في المساء ... في غرفة الاستقبال ...
كانت تتوسط أحضان والدها في منزلها بعد أن اجتمعت العائلة تهنئة بعودتها و سلامتها في آن واحد ، تشاركت الأحاديث بينهم بمرح بينما تواجدت العصابة الرباعية المكونة من " خالد " و " سامر " و " عز " و "مراد " ، تشاركت بينهم الأحاديث بمشاكسة شبابية أضافت بهجة ومرح للجلسة ، ارتفعت ضحكاتهم من جديد في صراع جديد بين "عز" و " مراد " ، تنهدت "دانة" بيأس على صراعاتهم التي بدأت منذ بداية زواجها ولازالت ، ارتفع صراخ عز وهو يقول بغيظ : بس يا بارد
رفع مراد حاجبه ببرود وهو يضع قدم فوق آخر : انت مالك ؟ أنا تكلمت معاك ! أما عجايب
تحدث والد مراد " شريف " بهدوء : بس يا مراد
رفع كتفيه ببراءة وهو يقول : هو أنا عملت إيه ؟
ابتسم "خالد" بخبث شديد وهو يغمز ل"سامر" بخفية ، انتبه سامر له وبادله بابتسامة لا تقل خبث عن الآخرى وقال بصوت مرتفع : لا بس يا مراد ميصحش الي عز قالوا الصبح عنك ؟
شاركه خالد وهو يقول بجدية : يا خبر هو عز قال إيه ؟
تابع بدهشة وضحكة مصطنعة : لا متقولش انو رجع فتح نفس الموضوع
نظر لهم عز باستغراب : أنا قلت إيه ؟
نظر مراد لعز بشر وهو يقول ببرود : دايماً العبيد بتكره أسيادها وبتتكلم عنهم عادي
انتفض عز بغضب وكاد بالحديث لكنه قطع حديثهم صراخ " شريف " وهو يقول بغضب : خلاص مش عايز اسمع صوت ، إيه في حضانة !!
ارتفع ضحكات الشباب بصوت عالي ، جعل الجميع ينظر نحوهم باستغراب وبلاهة ، تحدث خالد بضحك : أصل مراد وعز عملوا رهان إذا حد من حضرتكم زعق عليهم يبقى سامر هيعزمنا ع حسابه
صفقت ريم بحماس وهي تقول : ايوا برااافو ، ها هتعزمنا فين وع إيه ؟
نظر لها سامر بعدم فهم وهو يقول : هو مش انت المفروض تكوني زعلانة عشان خسرت ، بعدين إيه تعزمنا على إيه ، أنا الرهان كان أعزم الشباب بس
ريم بلامبالاة : وأزعل ليه ؟! ، نرجع لموضوعنا هتعزمنا ع إيه ؟ واعمل حسابك الشباب وأنا ودانة وكارما
نظر لها سامر بصدمة : ع كده مش هتجوزك يا بت راشد
قذفه خالد بالوسادة الخاصة بالأريكة وهو ينظر له بشر ، تأوه سامر بخفوت وهو يقول : مقصدتش
نظر فجأة نحو "راشد" الذي يتابعهم بتسلية ويحتضن "كارما" بحنان وتحدث بجدية : بقلك إيه يا عمي ، احنا كنا نستنى كارما عشان الفرح ، اهي كارما نورت نعمل الفرح بقى إيه رأيك الأسبوع الجاي ؟
راشد بسخرية : أنا بحكي يكون بكرة أحسن
وافقه سامر وهو يقول : حلو أوي أهو خير البر عاجله ،
خالد بسخرية : و هنيالك يا فاعل الخير
أكمل مراد : حسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة
أومأ سامر وهو يقول بتأثر : ويا بخت من وفق راسين بالحلال
قذفه خالد بالوسادة وهو يقول : قوم اطلع برا معندناش بنات للجواز يلا
تجاهله سامر وهو يقول : قلت إيه يا عمي ؟
نظر نحوه راشد بدهشة منتبهاً لجديته في الحديث ليقول : قلت إيه ب إيه ؟
سامر بهدوء وجدية : بالفرح الاسبوع الجاي ؟
تحدث راشد بجدية مماثلة له : أكيد لا مفيش وقت ، بعدين الرأي رأي العروسة ، إذا وافقت فالفرح بعد أسبوعين من دلوقتي
نظر "سامر" نحو "ريم" بسرعة التي استنجدت بوالدتها بنظراتها ووجهها يشتعل بحمرة الخجل ، لتومأ لها ليقول سامر : السكوت علامة الرضا ، الفرح بإذن الله بعد أسبوعين
تعالت التهنئات بزفافهم وعمت السعادة الجو بذلك الخبر المفاجئ ، ابتسمت "كارما" بسعادة عليهم وهي تتمنى لهم حياة سعيدة استطاعت أن ترى الحب في أعينهم بوضوح ، ابتسمت بنعومة وهي ترى "سامر" يغمز ل " ريم " بخفية بينما هي تحذره بأعينها أن يكف عن أفعاله ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نظر للسقف الغرفة بشرود ، عقله يعمل في جميع الاتجاهات دون توقف ، لا يستطيع تفسير ما يشعر به ، أيعقل انها هي ؟ لما لا ! ، وقد تكون صدفة أو قد تأثر بمرضها ! ، انتفض بتوتر عن للفراش وهو يُجري اتصال بعد ثوانٍ استمع لصوت الآخر يجيب ليقول بسرعة : انت بالبيت
أجاب أدهم باستغراب : ااه ، في حاجة ؟
نفى زين وهو يقول : لا ، انا جاي دلوقتي
زاد استغرابه لكنه فضل السؤال عندما يأتي ليجيب باختصار : تمام
وقف يبدل ملابسه وهو يحاول طرد تلك الأفكار عن ذهنه ، قد جن بالتأكيد يرى فتاة في أحلامه وعندما رأى تلك الفتاة شعر بها ، ابتسم بسخرية وهو يردد بداخله أنه قد جن بالتأكيد ، أبدل ملابسه بسرعة وكأنه يهرب من أفكاره نزل الدرج برشاقة ، أوقفته " سارة " وهي تقول بشقاوة : رايح فين كده ، هي وكالة بدون بواب ؟
أبعدها عن طريقه برفق لا قدرة له على الحديث وهو يتابع طريقه للخارج بسرعة ، ثبتت مكانها تنظر نحو باستغراب ، انتبهت على صوت والدها وهو يقول : مالك يا سارة واقفة كده ليه ؟
نظرت نحوه بانتباه : هاا ، لا ولا حاجة بس كنت بكلم زين وخرج بسرعة
سألها باستغراب : خرج فين ؟
رفعت يديها كتفيها وهي تقول : معرفش ،أنا كنت بكلمه ومردش عليا
أومأ والدها وهو يفكر في حال ابنه ، تنهد بعمق وآسى وهو يفكر في شئ يجب تنفيذه ليستطيع "زين" الخروج من تلك القوقعة ... اتجه لغرفته ليستعيد صفاء ذهنه ويفكر بما هو مقبل عليه ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بشقة "أدهم" وضع أمام "زين" أطباق فارغة وهو يقول ساخراً وهو يفتح الصندوق المغلق : بس إيه التغيير المفاجى ده ، جاي عندي وكمان جايب حاجة حلوة كده كتير
غمز بعينيه وهو يقول : أنا من امبارح حوار البت في المستشفى مدخلش راسي ، هي الصنارة غمزت ولا إيه
ألقى بوجهه الوسادة قائلاً : اخرس يا حيوان ، قلتلك المحاليل لفتت انتباهي وبس
ابتسم أدهم متعجباً وهو يقدم له الطبق : لا بس انت شكلك مش تمام مالك
ابتسم ساخراً : مش تمام ! الي يسمعك يشك فينا
أدهم بمكر : اهرب اهرب فاكر اني مش هعرف مالك مثلاً
تنهد بعمق شديد : أنا مش عارف أنا مالي أصلاً
أدهم مستنكراً : للدرجادي ،طب ما تتكلم
رمقه لفترة قليلة مفكراً بما سيتفوه به الآن ، عقد "أدهم" حاجبيه من تصرفاته وزاد تعجبه عندما بدأ يسرد له ما يراه منذ سنوات لتلك الفتاة في أحلامه وآخر منام رأها و ارتفاع نبضات قلبه عند رؤية تلك الفتاة في المشفى
اتسعت أعين "أدهم" بدهشة من تلك الغربات التي يتفوهها صديقه ليقول : إيه دا ؟! انت شكلك ملبوس
نظر "زين" نحوه وجد وسادة أخرى فجذبها ثم ألقاها بوجهه بعنف قائلاً بضيق : اخرس ياض
أمسك الوسادة وألقاها بعيداً وقال بجدية وهو يحاول التفكير بتلك الأعجوبة : طب ما ممكن دا يكون زي إلهام ليك
نظر له بعدم فهم وهو يقول : قصدك إيه ؟ أنو ممكن يكون كله أوهام
نفى أدهم برأسه وهو يقول : لا قصدي ممكن يكون فعلاً حقيقة يعني أن ده تفسير منطقي للأحداث الي جاية
صمت لبرهة ثم تحدث : والعمل دلوقتي ؟
أدهم بهدوء : ولا حاجة ، دلوقتي هتعرف لما تشوفها مرة تانية شعورك هيكون إيه ، إذا نفس الشعور يبقى تجري ورا حاجتك وتحقق حلمك ، إذا لأ فبكون مجرد شعور عادي ممكن عشان شوفتها وهي مريضة قلبك رق ليها بس .
اومأ برأسه بصمت وهو على علم بأن ما حدث بالمشفى لم يكن مجرد شعور بالشفقة عليها ، أغلق عيناه محاولاً للمرة الألف استعادة صفاء ذهنه من تلك الضوضاء التي باتت تسيطر بشكل قوي عليه وعلى تفكيره ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت ترقد بفراشها وهي تبتسم بنعومة رغم بساطة اليوم وتعبها إلا أنها استمتعت بوجودها بجانبهم ، استمتعت بهالة الآمان والحب التي تحيطها من أفراد العائلة بعدما كانت تعاني في غربتها رغم وجود الفتيات لكن لا شئ يعوض العائلة أما ذلك الطيف الذي لازمها لسنوات يشغل ذهنها بقوة وهي تسترجع ما شعرت به بالمشفى ، قطع تفكيرها عندما دلف " خالد " للغرفة وهو يقول : عاملة إيه دلوقتي يا كوكي ؟
اعتدلت في فراشها وأشارت له ليتقدم وهي تقول : الحمد لله
تقدم يجلس لجوارها وهو يربت على شعرها بحنان : إيه رأيك بكرة تيجي معي الشركة تغيري جو ومنه تشوفي الشركة بتاعتنا
ابتسمت بحماس وهي تقول : موافقة طبعاً ،أنا كنت عايزة أقلك النهاردة
قبل جبينها وهو يقول : خلاص اتفقنا بكرة تيجي معايا نقضي اليوم سوا
أومأت له بحماس بينما هو غادر الفراش وهو يقول : متنسيش تاخدي علاجك ،اسيبك ترتاحي دلوقتي عشان بكرة تكوني مستعدة
أومأت له وهي تبتسم بحماس ، أغمضت عيناها تبحث عن النوم في ظل الهجوم المتتالي من الأفكار الذي يعصف برأسها دون توقف ، بدأ مفعول العلاج بالانتشار في أوردتها لتغمض عيناها بتعب ، تحقق مطالب جسدها بالراحة ...
~~~~~~~~~~~~~~~~
في الصباح ...
دلفوا لداخل الشركة بخطوات قوية واثقة ، صوت كعب حذاءها جذب انتباه الموظفين لتلك الجميلة التي برفقة مديرهم ، تعلقت أنظار الجميع بتلك الجميلة مجهولة الهوية التي يحتضن كفها بين يديه وتسير لجواره بخطى واثقة قوية رغم هدوءها ، تعالت همهمات الموظفين عن هوية تلك الجميلة ليبدء كل منهم بسرد حكاية و إعطاء هوية لتلك المجهولة بصفات عديدة زوجته ربما خطيبته ... أما هو كان يحتضن كفها بين يديه وهو يخطو بها للداخل بعد أن جذب أنظار الجميع ، تقدم لمكتبه ليجد "سمر" تجلس خلف مكتب السكرتيرة تعمل على عدة ملفات أمامها بنشاط ، حمحم يستعيد صوته وهو يقول : صباح الخير يا سمر
وقفت ترد تحية الصباح تنظر باستغراب لتلك الجميلة بجواره لولهة شعرت بضيق بداخلها تجاهلت الشعور وهي ترد بعملية : صباح النور يا فندم
جذب "كارما" وهو يدخل مكتبه وأشار ل " سمر " لتتبعه ، اتجه لمكتبه يخلع سترته وهو يوجه حديثه لتلك الواقفة تتأمل المكتب بدهشة ممزوجة بإعجاب ولم تنطق بشفة كلمة منذ دخولهم للشركة : مالك يا كارما ، عجبك المكتب ؟
انتبهت له وهي تقول بإعجاب : حلو أوي والشركة الديزاين بتاعها حلو أوي أوي ، ربنا يباركلكم فيها
قطع حديثهم دلوف " سمر " وهي تحمل بين يديها عدة من الأوراق ، أشار خالد ل "سمر "وهو يوجه حديثه ل " كارما " الجالسة على الكرسي المقابل للمكتب : كارما دي سمر أخت سامر ، سكرتيرتي الفترة دي
اتجهت كارما لها وهي تقول برقة : مش شبه سامر خالص ، إزيك يا سمر ، أنا كارما أخت خالد وريم
بينما سمر منذ أن سمعت اسم "كارما" حاولت الرجوع بذاكرتها وهي على علم بأنها سمعت هذا الاسم من قبل ، شعرت براحة داخلها لمعرفة أنها أخته : الحمد لله ، معلش مقدرتش أفتكرك بس أنا شفتك مرة أو مرتين بالصور مع ريم ،الحمد لله على سلامتك
ابتسمت بنعومة وهي تقول : الله يسلمك ، لينا كلام كتير وقعدة حلوة بإذن الله نتعرف أكتر
أومأت لها بلطف وهي توجه أنظارها ل" خالد " الذي يتابع حديثهم بهدوء ، لتقول بعملية : أنا أجلت اجتماعات امبارح بسبب غياب حضرتك ، وجهزت الملفات المطلوبة وباقي بس توقيع حضرتك
أومأ لها وبدأ بمباشرة عمله وهو يوجه لها عدة أسئلة تجيب بعملية وهدوء شديد ، أُعجبت به "كارما" بينما خرجت لترى الشركة بشكل أوضح لحين انتهاء "خالد " من عمله...
~~~~~~~~~~~~~~~~
اعتدل في نومته ، بعدما شعر بتلك العاصفة تقفز عليه بقوة وهي تصرخ بحدة وتثرثر بصوت غاضب ، اعتدل في جلسته يتأمل هيئتها الغاضبة وهي تخطو بالغرفة وهي تنطق بكلمات غير مفهومة ، جلس يتأملها ببرود وهو يحاول أن يسيطر على أعصابه ، يبدو أن عاصفتها ستطول غادر الفراش وذهب ليبدل ملابسه ، توضأ وأدى فرضه ، وقف أمام المرآة يتأكد من هيئته ، تعجبت من ردة فعله ،وقفت أمامه وهي تقول ببرود : صباح الخير يا زين باشا
التفت لها وهو يقبل رأسها ويقول : صباح النور يا سارة
نظرت له باستنكار وهي تقول : مش عايزة صباح منك ولا عايزة حاجة ومتتكلمش معايا أبداً أنا زعلانة منك من امبارح
تابعت بحماس : بس مش وقت زعل في حاجة مهمة عايزة اقولهالك
نظر لها باهتمام وهو يقول : إيه ؟
تحدثت بخبث رغم ما تشعر به من ضيق : اليوم جاي لينا ضيف ، انت مش مرحب بيه
نظر لها باستغراب من ذاك الضيف الغير مرحب به من وجهة نظرها لطرفه : مين ؟
تحدثت بضيق : مايا هانم
انتفض كمن لسعه عقرب ،التفت لها وهو يردد بصدمة : مايا !!!
ارتدت للخلف بفزع وهي تنظر باستغراب لردة فعله المبالغ فيها ، بينما هو بدأت الأحداث تتجمع في ذهنه لتشكل تلك الحكاية المحبوكة من خلف ظهره ودون علمه ...
~~~~~~~~~~~~~~~~انتهى البارت ...
رأيكم بالبارت ؟ 🤍
أنت تقرأ
الطيف المجهول
Mystery / Thrillerإلى أين ؟ إلى المُستقبَل البعيد ، إلى عينيك ، إلى مكتبة برفوف عتيقة تحملنا بين طيات سُطورها ، ومن ثُم لأحضان رواية تُمثلنا بتلك التفاصيل ، تروي أحداث كثيرة وتفاصيل مثيرة .. حيث تتضمن بأنه لا يمكن للوقت أن يمر بدونهما وتتوسطهما أفكار كثيرة دون أن يع...