البارت التاسع عشر 🦋

795 52 15
                                    


كادت بالتحدث والبدأ بسرد قصة جديدة من تأليفها بغرض تدمير العلاقة لكنها توقفت على صوت "كارما" وهي تقول برقة : مفيش داعي لكلامك يا مايا
نظر لها "مايا" بتوجس وهي تظن أن "زين" أخبرها بالحقيقة قالت بتوتر : يعني إيه !
أجابت كارما بهدوء : أظن أنه زين إلي ترك شغله مش انت .. لما احب أسمع السبب هسمعه منه هو مفيش داعي لكلامك دا .. زين لا مخبي عليا ولا رافض يحكيلي إحنا أجلنا الكلام بالموضوع دا لبعدين
ابتسم "مايا" براحة أن "زين" لم يخبرها برغم لذلك ارتسمت خيبة أمل بداخلها لكنها ابتسمت بخبث وهي ترى أن لديها فرصة أخرى ، كادت "مايا " بالحديث لكن إنفتح باب المكتب توترت بشدة وارتفعت وتيرة أنفاسها و شعرت بأن الدماء تنسحب من جسدها عنوةً و استمعت لآخر صوت تمنت أنه تسمعه هنا ...
~~~~~~~~~~~~~~~
كان يعتلي الفراش يغط بنوم عميق ، فاق على هزات "ياسين" البسيطة .. فتح عيناه بتكاسل قائلا باستغراب : ياسين !! في حاجة ؟
لوى فمه بسخرية : الساعة ١١ يا أستاذ ، أنا رحت الشركة ورجعت أجيب شغلة ماما بتقولي انك ما نزلتش لدلوقتي
اشاح الغطاء عنه ثم نهض سريعاً بصدمة : يا نهار أسود أنا إزاي نمت لحد دلوقتي
غمز ياسين بخبث : يمكن السهرة كانت صباحي أنا عارف فترة الخطوبة دي كلها كده
تجاهله "زين" وهو يلتقط هاتفه ، بينما ابتسم "ياسين" عليه وهو يغادر ، وجد " زين " مكالمة فائتة منها أعاد الاتصال بها لكن لا يوجد رد ، تنهد بغضب من نفسه ودلف سريعاً للمرحاض ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~
اقتحم "أدهم " المكتب وهو يقول بأسف مصطنع : معلش يا دكتورة كارما في حالة طارئة
ثم نظر ل"مايا" نظرة غامضة وتابع : ازيك يا مايا ؟ خير سلامتك
تحدثت مايا بارتباك واضح : الحمد لله ازيك يا أدهم ، لا مفيش حاجة انا كنت عايزة كارما بموضوع كده وخلاص
رفع "أدهم" حاجبيه بسخرية وهو يقول : آه كان تكلمتي معاها النهاردة بالليل وهي عند عمك ولا انتي خارجة النهاردة بالليل ومتعرفيش أنها معزومة النهاردة هي وعيلتها
ابتسمت بتوتر وهي تقول بصدمة مصطنعة : إي دا بجد ! خلاص هبقى اشوفك بالليل يا كارما هتنورينا والله
ثم غادرت مسرعة ، نظر لأثرها "أدهم" بسخرية ثم التفت لكارما التي تتابع المشهد بهدوء ، ابتسم ثم جلس على الكرسي المقابل للمكتب : اقعدي يا دكتورة مفيش حالة طارئة ولا حاجة
قطبت ما بين حاحبيها باستغراب وهي تقول : طيب ليه عملت كده يا دكتور ادهم ؟
نظر لساعته بطريقة موحية وهو يقول : للأسف معنديش جواب على سؤالك ده
ثم تابع بمرح : بعدين إيه دكتور ادهم دي انا صاحب جوزك يبقى لازم تقوليلي الاستاذ الدكتور أدهم
ارتفعت ضحكاتها على مزاحه غافلة عن ذلك الذي يود ان يقتلع عنقه ، دلف للداخل وهو ينظر لها بغيظ ثم التفت للقابع على الكرسي يطالعه ببرود ، نظر له" زين " بغضب وهو يقول : انت مش عملت إلي عليك يلا غور
رفع أدهم حاجبيه بسخرية ثم تحدث بمكر : لا كارما طلبتلي قهوة
نظرت له "كارما" باستنكار لكذبه .. لكنه غمز لها خفية ، نظر لها زين بغيظ وهو يقول : معزمتيهوش على الفطور ليه !!؟
كادت بالتحدث قاطعها "أدهم" وهو يقول : خلاص يا كارما مفيش داعي تشرحيله معلش هروح أنا دلوقتي وهبقى اجي أشرب القهوة وقت تاني ، هادم الملذات زين باشا
ثم غمز ل "زين " بمكر شديد وهو يغادر ، حاولت كتم ابتسامتها على حالة "زين" وحديث " أدهم" ، نظر لها "زين" بغيظ وهو يقول : اضحكي يختي أحسن يجرالك حاجة
سرعان ما انفلتت ضحكاتها نظر لها بغيظ تحول لعشق يقرأ بين سطور قلبه ، جلس على المقعد المقابل لها ..جلست أمامه تحدث بحنق : آخر مرة اشوفك واقفة مع الحيوان أدهم
رفعت حاجبها وهي تقول : انت الي تقولي في إيه متحولش تهرب عشان أدهم إلي جه عندي المكتب ومايا بنت عمك عندي وانت دلوقتي قلت انه خلص مهمته
نظرت له وهي ترفع سبابتها بتهديد طفولي : ما تحاولش تكذب عليا
ابتسم عليها تستطيع تحويل غضبه لابتسامة تزين ثغره بأفعالها وكلامها الذي لا يخلو من طفولتها ، ابتسم وهو يقول بفزع مصطنع : أنا هعترف بكل حاجة يا باشا
نظرت له بغرور مصطنع وهي تقول بجدية مضحكة : أنا سمعاك تفضل
ابتسم وهو يقول : قوليلي النهاردة اجي اخدك الساعة كام ؟
أجابت بابتسامة : مش عارفة هبقى أكلمك ، مفيش داعي للعزومة دي والله
اردف بعدم تصديق : إزاي مفيش داعي دي عزومة تعارف عشان عيلتنا تتعرف على عيلتك هنتبسط أوي
أومأت له سألها : قوليلي ريم هتيجي ؟
هزت راسها بنفي وهي تقول بأسف : لا معلش هي طلبت مني أعتذر منكم عشانها تعبانة شوية
أومأ برأسه وهو يقول : سلامتها
ابتسمت له بينما هو ابتسم داخلياً بفخر انه استطاع تغير الموضوع ف "أدهم" أخبره أن "مايا" ذهبت ل"كارما" صدفة أثناء حديثه بالهاتف معه ، علم أن تلك الخبيثة تخطط لشئ سئ ، لا يريد ان تختلي "مايا" ب "كارما" أبداً بعيداً عنه ، لا يريد التطرق لذلك الموضوع مع " كارما" إلا بعد أن ينهي حديثه مع تلك الخبيثة ، سألها محاولاً إبعاد فكرها عن ما حدث : مسألتنيش ليه مجتش النهاردة ليكي ؟
انتبهت له وهي تقول : ااه أنا رنيت عليك ما رديت قلقت عليك
ابتسم على كلماتها المتلهفة التي خرجت بتلقائية ، اتسعت ابتسامته وهو يراها تنظر له باهتمام تنتظر حديثه بدأ يسرد لها وهو يتشارك معها الحديث بحب وهو سعيد للغاية بوجودها بحياته ليست مجرد ملاك في منامه ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~
تسلل الليل سريعاً دون ان يشعروا بكم الوقت الذي مر عليهم فمنذ موعد الغداء وهم بإستضافتهم ، قضوا وقت ممتع للغاية تشاركوا الأحاديث الوّدية وكأنهم على معرفة قديمة ببعضهم البعض ، شعرت "حنين" بالراحة اتجاه تلك العائلة التي ستصبح عائلة ابنتها الثانية وهي ترى أن المظاهر لا تظهر النفوس ، تشارك الرجال أحاديث العمل المعتادة بينهم ، بينما انضمت "كارما" للفتيات ، سألت فرح بحماس : انت عندك اخت مش كده
أومأت برأسها وهي تقول : ااه بس هي تعبانة شوية عشان كده مجتش
تحدثت فرح بحنين : احلى حاجة في الدنيا يكونلك أخت بنت والله
أومأت كارما وهي تقول : فعلاً رغم انه بيكون بينكم مشاكل وانتوا صغار وكده بس ما في شي بيغني عن الأخت
ابتسمت سارة وهي تقول : ولا كأنك بتشمتي فينا
نظرت لهم "كارما" بصدمة وهي تقول : انتوا كلكم وحيدين
أومأت نور برأسها وهي تقول : ااه أنا بنت وحيدة وليا ٣ أخوة شباب ، وفرح بنت وحيدة وليها أخ واحد بس وسارة زي ما انتي شايفة
ابتسمت "كارما" وهي تقول بشماتة مرحة : يا مساكين ، يلا مش مشكلة أنا وأختي خواتكم كلكم
أومأت "فرح" بحماس وهي تقول بحب : أكيد
ثم تابعت : تعالوا نقعد مع الشباب برة بتبقى القعدة أحلى .. أخوكي عمر يا كارما حكااية
ابتسمت "كارما " وهي تتابع " عمر " الذي أعتاد على الجميع وبدأ بمشاكسته كعادته ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~
امتلاء البهو بالأحاديث الوّدية المرحة ، فبعد انتهاء العشاء
مايا بصوت عالي جذب انتباه الجميع : الا قوليلي يا كارما هو انتِ تعرفي زين قبل كده؟
كارما باستغراب : لأ ،ليه ؟
مايا باستفزاز : اه يعني مش مخطوبين عن حب
لتكمل بسخرية ونبرة تحمل بين طياتها الكثير من الغيظ والغيرة : زي ما بقولو كده زواج صالونات
ليزداد انتباه الجميع لهذا الحوار ، نظر لها "زين" بغضب شديد ، ابتسمت "كارما" وهي تقول بهدوء شديد : معلش يا مايا خليني اصلحكلك مصطلحاتك ، اولاً اسمه جواز مصونات مش جواز صالونات ، لما راجل محترم بخاف ربنا يربي بناته وولاده تربية صحيحة خالية من الفتنة ويديهم ثقة لازم يكونوا قد الثقة
لتكمل بقوة وكأنها ترسل رسالة مبطنة لأحدهم : عايزاني اتجوزه عن حب ازاي يعني ؟ اقابله من ورا اهلي ، ولا اكلمه على الموبايل بالليل بدون ما حد ياخد باله
لتنظر لابيها بفخر : لما انا بنت راجل كان ونعم الأب والزوج امام الله وامام الناس ويربينا صح وما يحرمناش من حاجة ويدينا ثقة يبقى غصب عننا لازم نكون قدها
لتردف بابتسامة بسيطة بعد ان القت نظرة على الجميع ووجدتهم يتابعوا بتركيز شديد : زواج عن حب يعني يا يكون بينا محادثات ع مواقع السوشيال ميديا ودا حرام لانه يعتبر خلوة ، او اقابله سواء بالشغل او بالجامعة ودا بحد ذاته هدم لثقة بابا تعب وهو يبنيها فينا
هو دا مصطلح الجواز عن حب الي فاهمينو طبعا مع احترامي الشديد للمتزوجين عن حب ، في ناس متزوجة عن حب لكن بدون ما تتخطى حدود بعض
لتتابع : انا عمري ما اتجوز عن حب !
لتنظر ل"زين" لتراه ينظر لها بانتباه لتبتسم له وتكمل: انا مش مستعدة اهد ثقة بابا واخواتي بسبب شئ تافه وحرام ، الي بيحبني يفوت البيت من بابه ، الي شايف انو انا ممكن اكون زوجته وام اطفاله يفوت من الباب .. احنا ناس بنعرف آداب الضيافة
كل هذا تحت نظرات الاعجاب من الجميع ونظرات التشفي ل"مايا" والتشجيع ل"كارما" من قبل الفتيات ونظرات عاشقة من "زين " ، لتكمل بهدوء : تفتكري يا مايا انا طلعت ادرس برة البلد لوحدي وانا لسا صغيرة وغير ناضجة بشكل كافي كان ممكن اعمل اي حاجة انا عوزاها
لتنظر لابيها واخواتها بنظرات تحمل الحب والفخر:
ما حرمونيش من حاجة عشان اعملها بعيد عنهم ، عمري ما اهد ثقة بابا واخواتي ، عمري ما اوجع قلوبهم واخليهم يحسو اني ما كنتش قد الثقة
لتأخد نفس عميق وتقول : يمكن كلامي مش مرتب بس انا حبيت اوصلك الشي بشكل عفوي اتمنى كلامي يوصلك يا مايا ..
أومأت "مايا " برأسها بتوتر وهي ترى النظرات الجميع مصوبة عليها بشدة ، أرادت ان تزيح الحرج عنها لتقول : طبعا يا حبيبتي كلام صح انا بس بسأل ، عن اذنكم هطلع ارتاح
غادرت سريعاً بعدما لاحظت نظرات "زين" تكاد تحرقها ونظرات الغضب من الشباب ، لاحظت "كارما "نظرات" زين" ل"مايا" و تأكدت من وجود خطب ما بينهم ، اخرجتها " سارة " من شرودها وهي تشاركها الأحاديث من جديد مع الجميع لتصرف الأمر عن الموقف السابق وهي تعلم أن "مايا" بدأت تلعب بأيام حياتها ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
خرجوا الشباب جميعاً للحديقة الخلفية عدا "مايا" التي صعدت لغرفتها ، اختلى "زين" ب "كارما" في زاوية بعيدة عن الشباب أشار لها بالجلوس على الكرسي المقابل له ، بينما هي هزت رأسها بنفي وهي تشير للأرض ، نظر لها باستغراب وعدم فهم تحدثت برقة : الأرض نضيفة صح ؟
اشار بنعم وهو ينظر لها باستغراب ، جذبت يده بقوة تُنهضه عن المقعد وهي تقول : نفسي أقعد على الأرض تعال نقعد سوا
لم تستمع لاجابته التفتت له وجدت نظره معلق على يدها الممسكة بيده بقوة .. نفضت يدها سريعاً باستيحاء ابتسم لفعلتها وجلس أرضاً يضم قدميه لجوار بعضهما أسفله في جلسة اعتيادية ، ابتسمت وهي تجلس أرضاً في محاولة منها لتقليد جلسته ، تابع ما تفعله باستغراب إلى أن استنتج أنها لا تستطيع الجلوس أرضاً وهي تضم قدميها لأسفلها مثل جلسته .. ارتفعت ضحكاته تنتشر في المكان بينما هي تحدثت بتذمر : مش بعرف أقعد مربعة كده
انخفضت ضحكاته تدريجياً بينما مد يده يجذب قدميها للأمام بطريقة مريحة ، ابتسمت بخجل وهي تحاول إبعاد يده ، سألها : كده تمام ؟
أومأت له باقتناع وهي تقول : مع أن نفسي اقعد كده زيك بس مش مشكلة
باغتها بسؤاله وهو يقول : هو انت فعلاً محبتيش قبل كده ؟
نفت برأسها وهي تقول بصدق : لا .. أنا كانت أغلب حياتي دراستي بس طول فترة المدرسة او الجامعة يكون محور حياتي المذاكرة بس أما في الإجازات كنت أشغل نفسي أقرا روايات .. أخد دورات لغات .. ماكنش عندي وقت ابداً ، ممكن تقول إني كنت بذاكر جداً وكل حياتي مذاكرة بس لا انا كنت بتمتع بحياتي جداً بس وقت الدراسة دراسة
تحدثت بمرح : انت كنت شاطر بمدرستك ؟
نظر بغرور مصطنع وهو يقول : أمال دخلت كلية طب إزاي
ضربت مقدمة رأسها بخفة وهي تقول : فاتتني والله
ابتسم عليها ثم تحدث بجدية : أنا عارف انك لسا ما تعرفيش حاجة عن حياتي وأكيد عايزة تعرفي ليه سبت شغلي بالمستشفى و اشتغلت بالشركة أنا هقلك كل حاجة بس مش دلوقتي محتاج فترة ارتب نفسي فيها
آتى بذهنها حديث "مايا" صباحاً ، نفضت ذلك بعيداً ثم ابتسمت برقة وهي تقول : وأنا مستنياك خد الوقت الي عاوزه ،اي حاجة مهما كانت ماضي دي تخصك أنا بس عايزة أسمعها فضول بس مفيش أي حاجة هتأثر على علاقتنا أبداً
اتسعت ابتسامته لتفهمها وحديثها الجاد الهادئ .. جميلة بكل ما تحوي الكلمة كانت كملاك لسبع سنوات والآن رآى الملاك بأم عينه العاشقة لها .. تذكر شئ سألها باستغراب : إزاي محبتيش أو أعجبتي بشخصية حد بفترة مراهقتك أي حد وهو مراهق إلا ما يحب أو حتى يعجب بحد أو يعجب بشخصية حد مثلاً
اكتسحت حمرة الخجل ملامح وجهها وهي تبتسم باستيحاء : مش كده
نظر لها بعدم فهم تابعت بخجل : أكيد كل بنت بالفترة دي بتحلم انها تحب او تتحب ، وأنا بنت زي كل البنات لكن انا ما دورت على الحب أنا صنعته .. كنت أحب بالحلال أفكر لما أبقى زوجة شخص إزاي هبقى مخلصة ليه وهبقى أم ولاده ومراته وحبيبته وأخته وأمه وكل حياته ، إزاي هبقى أنا أساسية بحياته إزاي هبقى حد مهم مش حاجة مهمة ، لازم يكون عارف إن أنا حد مش حاجة تخصه ، إزاي هحبه وهشيله ع كفوف الراحة ، إزاي هيكون سندي وضهري وأبو ولادي ، إزاي هختاره بقلبي مش بعيوني
تحدث بمزاح : والله أبغى أقوم أحضنك بس أخاف تستحي
أخفت ابتسامتها بصعوبة على حديثه بينما لم تستطع إخفاء خجلها ، انتبهت على "عمر" القادم باتجاههم ، جذبها بغيرة وهو يقول : جرا إيه يا جدع كل شوية تاخد البنية وتختفي
نظر له "زين" بابتسامة مستفزة فهو يعلم غيرة "عمر" الشديدة على "كارما "بينما تابع عمر : تعالي يا كوكي اقعدي معانا باين الواد زين مش عاجباه القعدة معانا عامل زي العيل الصغير شابط بأمه
نظر له زين بغيظ وهو يقول : والله لوريك يا ابو لسانين انت
انتفض "عمر" يركض بسرعة بينما ركض خلفه "زين" وهو يتوعد له تابع الجميع ما يحدث بصدمة بينما سقطت" كارما" أرضاً وضحكاتها ترتفع رويداً وهي تتابع ما يحدث بأعين متسعة لم تتوقع أن يفعل "زين" ذلك ، توقف "زين" عن الركض ضحكاتها أنعشت خلايا قلبه، تلقائياً رسمت بسمة خافتة على شفتيه وكأن رؤيتها تبتسم نقلت السعادة إليه ، أتى من خلفه "عمر" وهو يصفعه برفق على ظهره قائلاً : يخربيت الحب وسنينه
نظر له بغيظ ثم جلس أرضاً يلتقط أنفاسه بصعوبة جلس لجواره "عمر" بتعب ، اقترب الجميع نحوهم وأحاديثهم المرحة ترتفع على ما فعلوه منذ قليل ، جلست كارما لجوارهم وهي تقول : إيه اي عملتوه دا !
ابتسم سليم وهو يقول : لا بس الموضوع عجبني اتخيلي إحنا باقالنا قد إيه ساكنين هنا عمرنا ما فكرنا نجري او نلعب بالجنينة
ابتسمت كارما وهي تقول : ليه ؟ الجو هنا حلو بعدين مفروض بدل كل الكراسي دي تعملوا قعدة فرش عربي
نظر لها الجميع ببلاهة ابتسمت وهي تقول : يعني تحطوا فرشات على الأرض مش فرشات نوم لا فرشات قعدة بكونوا كده صغار ومرتبين
أردف "ياسين" بمزاح وهو يوجه حديثه ل"فرح" : هأبني أكبر بيت بالفرشات وتبطل أمي تهدوا ع راسي
تحدث "زين" ل "آدم" بعدما لاحظ صمته الطويل : مالك يا آدم مش عجباك القعدة ولا إيه ؟
ابتسم آدم وهو يقول : ليه بتقول كده ؟
تحدث زين : شايفك ساكت يعني
ابتسم "آدم" وهو يتحدث بهدوء كعادته : لا مش كده أنا مبسوط جدا بس مش بحب أتكلم كتير
تحدث عمر بسخرية : بخاف بوقه يوجعه
تحدث خالد بسخرية مماثلة : كفاية انت ولسانك
ابتسم "زين" بشماتة عليه ، نظر له "عمر" بغيظ وهو يقول : سيبك من كل دا بقلك إيه يا كوكي متغني لينا
نظر لها زين بصدمة : انت بتغني
تحدث آدم بحنان : ااه صوتها حلو أوي
ابتسمت بخجل وهي تومأ ، تحدثت نور بحماس : يلا سمعينا
نفت برأسها بسرعة ، تحدثت سارة بحماس مماثل : يلا يا كارما دا احنا ما صدقنا حد صوته حلو
نظرت لها بتحذير ، ابتسمت "فرح" بعدما لاحظت نظراته لتقول بمكر : يا كارما مفيش داعي لنظراتك يلا سمعينا
توعدت لهم بشدة ، نظرت صوب الجميع وجدت نظرات الحماس تغلفهم ، نظرت ل"خالد" عله ينقذها بينما هو أومأ لها بتشجيع ، تحدثت باستسلام : أوك ، أغنيلكم إيه ؟
تحدثت سارة بمرح : أي حاجة رومانسية خلي خيالي الواسع يسرح بجوزي المستقبلي
ضربها "زين" على رأسها بخفة بينما ابتسم 'عمر" بشماتة وهو يراه يغار على أخته كما يفعل ابتسم بخبث وهو يقول : جوزك المستقبلي ليه وأنا موجود
ثم تابع بهيام : متقلقيش يا عمري أنا أبيع عمري فداكي وهتحدى أي حاجة تقف بين طريق حبنا الأبدي
ابتسمت "سارة" وهي تماثل هذا المشاكس بحديثه تنهدت بهيام وهي تضم يدها لصدرها وتقول : ااوه عمر بيك
ارتفعت ضحكات الجميع عليهم بينما جذب "زين" "سارة" لناحيته وهو يقول بتحذير: بت انتي مالكيش علاقة بالواد دا
ثم تابع لكارما بابتسامة : يلا غني
أومأت برأسها بخجل طفيف ثم حمحمت تستعيد صوتها ثم بدأت الغناء بصوت جميل للغاية وهي تشعر بكل كلمة تقولها و أثناء غناءها سحب "ياسين" "فرح" وهو يراقصها بحركات رومانسية بينما هي ابتسمت عليه وهي تشعر أن عشقها لهذا الرجل فاق التوقعات ، فتحت أبواب قلوبهم التي تشكو كمداً وعشقاً بغناءها ، ما ان بدأت بالغناء جال بذهن "خالد" تلك الصغيرة ابتسم بحنين ، أما "سليم" احتضن "نور" بحب وهو يدندن بكلمات الأغنية بصوت منخفض ، بينما ابتسم "عمر" وهو يرى حال العاشقين فاحتضن "آدم" الذي نظر له بفزع بينما غمز له بمرح ، بينما "زين" كانت تحاوط به هالة مختلفة كان يستمع لصوتها بقلبه وهو يشعر أن قلبه سيتوقف في الحال لم ترأف بحال قلبه الهاشق لها .. المهوس بها .. لم ترأف بحاله أبداً ، انتهت "كارما" من الغناء على تصفيق حار منهم ابتسمت بخجل وهي تنظر ل"زين" وجدت عيناه تسرد حكاية مختلفة أبطالها الحب والعشق ، ابتسم وهو يقترب منها يهمس بأذنها بكل نبرة عشق يمتلكها : ربنا يخليك لقلبي تبقى طول العمر جمبي
انتفضت على صوت صراخ "عمر" وهو يقول بنبرة اشبه بالنساء: آه آه قلبي ربنا يسامحك يا راشد يا ابن ام راشد لو كنت جوزتني كان دلوقتي حضنت المزة بتاعتي
ارتفعت ضحكات الجميع عليه بعدم تصديق على ذلك الشاب المراهق المشاكس ، بينما تحدثت سارة بحزن مصطنع : باين طريقنا واحد وملناش غير بعضينا
ثم تباعت بانبهار : بس إيه دا يا كارما صوتك حلو أوي اوي والله
أيدتها الفتيات برأيها بينما ابتسم "خالد" وهو يقول ل "زين ": عشان تعرف أنك ماخد الجوهرة بتاعتنا
ابتسم زين وهو يقول بحب : في قلبي قبل عيوني
توردت وجنتيها بحمرة الخجل المحببة لقلبه وهي ترى مغازلته الصريحة أمام الجميع ، حولت نظرها للفتيات وجدت "فرح" تغمز لها بخبث ، أشاحت بوجهها الناحية الأخرى باستيحاء ، انقضت الليلة بين أحاديثهم الشبابية المرحة ، غادرت عائلتها بينما أصر "زين" أن يوصلها بنفسه رغم اعتراض "عمر " الشديد ..
~~~~~~~~~~~~~~~~
في الأعلى ..
وقفت تراقبهم من نافذة غرفتها المطلة على الحديقة الخلفية ، استمعت إلى احاديثهم وضحكاتهم التي كانت تعلو بالمكان ، واستمعت إلى غناء " كارما " ولأول مرة تتخلى عن حقدها وتعترف بأنه رائع للغاية ، نفضت ذلك بعيداً وهي تراقب هاتفها بلهفة وانتظار ، تنهدت بحنق ارتفع رنين هاتفها فتحته بسرعة وهي تراقب مغادرة" زين" و "كارما " أجابت بسرعة : ايوا عملت إيه ؟
استمعت لاجابة الطرف الثاني بلهفة زفرت براحة وهي تقول : طيب ابعتلي الصور كلها واحذف رقمي من عندك
استنعت لرد من الجهة الآخرى صرخت : جرا إيه ياض انت استحلتها ولا إيه ؟!
ثم أغلقت الخط سريعاً دون الاستماع للطرف الآخر ، فتحت الصور بلهفة وهي تتفقدهم بخبث ، أخرجت بطاقة بلاستيكة صغيرة للغاية ثم وضعتها بالهاتف وهي تقول بخبث : باي باي يا كارما هانم ، اتمنى الصور تجيب نتيجة وإلا هلجأ لطريقة مش هتعجبني ولا تعجبكم ...
~~~~~~~~~~~~~~~~
ركبت لجوراه وهي تقول برقة : مكنش في داعي تتعب نفسك كنت روحت مع خالد وخلاص
طبع قبلة صغيرة على باطن يدها وهو يقول : وأنا عايز أروح مراتي عندك مانع ؟ مش كفاية جيتي لوحدك
ابتسمت وهي تقول : معنديش مانع بس مفيش داعي لتعبك وبعدين بيتنا بعيد وأنا جيت مع خالد وخلاص
ثم تابعت بمرح : ما خليتك تيجي تاخدني مشان تستقبلني بالبيت
أومأ برأسه وهو يقول بمرح : معاكي حق
مسد على حجابها برقة وهو يقول : مش هتوريني شعرك ؟
ابتعدت للخلف بخجل وهي تهز رأسها من جانب لآخر بطفولة ، بينما هو ابتسم على حركتها وهو يقول بصوت رقيق حنون كأنه يهاود طفلة : ليه انتي مراتي ؟
هزت رأسها بإيجاب وهي تقول : ااه مراتك بس ..
تحدث بقوة وهدوء : مفيش بس أنا عايز أشوف شعرك
ثم تابع بحنان : طويل ولا قصير ، كيرلي ولا ناعم ، لونه إيه ؟
ارتفعت ضربات قلبها من نبرته خرجت نبرة دلال أطاحت بعقله وهي تقول : هيجي يوم وتشوفه ، مش عايزة أحرق عليك المفاجأة
تنهد بقلة حيلة وهو يجاهد ألا يجذبها لأحضانه لكنه لم يستطع شهقت بصدمة عندما جذبها بقوة لتستقر في أحضانه الدافئة لكنها سرعان ما شعرت بذلك الشعور يحاوطها مدت يدها بجرأءة تزيد من أحضانه كما تفعل مع طيفه ما أن شعر باحتضانها حتى شدد على أحضانها بقوة ، لم يشعروا بكم الوقت الذي مر عليهم ابتعد "زين" بعد ان قبل جبينها بحب شعرت ببرود تكتسح جسدها ، عادت لوضعها السابق وهي تنظر من النافذة محاولة منها في تجاهل نظراته التي تخترقها بينما هو أمسك يدها بين يديه يحتضنها بقوة ، والليل وظلامه نسج حكايات بداخلهم كانوا هم أبطال الحكاية ونهايتها .. بعد فترة أوقف السيارة أمام البناية جذبت حقيبتها وهي تترجل من السيارة لجوراه فقد اعتادت على أن يصلها للمصعد .. ودعته قائلة برقة : تصبح على خير
بادلها التحية وهو يراقبها ، التفت ليغادر وابتسامة تزين ثغره لكنه توقف على ارتفاع رنين هاتفه وجد رسالة من رقم غريب ، فتحها باستغراب لكن سرعان ما اتسعت أعينه بصدمة و احتضنت الجحيم عيناه وهو يرى الصور المعروضة أمامه .. نظر لأثرها بغضب شديد وهو يغادر سريعاً قبل أن يفعل مالا يحمد عقباه ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتهي البارت ...

بعتذر عن التأخير 🌷

الطيف المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن