عادت خطوة للخلف غافلة عن الدرج خلفها التي تبتعد عن أولى درجاته بإنش بسيط قد لا يرى .. نظر للأعلى وهو يغلق عينيه بقوة وكأنه يتحكم بذاته ثم ترك ذراعها مرة واحدة تبعته صرختها بخوف حقيقي : " زين " ! ..
تمسكت بالسور الحديدي بسرعة بينما هو فتح أعينه وهو ينظر لها بلهفة ثم تحدث : مقصدتش .. أنا آسف .. انتي كويسة ؟
استندت سريعاً وهي تقف مرة أخرى ثم تحدت بهدوء : ااه كويسة .. انت مالك .. كنت واقف كده ليه ؟
نظر للدرج بحيرة ثم تحدث : مش عارف .. في حاجات بتظهر قدامي بالذات لما نزلت الدرج دلوقتي
سألته باستفهام : زي إيه يعني ؟
تحدث بحيرة : دم وواحد واقع ع الدرط وصراخ
أومأت بتفهم لما يشعر به .. اقتربت منه بهدوء وهي تمسك يده بحنان .. نظر لها بدهشة تحدثت برقة : كل دا طبيعي لأنك وقعت عن الدرج دا سبب ليك فقدان الذاكرة
نظر لها بدهشة : وقعت عن الدرج .. ازاي
امسكت بيده تهبط الدرج وهي تقول : تعال هنتكلم واحنا بنفطر
سار لجوارها بطاعة ليدها التي تجذبه .. جلس على مقعد طاولة الطعام .. وجلست لجواره .. خرجت سارة من المطبخ وهي تقول بمرح : صباح الخير يا زينو
ابتسم وهو يقول : صباح النور
جلست على المقعد أمامه و" كارما " لجانبه .. ابتسم ثم تحدث ل " سارة " التي تتناول طعامها بشهية : انتي مش ناوية تسرحي شعرك ؟
رفعت " سارة" نظرها له وهي تنظر له باستنكار وتشير لشعرها التي تعقده أعلى رأسها بفوضوية مثلها : هو كده مش مسرح .. دا أنا مكنتش ناوية ارفعه كده .. بس خفت عليكم من الخضة
ابتسمت كارما وهي تقول برقة : انتي قمر أصلاً
ألقت لها قبلة بالهواء وهي تقول بمشاغبة : وربنا انتي الي قمر .. شفت مراتك ذوق إزاي
قطب ما بين حاجبيه وهي يردد كلمتها بداخله ' زوجته ' أين ذهبت وعوده لذاته .. أين ذهب تأنيب ضميره لذلك الحادث ومواعدة ذاته بأنه لا يستحق .. أين ذهب كل ذلك .. عندما رأها تلك الجميلة ورقتها .. نظر لها بطرف عينها وجدها تتناول طعامها ببطء وهدوء اعتاده منها .. أنهى طعامه وغادر وهو ينظر أمامه باقتضاب .. تحدثت سارة باستغراب : ماله ؟
نظر لأثره "كارما" وهي تقول بتفهم : جواه حاجات كتير .. فقدان الذاكرة مش حاجة سهلة أبداً
سألتها سارة بحزن : هو هيقعد قد إيه ؟
أجاب كارما بهدوء : منقدرش نحدد ممكن اسبوع شهر شهرين سنة .. ربنا أعلم
تابعت بهدوء : هقوم أشوفه
أومأت لها" سارة "وهي تنظر لتلك الجميلة التي تحاول إخفاء حزنها وآلمها ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
خرجت على الحديقة بعدما ألقت حجابها بإهمال فقد تذكرت تحذيراته لها من الخروج للحديقة دون أن تخفي خصلات شعرها .. وجدته يجلس على المقعد التسمت بحنين لذكرى آبت أن تفارقها رغم أن صاحب الذكرى غادرها عندما رفضت تجلس على المقعد وجلسوا أرضاً انتهى الأمر بهم بأمسية جميلة .. جلست على المقعد المجاور لمقعده تحدث بجمود : عايزة إيه ؟
تحدث بهدوء : عايز أطلب منك طلب
نظر لها باستغراب فقد توقع أنها آتت لمراضاته لكنه أومأ بموافقة ينتظر حديثها .. ابتسمت وهي تقول : ماما وبابا هيجوا النهاردة عشان يقولوا ليك الحمد لله على سلامتك .. أنا عارفة انك مش عارفهم ومش هتكلم بكلام تكلمنا فيه كتير عن فقدان الذاكرة وإني أنا مراتك وبقالنا شهر متجوزين وكده .. أنا عايزة منك بس تستقبلهم كويس وخلاص
تحدث بهدوء : أنا مش سئ للدرجادي يا كارما .. أنا مش قليل اصل .. أهلك ع عيني وراسي .. أنا صح مش متقبل فكرة جوازنا بس دا ميمنعش اني احترم أهلك .. يشرفوا وقت ما يجوا
ابتسمت بسعادة أثر كلماته قبلت وجنتيه ببراءة وهي تقول بطفولة : مرسي أوي
لا ينكر توتره من قبلتها البريئة .. لكنه ابتسم لسعادتها .. قبل أن تتجه للداخل تحدث بتحذير : تاني مرة متطلعيش الجنينة إلا لما تغطي شعرك كويس .. اطلعي إلبسي حجابك عشان أدهم جاي
أومأت برأسها وهي تبتسم خفية بمكر .. ستجعله يتعرف عليها من جديد .. ستجذبه لشخصيتها وتجعل فضوله يتغلب على طباعه الجامدة .. ستعيده كما كان سابقاً لكن ليس قبل أن تعرف ماضيه والذي سيكون هدفها تلك الفترة ولن تسمعه إلا منه هو وبإرادته ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في المساء ..
هبطت لجواره الدرج بعدما تجهزت لإستقبال عائلتها .. نظرت له تحاول معرفة ما يفكر به منذ الصباح وهو بحالة الجمود التي تسيطر عليه .. اجاباته مقتطبة قصيرة .. تمنت لو تعرف بما تحدث هو و "آدهم " كانت تريد إخبار " آدهم " بتحذيرات الطبيب لكن وقف لها " زين " بالمرصاد .. حتى أنه منع " سارة" من أن تجلس معه بعدما علمت بأمر خطوبتهم فقد اتفقوا على ميعاد للحفل الخطوبة والذي سيجمع عقد قرآنهم أيضاً .. ابتسمت عندما استمعت لحديث " سارة " عن عشقها الشديد ل " آدهم " ابتسمت وهي تتذكر عشقها وآلمها في آن واحد .. فاقت على يده وهو يمسك بها بسرعة بعدما كادت بالسقوط تحدث بلهفة : حاسبي !
تمسكت بيده سريعاً ثم استندت وهي تقول بحرج : مخدتش بالي
أومأ ببرود ثم هبط يستقبل عائلتها بعدما ارتفع رنين الجرس .. تأكدت من أناقتها الكاملة مسدت على خصلات شعرها المنسدل على ظهرها ثم هبطت تقف لجواره .. وقف " زين " باستقبال عائلتها وجد رجل في العقد الخامس من عمره يتميز بصحة جيدة ولجواره إمرأة في العقد الرابع من عمرها تحمل ملامح للطيبة والحنان ثم يتبعهم ثلاث شباب جذب انتباهه أحدهم يتشابه مع ملامح " كارما " والآخران لا .. انطلقت سريعاً تستقبل والديها بلهفة لفت انتباهه احتضان والدها لها بحنان وهو يقبل رأسها يعاملها كطفلة صغيرة مدللة ثم والدتها .. ثم انطلقت نحو الشباب الذين ينظرون نحوها بابتسامة .. احتضنها أحدهم حتى ارتفعت قدميها عن الأرض .. ثم اتجهت للآخر وهي تبتسم بينما قبل وجنتيها بحب .. حتى توقف عن الأخير الذي يظهر على ملامح المشاكسة قبل وجنتيها بحب وهو يهمس لها بكلمات جعلها تضحك شعر بالضيق الشديد لا يعرف سببه لكن لم يعجبه احتضانهم لها .. عادت لتقف لجواره وهي تقول : ماما وبابا يا زين .. خالد وآدم وعمر أخواتي الشباب
رحب بهم بطريقة لائقة وعلم أن الذي يشبه "كارما" هو" آدم" وذلك الذي يظهر عليه العبث والمشاكسة هو" عمر" أما "خالد" بدا غامض لديه لم يستطع تحديد شخصيته فمعاملته ل"كارما" بحنان ينفى ملامح وجهه الحادة .. جلسوا جميعاً ببهو الفيلا يتحدثون بهدوء .. سأل زين : انتي أصغر وحدة ولا ليكي اخت اصغر منك
جعدت ملامحها بطريقة طفولية غاضبة خاصة عندما استمعت لضحكات " عمر " الشامتة ثم تحدثت بغضب طفولي : مين الي أصغر وحدة أنا أكبر من عمر وآدم وريم
تحدث " زين " بدهشة : عمر وآدم مين انتي يلا واصلة لكتفهم .. دول أطول منك
قطبت ما بين حاجبيها وهي تقول بغضب طفولي : مش مهم الطول أنا أكبر منهم كلهم إلا خالد وعفكرة القصيرين حلوين .. صح يا خالد
قبل "خالد" وجنتيها بحب وهو يقول بضحك على تذمرها : صح يا حبيبتي .. انتي كده قمر أصلاً
تحدث عمر بمرح : دي ريم الأصغر منك أطول منك جتك خيبة يا شيخة
نظرت ل " خالد " بطفولة بينما " خالد " كتم ضحكاته على تذمرها وغضبها الطفولي ثم تحدث ل " عمر " بحدة مصطنعة : بس يا عمر عيب ..
تحدث" آدم" بحنان : انتي قمر يا كوكي وسيبك من عمر الوحش دا
نظرت ل"عمر" بشماتة بينما ارتفعت ضحكات "عمر" على تلك الطفلة .. راقبهم " زين " بدهشة علم أن تصرفاتها الطفولية تخرج بشكل عفوي منها .. شعر بالضيق لا يعلم سببه عندما رأها تجلس في دائرة حنانهم تتحدث ل " خالد " الذي يحاوطها بيده ويستمع إليها باهتمام .. و"عمر" الذي رغم مشاكسته إلا أنه أرضاها رغم أن حديثهم كان في مجال المزاح فقط لكن لا يريد أن تحزن أو تغضب منه .. رآى أنها تبقى سعيدة لجوارهم لا تبكي وابتسامتها لا تفارق محيها يجب أن يبعدها عن طريقه هو لا يريدها لا يريد أذيتها يعلم أنها إذا بقيت معه لن تنال إلا الحزن والدموع من معاملته الجافة لكنه ليس بإرادته .. انتهت الأمسية سريعاً وقد غادرت عائلتها .. صعد للأعلى متجاهل نظراتهم وهو يصر على جعلها تتركه هي .. سيكون ذلك مؤلم لها وله لكن ذلك لمصلحتها ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في الصباح ..
جلست لجواره على الطاولة تضع أمامه طعام الإفطار بحرص وابتسامة تزين ثغرها رغم معاملته الجافة لها .. وضعت آخر طبق على الطاولة ثم جلست لجواره تنظر له وهو يتناول طعامه .. ستسير معه خطوة بخطوة لن تترك يده وسط غابات الماضي التي تود افتراسه .. ابتسمت بحرج وتخبطت وجنتيها باللون الأحمر عندما وجدته ينظر لها ولم تنتبه لنظراته تحدث بهدوء : مبتفطريش ليه ؟
نظرت للطعام وهي تشعر بألم و انعقاد معدتها بقوة تحدثت : شبعانة .. افطر انت عشان تاخد علاجك
تحدث بحدة : أنا مش طفل عشان تعامليني بالشكل دا .. مفيش حاجة اسمها شبعانة افطري بقولك
نظرت بحرج لوالدته التي تشاركهم جلستهم .. خفضت بصرها للأسفل في محاولة منها لتجاهل أثر كلماته واستعادة شخصيتها القوية التي تناسب حالته تلك .. رفعت بصرها وهي تحول مجاراته قبل أن تنفجر باكية .. أمسكت قطعة الخبز الصغيرة وهي تمثل تناولها .. نظر لها " زين " وجد أنها تدعي تناول الطعام .. زفر بحدة وهو يضع أمامها طبق من الجبنة الصفراء المغلفة بحكام ذات دسم عالي وهو يقول بأمر : كلي الطبق دا كله
نفت برأسها وهي تحاول الحديث لكنها توقفت عندما صرخ بها : مش عايز أسمع حجج فارغة .. الطبق دا يخلص فاهمة
تحدثت والدته بهدوء وهي تشعر بالحزن لأجل تلك الجميلة : براحة يا زين .. مفيش داعي لصراخك كده
ثم وجهت حديثها " كارما " التي تخفض بصرها وهي تقول بحنان : كلي يا حبيبتي انتي من امبارح على لحم بطنك ميصحش كده
تمنت "كارما " لو تستطيع البوح عما بداخلها .. لا تريد تناول الطعام تشعر بألم شديد يصاحب جوفها .. وذلك النوع من الأجبان من المحظورات الممنوع تناولها .. لكنها أومأت بهدوء وهي تبدأ بتناول الطعام معللة بأن ذلك لا شئ وستتناول دوائها قبل تطور الأمور ... مضغت أول لقمة وهي تحاول تناولها دون جدوى تناولت كأس الشاي الأحمر المليئ بالنعنع الأخضر في محاولة منه لتسهيل تناول طعامها ... تناولت الطعام بالاجبار وهي تدعو الله سراً أن تنتهي ساعة الطعام .. نظر نحوها "زين" وهو يراها تتناول الطعام كطفلة أجبرتها والدتها عليه ما ألم قلبه وهو تلك الدموع التي تجتمع بمقتليها لا يريد أذيتها ولا يريد .. هو حقاً لا يعلم .. يشعر بمشاعر تختلط بين جنبات صدره هو لا يريد أن يتزوج خاصة في تلك المرحلة الحرجة من حياته تنهد بيأس وحزن اتضح على ملامح وجهه عندما تذكر وفاة جده وذلك الحادث المأساوي من وجه نظره ... غادر المكان بصمت تابعته أعين "كارما " بحزن لحالته تنهدت بأسى انتبهت إلى حديث "وفاء" وهي تقول بنبرة حنونة : متزعليش منه يا كارما
ابتسمت لها وهي تشعر بعواطف الأمومة تسيطر عليها وحزنها على ما توصل له" زين " بقدر مكتوب تحدثت بهدوء : مش زعلانة يا طنط .. أنا عارفة انه بمر بمرحلة مش سهلة وأنا هبقى معه
تركت وفاء مقعدها وهي تجلس لجوار" كارما "وتحتضنها بحب وهي تبكي وتقول : ربنا يديمك يا حبيبتي
احتضنتها "كارما" وهي تشدد من أحضانها بقوة .. وتدعو الله أن تمر تلك الأيام بسرعة ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد الغداء .. جلس الجميع بالبهو يتشاركون الحديث خاصة بعد مجيئ "أدهم" وهم يتحدثون بمرح عن ذكريات جميلة في محاولة منهم لتغيير حالة "زين" السيئة راقبتهم من بعيد وهي تراه يبتسم على حديثه ويشاركهم جلستهم رغم قلة حديثه ابتسمت بحزن وهي تتمنى عودته كما كان لم يتعدى الأمر سوى يومين وشعرت بطاقتها تنفذ .. حاولت تجاهل ألام جوفها التي تداهمها بقوة لا تستطيع تحمل كل تلك الآلام منذ الصباح وهي تشعر بروحها تكاد تزهق أثر ألمها .. تذكرت عندما طلب العودة لبيتهم الخاص لرؤيته وقد وافقت بعد أن شعرت بأن هناك أمل بعودة ذاكرته إذا رآى بيتهم الذي جمع حبهم المستحيل .. انتهت طاقة صبرها استأذنت من الفتيات وهي تتجه لجواره جلست لجواره وهي تهمس بأذنه بنبرة اتضح فيها ألمها : ممكن نروح بيتنا دلوقتي ؟
نظر لها وهو يرى ملامح الألم ترتسم على وجهها سألها بقلق : مالك ؟
أصابها آلم شديد مفاجئ ضغطت على يده بقوة بحركة تلقائية وهي تقول : تعبانة شوية .. ممكن نروح دلوقتي ؟
أومأ لها وهو يقف يعتذر من الجميع متعللاً بأن الوقت قد تأخر .. صعدت لتحضر حقيبتها بينما حاولت وفاء اقناعه بالبقاء لكنه رفض .. غادرت معه المنزل بعد وداع الجميع .. ركبت السيارة واستندت على النافذة وهي تغمض عيناها بألم شديد تحاول تجاهل ذلك الضغط الجسدي المؤلم والنفسي عليها .. نظر لها "زين" وهو يراقب تلك الدموع التي تحررت من أعينها تشعل قلبها بلهيب حارق .. سألها بقلق : انت كويسة ؟
أومأت برأسها دون أن تردف بشئ مدت يدها تزيح بأناملها تلك الدموع التي زينت صفحات وجهها .. ثم عادت تنظر للخارج تتجاهل نظراته المصوبة نحوها .. بعد فترة وضع المفتاح بالباب يديره عدة مرات ثم فتح الباب وهو يشير لها بالدلوف دلفت للداخل سريعاً تتجاهل وجوده و هو يتفقد المكان .. دلفت للحمام الملحق بالغرفة تفرغ ما بجوفها بتعب شديد وهي تبكي بألم استغرق منها الأمر عدة دقائق قبل أن تخرج وجدته يجلس على السرير كأنه كان بانتظارها .. لم تستطع السير لتجلس أرضاً على الحائط المجاور للحمام وهي تبكي بصمت .. تحرك زين نحوها وهو يقول : مالك ؟ .. انت كويسة ؟
تحدثت بألم : معدتي بتوجعني أوي
كاد بالحديث لكن ارتفع رنين هاتفه .. وجد المتصل "خالد" أحاب بهدوء : آلو .. ازيك يا خالد
أجاب خالد ببشاشة : الحمد لله ازيك يا زين عامل إيه ؟
أجاب زين : الحمد لله
أشارت له "كارما" بأن يناولها الهاتف نظر لها باستغراب ثم تحدث لخالد : خود كارما عاوزة تكلمك
ناول الهاتف ل "كارما" التي تحدثت بنبرة حاولت اخفاء ألمها : خالد
أجاب خالد بحنان : ازيك يا كوكو عاملة إيه وحشتيني يا حبيبتي
أجابت بألم كطفلة صغيرة : معدتي بتوجعني يا خالد
تحدث خالد بقلق : من إيه يا حبيبتي ؟ طيب خدي علاجك
نهضت عن الأرض بصعوبة وهي تتجه نحو حقيبتها الملقى على الفراش بإهمال وقبل أن تصل للفراش سقطت مغشى عليها بعدما خانها جسدها بقوة تلقاها "زين" بلهفة وهو يقول بقلق : كارما .. كارما فوقي
تحدث "خالد" بقلق بعدما سمع صوت زين : مالها يا زين
تحدث زين بحيرة : مش عارف اغمى عليها .. اسبقني على مستشفى وأنا جاي دلوقتي
ثم حملها بين يديه برفق وهو يناديها علها تستجيب لمحاولة إفاقتها .. تحرك بسرعة نحو الخارج ..
~~~~~~~~~~~~~
وقف أمام غرفة الطوارئ يراقب الباب المغلق بقلق بينما لجانبه جلس "زين" على الكرسي وهو ينتظر خروج الطبيب بلهفة .. مرت دقائق كانت كالساعات عليهم .. خرج الطبيب وهو يوجه حديثه لهم : انتم تقربولها إيه ؟
تحدث خالد بلهفة : أنا أخوها ودا جوزها... خير يا دكتور
أومأ الطبيب وهو يقول : التهاب حاد جداً بجدار المعدة سبب مشاكل كتير بالأمعاء دا .. سبب الاغماء كان لان جسمها ضعيف مقدرتش تتحمل الألم دا ... الالتهاب دا في اله أثر سابق أظن انتوا عارفين بمرضها مفروض تكونوا مهتمين بأكلها أكتر من كده ... صحتها ضعيفة جداً والي كشف سبب الالتهاب دا أنها ماكلة حاجة ممنوع تاكلها .. هتبقى يومين تحت الملاحظة عشان ميحصلش أي مضاعفات
تحدث زين أخيراً وهو يقول : أقدر أدخلها ؟
نفى الطبيب برأسه وهو يقول : لا هي نايمة دلوقتي بفعل المنوم لانها مش هتستحمل الألم .. هتفوق بعد ساعة ..
أومأ له "زين" انتبه ل"خالد" الذي تحدث : هي كارما كلت إيه النهاردة
تحدث زين بهدوء : هي من الصبح رافضة تاكل حاجة بس فطرت جبنة صفرا و رفضت تتغدا
تحدث خالد بغضب : إزاي تفطر جبنة صفرا هي مش عارفة انها ممنوع تاكلها عشان معدتها
تحدث زين باستغراب : ليه يعني ؟ هو انتوا تعرفوا انه عندها التهاب بالمعدة قبل كده
تحدث خالد بتأكيد : ايوا عارفين ودخلت المستشفى قبل كده لنفس السبب .. في أكلات ممنوع تاكلها عشان معدتها حساسة بزيادة زي الجبنة الصفرا دي ممنوع خالص
اوما "زين" بهدوء وهو يتذكر إجبارها على تناولها رغم رفضها لكنها انصاعت لحديثه .. تحدث بغضب داخلي لما لم تخبره لم يكن ليجبرها تنهد بتعب وهو يشعر بتأنيب ضميره بقوة اتجاه تلك الجميلة .. ها هي ترقد على الفراش يدها تتصل بعدة محاليل .. عيناها مغلقة بسلام وتقطب ما بين حاجبيها بألم رغم عدم وعيها لما حولها ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نظرت له بتوتر منذ أن فتحت أعينها وجدته يجلس أمامها على المقعد المجاور للفراش .. صامت بطريقة تثير رعبها .. ينظر لها بنظرات جهلت تفسيرها كما تجهل تفسير حالته منذ ان فقد ذاكرته .. نادته بصوت منخفض وتوتر يسيطر عليها : زين !
اتسعت أعينها بصدمة عندما وجدته يغادر مقعده ويقترب منها بطريقة جعلها ترتد للخلف بفزع .. قبض على فكها بقوة يعتصره بطريقة مؤلمة جعلها تصرخ متألمة وعيناها ترسم لوحة من الخوف والفزع الذي يسيطر عليها .. حاولت تحرير فكها من براثن يده بينما هو تحدث من بين أسنانه المطبقة بغضب شديد : قلتلك مش عايزك في حياتي .. عايزة مني إيه .. أنا مش عاايزك .. ابعدي عني أنا وحش أنا السبب أنا السبب في موته أنا ..
تجمع الدموع بمقلتيها بخوف شديد منه ..تحدثت بصعوبة وهي تقول : اهدى يا زين .. أنا مراتك ..
غلت الدماء بعروقه عندما سمعها لا تزال تصر على أنها زوجته أعماه غضبه لم يشعر بنفسه إلا وهو يقبض على عنقها يعتصره بشدة صائحاً بغضب : إنتي مش مراااتي .. أنا مش متجوز ولا هتجوز
زاد من ضغطه فوق عنقها حتى شعرت " كارما " بالهواء ينعدم من حولها فلم تعد تستطع التنفس .. تحول لون وجهها للأزرق من شدة الاختناق .. رحبت بالهالة السوداء التي تود ابتلاعها للنهاية .. رفعت يدها الموصولة بالمحاليل بصعوبة ثم مسدت على وجنتيه بحنان بالغ ودموعها تسترسل على وجهها بغزارة كان آخر ما سمعته هو فتح الباب بقوة ثم تبعه صراخ قوي باسمه .. بينما هي رحبت بالموت الذي يفتح أبوابه يدعوها للدلوف لعالمه ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتهى البارت ..البارت بدري شوية عشان عندي ضيوف ..
مشفتش كاتبة بتدلع متابعينها زي كده
ربنا يخليني ليكو 😂😂❤❤❤
أنت تقرأ
الطيف المجهول
Mystery / Thrillerإلى أين ؟ إلى المُستقبَل البعيد ، إلى عينيك ، إلى مكتبة برفوف عتيقة تحملنا بين طيات سُطورها ، ومن ثُم لأحضان رواية تُمثلنا بتلك التفاصيل ، تروي أحداث كثيرة وتفاصيل مثيرة .. حيث تتضمن بأنه لا يمكن للوقت أن يمر بدونهما وتتوسطهما أفكار كثيرة دون أن يع...