البارت الثامن عشر 🦋

819 52 15
                                    


بدأ يتناول إفطاره بهدوء وشهية بينما ملامحه تشرق ببهجة وسعادة داخلية تنعكس على وجهه ، ارتسمت ابتسامة جانبية على وجهه وهي يرى صغيرة أخيه تبعثر محتويات طبقها وهي تتذمر بغضب طفولي لطيف ، تنهدت " نور" بتعب وهي تنظر ل "سليم" بعتاب بينما تنهد " سليم " بغضب وهو يقول : وبعدين بقا ، كده عيب
نظرت له الصغيرة بغضب وهي تلقي ما بيدها بقوة على الطاولة في اعتراض منها على حديث والدها ، ارتفعت ضحكات "زين" المتابع للموقف منذ بدايته ، تناولها من بين يديّ والدتها وهو يضعها بأحضانه بحماية وهي يقول : متعصبة من إيه يا توتة ؟
عقدت يديها الصغيرتان أمام صدرها وهي تنظر للأمام بغضب طفولي ، لم يستطع "زين" مقاومة نوبة الضحك المتصاعدة بداخله ، بينما هتف " سليم " بغيظ : مش عاجبها .. أنا مش عارف لمين عصبية بالشكل دا
نظر له " زين " و " ياسين " و "سارة " بنظرة سخرية بمعنى "ألا تعرف؟! " بينما هتفت نور بتهكم : ليا يا حبيبي اصل باباها انسان هادئ جداً
نظر لهم " سليم " باستنكار وهو يقول : ماشي بس هي بتعصب على اي حاجة لا ودلوقتي بتحرد علينا الهانم
نظر لها " زين " وهي تقبع بأحضانه بحب ، تأمل ملامحها الطفولية وهو يقول بحب : توتة أحلى بنوتة بالعالم ، بس هي مالها متعصبة النهاردة جامد
تحدثت " نور " بتعب : مش عارفة هي مرضيتش تنام طول الليل غير كم ساعة بس وصحيت بدري وطول الوقت نكد وعياط
مسد على شعرها بحنان وهو يجمعه برباط شعرها الصغير الملقى بإهمال ، وهو ينهض ويقول : خدي يا نور رتبيلها هدومها وهاتيها هخدها معايا
سأل " سليم " باستغراب : تاخدها معاك الشركة ؟
نفى زين براسه وهو يقول : لا هوصل كارما المستشفى وبعدين ارجعها تاني
تابع للصغيرة التي تنظر له ببراءة وحماس : روحي يا توتة مع ماما عشان اخدك باي معايا وأريحك من بابا الوحش دا
نظر له " سليم " بسخرية ، بينما تناولتها من بين يديه وهي تنوي الصعود للأعلى لتبديل ملابسها ، أكمل" زين " افطاره ثم اتصل ب "كارما " اخبرها بمجيئه إليها ، بعد فترة قصيرة هبطت "نور" الدرج تحمل بين يديها الصغيرة ، تناولها "زين" بسرعة فقد تأخر وهو يقبل وجنتيها : قمر ياخواتي .. يلا سلام
بادله الجميع تحية الوداع كاد بالمغادرة لكنه توقف فجأة استدار وهو يقول بتحذير : ااه حاجة كده ، محدش يحكي لكارما أي حاجة عن الماضي تمام ... مش عايز تعرف من حد غيري مش هيحصل طيب صدقوني .. تمام
ثم أكمل بتحذير شديد : سارة قولي لمايا الكلام دا عشان لو عرفت انها تكلمت ولا تفلسفت مش هيحصل خير
أوما لهم الجميع بتأكيد ، بينما هو غادر سريعاً وضع الصغيرة على المقعد المجاور له وهو يربط حولها حزام الآمان بتأكيد ثم انطلق مسرعاً يشق الطريق في أوج الصباح الباكر .. بعد فترة توقف أمام البناية التي تقنط بها " كارما " وجدها تقف امام باب العمارة تنتظره ، هبط من السيارة وهو يناديها بصوت هادئ بينما هي منشغلة بالهاتف ، تحدث بأسف : معلش يا كارما تاخرت عليكي
انتبهت لوجوده ابتسمت بنعومة وهي تقول : مش مشكلة انا دلوقتي نزلت
ابتسم وهو يقول : تعالي أوريكي سبب تأخيري
تبعته للسيارة بينما هو فتح الباب المجاور للسائق وهو يفك حزام الآمان ويحمل الصغيرة بين يديه نظرت له بابتسامة أشار لها بالركوب ركبت ثم ناولها الصغيرة وضعها لتقبع بأحضانها ، التفت وركب السيارة ، بينما ابتسمت "كارما" وهي تقبل الصغيرة بحب : لو تأخيرك بسبب توتة سماح ومفيش مشكلة خالص
ابتسم وهو يراها تلاعب الصغيرة بلطف وهي تقول بدلال : ريتك تؤبريني محلاكي .. شو بضل غنج لعنجك
اتسعت ابتسامته على كلماتها ولهجتها تلك ، ابتسم بمكر وهو يراها تقبل الصغيرة بقوة : يا ريتني توتة .. من اول ما ركبتي وانت مشغولة بيها
التفت له وهي تضع الصغيرة بحماية في احضانها وتقول بنعومة : مش كده خالص والله بس توتة ليها سحر خاص
ثم أكملت بخجل لطيف : أنا فكرت وموافقة انه نعمل حفلة الخطوبة وكتب الكتاب سوا
ابتسم بسعادة وهو يردد بعدم تصديق : الكلام دا صحيح ؟
ابتسمت بخجل وهي تجيب : آه انا فكرت كويس وسألت بابا ولقيت مفيش مشكلة بالعكس انا كده هبقى مرتاحة معاك اكتر واتعامل براحة ، وبعدين انا واثقة فيك ومتأكدة انك مش رح تأذيني صح ؟
أجاب بصدق : عمري ما أذيكي ، أنا عمري فداكي
ابتسمت بخجل وهي تقول : حاجة كمان ، أنا موافقة أنه تكون يوم الجمعة الجاية برضو ومفيش داعي للتأجيل
جذب الصغيرة من بين يديها بقوة وهي تنظر له باستغراب ، قبل الصغيرة بقوة وهي يأرجحها بالهواء وهو يقول بسعادة : هبقى أجيبك كل يوم معايا يا ست توتة ، يا بركة دعاكي يا أمي
ابتسمت بخجل وهي تقول : هات توتة ويلا عشان متأخرش على المستشفى
أومأ لها وهو يقول : هوصلك دلوقتي وأجي اروحك آخر الدوام اتفقنا
أومأت له وهي تلاعب الصغيرة بلطف وحب شديد بينما هو يتابعها بطرف عينيه وهو يتأملها بحب شديد وسعادة كبيرة تتراقص بين أعينه ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يجلس أمام مكتبه يعمل بهمة ونشاط على الملفات أمامه محاولا إنهاء أعماله بسرعة وإنجاز المطلوب ، انفتح الباب بقوة ودلف للداخل وهو يقول بغضب : فين موبايلك ؟
ألقى عليه القلم بقوة وهو يقول : قطعتلي الخلف يا حيوان
تجاهله وهو يقول : فين موبايلك ؟
ناوله إياه باستغراب وهو يتابع ما يفعل ، بينما فتح " أدهم " الهاتف وهي يقول بصراخ : أهو أدهم عشر مكالمات فائتة مبتردش ليه !!
نظر له ببرود وهو يقول : يمكن عشانه silent
نظر له بغيظ وهو يجلس على الكرسي المقابل لمكتبه وهو يقول : اطلبلي اي حاجة زفت باردة أنزل ضغطي الي اترفع بسببك
نظر له "زين" بهدوء ثم طلب له عصير بارد ، تنهد أدهم بغيظ وهو يقول : وعامل موبايلك silent ليه ؟!
أجاب زين بهدوء : عشان سارة بترن من الصبح وأنا عايز أخلص الي عليا ، صحيح كتب كتابي يوم الجمعة
كان أدهم يزفر بهدوء لكنه انتفض بغضب : لا انت مصر تجبلي جلطة قلبية ، يعني إيه كتب كتابي يوم الجمعة ، طيب قلي يوم الجمعة يا راجل
تنهد زين بغضب وهو يقول : يا حيوان أنا عرفت دلوقتي لما وصلت كارما ، هي قالت انه مفيش مشكلة نعمل كتب الكتاب مع حفل الخطوبة الي كانت مقررة يوم الجمعة
ألقى بعلبة الأقلام ارضاً في محاولة منه لإفراغ غضبه ، تحدث بهدوء : طيب وإيه التخطيطات ؟
اجاب بيساطة : مفيش جديد ، بس إلي أعرفه أنه هيكون في شاليه **** واي تفاصيل أخرى معرفش انا وصلت كارما المستشفى الصبح بدري وهنتفق النهاردة بإذن الله
اومأ "أدهم" بهدوء : طيب انا كنت جاي ابهدلك وخلاص تم الموضوع ، هسيبك دلوقتي تكمل شغلك و هبقى اكلمك بالليل
نظر له "زين" بغيظ وهو يومأ ، بينما غادر "أدهم" وعاد "زين" يحاول إنهاء عمله قبل أن يحين موعد إنتهاء عملها ....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ودعته بعد أن اصطحبها للغداء وتم الاتفاق على كل ما يلزم الحفل .. غادرت السيارة بعد يوم مليئ بالعمل .. صعدت الدرج بجسد يصرخ بالراحة خاصة بشرتها التي تلتهب بحرارة بسبب اشعة الشمس ركزت ببصرها على الدرج وهي تقوم بعد درجات الدرج كعادة قديمة لها ..ولكن ذلك القط الاسود وقف لها بالمرصاد ، فالجميلة لديها نوبة خوف من القطط خاصة السَوداء ، التفتت بوجهها وهبطت الدرج باقصى سرعة تبحث عن الحارس حتى يصعد ويبعد ذلك القط، لم تجده فظلت هكذا واقف كطفل عجز عن التصرف
لم ترد ان تتصل بوالدتها لترسل احد اخواتها ليبعد ذلك القط لا تريد سخرية منهم خاصة" عمر "
انتبهت على صوته وهو يسالها : ما طلعتيش ليه ؟
لتجيب بارتباك فمازالت تشعر بالخجل منه : جيت ليه ؟
مد يده وهو يردف : كنت ناسية موبايلك
لتتناوله من يديه وهي تشكره ليعود بسؤاله: هااا ما طلعتيش ليه؟ بتستني حد ؟
فور انتهائه التقطت اذنيه صوت القطة فابتسم بخفة عندما ادرك سبب توترها فقال: يلا اطلعي ورايا متخافيش ، مش هتقربلك
نظرت له لثوانٍ ثم هتفت بتوجس :بجد؟!.
هز راسة بتاكيد صعدت خلفه مباشرة غافلة عن قلبه الذي يتراقص فرحاً بسبب قربها بهذا الشكل .. اما هي فكانت تترقب لحظة هجوم القطة ، بالفعل اندفعت القطة نحوهما بخوف تريد تخطيهما بسرعة وهي تصرخ بفزع وتقفز كالمجنونة في كل الاتجاهات بينما تتناثرت حقيبة يديها وهي مازالت على تلك الحالة لم يجد طريقة لايقافها سوى جذبِها لاحضانه : اهدي يا كارما ، عدت والله
لتهدأ داخل احضانه وهي تشعر انها تعرف ذلك الدفء لتزداد وتيرة انفاسها بعد ان ادركت ما فعلت ، لتبتعد وهي تنحني لتمسك حقيبتها وتردف بتوتر وهي تزم شفتيها بطفولة وبنبرة يشوبها البكاء : انا اسفة ...مقصدتش ..
ليربت على يدها بحنان بالغ وقد اشعل مظهرها بتلك اللطافة شئ داخله : اهدي يا كارما ،حصل خير
كانوا قد وصلوا الى باب شقة والدها ليرن زين الجرس لتفتح والدتها الباب وهي تقول : اتاخرتي يا كوكي ، ازيك يا زين ؟
لتنتفض وهي تراقب وجه كارما الشاحب : مالك يا كارما ؟
ليجيب زين بهدوء : ما فيش يا طنط ، هي بس شافت قطة ع الدرج واتخضت شوية
لتنظر له كارما بحرج ، وتدخل الى غرفتها مباشرة وهي تكاد تبكي من شدة احراجها ، لتردف حنين : وايه الي يطلع القطة ع الدرج ؟
ليقول زين : ما اعرفش يا طنط بس هي اتخضت جامد، ابقي شوفيها ، وانا هبقى اطمن عليها ، يالا مع السلامة
لتردف حنين : معلش يا زين بس هيا عندها ""فوبيا" وبتخاف اوي
ليومأ زين وهو يودعها بعد أن رفض دعوتها الى دخول متحججاً بان لديه اعمال ... بينما ينزل الدرج يبتسم بسمة عاشق وهو يتذكر من لحظات عندما كانت باحضانه ليزفر بقوة وهو يحدث نفسه : هتعملي فيا ايه تاني يا كارما ؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلست على سريرها أفكار تعصف بذهنها بقوة .. تشعر وكأنها كالغريق في بحر من الأفكار والحقائق ، تنهدت بتعب وهي تقف أمام المرآة تتأمل ذاتها وهي تردد : زين هو الطيف !
أمسكت رأسها وهي تأن بألم قضت الليلة بأكملها وهي تفكر ، منذ موقف الصباح وعند احتضان "زين" لها وهي في حالة لا يرثى لها ، استكانت بأحضانه كما تستكين كل ليلة بوجود طيفه ، تطابق الشعور والآمان ، منذ أن جلست معه وهي تشعر بألفة شديدة اتجاهه تجاهلت الأمر مرددة أن ذلك شعور براحة اتجاهه وخاصة بعد أن استخارت و ظنت أن تلك اشارة من الله ، شعرت بأنها على حافة البكاء من التعب ، صمتت لثوان وهي تتأمل صورتها بالمرآة بدقة .. تنهدت بتعب وهي تتعجب ماذا تفعل هي ! ، تناولت هاتفها وهي تفتح إحدى مواقع التواصل الاجتماعي تجري اتصال بأحدهم ، ثوانٍ وأتتها إجابة من الطرف الآخر وهي تقول بمرح : تؤبري قلبي شو مشتقالك
ابتسمت وهي تقول : وانتي كمان اشتقتلك كتير والله
أجابت " مايا " بسخرية : ليكو واضح تؤبريني ماني ملحقة رد على اتصالاتك ومسجاتك ، زين خدك مني
ابتسمت على حديثها وهي تقول بجدية : مو وقت عتاب هلأ ، بدي خبرك شي
انتبهت "راما" لنبرتها وهي تقول بقلق : خير ؟
تنهدت بعمق وهي تسترد لها ما يحدث منذ البداية تكشف عن سر خبأته لسنوات .. تكشف عن حقيقة تندرج خلفها العديد من الحقائق .. بدأت تسرد بعمق أول شعور راودها ثم ملازمته لها ثم شعورها بالآمان لجواره .. حياتها بوجوده .. غربتها وسفرها بوجوده .. أفعال طيفه منذ عودتها .. عند مرضها وهي بالمشفى وشعورها بأنه يحطم أضلعها .. العديد من الأحاديث التي توصف الحكاية منذ البداية إلى موقف اليوم .. أخذت نفس عميق وهي تنهي حديثها ، استمعت لحديث "راما" وهي تقول : يعني انتي هلأ منك عارفة تحددي شعورك حاسة انك مريضة او مهوسة او مجنونة ، حاسة انه تايهة منك عارفة تعملي شي مو ؟!
أومأت لها وهي تقول : انا مني عارفة شي ، خايفة يكون احساسي غلط بس انا من يوم ما شفت زين وأنا بحس بشي تاني غير اني مرتاحة وانا معه .. أنا تعبت ماعاد فيا حيل فكر ، طول الليل عم فكر قربت جن
ابتسمت راما وهي تناديها : كارما
انتبهت لها بينما ابتسمت راما وهي تقول : انت بديتي تحسي بالطيف من وقت ما سافرتي ايام ما كنتي عند اهلك ما كنتي تعرفيه صح ، الحكاية انك كنتي تدوري على آمان حتى لو وهمي حتى لو منو حقيقي ، كنت خايفة وكنتي محتاجة حد يطمنك لأنه انتي ما قدرتي تطمني حالك بشكل كافي
أكملت : بديتي انتي تسيطري على تفكيرك وتوهمي نفسك انه في انسان وهمي طيفه موجود هو آمانك هو حمايتك ، ولأنك كنتي تخافي من الليل والعتمة بذات وانتي مسافرة كان يجي يحاوطك بالليل يحميك من وسواس نفسك ، ودليل على كلامي انك ما دورتي ورا حقيقة الطيف ، قعدتي سبع سنين ما سألتي حالك مرة مين هاد ؟ لأنه انتي الي خلقتي وجوده عقلك الباطن أوجد طيف انسان مشان يطمنك انتي من الداخل كنتي خايفة و خوفك دا كان ملازم وما رح يروح بعد فترة خلا عقلك يوهمك انو في طيف انسان بيحميكي
سألتها مباغتة : شو الي خلاكي تعرفي انه هاد طيف شخص ذكر ليش مش طيف أنثى مثلاً
نظرت لها "كارما" بحيرة شديدة وهي تشعر أنها تغرق اكملت راما بابتسامة : مشان انتي عيشتي عمرك كله وانتي بحماية باباكي واخواتك الشباب ، تعودتي انهم هما حمايتك ، عقلك الباطن فهم انه الحماية بدها رجال ، هيدا الشي خلا عقلك يخليه طيف رجال منو طيف مرأة
نظت لها "كارما" وكأنها طوق النجاة من أفكارها السوداء والآلاف السيناريوهات التي تتضمن حقائق مرعبة ، ابتسمت راما وهي تكمل : هاد كله صار مع زين لكن لظروف تانية ، يعني انتي كنتي تدوري على الآمان وعقلك عمل هيك اما هو كان عنده ظروف تانية محتاج حد معاه يطمنه، يكون جمبه ، يحبه ، أي شي هو كان مفتقده
نطقت اخيراً بصعوبة : يعني شو ؟
ابتسمت وهي تقول : تركيني كمل .. اقنعتي نفسك انه هو موجود وعيشتي معه سبع سنين وانتي لسا متأكدة انه بقدملك الآمان والحماية ، انتي لا مجنونة ولا مريضة ولا شي هاد تصرف طبيعي لعقلك الباطني في الحالات متل هي ، لهون كل شي تمام ، لحد ما قابلتي زين وهون بديتي تحسي نفس الشعور معه ، حسيتي براحة رهيبة معاه وكأنك تعرفيه من سنين ، طول عمرك بتخافي من العقد والزواج وهيك شغلات بس وقت تكلمتي معه ارتحتي ، استخرتي مشان تتريحي اكتر وحسيتي أنه هو هاد الي رح يكون آمانك وزوجك ، وافقتي وراحتك بتزيد معه كل يوم زيادة عن التاني لدرجة انك وافقتي على كتب الكتاب مع الخطوبة حسب عاداتكم وانتي لسا ما بتعرفيه من شهر ، لحد موقف اليوم الصبح ولما حضنك ، ضمك لصدره بدون ما يحس انه فتح عليكي أبواب تانية ، بدون ما يعرف أنه قدملك شعور حقيقي قعدتي سبع سنوات عايشاه وهم
أخذت نفس عميق بعد حديث طويل وهي تكمل : نيجي لأهم نقطة ليش زين هو الطيف ليش منو حد تاني مثلاً .. أجاوبك أنا ، أولا يبدو انه زين عنده ظروف خلته يلجأ لطريقتك وعقله الباطني اوهمه بشي ، وهون صار متل تلاقي الأرواح ، تانياً عشان صفات زين متطابقة تماماً مع صفات زوجك المستقبلي متل ما كنتي تحكي لقيتي فيه كل شي كان نفسك فيه بزوجك المستقبلي وأول شي الحنية ، حنية زين غطت على كل شي تاني .. النقطة المفقودة هون عند زين أكيد عنده اجابة إلها
نظرت لكارما التي اتسعت اعينها بشكل مخيف وهي تنظر لنقطة ما بشرود : كارما شبك ؟
انتبهت لها "كارما" وهي تقول بصوت مختنق أثر نوبة بكاء كبيرة تجتاحها بينما استرسلت الدموع على وجهها وكأنها مغيبة عن الواقع : ما في شي ، هلأ شو ؟
ابتسمت راما بحنان وهي تقول بحب : هلأ انتي هتتجوزي زين وهترتبطي بشخص قعدتي فترة كبيرة بأمانه و طيفه كان ملازمك هتكون بينكم قصة حب كبيرة كتير متل روميو وجوليت وتجيبوا الأميرة راما
ابتسمت على كلماتها بينما تابعت راما بجدية : كل الحكي الي قلته مشان اشرحلك بس .. لكن هلأ انتي لازم تبقي مبسوطة رغم انه هاد وهم لكن كنتي تحسي فيه وكنتي تكوني متطمنة وهو محاوطك صح ، هاد مش جنون لا هاد تلاقي ارواح هيبقى بينكم كيميا مختلفة جدا والأيام تثبتك هالشي
انتوا الاتنين كان في ظروف اقوى منكم اضطريتوا تلجأوا لشي جديد و تقابلتوا بعالم تاني انتوا صنعتوه بنفسكم
أكملت بمرح : بس شو هاد يا كوكي أحضان و هدايا أنا بدي حد متل زين
ابتسمت كارما وهي تمسح دموعها : تؤ تؤ زين واحد وبس
ارتفعت ضحكات راما وهي تقول : يا دلي يا دلي ولك تؤبرني العروس
ابتسمت كارما بخجل : بكفي راما بلا غلاظة ، تفتكري شو ممكن يكون سبب ترك زين للطب
تحدثت راما بجهل : ما بعرف والله ، طيب اسأليه او أسالي حماتك
نفت براسها وهي تقول : لا هو شي بخصوا منه بسمعه ما رح أساله اصلا وقت بدو يحكي بيحكي
اومأت براسها بموافقة وهي تقول : هيك احسن ، يلا روحي ريحي شوية وما تفكري كتير اتفقنا
أومأت بحب وهي تقول : اتفقنا ، أنا كنت هنجن لو ما كلمتك
ابتسمت راما وهي تقول : وتصيري مجنونة زين ، رح تخبريه انه طيفه ؟
ابتسمت وهي تجيب : بلا غلاظة ولو ، لا ما رح خبره هلأ يمكن لقدام ما بعرف ، يلا تصبحي على حاجة حلوة متلك يا ريمو
ابتسمت بحب اخوي وهي تقول بمرح : تصبحت على احلى شي حلو يا حياتي كفاية صوتك من عند بكرة هالصبح
انتبهت "كارما" لأشعة الشمس التي بدأت تخترق الغرفة بإشراق ، تحدثت بأسف : ما انتبهت والله معلش ريمو
اجابت : بلا هبل ولي ، أنا كنت صاحية اصلا عم خلص كم شغلة لإلي
تحدثت كارما : طيب يلا رح سكر هلأ وبكلمك بعدين بدي الحق أجهز لروح مع خالد مالي خلق روح المستشفى اليوم غير هيك بدي روح جيب كم شغلة ناقصتني للحفلة ، Au revoir
اجابتها راما بلكنة فرنسية مميزة : Au revoir ma chérie, prends soin de toi et dis moi les nouveautés
( الوداع عزيزتي اعتني بنفسك وأخبريني بكل ما هو جديد )
ودعتها "كارما" وهي تغلق الهاتف نظرت لصورتها بالمرآة وهي ترى ملامح الراحة تحتل وجهها بعد ليلة متعبة مرهقة مليئة بأفكار ، ابتسمت بحنان وهي تشكر "راما" على مساعدتها لها ، بدونها ما استطاعت التحرر من بؤرة أفكارها ، أمسك الفرشاة تمررها بخصلات شعرها اللامع برقة وهي تجمعه لأعلى وتتجهز ليوم جديد ، وهي تفكر في حديث "راما" ومصداقيته ، ابتسمت وهي تردد كلماتها المعتادة :
Votre imagination est votre propre monde qui Il n'y a pas de mot impossible
( خيالك هو عالمك الخاص الذي لايوجد فيه كلمة مستحيل ) ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلست على فراشها وبيدها تلك الرواية الفرنسية وهي تبتسم لم تنتبه لأي كلمة بالرواية ذهنها مشغول به هو .. سالب أنفاسها .. طيفها المجهول ، ابتسمت وهي تتذكر اليوم وتفاصيله عندما ابتاعوا ملابس وفساتين الحفل قضت اليوم برفقته ولم يخلو الأمر من مغازلته الصريحة وتصريحاته بأنه سعيد للغاية ، ابتسمت وهي ترى أن الأيام تركض ها هو يوم غد حفل عقد القرآن ، انتبهت للساعة الموضوعة على المنضدة المجاورة للفراش وجدتها تعدت الساعة الثانية عشر منتصف الليل ، أغلقت الرواية وهي تأخذ وضعية النوم احتضنت الوسادة وابتسامة سعيدة مرتسمة على ثغرها منتظرة يوم الغد بحماس و سعادة يغلفها الحب ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أضواء تتلألأ ببريق خاطف لامعة كنجوم السماء الساطعة في أوج الليل المُظلم أصوات الغناء المرتفعة تتزايد كما تتزايد خفقات قلبها الهادرة تمسكت يداها المرتعشة بيده الكبيرة مقارنة بيدها الصغيرة يحتوي يديها كما يحتويها يتراقص معها بخفة وهو يحاوط خصرها بذراعه الأخر حاولت اخفاء ارتباكها وخجلها الشديد منه بابعاد أعينها عن ملقى اعينه ابتسامتها المتسعة تزين ثغرها ، ترتسم على شفتاها سعادتها بالحفل المقام لأجل ارتباطهما الوثيق ارتباطها بطيفها المجهول ، ملجأها الأول ، آمانها الدائم نداها بصوته الهادئ لترفع عيناها الواسعة تقابل عيناه التي عانقت أعينها بعناق طويل يبث فيه حبه وعشقه للتلك الصغيرة اصابتها رعشة خفيفة ليزيد من احتضانها وحمرة الخجل تكتسح وجنتيها ليهمس بجوار أذنها بخفوت هامس : ما فيش داعي للتوتر دا كله انت دلوقتي بقيتي مراتي
زادت من دفن رأسها باحضانه والخجل يسيطر عليها
لم تتعرض لتلك المواقف سابقاً برغم من طبيعة عملها ودراستها خارج البلاد لم تتعدى حدودها ابداً ناداها مرة اخرى بصوت حنون رفعت رأسها ونظرت له بعيناها الجميلة وهي تضع خط من اللون الأسود اعلى عيناها باحترافية ليقول بانبهار : تعرفي ان عنيكي حلوة اوي
اكتسحت حمرة الخجل وجنتيها مجددا وهي تقول بصوت خافت : بالأخر ترجع تقولي ما فيش داعي للتوتر ، بس بقى انت كده بتوترني
ضحكة رجولية خرجت منه لتسرق ما تبقى من قلبها لهذا الوسيم تناظره بأعين واسعة تحمل بداخلها سعادة شديدة لتهدء ضحكاته بعد ان لفت انتباه الجميع وهم يتمنون لهم السعادة الأبدية لذلك الثنائي الرائع لتقول بصوت هادئ : انا عارفة اني بخجل اوي بس انا اول مرة اتعرض لموقف زي ده
لم تستطع تكملة كلامها فأعينه تربكها بشدة ، شعر بها ليزيد من ضمها لأحضانه وهو يهمس بصوت حنون : وانا معاك خطوة بخطوة بس انا عايزك تتعاملي معي بعفوية اكتر من كده
ليتابع بمشاكسة : وتخففي التوتر ده شوية
ابتسمت له ابتسامة واسعة وهي تشكره بأعيناها على تفهمه لها أومأت له ليفاجأها وهو يحيط خصرها بذارعيه الاثنتين ويرفعها عن الأرض بحركة خاطفة يدور بها تحت تشجيع الحاضرين و منهم من يتمنى لهم السعادة الأبدية ومنهم من يتمنى لهم التعاسة الأبدية لينزلها ويقبل رأسها بحب قائلاً : كفى بها فتنة !
انتهت الرقصة ليمسك يدها وهو يتجه الى مقعدهم المخصص ليساعدها على الجلوس ويجلس لجوارها يهمس بأذنها بكلمات خافتة زادت من حمرة وجنتيها واتسعت ابتسامتها وهي تبادله الحديث بعفوية مندمجة معه ابتسم داخلياً على قدرته على كسر حاجز التوتر بينهما ولو لفترة صغيرة فهو متحمسة لمعرفة مكنونات تلك الصغيرة الفاتنة ...
بينما على الجانب الأخر من يتابعهم بأعين سوداء تحمل في جفونها الكره والحقد الشديد لتهمس بغل ونبرة يتخللها الكره وهي تهمس : مش هسيبكم تتهنوا يوم واحد انا عملكم الأسود في الدنيا ديه
~~~~~~~~~~~~~~~
البارت كبير جدا الواتباد قسمه نصين هنزل النص التاني بصفحة جديدة ❤
عرفنا حقيقة الطيف باقي قصة زين 🔥

هستنى رأيك بالجزء الاول هون وتعليقاتكم 🥰

الجزء الثاني 👇

الطيف المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن