة الأولى على فضولهم وهي تقول : معرفش ، لأسباب مجهولة
عاد زين لسيارته بعد ان اوصل سارة للداخل وجذب هاتفه وجد العديد من المكالمات الفائتة من صديقه اعاد الاتصال
ادهم : صباح الخير يا زين
زين : صباح النور انت فين ؟
ادهم : في البيت
زين باستغراب : مش رايح المستشفى اليوم ؟
ادهم بنفي : لا رايح بس هاخد تاخير ساعة
زين بتفهم : تمام ابقى تعالي الشركة بعد المستشفى
ادهم بحزن : مش ناوي ترجع يا زين ؟
زين بجمود : لأ وما تفتحش الموضوع دا تاني يا ادهم
ادهم بحزن على صديقه : اوك يا زين براحتك يلا سلام
زين : سلام
ليفصل زين وياخذ نفس عميق يحاول طرد تلك الذكرى التي تلاحقه منذ تركه لمهنة الطب ، او للأوضح السبب في تركه لمهنة الطب ، تخليه عن حلمه وعمله لسبب مجهول ، لكنه لن يبقى مجهولاً للأبد ..
***********************_
في احدى الشقق الفاخرة على طاولة الطعام يوجد العديد من الأصناف الشهية وتلك الجميلة تتحرك بخفة ، آتى سليم بعد ان تجهز لعمله ليقبل رأسها وهو يقول : تسلم ايدك يا حبيبتي
ابتسمت له وهي تقول : وايدك يا حبيبي ، يالا تعال افطر عشان تلحق شغلك
جلس على الطاولة وجلست بجانبه يتقاسم اللقيمات له ولها بكل حب الى ان انتهوا ..
سليم وهو يجمع متعلقاته : انا نازل يا نوري عايزة حاجة ؟
نور: سلامتك يا حبيبي
سليم : اليوم هنتغدا عند ماما اجهزي وجهزي توتة عشان اخدكوا بعد الشغل واحتمال نبيت هناك
نور : حاضر يا حبيبي
ليتجه الى باب المنزل لتقول نور: لا اله الا الله
سليم بحب : محمد رسول الله
لتغلق نور خلفه وتتجه الى غرفة صغيرتها لتجدها نائمة لتبدء بترتيب المنزل لحين استيقاظها ، فاليوم ستذهب لبيت والد سليم فقد أصر عبد الرحمن على ان يُبقي للأولاده أجنحتهم كما هي ليأتوا أولاده كل مدة ويقضوا الوقت معهم لكي لا تحزن زوجته
**********************_

الطيف المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن