وقفت تنظر للنافذة بشرود تدندن بلحن غنائي حزين وهي تنظر للمارة في الشارع كل منهم يحمل بداخله قصة كل منهم ينتظر حكاية ما .. أُرهقت ذهنهم في نسجها ببطئ وتأنٍ لتخرج بنهاية كاملة تنتظر الأمنية في تحقيقها .. وحكايتها هي التي لا زال ذهنها يُحيكَها ومشاهد وذكرى ترهقها هي ..!
" مازالِ يُؤنسنُي خَيالكَ كُلما فاضَت بيّ الذِكرى وَطالَ عَنائِي لا تحسبُ أنّي نسيتُك لحظة ولتسأل وَجْدِي و بُكائِي وَاللهِ مالَهُج اللِسانُ بدعوةٍ وإِلا وذكرْتُك في حُرُف دُعائِي "
استفاقت على طرق الباب يتبعه دلوف الممرضة وهي قائلة باحترام : باقي آخر حالة يا دكتورة بس
نظرت بتعجب قائلة : هما مش خلصوا !
تحدثت الممرضة بهدوء : دا جاه دلوقتي وضروري
تنهدت ثم أومأت برأسها قائلة : تمام دخليه
ابتسمت الممرضة وهي تغادر تغلق خلفها الباب بهدوء بينما هي تنهدت ثم جلشت على مكتبها لتباشر عملها .. فتحت الملف أمامها تسجل الحالة وتاريخها ثم يليه حالته عندما يدلف لها .. انفتح الباب ولم ترفع رأسها لكنها تحدثت بهدوء وهي تدون على الملف أمامها : تفضلي ..
توقف الزمن بها وأوشكت أنها هالكة لا محالة عندما استمعت لصوته الذي أثار فوضى داخلية في قلبها وعلمت بالفعل أن الدعاء يغير القدر بعدما يأست وشعرت بأن أملها انتهى ولن تراه .. استمعت لصوته مرة أخرى يؤدد كلماته على مسامعها غافلاً عن قلبها الذي يصرخ باشتياق له : مش هتردي السلام حتى !
لملمت شتات نفسها الذي بعثره بصوته .. اتزنت نظراتها تمحي أي تعبير عما يجول ببالها ثم رفعت رأسها قائلة بهدوء : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. اتفضل
نظر لها لثوانٍ شعرت بأنه قرأ كل ما بداخلها بنظرة واحدة .. توترت بجلستها بينما هو تابع أدق أفعالها ثم جلس أمامها .. أمسكت القلم تنقله بين أناملها بملل تخفي تلك الرعشة التي امتلكت جسدها أثر نظراته التي تخترقها قائلة : اتفضل ..
ابتسم يعلم ما يجول بداخلها تنقل له هواجس الروح ويشعر بنبضات قلبها بداخله .. تحدث بحنان ونبرة عشق سُطِرت بين ثنايا قلبها : وحشتيني
رفعت نظرها له وهي تبتسم ثم بدأت تلك الدموع تجتمع بمقلتيها تدريجياً حتى أصبح الرؤية مشوشة لديها .. تحدثت بصعوبة بعدما وقفت أمام مقعده : اقف يا زين
امتثل لأمرها بدون إرادة وهو يشعر بأن تلك الدموع نقطة ضعف قوية له .. وقف أمامها بطوله الفارع مقارنة بطولها بينما هي نظرت لملامح وجهه باشتياق ودموعها تتساقط بهدوء على وجنتيها .. تبكي دون شهقات دون صوت .. تبكي بهدوء بعدما نفذت طاقتها في الأيام السابقة .. قاومت نوبة البكاء وتحدثت بجدية : أنا مين ؟
قطب بين حاجبيه بعدم فهم بينما هي تناولت إحدى المحارم الورقية الجافة ومررتها برقة على عيناها تمسح دموعها لكن أثرها لا زال باقياً الذي تمثل باحمرار عيناها .. تنفست بعمق ثم تحدثت بهدوء يخفي خلفه الكثير : أنا مين ؟ أنا بالنسبالك إيه ؟ أنا موقعي إيه في حياتك ؟
قاطعته عندما أكملت بقوة : ولا نسأل سؤال تاني .. انت مين ؟
تابعت حديثها ونظراتها تشع قوة جعله يبدو متعجباً لتلك القوة التي تتمثل في تلك الصغيرة القصيرة .. تلك الطفلة .. صاحبة العيون الجميلة .. استمع لحديثها بهدوء بعدما أخفى إعجابه بحديثها : جاي ليه يا زين ؟ انتي رافض وجودي ومش مصدق انك متجوز واهلك دبسوك بجوازة معرفش ليه .. رغم كل حاجة بتثبت صحة كلامي حتى الاوراق الرسمية بس كذبت ويوم ما تعطيني أمل انك ممكن ترجع زين جوزي في نفس اليوم وكلامك معداش عليه ساعة بس تقوم تقلب وتأذيني وتصرخ فيا .. جاي ليه يا زين ؟
ألمه قلبه لتلك الذكرى المؤلمة لها والتي تبدو انها تركت اثر كبير بداخلها .. ابعد ذلك ثم تحدث بما يحدثه قلبه : جيت عشان وحشتيني أوي أوي .. مش عارف اعيش بدونك
رغم انه كلمته اشعلت شئ بداخلها إلا أنها ابتسمت بسخرية : وحشتك ؟! انت متعرفنيش عشان اوحشك ..
تابعت بنبرة شجن : كان نفسي اقلك وانت كمان بس انا وحشتني أوي زيني أنا و حبيبي مش انت
أمسك يدها ثم تحدث بجدية : أنا عايزة أقلك حاجة مهمة
أفلتت يدها من قبضته ثم اتجهت تسحب حقيبتها تنوي المغادرة قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه لكن تجمدت خطواتها عندما استمعت لجملته التي أشعلت الفوضى بداخلها : وحشتيني .. وحشتيني أوي أول كلمة كانت ع لساني لما فقت اسمك ..
التفت تحاول ايجاد الصدق بكلماته وعيناها تحمل رجاء أن يكن ذلك صدقاً .. نظرت له بأعين باكية وقد عادت لعادتها .. اتجهت بخطوات ثقيلة بطيئة وكأنها أول خطوات تخطوها كطفلة صغيرة تتعلم أن تخطو لأول مرة .. مد يده لها برجاء أن تضع كفها يحتضنه بدوره هو كما اعتاد و اعتادت هي أيضاً .. نظرت ليده بنظرات محملة بالاشتياق والآلام وكأنها تود فعل ذلك لكنها تخشى .. لاحظ نظراتها والآلم المنبعث منها .. ابتسم بحنان قائلاً : وحشتيني يا كوكي .. أنا آسف .. كلمة آسف قليلة لكل حاجة وحشة شفتيها مني .. بس صدقيني كان غصب عني
لم تجيب لم تتحرك نظراتها لم ينتهي ذلك الألم .. أمسك يده ثم اتجه ناحية الباب وهو يقول : احنا لازم نتكلم بس مش هنا
تحدثت برفض : سيب إيدي يا زين انا مش عايزة اتكلم .. خلاص طريقنا كده انتهى
التفت لها بغضب : متقوليش الكلمة دي مرة تانية انتي فاهمة
نفضت يدها ثم تحدثت بغضب : ليه ؟ مش انت الي كنت مُصر انك تنهي طريقنا .. مش انت الي حطيت بدل السبب عشرة عشان ابعد .. مش انت الي رفضت وقلت دا كذب .. مش انت الي اذيتني و خليتني أعيط بدل الدموع دم .. ليه !؟ ليه مقولهاش .. مش دي الحقيقة
وقف مذهولاً يستمع لحديثها بصدمة والآن شعر بكم المعاناة والألم الذي قام بتسببه لها رغم انه كان يشعر انها غاضبة منه لكن لم يكن يعلم انه بذلك القدر .. اشتعلت عيناه بقوة وهو يصر على مراضاتها .. تحدى الجميع والظروف وماضيه لتكن زوجته والآن كما كان يتحدى نفسه سابقاً بأنها ستكن وطناً يلجأ إليه .. سيعيد روح التحدي لذلته ويراضيها مهما تطلبت الأسباب .. تحدث بقوة وهو يقول : احنا لازم نتكلم .. تعالي معايا
شعر بيدها تحاول التخلي عن قبضته التفت لها ثم تحدث بصراخ : مش عايز أسمع اعتراض
انكمشت على ذاتها خوفاً وقد عاد " المجنون زين " ليس ذلك الذي تزوجته الذي يحمل حناناً يكاد يفيض بالعالم أجمع .. تنهد بندم عندما لاحظ نظرات الخوف خاصتها .. ربت على يدها ثم جذبها لجواره يخرجان سوياً دون أن يلقي أي كلمة .. لم تكن تعلم أي يريد أن يذهب فقد آلمها قلبها لصراخه وها هو قد عاد لما كان عليه ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~
خرجت " مايا " من الكافيه ترتدي نظارتها الشمسية وعيناها تشع غرور كعادتها تتوجه نحو سيارتها التي تقف بعيداً عن الكافيه بقليل تبتسم بسعادة وهي ترى أن غايتها أوشكت عاى الانتهاء .. بينما ابتسمت تلك الفتاة التي تقف على الجانب الآخر ثم غمزت بخبث للذي يقف لجوارها واتجهت نحوها وهي تحمل بين يديها كوب من العصير التوت البارد ذو اللون الأحمر الداكن حتى اقتربت من خطى سيرها المعاكس لخطواتها وامتثلت أنا تعثرت بها وألقت بمحتويات الكوب فوق ملابسها البيضاء الناصعة .. شهقت مايا بصدمة وهي تصرخ : إيه دا ! يا حيوانة ايه الي عملتيه دا
ابتسمت الفتاة بخبث ثم تحدثت بداخلها : تستاهلي يا جربوعة .. يلا سمعيها الكلام الي حفظتيه
ثم رفعت نبرة صوتها باستنكار : مين الحيوانة يا كلبة انتي .. جرا إيه يختي مقصدتش
صرخت مايا : مقصدتيش إيه يا حيوانة .. انتي بهدلتي هدومي خالص ..
ابتسمت الفتاة وهي تحرك رأسها بإيماءة بسيطة ثم أمسكت بمحرمة مبللة وهي تمرها على ملابسها الملطخة تزيد من الضرر الواقع : ما قلتلك مقصدتش يا حبيبتي .. ولا انتي عايزة تشوفي وشي التاني
تحدثت مايا بسخرية : ااه عايزة اشوفه .. وريني هتعملي إيه
تحدثت الفتاة بابتسامة غبية : الصراحة عمر معلمنيش ازاي افرجيكي وشي التاني
دفعتها مايا وهي تقول باستهزاء : عمر مين .. ابعدي يا حيوانة كده خليني اروح اغير هدومي .. انتي مش عارفة دول حقهم كام
جذبت الفتاة خصلات شعر " مايا " بقوة وهي تقول : لا يا حبيبتي مش معنى اني سكت ليكي يعني هعديهالك .. أنا مسجلة خطر
تأوهت " مايا " بقوة أثر قبضتها التي تسحب خصلات شعرها بقوة ..ثم صرخت : سيبي شعري يا متخلفة
نفضت شعرها باشمئزاز وهي تقول : بلاش تغلطي كتير اصل لسانك هيوحشك .. غوري يلا من هنا .. احسن ما ابوظلك خريطة وشك
نظرت لها " مايا " بغيظ ثم ابتعدت وهي تشتمها وتتمتم بكلمات غاضبة .. بينما ارتفعت ضحكات الفتاة بقوة قائلة بحماس : عسل يا بت يا مكة وربنا أنا بموت في المشاكل .. هخلي عمر يخدني معاه دايما
_: طب تعالي يا عسل
انتفضت عندما استمعت لصوته يهدر من خلفها التفتت بسرعة قائلة بحماس : ها إي رأيك ؟
صفر " عمر " بتشجيع : هايل يا بنتي روعة .. الصراحة مكنتش متوقع منك بس كنت واثق انك هتعملي الي حفظتهولك
رفعت عيناها بغرور مصطنع ثم تحدثت : عشان تعرف بس
ثم أكملت بحماس : هنعمل إيه دلوقتي ؟
أجاب بهدوء : هنرجع خلاص خلصنا
تحدثت باستنكار : خلصنا إيه ! هو كده خلاص
سار وهي تسير لجواره قائلاً : يا بنتي احنا هنلعب ع الهادي
جعدت وجهها بتذمر ثم تحدثت قائلة : طيب هنعمل إيه دلوقتي
أجاب ببرود : ولا حاجة .. بس افكر هقلك
ثم تابع بمرح : بس تشكر يا أسطا مكة .. مكنتش عارف هجيب مين مكانك
أجابت بغرور : عد الجمايل بس
ثم تساءلت بفضول : بس ليه خلتني اعمل كده ؟
ابتسم بشر ثم تحدث ببرود : ضايقت كارما وانا قلت أبسطها شوية معانا كده
تساءلت مكة بترقب : كارما اختك ؟
اومأ " عمر " برأسه .. بينما هي صرخت : الكلبة الجربوعة وربنا لأوريها النجوم بعز الضهر ..
تحدث عمر ببرود : قصدك هنوريها .. بس هنلعب ع الخفيف دلوقتي عشان خالد ميعرفش
أومأت برأسها قائلة : مش يمكن سامر قاله
نفى برأسه قائلاً : لا أنا قلت لسامر ميتكلمش خالص وكأني عايزك عشان دروس الثانوية وخلاص
أومأ برأسها قائلة بتذمر : انا مش عايزة افوت ثانوية عامة دي ياريتني خلصت زيك كده
رفع كفه بوجهها قائلاً : قل أعوذ برب الفلق .. يا ناس يا شر كفاية قر
ضحكت ثم تساءلت : بس هو انت يعني مش محتاج حد يعني بسم الله ما شاء الله اسمك عمر مشاكل .. ليه جبتني يعني
تنحنت ثم تحدثت بكبرياء : طبعاً انت متقدرش تستغني عني بس انا اقصد انه مش دايما هكون فاضية وكده
تحدث عمر بسخرية : بجد يا مادموزيل مكة ..
أومأت برأسها بغرور .. بينما هو تابع : عشان مينفعش اضرب بت .. أنا أخطط و أسطا مكة تنفذ
تحدثت مكة بابتسامة : عارف وبصراحة كده هفتقدك اوي السنادي بالمدرسة
رفع بصره للأعلى بملل وكأنه معتاد على المدح ثم تحدث : عارف عارف ..
دفعته بكتفه بغيظ ثم تحدثت : بطل غرور .. هنروح فين ؟
نظر لها بنظرات ذات معنى بادلته نظراته بخباثة لا تقل عن خباثته .. ذلك الثنائي المجنون .. تحدثا بصوت واحد : الشركة
فرك" عمر " كفيه بحماس : استعنا ع الشقا بالله .. تعالي نمشيها مش بعيدة وبالطريق نفكر هنعمل إيه هناك
ابتسمت بحماس وهي تقول بخبث : يعني ملف مهم للصفقة يختفي
تحدث عمر بشقاوة : عصير مدلوق ع الأرض يكسر رجل او دراع حد
ارتفعت ضحكاتها قائلة : هو دا الكلام .. بس هو ممكن سامر يعلقني ؟
تحدث عمر بنفي وجدية : لا يا بنتي .. مش لهدرجادي هو أخر يرميك من البلكونة
هزت رأسها بتفهم قائلة : طمنتيني .. اصل المرة الماضية يوم ما ضربت البت بالمدرسة عقلني اسبوع كامل .. مش مشكلة اهم حاجة نستمتع
ثم تساءلت : انت خالد مش هيعمل ليك حاجة صح ؟
أومأ عمر براسه بتأكيد قائلاً : طبعاً هو ميقدرش أصلاً بس ممكن يعمل من فخادي شاورما بس
هزت رأسها بتفهم قائلة بجدية : الحمد لله على نعمة الأخوة الكويسة دي .. تخيل يا جدع يكون عندك أخ كده كويس ومش بعلقك ولا بحسسك بالمتعة وهو نازل بهدلة فيك كده .. ربنا يعافينا يارب
ثم تابعت بنبرة شجن : اكمنا احنا ملايكة وغلابة بيستقوا علينا
وافقها "عمر" الرأي وهو سعيد بتنفيذ أولى مخططاته فمنذ أن عادت "كارما" لبيت والدها وقد استعلم من " سارة " أن "مايا " قد أزعجت" كارما " ولكنها رفضت أن تبوح بالسبب الحقيقي وقد قرر ان يكمل ما بدأت به أخته .. سار لجوار " مكة " في خطاهم ناحية الشركة التي ستشهد على حدث جديد فاق كل مراحل الجنون ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~
قطب ما بين حاجبيه بتذمر وهو يضم ذراعيه أمام صدره بينما هي لجواره تدندن بلحن غنائي وكأنها على الشاطئ : قوي قلبك ع الفراق .. علميه الكبرياء .. لو في يوم اشتاق ليه احرميه من الاشتياق .. اوعي تنسى دا يبقى مين
سألها باهتمام : يبقى مين ؟
أكملت غنائها بوتيرة صراخ : دا الي باعك لسنين .. والي يغلط مرتين يبقى دا هو الغباء
مطت شفتيه بحزن مصطنع : القاسي ..
تابعت : كنتي شايلاه بين عنيكي .. وكنتي ليه اجمل هدية .. كان دا أول حب ليكي .. وكنتي ليه أول ضحية
أغمض عينيه بحسرة : يا مسكينة
أغمضت عيناها بشجن : غاب الغالي وبعده ببالي .. عاش بقلبي ليالي
تحدث بتعجب : يا روحي .. قد إيه انتي مظلومة
أكملت بصراخ وشقاوة : انتي معلمة .. بالشياكة والأناقة نظرة منك اقوى طاقة
صمتت واغمضت عيناها بفزع عندما سمعته يصرخ بحنق : اخرسي .. اخرسي .. كفاية إيه هتخلصي الألبوم .. وبتغني ومنسجمة وكأنك ع البحر ..
نظرت لبعد قدميها عن الأرض بينما هي معلقة من ملابسها على الحائط وهو لجوارها : الله مش بسليك بدل المصيبة الي احنا فيها
نهرها بحنق : اخرسي .. قلتلك في اجتماع بلاش مصايب .. دول بيكونوا الاربعة سوا
تابع بسخرية : منيح انها جتك ع قد التعليق ع الحيطة بس .. انا توقعت يولعوا فينا
تنحنحت بجدية : على إيه كل دا .. مكنوش فراقيع حطناهم بالمكتب .. اتخضوا إيه يعني
تحدث عمر بشقاوة : قال تخضوا قال .. دا الواد عز وصل السقف
ارتفعت ضحكاتها عندما تذكرت أشكالهم وهو يقفزون بفزع .. ففي طريقه للشركة ابتاعوا عدد من الاضواء النارية ذات الصوت العالي وقد قرروا وضعهم في مكتب كل من " خالد " و "سامر " و "عز " و " مراد " ولكن لسوء حظهم كانوا في اجتماع وقد اقترحوا على وضعها بغرفة الاجتماعات وحدث ما حدث وها هي نتيجة أفعالهم
تحدثت بتذمر : احنا هنطول واحنا متعلقين كده
نفى برأسه قائلاً بسخرية : لا يا روحي هما بخططوا يعملوا إيه فينا دلوقتي .. يعني يدبحونا ولا يرمونا من البلكونة ولا مش عارف الصراحة
هزت رأسها بتفكير بينما هو نظر أمامه بتفكير ثم ابتسم بخبث ولكن انمحت ابتسامته عندما فُتح الباب ودلف من خلفه الشباب وملامحهم إجرامية .. ابتلع "عمر" ريقه بخوف ثم همس ل " مكة " : بت يا مكة تشاهدي باين دي اخر أيام لينا بالدنيا
همست بخوف : اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
تحدث " خالد " وهو يشير لهم : مبسوطين كده ولا تحبوا نغير الوضعية القمر دي
هزوا رؤسهم بلهفة فأكمل " سامر " : نغير وماله .. نقلبكم .. يعني روسكم تحت ورجليكم فوق
تحدث عز بجدية : هيبقى كده أحلى
تحدثت " مكة " ببكاء : سامر يا خويا .. شوف الظلمة ازاي ببهدلوا الكائن الكيوت دا
رفع " سامر " حاجبه بتهكم فابتسمت بغباء قائلة : مش كيوت أوي
ثم تحدثت بهمس ل " مراد " الذي يجلس بأريحية : بسبس باشا نزلني وربنا لجوزك أختي بت زي القمر كده
نظر " مراد " ل " خالد " بخبث ، بينما صرخ " خالد " بغضب : اخرسي وربنا لقلبك لوحدك يا كلبة
تحدثت برجاء : يهون عليك يا ابيه طب اتذكر الشوكولاتة الي كنت تجيبها ليا وانا بنوتة صغيرة .. خدشتوا برائتي وربنا
تحدث " خالد " بسخرية : ايام ما كنتي بنوتة صغيرة يا حبيبتي .. اما دلوقتي بقيتي محراك جهنم انتي والبيه الي جمبك
نظرت ل " عمر " الذي ينظر لهم بملل وكأنه اعتاد فتحدثت بهمس : عمر باشا معلش لو مش هنعطلعك عن تأملك بالسقف .. اشحت معايا ربنا يفك كربنا يا شيخ
نظر لها بانزعاج وكأنها بالفعل عطلته عن شى هام ثم تحدث بحنق : ماشي وأمري لله
ثم رفع صوته قائلاً بغضب : جرا إيه يا شباب مكنتش مزحة دي الي تزعلنا من بعض كده .. إيه يعني تقطعوا الخلف عشان فراقيع .. كان هدفنا نبسطكم بس ظنكم السئ دا ربنا هيحاسبكم عليه .. وربنا انتوا مش وجه نعمة .. بصوا المرة الفاتت ولعت ببنطلون مراد بالكبريت ومعملش نص عمايلكم .. ولا يوم ما انا والبت مكة ضربنا الولاد بالمدرسة ولبسنا سامر بالقصة انه هو الي قلنا نضربهم .. ولا يوم ما رسمت مخططاتي على ورقة الصفقة لخالد .. كبرتوا الموضوع يا شباب والله
أومات "مكة" برأسها بلهفة بينما ابتسم الشباب بشر وتحدث "عز " بتسلية : وماله .. هنلعب سوا دلوقتي كلنا ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~
تفاجأت عندما وجدته يسلك طريقه نحو بيتهم الخاص .. تشعر بالحيرة الشديدة أثر ما يحدث .. عقلها يصر على معاقبته وتذكريها بكل ما عانته في تلك الفترة وقلبها يبرر أفعاله أنه كان مريضاً وتحت ظروف أجبرت كلاهما على غوض تلك المعركة المهلكة لقلبيهما .. تنهدت بتعب جعله ينتبه لها وهو يسأل نفسه أيهم أحق بتلك التنهيدة ؟ .. اختلس عدة نظرات لها وهو يراها هادئة شاردة .. ترى بما تفكر ؟! هذا ما وجهه لنفسه وقد أجاب لا يهم ما تفكر به لكن فكرة الابتعاد عنه ستكون مستحيلة للتنفيذ .. أوقف السيارة أمام البناية ثم أمسك بيدها يجذبها لجواره ويصعد بها لبيتهم في الأعلى .. بيتهم وحدهم و البعض من الخصوصية والهدوء بعيداً عن ضجيج العالم .. فتح الباب ثم أشار لها بالدلوف بقيت تنظر أمامها وكأنها غير موجودة هنا .. جذبها من يدها ودلف للداخل ثم أغلق الباب خلفه وقف في منتصف البهو تنظر له بعدما شملت البيت بنظرة اشتياق .. وقف أمامها وهو يعقد يده أمام صدره ينظر لها بقوة بنظرات كشفت عما يجول بخاطرها .. تحدثت توتر : إيه !
رفع أكمام قميصه لأعلى جعلها تنظر له بتوجس ثم اتجه ناحيتها كادت بالرجوع للخلف لكنها نهرت نفسها سريعاً وداخلها إصرار على الثبات على موقفها .. اقترب منها ثم حرر حجابها واسدل خصلات شعرها على ظهرها وسط ذهولها لما يفعل .. ثم أمسك بيدها واتجه بها نحو غرفة النوم الخاصة بهم .. كانت تنظر له بتوجس وتوتر أمسك بيدها وهو يستشعر توترها ثم أجلسها على الفراش بحيث يستند ظهرها للوسادة خلفها براحة ثم أعانها في خلع سترتها العلوية بينما هي قبضت فوق السترة تهز رأسها نافية جعلته يبتسم ثم أبعد يدها بشئ من القوة وأزاح سترتها وألقاها على الأريكة .. ثم اقترب منها جعلها تعود للخلف بفزع قائلة : انت بتقرب كده ليه .. انت هتاكلني
ابتسم بمرح قائلاً : أنا فعلاً هاكلك .. بس لازم اعمل كده قبل ما اكلك
نظرت له باهتمام وتوتر وجدته يتمدد على الفراش بالعرض وهو يضع رأسه على قدميها يغمض عيناه بتعب شديد ثم أمسك بيدها ووضعها على رأسه ودون إرادة تخللت أناملها خصلات شعره الكثيف بينما هو تنهد براحة وأغمض عيناه بصمت .. ظل هكذا لدقائق حتى ظنت أنه قد ذهب في ثبات عميق لكنه خالف ظنها عندما استمعت لحديثه ونبرة صوته التي تحمل تعب وحزن شديد : عايزك تسمعي الحكاية من الأول .. كنت شاب صغير و جدي وجدتي ساكنين لحالهم بعد ما عمتي تجوزت وسافرت بحكم شغل جوزها و بابا كان مستقر فبيت لوحده بعد ما اتجوز امي وخلفنا كلنا .. لما عمتي سافرت اصر بابا انهم يجوا يعيشوا عندما بحكم انه بيتهم بعيد عن بيتنا وكده هيبقى متطمن اكتر .. لكن جدي رفض واصر انه يبقى ببيتهم وبابا يبقى ببيتنا قريب عن مكان شغله .. لما كبرت عرضت اني اروح اسكن هناك عندهم وبابا وافق بسرعة عشان هيبقى متطمن عليهم وغير كده انه في حد هيخدمهم لو عازوا حاجة .. ياسين وسارة كانوا صغار وسليم كان مشغول بشغله .. كنت سنة خامسة كلية .. رحت هناك كنت اعرف عنهم حاجات اكتر ما اعرف عن أهلي كنت ابنهم مش حفيدهم .. كنت متعلق بجدي بصورة كبيرة جداً جداً ارجع من الكلية نتكلم سوا ونتغدا سوا ونسهر سوا ونخرج سوا كان غالباً كل حياتي كده .. مرت الأيام وانا قاعد عندهم كنت اروح اشوف اهلي عادي جداً بس انام ببيت جدي .. عرفت أدهم من هناك كان جارهم بالعمارة بقينا صحاب أوي اكتر من اخوة كده لغاية ما جاه اليوم الي غير حياتي كلها ..
أخذ نفساً عميقاً ليسبح في بحر الذكريات المُظلم ، لذلك اليوم وذلك الحادث الذي غيّر مسار حياته كلياً ...
- Flash back -
- قبل سنة ... -
كان جالس في مكتبه ينظر لملف المريض أمامه يتفحصه بدقة ويسجل ملاحظاته عليه ، دلف إحدى الممرضين بسرعة وهو يقول بتوتر : دكتور زين ، في حالة طارئة ولازم تفوت العمليات دلوقتي ودكتور أدهم خرج
وقف "زين" سريعاً وهو يغادر المكتب : أوك ، بس يوصل أدهم تبعته على غرفة عمليات رقم سبعة
أومأ الممرض وهو يعود لعمله بينما اتجه "زين" لغرفة تبديل الملابس ، لارتداء ملابس العمليات .. خرج من الغرفة يضع القبعة الطبية على رأسه ليجد عائلته تقف في الردهة الطويلة في مدخل الطوارئ، سقط قلبه واتجه نحوهم بخطوات مسرعة والقلق ينهش قلبه دون رحمة : في إيه ؟ انتوا هنا ليه ؟
بدا التوتر يظهر على معالم وجوههم بشدة ليصرخ بهم : بقول في إيه ؟
بحث بعينيه بينهم لم يجد " سارة " ليسأل بغضب : سارة فين ؟
بدأت الناس تنتبه لصوتهم المرتفع ليتجه له "سليم" يمسك بيده وهو يقول : اهدى يا زين ، سارة كويسة بس ..بس
صرخ بنفاذ صبر : بس إيه ؟
-: بس جدك جته أزمة قلبية
توقف قلبه وشل التفكير وهو يشعر بنزيف روحي داخلي ، روحه تنزف ، ردد بصدمة : إيه ؟
كان المتحدث تلك المرة "أدهم" الذي آتى مسرعاً بعد أن أخبره إحدى الممرضين بما حدث : يلا يا زين ما فيش وقت
جذبه من يده وهو يسحبه خلفه ، بينما "زين" يسير بخُطى خالية من الحياة ، دخل غرفة العمليات كأنه جسد بلا روح وجد الممرضين يقومون بقياس نبضات القلب وقياس الضغط ومؤشرات الحياة لبدأ العملية ، نظر نحوه "أدهم" وجده ينظر للفراغ بشرود ليجذبه إلى الغرفة المجاورة لنفس غرفة العمليات ويلكمه بعنف وهو يصرخ به : فوق يا زين ، نسيت تعلمنا إيه ، انسى انو دا جدك يا زين ، اعتبره مريض عادي
وجده ينظر له بجمود ليسدد له عدة لكمات لعله يفوق من حالة الاوعي ، تخطى "زين" لكماته بسهولة .. تحدث أدهم : فوق يا زين في مريض محتاج مساعدتنا
تنفس "زين" بعمق وهو يعود لغرفة العمليات يرتدي الأدوات الطبية وهو يشير للمرضى بالبدأ ، بدأ بمباشرة العملية وهم يحاولون مجاراة ضربات قلبه التي تنخفض بالتدريج ، إلى أن كان ارتفع صوت جهاز القلب الذي يعلن عن توقف النبض بمثابة رصاصة قاتلة له .. أسرع "أدهم" بصعقه بجهاز الصعقات القلبية لينعش قلبه لكن يبدو أن الأمل قد مات .. صدر صوت قوي من الجهاز يعلن عن مفارقته للحياة بينما نظر " زين " للجهاز ثم ابتسم وهو يهز رأسه نافياً وقد تشوشت الرؤية أمامه أثر الدموع التي اجتمعت بأعينه لأول مرة أمام الجميع .. نظر ل " أدهم " وهو يبتسم ويردد : لا أكيد دا مقلب .. ااه أكيد ..
بكى الجميع تأثراً بالموقف .. نظر له " أدهم " بألم شديد لحاله ثم اقترب منه قائلاً : ادعيلوا ربنا يرحمه يا زين
نظر له " زين " باستغراب ثم حول نظره لجسد جده المستكين بعدما غادرت روحه .. بكى بقوة وهو يصرخ : اخرس .. جدي ما ممتش .. جدي عايش .. متقولش كده
خرج جميع الفريق الطبي بالكامل خارج الغرفة ينقلون خبر انتهاء حياة أحدهم لعائلته .. بينما اقترب " زين " من فراش جده يجلس لجواره بهدوء وكأنه يشعر به ثم تحدث بدموع : فوق يا جدي يلا .. فوق عشان جدتي مستنياك برة .. يلا فوق عشان هننزل نصلي العصر سوا زي ما عودتني .. فوق يا جدي يلا أنا هستناك .. يلا يا جدي فوق
صرخ بآخر كلمته حتى سقط مغشياً عليه دون اي مقاومة ..
- Back -
مدت يدها برفق تزيح تلك الدموع التي استرسلت على وجهه بينما هو أكمل حديثه بشجن : فوقت بعدها على حقيقة صعبة انه جدي خلاص مبقاش موجود .. عرفت انه باقالي شهر بالغيبوبة بالشهر دا جدتي تعبت أوي وعمتي أصرت تاخدها اسطنبول عندها .. انحرمت منهم الاتنين مع بعض .. مكنتش قادر اهون على جدتي وانا حاسس نفس احساسها .. من اليوم دا وأنا محمل نفسي ذنبه .. من اليوم دا كان نقكة تغيري بشكل كامل بطلت اعرف حاجة كنت رافض اتكلم ممش قادر اتكلم .. يمكن تفتكري انه مش محتاج كل دا بس هو كان حياتي ..
تنفس بعمق وهو ينظر لوجهها الباكي .. مد يده يمسح دموعها برفق يتشاركون آلامهم سوياً .. تابع : عرفت صدفة انه جدي الازمة القلبية مجتش فجأة كده
نظرت له باهتمام شديد وهي تعقد حاجبيها باستغراب بينما هو تابع : انا ليا عم وعمة وابويا .. ابويا اكبر واحد بعدين عمي بعدين عمتي .. عمي لما كبر اصر انه يسافر يدرس برة جدي وافق وطلع درس واتجوز وحدة مصرية كانت ساكنة بتركيا خلفوا مايا .. كنا ولاد عم عادي جداً علاقتنا مش أوي .. حتى سارة ع الرغم من انها بنت وحدة ومايا بنت وحيدة مفروض انهم صحاب وكده بس هما كانوا لأ .. طول عمرها سارة في حمايتنا وحبنا ومايا كانت تكره حاحة زي دي .. المهم سمعت في مرة انه جدتي رافضة تشوف مايا رفض قاطع استغرب مع انه كانت دايما جدتي تترجاها تيجي وكده بس هي ترفض .. ما اعطتش الموضوع اهمية لحد ما الموضوع زاد عن حده وسمعت جدتي مرة بتتكلم مع عمتي وانا بكلمهم انها مايا السبب
اتسعت أعينه بشر : عرفت انها نزلت مصر تطلب بورثة ابوها بعد ما عمي توفى بالغربة .. جدي عرض يديها فلوس اذا محتاجة بس هي عملت مشكلة وعايزة الورث .. لحد ما جات لجدي وقالتله انه اذا ما اعطهاش حقها من الورثة هتفضحه و رمت كلام كتير ورجعت .. اخر مرة اجت ومعاها الشرطة عايزة تاخد الورث وهو لا جدي ولا جدتي ماتوا اساساً .. عرفت انه جدي جتله الازمة بسبب كده وانا الي قعدت اكتر من تلات شهور بنمش من تأنيب الضمير
نظر ل " كارما " التي تستمع إليه باهتمام : انا بكرها أوي أوي .. مشفتش في وقاحتها وقلة أدبها .. ابويا بيكرمها عشان خاطر عمي بس ..
أغمض عيناه لثوانٍ ثم تحدث بابتسامة عاشقة : عارفة يا كارما انا بعرفك من قبل ما اتجوزك
ارتفعت نبضات قلبها عندما تذكرت الطيف .. لوهلة شعرت به يحتضنها .. اتسعت أعينها بصدمة عندما سمعته يتحدث : كنتي ملاك .. كنت بطلة احلامي .. كنت تيجي كل ليلة في حلمي احكيلك يومي واسمع يومك كامل .. بس مكنتش اعرف ملامح وجهك .. لما سألت بالحلم قلتي انه قلبي هيعرفك .. وفعلاً قلبي عرفك
سألها : عارفة شوفتك أول مرة فين ؟
نفت برأسها وهي تبتسم بدموع بينما هو تابع : بالمستشفى .. كنتي تعبانة يومها .. من يوم وفاة جدي وانا قدمت استقالتي وبطلت ادخل المستشفى ابدا .. كنت افكر انه مات لاني انا مكنتش منتبه اوي انا بعمل إيه بالعملية .. كنت مفكر انه مات عشان إهمالي .. لحد ما مرة القدر جمعني بيكي رحت كنتي مريضة كنتي نايمة ولما عديت من باب غرفتك حسيت بقلبي وقف عند الباب .. حسيت بحد بينادي عليا بصيت حوليا لحد ما وقعت عيني عليكي .. كنتي حقيقة كنتي حبل النحاة بتاعي كنت الأمل بالنسبالي بعد ما كنت فاكر دا وهم
ابتسم بحزن : أنا بحبك أوي أوي أوي .. اكتر مما تتخيلي .. مفيش حاجة بالدنيا توصف حبي ليكي
خفضت راسها تقبل مقدمة رأسه بقبلة أودعت فيها كل الحب والاحترام والعشق لهذا الوسيم الذي احتل قلبها بالقوة .. بينما هو اغنض عيناه بسعادة يشعر بذلك الحجر الذي كان يستقر فوق قلبه بثقله قد انزاح .. فتح اعينه عندما سمعها تتحدث برقة : كنت عارفة القصة كلها .. من يوم ما قلت انه ليك ماضي وانا كنت رافضة اسمعه من حد كنت عاوزة اسمعه منك لما انت تكون عايز تتكلم .. بس يوم ما ضربت مايا وخرجت روحت عند بابا وتاني يوم نزلت الشغل باباك اجا وطلب مني اني مزعلش منك وقلي القصة بس مش بالتفاصيل كده .. خليك عارف اني بحبك يا طيفي
تحدث باستغراب : طيفي
أومأ برأسها وهي تتحدث بنعومة : طيفي .. بنوتة صغيرة خرجت من بلدها وبيئتها عشان تدرس برة وتحقق حلمها بس مقدرتش تسيطر على خوفها أبداً .. خوفها دا خلا عقلها الباطن يساعدها بوجود طيف .. مكنتش انام غير وانا حاسه بطيفه هو الآمان بالنسبة ليا .. لما خفت من القطة وحضنتني عرفت انه دا طيفك .. نفس الآمان نفس شعوري كل ليلة وهو بيحضني نفس الآمان الي بيحاوطني .. انت طيفي يا زين .. هو دا التفسير ل الحلم والطيف احنا كنا عايزين نهرب من الواقع انا اهرب من خوفي بالغربة وانت تهرب من موت جدك .. خليك عارف إني بحبك أوي أوي أوي بس انت وجعتني
اغمض عيناه وتحدث بصوت يشوبه نعاس ونبرة شجن : أنا آسف .. معدتش في حاجة هتوجعنا أبداً .. انا وانتِ سوا دايماً
التفت يحتضن خصرها بين ذراعيه يغلق عينيه براحة شديدة تتملكه بعدما حرر نفسه من بؤرة الماضي التي كانت تضيق عليه تود خنقه .. بينما هي استندت برأسها على الوسادة خلفها أناملها تعبث بخصلات شعره برقة ونعومة بالغة أغمضت عيناه تستشعر حلاوة اللحظة .. غفيا بهدوء وراحة يحتضنان بعضهم بقوة كأنهم سراب وسيختفى .. أُرهِقت قلوبهم وعقولهم وحان وقت النهاية .. ربما كانت البداية مكتوب لكن هم من سيسطرون النهاية ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في الصباح ..
فتح عيناه بصعوبة وهو يشعر بالنعاس لا زال يطوف به .. كان أكثر الليالي التي يستشعر الراحة بها .. ابتسم عندما تذكر أنها موجودة لجواره وقد غفى اللية في حضنها .. مد يده يتفقد الفراش وجده خالي وبارد .. فتح أعينه بسرعة يخشى أن يكون ذلك منام لكنه وجد نفسه في بيته وعلى فراشهم سوياً .. التفت حوله وعيناه تبحث عنها حتى لفت انتباهه عدم وجود حقيبتها ولا سترتها ولا حجابها .. فتح أعينه بصدمة وهو يردد : كارما
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتهى البارت ..أكتر بارت يستاهل تفاعله عليه اظن واضح .. عايزة كومنتات كتير البارت الي هتقروه ب ١٠ دقايق بقالي بكتب فيه أسبوع كامل تحت ضغط دراستي 🥀
بليز تتفاعلوا شوية وتكتبولي كومنتات عن رأيكم بالرواية ورايكم ببارت اليوم وقصة زين وتصرف كارما ؟
شو رأيكم بقصة ماضي زين ؟
شو رأيكم ب عمر ومكة ؟
مايا ومصيرها النهائي ؟بدكم كارما تعاقب زين ولا خلاص الأمور تنحل ؟
هزعل بجد لو ما لقيت في كومنتات حلوة 💔 دا من آخر البارتات بالرواية يلا تفاعل حلو
البارت الأخير يوم الجمعة الجاي بإذن الله 🍂
اضغطي ع النجمة ❤👇🏻
أعطيني رايك بالكومنت 🤍
أنت تقرأ
الطيف المجهول
Mystery / Thrillerإلى أين ؟ إلى المُستقبَل البعيد ، إلى عينيك ، إلى مكتبة برفوف عتيقة تحملنا بين طيات سُطورها ، ومن ثُم لأحضان رواية تُمثلنا بتلك التفاصيل ، تروي أحداث كثيرة وتفاصيل مثيرة .. حيث تتضمن بأنه لا يمكن للوقت أن يمر بدونهما وتتوسطهما أفكار كثيرة دون أن يع...