البارت العاشر 🦋

858 61 14
                                    

ما أن رفعت نظرها حتى تحدث الشخص بصدمة : انتي !
نظرت له بتعجب وهي ما زالت تضع يدها على رأسها وتتأوه بألم ، تشتت نظراته بارتباك وهو يقول بأسف : أنا آسف مقصدتش
انتبهت أخيراً له لتقول بتشتت : أنا شفت حضرتك قبل كده صح ؟
أومأ برأسه وهو يقول بحرج : اه أنا خبطت فيكي بشركة الرشيدي قبل كده ، أنا مقصدتش أنا آسف
أومأت رأسها بتفهم وهي تقول : مش مشكلة
تحدث بقلق : انتي كويسة ،أشار على المقعد في البهو : تعالي ارتاحي شوية هنا
اومأت براسها وهي تقول : مفيش داعي أنا لازم أطلع دلوقتي عشان متأخرة
باغتها بسؤاله : انتي دكتورة هنا ؟ عشان أول مرة اشوفك هنا وكده
اومأت وهي تقول بهدوء : ااه ، أنا اليوم أول يوم ليا
ابتسم وهو يقول : اهلا وسهلا بيكي ، أنا الدكتور يحيى قسم الباطنة
تحدث برقة : وأنا دكتورة كارما قسم الجراحة
أومأ لها بابتسامة تزين ثغره وهو ينظر لساعته ويقول بتعجل : تشرفت بيكي ، أنا مضطر أخرج دلوقتي وان شاء الله ترتاحي معانا هنا
ابتسم بنعومة وهي تصعد بينما هو غادر وابتسامة غريبة تزين وجهه الوسيم ، سارت في الردهة حتى وصلت إلى مكتب المدير ... دلفت للداخل وجدت رجل يتوسط مكتب كبير أنيق ... في القرن الرابع من عمره ، ابتسمت برقة وهي تقول : صباح الخير
ما أن رأها حتى ابتسم ابتسامة هادئة وهو يقول : صباح النور ، تعالي يا دكتورة كارما
جلست أمامه على المقعد المقابل للمكتب ، تخلى عن مقعده وهو يجلس للمقعد المقابل لها وهو يقول : بص يا كارما أنا معتبرك زي بنتي ، الشغل هنا غير ب باريس والناس والمرضى هنا غير وكل حد بتعامل حسب ظروفه ، أنا حبيت أوضح ليكي النقطة دي قبل كل حاجة
ابتسم بهدوء وهي تقول بثقة : أنا فاهمة قصد حضرتك متخافش من النقطة دي أبداً
ابتسم وهو يقول : أنا واثق فيكي يا دكتورة ، مكتبك في قسم الجراحة الدور التالت غرفة 9
وقفت وهي تقول بهدوء : أنا هكون قد ثقتك حضرتك ، يعطيك العافية
غادرت بهدوء وخطواتها ترسم ثقتها الكاملة بنفسها ، بينما هو نظر لأثرها بابتسامة فيبدو أن تلك الجميلة تعلم ماذا وكيف تخطو ، سارت في الردهة حتى وصلت لمكتبها دلفت للداخل وهي تبتسم بسعادة ، أخيراً ستمارس مهنتها في بلادها ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
طرقت الباب ثوانٍ واستمعت لأذن الدخول ، دلفت للداخل بخطوات هادئة وهي تحمل بين يديها عدة من الملفات لتقول بعملية وهي تناديه بصوتها الهادئ : مستر خالد
رفع رأسه عما بين يديه وهو ينظر لها للحظات يحاول طرد صورتها من ذهنه في فستانها الهادئ باللون السماوي كانت تبدو كأحد أميرات ديزني بفستانها الفضفاض الرقيق ، فاق من شروده على صوتها وهي تناديه بحرج بعدما لاحظت نظراته المصوبة عليها ، ابتسم وهو يرى وجهها كالجمر مشتعل بحمرة الخجل ، حمحم يستعيد صوته وهو يقول : معلش كنت سرحان شوية ، تعالي يا سمر جبتي ملف الصفقة الجديدة
أومأت برأسها وهي تقترب من المكتب تضع الورق أمامه بهدوء وعملية وهي تقول : ااه أنا راجعت الملف كويس وسجلت الملاحظات الي حضرتك طلبتها عشان تبعتها للشركة الألمانية
هز رأسه بإيماءة بسيطة وهو يقول : كده تمام ، اطلبيلي مراد دلوقتي
ناولها إحدى الأوراق وهو يتابع : هاد الملف اكتبه ع الوورد وابعتيه للمهندس عز
أومأت وهي تغادر سريعاً ملبية طلباته بينما هو شرد بأفكاره وهو يحاول فهم ما يحدث بداخله من أحداث ..
قطع شروده دلوف " مراد " للمكتب ، لم ينتبه له كلياً إلا عندما استمع لصفير " مراد " بشقاوة وهو يقول : سرحان بإيه يا باشا ؟
تنهد بدرامية وهو يتابع : يااااه الحب وسنينه
ارتفع ضحكات " خالد " على مزاحه وهو يغمز عينيه بمكر ويقول : ياااه كل دا ؟ مبهدلك الحب يا خويا
تنهد " مراد " بهيام وهو يقول : أوي أوي ، سرق النوم من عيوني ، أخر بهدلة
تحدث بجدية مزيفة بعدما لاحظ نظرات " خالد " : بس فشششر ، أنا متبهدلش أبداً
رفع " خالد " حاجبه بسخرية ليقول مراد : مش أبداً أوي يعني
تنحنح بجدية وهو يقول : يعني انت جايبني من مكتبي عشان تشوف الحب و البهدلة ؟
ارتفعت ضحكات " خالد " وهو يقول من بين ضحكاته : لا يا خويا
قطع حديثه دلوف " سمر " التي تسمرت في مكانها بعدما استمعت لصوت ضحكاته العالية لأول مرة تراه يضحك بهذا الشكل ، يبدو وسيماً أكثر عندما يبتسم ما بالك بضحكاته ، طرد تلك الأفكار الوقحة من بالها وهي تقول بارتباك بعدما لاحظت نظراتهم المصوبة عليها باهتمام : جهزت الملف إلي حضرتك طلبته
تحدث " مراد " بهدوء : مبروك يا سمر عقبال عندك يا رب
فهمت أنه يتحدث عن زفاف " سامر " لترد بنعومة : الله يبارك في حضرتك
ابتسم وهو يقول : لا حضرتي إيه ! قوليلي مراد بس أنا زي سامر أخوكي
أومأت له بامتنان ، ابتسمت عندما سمعته يقول بمشاكسة : أنا زيه بالمقام بس أما أنا أحلى منه ودا شئ مفروغ منه ، ولا انت إيه رأيك ؟
كادت بالحديث لكنها فزعت عندما استمعت لصوت " خالد " القوي يقول : مهو أنا طالبك عشان تشوف رأيها
دا انت أبيخ من سامر
نظر له " مراد " بسخرية وهو يوجه حديثه ل " سمر " : أوعي الواد دا يكون مغلبك ؟
منعت ابتسامتها بصعوبة وهي تقول : لا مستر خالد ما فيش زيه
ابتسم وهو يغمز ل " خالد " بخفية ويقول : يا دلي يا دلي يا ريتني مستر خالد ، بس خدي بالك اذا عملك حاجة قوليله وأنا هشوف شغلي معه
تحدث خالد بسخرية لاذعة : خفت أنا كده
تابع بجدية : حطي يا سمر الملف الي بيدك وروحي كملي شغلك دا مش هيسكت من دلوقتي لبكرة
اومأت وهي تضع الملف وتغادر بينما جلس "مراد" أمام "خالد " وهو يقول بمشاكسة : بس إيه رأيك ب ( يا دلي يا دلي ) ؟
سأله مستفهماً : جبتها منين دي ؟
أجاب بفخر : كارما قالتلي إياها ، كارما أختك عليها شوية حكي سوري إنما إيه حكااية
قذفه " خالد " بالقلم وهو يقول : إخرس ياض
ارتفعت ضحكاته وهو يشعر بسعادة لإستفزازه ، نظر له "خالد " بحدة ،، حمحم بجدية وهو يبدأ العمل عله ينهي سريعاً ليختلي بنفسه يسرح في تلك المشاكسة الجميلة التي سرقت نومه ليلة أمس ، بينما ذلك ال " خالد " يعمل عقله في جميع الاتجاهات دون وجهة معينة وهو يحاول تفسير ما يشعر به ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في صباحٍ جديد أشرقت الشمس في السماء تبّث أشعتها تنثر الدفء داخل القلوب وأشرقت أول شمس في قلبه بعد اقتراب الوشوك على غروب غيمات سوداء لطخته بوصمات الماضي ... استيقظ بنشاط أو للحقيقة لم يغفل ليلة أمس منذ أن أخبره "أدهم " بأنها ستبدأ عمل في المشفى ، فمنذ أخر حديث مع" أدهم " قرر العمل ينصيحته وهي اختبار مشاعره رغم تأكده من أن ما شعر به لم يكن شفقة ، زار المشفى عدة مرات لعله يراها خاب ظنه في كل مرة ، إلا أن اخبره " أدهم " بزيارتها بصفتها طبيبة تلك المرة ، وكأن ذلك الخبر أثلج قلبه المشتعل بنار شوقه لرؤيتها في الحقيقة ليس مجرد منام ، نظر لساعته وجدها تعدت الثامنة صباحاً ، نهض سريعاً يبدل ملابسه وليذهب ينهي أعماله سريعاً ليذهب للمشفى لرؤية شاغلة أفكاره و منامه وأحلامه و ...حياته ، هبط الدرج وهو يدندن بلحن غنائي بينما نظرت له " وفاء " بسعادة وهي ترى تغيره الملحوظ في الأيام السابقة ظنت أنه نوى عودته للطب ، فاقت ع صوته وهو يقول : صباح الخير يا أمي
أجابته بسعادة : صباح النور يا حبيبي ، خارج دلوقتي ؟
حرك رأسه بإيماءة بسيطة وهو يقف أمام المرآة التي بطول الحائط يلقي نظرة أخيرة على نفسه ، سألت مستفهمة : مش هتفطر ؟
نفى برأسه وهو يقول : لا هبقى أكل في الشركة
التفت لها مقبلاً وجنتيها وهو يقول : عايزة حاجة يا أمي ؟
نفت برأسها وهي تشعر بأن هناك شى ما خلف هذا التغيير ، سألت : مالك يا زين مش مظبوط بقالك فترة مش بتفطر معانا وبتخرج بدري بطلت تقعد معانا زي أول
أجاب بتوتر : مالي يا أمي بس ، أنا مشغول شوية الفترة دي ، يلا سلام
غادر مسرعاً وهو يشعر بأنه قد أصبح مكشوفاً ، اندهش من ملاحظ والدته لتغيره الملحوظ ، ألهذه الدرجة ؟! ، لا بأس .. لا وقت للتفكير عليه الإسراع لإنهاء أعماله و ذهاب لرؤية فتاة أحلامه ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وقفت تجمع متعلقاتها بعدما انتهت من أول يوم عمل لها لتغادر ... غافلة عن ذاك الواقف على مرمى بعيد بقليل عن الباب يتابع تحركاتها بأعين تفيض بالشوق فقد اشتاق لها لم تعد رؤيتها بالمنام تكفيه ، ارتفع رنين هاتفها اتسعت ابتسامتها وهي تجيب بلهفة : راما ، اشتقتلك كتير كتير
صمتت تستمع لإجابة الطرف الآخر بشوق ، تابعت حديثها وهي تقول : اشتقتلك يا راما نفسي نقعد ونتكلم ..امبارح كان عرس ريم كانت بتجنن ، بتقول للقمر قوم تقعد محلك .. كل شي كان حلو ، عنجد حبيت
كلهم كانوا حلوين عمر وخالد وآدم
خمن أنها تتحدث وهي تسرد بحماس وتعابير وجهها تعبر عما تتحدث ، لم يستمع لحديثها لكن تحركاتها وملامحها أثناء حديثها جعلته يبتسم رغماً عنه ، اتسعت ابتسامته وهو يراه تشير بيدها بحركات توحي بأنها تصف ثيابها ، يبدو أن تلك الصغيرة ستسلب ما تبقى من عقله ، ارتفع رنين هاتفه ابتعد رغماً عنه ليجيب عليه ويحرم عينيه من رؤية هذا المشهد بعد عذاب الشوق ، أجاب على اتصاله وهو يحاول إنهاءه سريعاً تتفس صاعداً بعدما استطاع إنهاء الاتصال سريعاً ، عاد يقف على مرمى قريب من الباب وهو يراها لا زالت تتحدث بالهاتف إلا أن استمع ما جعل أنفاسه تقف وهو يسمعها تتحدث غافلة عنه وتقول بحيرة : لك راما شو بك ، قبل عرس ريم بيوم بيّ (بابا ) قلي إنه بدو يجي عريس ولما كنت بدي ارفض قلي إنو شوفه وبعدين بقرر بس أنا مَني عارفة ، مش حاسة إني مرتاحة يعني ، هقابله مشان خاطر بابا وأشوف
أكملت حديثها بينما هو لم يعي للهجتها الغريبة فقد شلت الصدمة أطرافه وهو يردد : عريس !!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتهى البارت ...

عارفة أنه قصير بس أنا تعبانة كتير والله وبالعافية كتبته و يادوب خلصته اليوم

قدروا تعبي و مرضي و اعطوني رأيكم 🥰
يا جماعة ناقشوا معي الأحداث ما تتكسفوش 😂❤
يا ترى زين باشا هيعمل إيه ؟!
كنتوا متوقعين انه كارما خبطت بزين صح ؟! أنا محدش يتوقعني 🙃

إذا عملتوا فوت حلو وحطيته كومنت وحسستوني إنكم مهتمين لأن الاهتمام مبيطلبش🌚 هعصر ع نفسي لمونة وأجهز البارت ١١ وأنزله يوم الجمعة وتشوفوا زين عمل إيه في موضوع العريس دا
وقد زعتر من بعتر 👇🏻
دمتم بخير 💙💙

الطيف المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن