البارت الحادي عشر 🦋

846 52 18
                                    


كان يستند على سيارته وبجانبه صديقه ، نظر "أدهم" إلى صديقه الذي يراقب الشارع بتركيز ،فقطع "أدهم" تركيزه قال بعدم فهم : ايوه انا عايز افهم احنا بنعمل ايه هنا ، باقيلنا نص ساعة واقفين الوقفة دي وانت عمال تبص يمين شمال ، انت مستني حد
تنهد "زين" بضيق وهو يقول بانزعاج : بقلك أيه يا زفت انت مش عايز رغي .. أنا أصلاً ما كنتش عايزك تيجي معي بس انت مسكت فيا زي العيل الصغير
ضحك "أدهم" بشدة وضرب كتفه بكتف "زين" وهو يقول بمرح : شكلك كنت رايح للمصيبة ، أموت أنا بالمصايب ، ترضى تعمل مصيبة بدوني
نظر له "زين" بشك وهو يقول: ولا اتعدل انت مالك كده !
ضحك "أدهم" بصوت عالي ثم تابع بجدية : لا بجد انا عايز اعرف بنعمل ايه هنا
تنهد "زين" بقلة صبر وقال : هقولك عشان مش هتبطل زن في عريس متقدم لكارما وانا هفشكل الموضوع
قال أدهم بعدم فهم: كارما مين ؟!
صمت لثواني ثم صرخ بصوت عالي : قصدك المزة الي كانت بالمستشفى ، عرفت منين انو جايها عريس ؟
التفت له "زين" وقال بشر : قلت ايه المزة !
استدرك "أدهم" وقال بفزع : مش قصدي يا عم انت ، ها عرفت منين ؟
زفر "زين" بضيق وقال : سمعتها وهي بتتكلم بالتلفون لما جيت عندك امبارح
انتظر ثواني ولم يجد رد نظر ناحية "أدهم" وجده ينظر له وابتسامة خبيثة مرتسمة على ثغره قال زين بتحذير : لا هتلطف وتخفف دمك أكسر دماغك
خرج "أدهم" عن صمته وضحك بصوت عالي وهو يغمز ل"زين" بمكر : وأخيراً شفتك يا بيضة بتغيري
دفعه "زين" بعيداً وزفر بضيق شديد : اتكل ع الله يا أدهم من هنا هي مش نقصاك
ضحك أدهم بصوت عالي وقال : خلاص يا عم متزعلش
نظر له "زين" بغضب فاصطنع أدهم الجدية وتنحنح قائلاً : طب وهتعمل إيه بالواد ده ؟
ابتسم زين بشر وقال : هو يجي بالأول
سأل أدهم : هو انت تعرفه ؟
أجاب "زين" ومازال يتابع الطريق بعينيه : ااه كلمت امبارح فارس وجمعلي معلومات عنه
سأل مرة أخرى : طب هتعرفه ازاي ، راكب عربية جاي مشي ، معاه أهله ولا لوحده ؟
زفر "زين" بضيق شديد واستغفر ربه سراً والتفت لأدهم : راكب عربية معايا نمرتها ومش جاي مع أهله بالأول هيقعد معها بعدين اذا اتفقوا هيجيب أهله
ابتسم ابتسامة صفراء وتابع : غيره ؟
أومأ "أدهم" بنفي وتابع الطريق مع "زين" نظر "زين" لطريق بتركيز ثم قال : هي دي العربية
وقف "زين" بنصف الطريق وبجواره "أدهم" فتوقف العريس بالسيارة وعندما رأهم أخرج رأسه وقال : في حاجة يا شباب
سأله زين بجدية وملامح جامدة : انت طارق الجندي
أومأ العريس ونظر لهم باستغراب ، تحدث أدهم بمرح : هو خير ان شاء الله الموضوع مش مستاهل كلهم 10 ,9 غرز مش كتير
نظر له "زين" بتحذير فوضع "أدهم" يده على فمه اشارة منه على صمته ، تابع زين : انت رايح فين ؟
شعر "طارق" بالقلق لكنه لم يظهر وقال : رايح ع شقة المهندس راشد
تابع زين بصرامة : انزل من العربية
نزل بطاعة دون اي مجادلة فيبدو من هيئة زين ان لا مجال للتفاهم : رايح ليه بقا ؟
أجاب ببساطة : رايح أتقدم لبنته ...
قطع زين حديثه قائلاً : لا انت دلوقتي ترن وتقول ما فيش نصيب
نظر له طارق وقال بتوتر : بس انكل راشد....
قاطعه "أدهم" تلك المرة قال وهو يقترب منه : انت قلت ايه؟
نظر له "طارق" بعدم فهم فتابع "أدهم" وهو يوجه حديثه لزين : هو قال انكل ولا انا سمعت غلط !
ابتسم "زين" بسخرية وتابع أدهم لطارق : هو انت عندك كام سنة يا حبيبي
ضحك بصوت عالي وقال موجه حديثه ل "زين " : انا لو خلفت ولد وقال انكل اتبرا منه
نظر له "طارق" بغضب فقال أدهم بضحك : خلاص بقا تبقاش قفوش اوي كده ، قلي مامي وبابي فين مجوش معاك ليه ؟
ضحك زين وقال لصديقه بصرامة مزيفة : خلاص يا أدهم
أدهم بضحك : خلاص ايه ده بقول أنكل
تحدث طارق بغضب وصوت عالي وقال : ايه قلة الأدب دي يعني موقفيني عشان تتسلوا عليا ، وجه حديثه لأدهم : مش عجبتك انكل مش ذنبي انكم ناس بيئة ومش بتفهموا بالذوق
نظر أدهم لزين بملامح جامدة : هو على صوته ولا أنا بيتهيقلي
تابع زين بنفس الملامح : لا وبيقل أدبه كمان
قال أدهم بملامح هادئة : ليه كده يا طروقة تزعلنا منك دا احنا كنا هنتناقش بهدوء وخلاص
ثم تابع بملامح شرسة : تعال أفرجيك قليل الذوق هيعمل فيك إيه بالزنزانة
نظر له طارق بخوف وقال بتلعثم : زنزانة !
تابع أدهم : معك المقدم فارس ، واشار لزين وقال : عارف مين ده ؟
أشار له طارق بنفي وهو يقول بخوف : خلاص انا آسف ، مكنتش أقصد
نظر أدهم لزين وقال بتسلية : انت حاسس انو الاعتذار مش كافي
زين بجمود : وانا كمان
قال طارق بخوف : طب اعمل ايه ؟
تحدث زين تلك المرة وقال بعيون تطلق الشرار ونبرة مرعبة : تركب عربيتك وترجع بيتك وتنسى انك تتجوز كارما تمام
تحدث ادهم بسخرية : بنت أنكل راشد
تحدث طارق بخوف : حاضر حاضر انا اصلا مش عايز اتجوز
قال زين : برافو عليك ، دلوقتي تتصل تعتذر وتقول ما فيش نصيب
أومأ طارق برأسه وقال بخوف : ينفع أركب عربيتي ؟
أشار له زين بنعم ، صعد لسيارته وفر هارباً وهو يصرف موضوع الزواج من داخله
بعد رحيله قال "أدهم" ل"زين" بمشاكسة وهو يغمز بعينيه :
بركاتك يا شيخة كارما ، خليتي الحجر يتحرك
نظر له "زين" بغضب لم يهتم "أدهم" وتابع وهو يقرص خده باستفزاز : كبرتي يا حلوة وبقيتي بتغيري
استطاع أدهم بكلماته ان يستفز "زين" ضرب "زين" في بطنه بغيظ وقال : قسماً بالله..
توقف عندما راى "أدهم" يمسك بطنه بألم وهو يأن ، توتر "زين" ولام نفسه على انفعاله قال : معلش مكنتش أقصد
انهى كلامه وهو يمد ذراعه ليسند أدهم فاعتدل أدهم قائلاً بمشاكسة : انت خايف عليا يا زيزو ، لدرجة دي بتحبني
زفر زين بغيظ وقال : حبك برص يا أخي
كاد بسير نحو سيارته لكنه توقف عندما تذكر امر ما ، وجه حديثه لأدهم : معاك المقدم فارس وزنزانة وتعرف مين ده ! ايه الي قلته ده ، بعدين الواد ده أهبل ما أنا قلت اسمك قدامه واول ما قلتله انا المقدم فارس خاف
ضحك أدهم بشدة وقال : بس أيه رأيك ؟
ضحك زين وقال : لو فارس عرف هينفخك
اتجه أدهم نحو سيارته قائلاً بغرور مصطنع : ميقدرش ، هو كان يتخيل انو انا الدكتور أدهم السيوفي أنتحل شخصيته
نفى "زين" برأسه فتابع أدهم : احلى حاجة يكونلك صاحب ضابط
ركب "زين" سيارته وهو يشعر بمزاج هادئ بعد أن أدى مهمته بنجاح ، فقد فقد السيطرة على أعصابه عندما سمعها أمس تردد عباراتها، تحمل على ذاته وفكر جيداً الى أن استطاع أن يعلم بعض المعلومات عن عريس الغفلة كما أطلق عليه ، بمساعدة زميله في الشرطة ، ابتسم وهو يسخر من نفسه أنه فعل ذلك لأجل فتاة ، ارتسمت ابتسامة على تغره وهو يردد أنها ليست كأي فتاة ، فكر للمرة الأخيرة في قراره وعزم على تنفيذه ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في المساء ...
جلست على سريرها تفكر في أحداث اليوم فبعد أن تجهزت لرؤية ذلك العريس آتى اتصال يوحي بأنه قد اعتذر شعرت براحة داخلية فلم تكن تريد مقابلته لكن والدها أصر ، لا بأس بذلك ولا داعي للتفكير فيه ، شردت في إحساس يراودها بقوة فذلك الطيف أصبح مخيفاً منذ عودتها صحيح لا زال يلازمها لكن أحياناً تشعر به يحتويها بأحضانه كما اعتادت ، وأحياناً تشعر أنه سيحطمها بين أضلعه ، لأول مرة تسأل نفسها : ما هذا الشعور ولما الآن ؟! ... لأول مرة يعصف ذهنها بأفكار لم تراودها من قبل !! ... بدأت تلك الأسئلة تراودها بشدة .. ذلك الشى يشغل بالها بشدة .. لأول مرة تجزم على أنها تود نعرفة ذلك السر ، قطع سيل أفكارها دلوف " آدم " للغرفة ، ابتسم وهو يقول : عاملة ايه يا كوكي ؟
نهضت من فراشها وهي تقول مبتسمة : الحمد لله تمام
ما كاد بالحديث حتى قاطع ذلك العاصفة "عمر" وهو يقول بصوت عالي : كوكي البسي هنروح لريم دلوقتي يلا
نظر له "آدم" بملل وهو يقول : وأنا لازمة أمي إيه ؟ باقيلي ساعة بترجاك تروح تقولها
ابتسمت بحماس وهي تقول : ثواني هجهز وأجي
غادر "آدم " الغرفة ليجهز ويترك لها حرية تبديل ملابسها ، بينما هي بدأت تتجهز بحماس وهي تتشوق لرؤية "ريم" ، لتهمس بشوق : وحشتني أوي ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مساءً ...
انتهت "ريم" من إعداد وجبة عشاء بسيطة، تمكنت من طهي البيض مع قطع السجق الشهي وبعض من أنواع الجبن ومقرمشات البطاطا اللذيذة لتصنع مائدة ناجحة وان كانت لم تكد في تحضيرها، ثم وضعت الخبز على الطاولة المستديرة وزجاجة العصير البارد، اعتلى وجهها بسمة اعجاب وهي تتطلع لمحتويات المائدة فمن كان يصدق أن تلك المدللة ستقف ذات يومٍ بالمطبخٍ لتعد الطعام ، فرغم أن " كارما " بالخارج لا عَون لوالدتها غيرها الا أنها كانت لا تفعل شئ ، خرج " سامر " من الغرفة باحثاً عنها ، التقطت اذنيه صوتها المنادي فخرج من الغرفة للردهة ليقف محله مشدوهاً حينما وجدها قد أعدت طعام إليه، اقترب "سامر " منها وهو يوزع نظراته بينها وبين الطعام قائلاً بحماسٍ :
اللي شايفه ده صح ! لأ إن شاء الله ميطلعش مقلب
ابتسمت وهي تجيبه بتذمر : متأڤورش يا سامر
استند بجسده على حافة المقعد وهو يمنحها نظرات دافئة، حدقتي عينيه تحاوطها هالة من العشق والسعادة التي سكنت قلبه لما قدمته من خدمة بسيطة له، كاد بالإقتراب ولكن قرع جرس الباب استوقفه فأنتبه إليه، تعجبت "ريم " فمن الذي سيزوراهما في وقتٍ كذلك، فتح "سامر" الباب ليتفاجئ بكلاً من "خالد " و"آدم" أمام عينيه، ومن خلفهما "كارما " و"عمر " ابتسم بسعادة وهو يشير لهما : أيه المفاجأة الجميلة دي ، اتفضلوا
دلفوا سوياً للداخل، فانعقد حاجبي "ريم " بعدم تصديق، اقترب منها "خالد"وهو يخرج من جيب سترته السوداء الأنيقة علبة من اللون الأسود القطيفة ثم قدمها لها قائلاً ببسمة صغيرة ترسم على جانبي شفتيه:
ألف مبروك يا ريمو يا حبيبتي
ألتقطتها " ريم " منه بسعادة وهي تبادله أحضانه وتهمس بحب أخوي : وحشتني أوي أوي يا خالد ، ازدادت سعادتها أضعافاً عندما اقتربت منها "كارما" وهي تحتضنها بحب وتقول : وحشتيني أوي ، الغرفة وحشة بدونك
اقترب " عمر " و " آدم " ليهنئوها بصدرٍ رحب، أشار لهما "سامر " بتصميم : جيتوا بالوقت الصح يلا نتعشى مع بعض ، تعال يا أبو نسب
ابتسم " خالد " على كلماته التي بدأ ينتعه بها منذ ان تقدم لخطبة اخته ، جذب المقعد وجلس يتشارك معهم الطعام جلست "كارما" لجواره وهي تبدأ بتناول الطعام هي الأخرى و "ريم " تراقبهم بسعادة ، جلسوا جميعهم يتشاركوا الطعام بجو مليئ بالمرح والسعادة ... بعد العَشاء ... جلست "ريم " و "كارما " وقد اختلت بها "ريم" بعيد عن مجلس الشباب لتسألها : يعني مجاش ؟
نفت برأسها وهي تقول بلا مبالاة : لا كلم بابا واعتذر
هبت من فوق الأريكة وهي تقول بغضب : ايه لعب العيال ده
جذبتها "كارما " من يدها تعيدها لجوارها على الأريكة وهي تقول : اهدي يا ريمو انا مش عارفة انت مزعلة نفسك ليه
جلست لجوارها وهي تقول : مش مزعلة نفسي ولا حاجة بس استفزني العيل ده
ابتسمت على حديثها لتقول بلامبالاة : لا استفزاز ولا حاجة ، أحسن انه ماجاش ، أنا مكنتش مرتاحة أصلا بس عشان بابا قلت مجرد مقابلة وبس
جلست جوارها تسألها بحذر : انت مش زعلانة يا كارما ؟
نظرت لها كارما باستغراب وهي تقول : لا طبعاً ، هو أنا هموت وأتجوز بعدين بقلك مش مرتاحة
تنهدت وهي تقول : شوفي يا ريمو أنا درست طب ودي كلية بتحتاج طاقة ووقت كبير يعني لو كنت عايزة أتجوز كان قبلت العرسان الي تقدمه قبل كده أو كان دخلت كلية أقل مجهود من دي ، دا غير انه أنا مش هسمح لأي حد يكون شريك حياتي الا لما يستاهل انه يكون كده فعلاً ، الجواز رضا وقبول ودا شئ أساسي
ابتسمت "ريم " باتساع وهي تحتضنها وتقول : ربنا يقدملك الي فيه الخير يا حبيبتي
بادلتها أحضانها بحب وهي تقول : حبيبتي يا ريمو
نهضت تجمع متعلقاتها وهي تقول : يلا Bonsoir يا ريمو هبقى اجي عندك يوم بعد المستشفى
قبلت وجنتيها وهي تقول : هستناكي ،سلميلي ع ماما وبابا
حركت رأسها بإيماءة بسيطة تصطحبها ابتسامة وهي تغادر برفقة أخوتها ، وقفت أمام المصعد تنتظر صعوده وهي تشاهد مشاكسة " عمر " و " آدم " و" خالد " ينظر لهم بملل شديد ، شعر بالطيف يحتضنها بحنان شديد ، ابتسمت بحب وهي تلف يديها حول جسدها ، نظر لها "خالد" باستغراب وهو يقول : بردانة يا كارما ؟
نفت برأسها وهي تقول : لا بس حسيت بجو باريس وكده مش عارفة ليه
احتضنها بحب وهو يبتسم ، ابتسمت وهي تشعر بدفء وآمان الأرض يُحيط بها تمنت لو تعود سريعاً تختلي بفراشها تستطيع أن تنعم بدفء أحضانه أثناء نومها
تشتاق له دائماً وأبداً رغم ملازمته لها منذ سنوات وحتى الآن لم يتخلى عنها أبداً ...
ربما الأرواح تسرد حكايات عجز الواقع عن تجسيدها
ربما لم يستطيعوا الصمود أمام تدبير الواقع ليلتقوا بأحلامهم ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف للداخل لجواره صديقه وهو يحاول السيطرة على أعصابه قبل أن يفتك بذلك المستفز ، التفت بسرعة جعلت "أدهم " يرتد خطوتين للوراء وهو يقول بفزع : إيه ؟!
ارتسم معالم الشر على وجهه وهو يقول بنبرة تحذيرية : عارف يا أدهم لو مسكتش هعمل فيك إيه ؟
نفى برأسه وهو يقول بمشاكسة : هتعمل إيه يا زينو..
ابتلع باقي كلماته في جوفه عندما رأى نظرات "زين" التحذيرية الغاضبة ، سعل بخفة وهو يقول بجدية زائفة : يا راجل عيب مش هتكلم ولا حد هيعرف حاجة
نظر نحوه لثوانٍ أومأ براسه ثم التفت يكمل سيره للداخل بينما "أدهم " بقي ينظر لأثره وهو يقول لنفسه : أقسم بالله إنك مخيف يارجل
ابتسم بخبث شديد وهو يقول : ما يبقاش اسمي أدهم اذا ما مسكتهاش عليك
استطاع سماع صراخ معشوقته من الخارج على ما يبدو أنها تتشاجر ، وصل للبهو وجد "سارة" تقف على الأريكة وهي تحمل وسادة بين يديها و ملامح وجهها الغاضبة ، و " ياسين " ينظر لها ببرود قاتل وهو يحرك حاجبيه باستفزاز ، بينما يجلس كل من "فرح" و"سليم" و"نور" بهدوء يتابعون ما يحدث بملل ، تُرجمت أفكار "أدهم" على سؤال "زين" وهو يسأل باستغراب : في إيه يا سارة ؟
التفت نحوه وهي تقول بغضب : يا زين شوف ياسين برخم عليا
تحدث ياسين ببراءة : هو أنا عملت حاجة؟
تنهد "زين" بملل وهو يقول : خلاص يا سارة اقعدي عشان عايز أحكي حاجة مهمة ، هو ماما وبابا فين ؟
نزلت عن الأريكة بغضب وهي تجلس وتنظر "ياسين" بنظرات غاضبة قابلها هو بنظرات باردة وأجابت : شوية وهينزلوا
كتمت "فرح " ضحكاتها بصعوبة على أفعال زوجها وأخته ، بينما جلس "زين" على الأريكة لجواره " أدهم " ثوانٍ وانضم الجميع لتلك الجلسة ، حمحم "زين" بهدوء يستعيد انتباههم من أحاديثهم الجانبية وهو يقول بهدوء : أنا عايز أحكي حاجة كده كويس انه كلكم هنا
انتبه الجميع له ، أخدذ نفس عميق وهو يقول بهدوء : أنا قررت أتجوز
صمت حاد سيطر على الأجواء وكأن طيور تأكل من رؤسهم ، استدركت "وفاء" الأمر سريعاً لتتجه نحوه وهي تحتضنه وتقول : ألف ألف مبروك يا حبيبي ، دا أنا هجوزك ست البنات وحياتك
شدد على أحضانها وهو يقول بهدوء : أنا اخترت العروسة يا أمي
تعالت المباركات من الجميع وهم يشعرون بسعادة شديدة له ، ربت " أدهم" على كتفه بحب أخوي وهو يتابع معشوقته تدندن بصوت عالي وتقوم بحركات تعبر عن فرحتها الشديدة ، قاطع أحاديثهم صوت " عبد الرحمن " وهو يسأل مستفهماً : مين العروسة ؟
التفت الجميع نحوه وهم ينتظرون اجابته على أحر من الجمر ليقول "زين" بهدوء وكأنه وافق على إرضاء فضولهم : بنت المهندس راشد الرشيدي صاحب شركات الرشيدي في السوق
سأل " عبد الرحمن " بحذر : تقصد الدكتورة الي درست بباريس
استغرب " زين " من معرفته نظر نحو " أدهم " بسرعة ليجده ينظر له باستغراب وهو يحدثه بنظراته أنه لم يتحدث ، التفت لوالده وهو يقول : ااه هي دي
تحدث والده بغضب وصوت عالي : مش موافق طبعاً ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتهى البارت

الطيف المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن