البارت الواحد والعشرون 🦋

868 54 10
                                    


اتسعت أعينه بصدمة وخوف حقيقي : سارة !
ركض سريعاً للحديقة الخلفية حيث وضعها بها صباحاً ، سرقه الوقت برفقة جميلته كيف نسي أمر تلك المشاكسة المعلقة بالحائط ، كان يظن أنه لن يتأخر ولتعتبر ذلك عقاب لها على مشاكستها و ثرثرتها التي لا فائدة لها .. وقف يحاول تنظيم أنفاسه بعد خوف تمكن منه بشدة سرعان ما فتح أعينه بصدمة وهو يراقب ما يحدث أمامه بدهشة حقيقية ... حيث " سارة " كما هي معلقة على الحائط وهو تصرخ على ذلك الذي يقف ببرود شديد في شرفة الفيلا المقابلة لهم ، صرخت بصوت عالي : انت مال أهلك أنا حرة .. ان شاء الله أرقص دي حاجة تخصني
رد ذلك الشاب الذي يقف في شرفة غرفته بحنق : ارحمي أمي انتي غنيتي كل الألبوم ... ابوس ايدك اسكتي شوية بس
نظرت للأعلى بملل وهي تعود للغناء مرة أخرى بصوت عالي بهدف اثارة حنق ذلك الشاب : أنا طبعي كده .. بحب كده ..نفسي أعيش ومعنديش إلا كده .. دي حياتي أنا .. دي ملكي أنا .. ودي مهما يكون برضه هكون زي ما أنا
صرخ الشاب بغيظ شديد وهو يقول : وربنا لو ما سكتي لأخبطك بالكرسي دا ع راسك ... انتي مين إلي معلقك كده
انتبهت له وهي تقول بغرور : أنا محدش يعلقني أنا لقيت نفسي زهقانة قلت أسلي نفسي وأشوف الدنيا من فوق عاملة إزاي .. كله إلا برستيجي
هتف بغضب : ملعون أبوه برستيجك يا شيخة
إلى هنا وكفى ! .. صاح " زين " بغضب : سارة !
التفت "سارة" ناحيته بفزع وهي تقول : زين !
ردد الشاب بسخرية : حازم حازم .. بسيوني بسيوني
نظرت نحوه "سارة "بغضب وكادت بالحديث لكنها توقفت عندما اقترب منها "زين" وهو يمسكها من خصرها وقام برفعها لأعلى ثم أنزلها أمامه وهو يخفيها خلف ظهره وهو يقول للشاب المتابع للموقف بهدوء : معلش يا أستاذ أنا آسف بالنيابة عنها
صرخت بغضب : انت بتعتذرله على إيه ؟
التفت لها زين وهو يقول بغضب مكتوم : اخرسي
ابتسم الشاب بشماتة وهو يوجه حديثه ل " زين " باحترام : معلش يا دكتور زين بس والله طرشت أهلي بصوتها وهي بتغني بصوت عالي وأنا عايز أنام وطلبت منها بالأدب هزئتني بقالها أكتر من ساعتين بالحالة دي .. دا غير جو الصراخ وبرستيجي الي سبق فقرة الغنا
نظر لها " زين " بتوعد ثم التفت للشاب الذي يبتسم بشماتة واضحة لها ، وهو يقول : معلش أنا آسف مرة تانية
أومأ الشاب بهدوء بينما التفت "زين" ل "سارة " وهو يقول : أعمل فيكي إيه !
لم تنتبه لحديثه بينما كانت تنظر خلفه لذلك الشاب الذي يتابع ما يحدث بشماتة لاحظ نظراتها صوبه ليرفع حاجبيه بغيظ وهو يبتسم بتسلية .. صرخت بحنق : شوف بيرقصلي حواجبه إزاي ؟
التفت " زين " ليرى الشاب يتجه للداخل وكأنه ينفي ما تقوله "سارة " التفت زين لها بغضب شديد وهو يقول : أنا محذرك شعرك اذا طلع هنفخك صح .. تقومي انتي تغني وتكتشفي مواهبك وتصحي الجيران صح .. قولي صح ولا لأ
نظرت له بغيظ وهي تقول : ومين الي معلقني مش انت ؟!
ضم شفتيه وهو يقول : معلقك عقاب ليكي تقومي مفكرة نفسك بتعاقبيني وتصحي الجيران ع صوتك صح !
رفعت رأسها وهي تقول : متزعقليش كده ، انت من وقت ما خطبت وانت كده زعيق زعيق وبس
اشتعل منها غيظاً وغضباً في آن واحد ، لكنه انتبه لكلماتها وجد أن سبب ثرثرتها ومشاكستها المستمرة محاولة ك لفت انتباهه بعدما ظنت أنه سُلِب منها .. ابتسم بحنان وهو يقول : انت بتغيري من كارما ؟ .. بتغيري اني طول الوقت معاها ؟
رفعت حاجبيها باستنكار كاذب وهي تقول بسخط : لا طبعاً وأنا مالي انت حر
اقترب منها وهو يقول بحنو : بس أنت من زمان ما جيتي تنامي عندي .. أو حتى قلتيلي عايزة تخرجي معايا
أخفت شعور الحزن بداخلها وهي تقول بانفعال : مش عايزة منك حاجة
ثم ركضت للداخل سريعاً قبل أن تستمع لباقي حديثه ، نظر لأثرها ثم تنهد بعمق ارتفع رنين هاتفه تذكر أن عليه أن يحذف الصور المشتبهة .. أجاب : ايوا يا أدهم .. لا تعالي أنا بالبيت .. اخرس يا حيوان سلام
ثم أغلق الهاتف وهو يدلف للداخل وعقله يعمل في جميع الاتجاهات .. صاحب الرسالة وتلك الصور ويبدو أنه يعرفه جيداً او يعرف "كارما" جيداً ، لان ملامح وجهها ظاهرة بوضوح في الصور وغير ذلك ذلك المجهول يعلم أن" كارما "كانت تدرس بباريس كما اتضح بالصور .. ومن جهة أخرى إهماله ل "سارة " وحزنها وغضبها منه ... دلف لجناحه يبدل ملابسه لحين مجيئ" أدهم " وهو يفكر بشدة كالغريق يحاول التوصل لليابسة قبل تمكن المياه منه ...
أما على الجانب الآخر ..
ألقت نفسها على فراشها وهي تنظر بشرود أمامها لم تشعر بدموعها التي بدأت بالهطول وارتفاع شهقاتها .. تشعر بأنها متعبة للغاية تشعر بخوف شديد من عودة" زين "كما كان فمنذ تلك الحادثة التي كانت بمثابة رصاصة اخترقت قلب انسان سلبت منه شعور الحياة بأكمله وهي تخاف عودة "زين" لتلك الحالة والابتعاد عنها .. بعدما كان رفيق دربها وحياتها جميع أسرارها لديه .. كانت تلك الفترة خارجة عن إرادته وقت آتت الحادثة وغيرته لدرجة أنها كانت تمر أيام ولا تراه .. في تلك الفترة وقت قلبها أسير ذلك الوسيم صديق أخاها بعدما استطاع السيطرة على قلبها ومشاعرها ذلك السر الذي لا يعلمه أحد سوى هي وقلبها .. منذ أن تزوج "كارما" وهي تشعر به بعيداً عنها حاولت جذب انتباهه أكثر من مرة لكن كان يقابل ذلك بهدوء دون اي محاولة منه لمشاركتها جنونها ومشاكستها .. تشعر بسعادة له لأنه استطاع التخلي عن حزنه وماضيه ومجاوبة حاضره لكن في نفس الوقت تشعر بإهماله لها .. تنهدت بحزن وهي تشعر بأنها تريد البكاء لتنفيث عما يجوب بداخلها .. أغمضت عيناها وهي تحاول النوم علها تخرج من بحر حزنها ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~
أضافت الماء إلى الكأس المملوء بحبيبات السكر والكاكاو المر ثم حركت المكونات ببطئ .. خرجت من المطبخ تنضم لجلسة والديها في غرفة المعيشة بعدما عادوا من نزهتهم سوياً .. ابتسمت وهي ترى والدها يجلس لجوار والدتها وذراعه تمتد على كتفها باحتضان وهم يتناقشون سوياً كعادتهم منذ سنوات .. استطاعوا الحفاظ على شرارة الحب والمودة بينهم .. دلف "عمر " للغرفة ناولها هاتفه وهو يقول : كارما خدي دانة عايزاكي
تناولت منه الهاتف باستغراب وهي تقول : آلو
ابعدت الهاتف عن أذنها عندما استمعت لصراخ "دانة" : موبايلك فين يا زفتة انتي ؟
أجابت بتذكر : والله نسيت أصل الموبايل فصل شحن
تحدثت دانة بسخط : نسيتي ! أدعي عليكي بإيه يا كارما يا بنت أم كارما
ابتسمت وهي تقول : خلاص كفاية.. قلتك نسيت والله أصل طول النهار قاعدة مع عمر بنذاكر
تنهدت وهي تقول : طيب يختي بكرة هتخرجي معايا زي ما اتفقنا
تحدثت بتأكيد : ااه ان شاء الله .. أنا بكرة اجازة اصلاً
تحدثت دانة بحماس : خلاص أنا هفصل دلوقتي عشان عز عايزني وهشوفك بكرة بالنادي
تحدثت بتأكيد : ان شاء الله .. يلا سلام
تحدثت دانة بمرح : سلام يختي
أغلقت الاتصال وهي تبتسم .. التفتت لوالدها وهي تقول بأدب : بعد إذنك يا بابا بكرة هخرج مع دانة
انتبه والدها لها وهو يقول بهدوء : مفيش مشكلة خالص عندي .. بس استأذني من زين برضو يا حبيبتي
نظرت لوالدتها باستفهام .. ابتسمت" حنين "وهي تقول : يا حبيبتي زين جوزك ولازم تستأذني منه قبل ما تخرجي
هزت رأسها بتفهم وهي تقول بطاعة : حاضر .. هروح أقرا شوية وبعدين أنام .. عايزين مني حاجة ؟
تحدث والدها بحب : سلامتك
ابتسمت وهي تغادر الغرفة مرددة تحية المساء .. دلفت لغرفتها أبدلت ملابسها ثم أمسكت الهاتف لتتصل ب " زين " تستأذن منه خروجها غداً كما طلب منها والدها لكن قاطعها دلوف " عمر" للداخل وهو يقول : هتنامي يا كوكي ؟
تركت الهاتف وهي تبتسم له قائلة : عايز إيه ؟
مد الورق الذي بيده وهو يقول : مش فاهم الحتة دي
تناولت منه الورق وهي تجلس تشير له ليجاورها ثم بدأت بشرح له ما عجز عن فهمه حتى تعدي الوقت نصف الليل وهي تراجع معه ما يحتاجه فغداً لديه اختبار سيحدد مستقبله .. ثم خلدت للنوم بتعب وقد نسيت إخبار" زين" بخروجها غداً .. ربما فعلتها تلك ستظهر عاصفة " زين " الذي يُخفيها لأجلها ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلس على المقعد المقابل له بتعب يتضح على ملامحه .. تحدث أدهم بهدوء : مالك يا زين ؟
تنهد بعمق وهو يقول : سيبك مني دلوقتي وركز في الي عايز أقولهولك
نظر له "أدهم" باستغراب وزادت دهشته عندما اقترب "زين" بمقعده من مقعد" أدهم " تحدث بفزع : في إيه ؟
نظر له زين بملل وهو يقول : يا شيخ اخرس وبطل تفكيرك الزبالة دا شوية
نظر له "أدهم "بتهكم وهو يقول : واضح مين الي تفكيره زبالة
تجاهله" زين" وهو يقول بجدية : قبل يومين وصلتني رسالة على موبايلي بعد ما روحت كارما بعد العزومة ، الرسالة دي فيها صور لكارما مع شب بس مش كارما
نظر له أدهم بعدم فهم : إزاي كارما بس مش كارما ؟
تابع زين حديثه بهدوء : يعني دي صور بنت تانية بس ركبوا عليها وجه كارما عن طريق الفوتشوب ودي حاجة سهلة جدا بالنسبالهم .. واضح انه المركب الصور محترف أوي المشكلة مش هنا المشكلة اني لازم أعرف مين عمل كده
سأله أدهم بحذر : ازاي عرفت انها مش كارما طيب .. أنا عارف انك واثق فيها بس ممكن يعني ...
قاطعه زين وهو يقول : أنا مش أهبل ولا متسرع أنا قعدت طول الليل أفكر .. كارما مستحيل تعمل حاجة زي كده بعدين أنا رحت عندها بالنهار مقدرتش اقعد ساكت كده كنت حاسس دماغي هتنفجر وسألتها بطريقة غير مباشرة و نفت حاجة زي كده
سأله أدهم بحذر : طيب انت شاكك بمين ؟
تحدث " زين " بحيرة : مش عارفة بس الي عمل كده دا حد يعرفني يا يعرف كارما أوي لأنه الصور بباريس وكمان صورة وجه كارما كأنها هي فعلاً
تحدث أدهم بتفكير : طيب هات الرقم الي اتبعت منه الرسالة وأنا اقلك بتاع مين
نظر له" زين" باعجاب كيف غفل عن تلك الفكرة ثم سأله : هتعرف إزاي ؟
تحدث أدهم بهدوء : هأعطيه لواحد صاحبي وهو هيعرفلي مين
أومأت له زين وهو يمليه الرقم .. كاد بحذف الصور لكنه انتبه لحديث أدهم : أنا هروح دلوقتي ويومين كده وأجيبلك صاحب الرقم
أغلق زين هاتفه وهو يومأ له ويودعه وقد نسي أمر حذف الصور الذي سيكون حدث مهم يشهده أبطاله .. كل فكره الآن بصاحب الرقم الذي فتح على ذاته أبواب الموت ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلست أمامها على الطاولة تحاول تبرير فلعتها البسيطة التي سقطت سهواً عنها .. نظرت خفية ل " مراد " الذي يجلس أمامهم يحاول كتم ضحكته على أفعال أخته ...
تنهدت بقلة حيلة وهي تقول بنفاذ صبر : يا بنتي قلتلك الموبايل فاصل شحن وأنا كنت ناسية والله اني اتصل بيكي .. بعدين ما أنا هيني قاعدة قدامك وخلاص
نظرت لها " دانة بتهكم ثم نظرت ل"مراد" وهي تقول بتذمر : يعني أنا أقلك خرجني تقوم تجيبني النادي
تحدث مراد باستغراب : أمال انتي عايزة إيه ؟
أجابت بحماس : امم .. الملاهي مثلاً
ابتسمت كارما بحماس مماثل وهي تقول : ياريت
ابتسم بسخرية وهو يقول : أهبل أنا عشان اروح معاكم الملاهي لوحدي وانتوا التنتين
نظرت له كارما بتذمر وهي تقول : ليه يعني ؟!
تحدث مراد بهدوء : مليش فيه .. الي عايزة تروح الملاهي تخلي جوزها ياخدها
كادت تجيب لكن ارتفع رنين هاتفها نظرت للمتصل ابتسمت وهي تقول : دا زين
تحدثت دانة بمكر : جبنا سيرة القط قام نط
نظرت لها كارما بغضب وهي تغادر الطاولة تبتعد عدة خطوات .. أجابت : صباح الخير
تحدث زين بحب : صباح النور يا حبيبتي
ابتسمت بخجل على لقبه المجبب .. تابع زين : إي صوت الدوشة الي جمبك دا ؟
تحدثت كارما بهدوء : دول أطفال بيلعبوا
رفع زين حاجبه وتابع بهدوء : أطفال .. انتي فين ؟
أجابت بتلقائية : في النادي
تحدث زين بهدوء يخفي خلفه عاصفة هوجاء : في النادي ... مع مين ؟
أجابت ببساطة غافلة عن ما يثور بداخله : مع دانة ومراد
ارتفع صوت زين وهو يقول بغضب : انت هبلة يا كارما .. ازاي تنزلي من غير ما تقوليلي
تذكرت أنها نسيت إخباره .. تحدثت "كارما" في محاولة منها لشرح الأمر : يا زين اسمعني ..
قاطعها "زين" وهو يقول بغضب : اسكتي خالص .. روحي اقعدي جمب دانة متتحركيش غير لما اجيلك فاهمة
ثم أغلق الاتصال نظرت "كارما" للهاتف وهي تحاول اخفاء غصة البكاء بحلقها لأول مرة يصرخ عليها .. تحركت باتجاه الطاولة وهي تحاول أن تخفي دموعها .. نظر لها "مراد" وهو يقول بقلق : مالك يا كارما ؟
أجابت بخفوت : زين ..
تحدثت دانة بقلق : ماله زين ؟
أجابت ببكاء : زعقلي جامد
سألها مراد بترقب : هو انتي خرجتي من غير ما تقوليله
أومأت "كارما" برأسها تنهد " مراد" بغضب ثم تحدث بهدوء : ميصحش يا كارما تخرجي بدون ما تقوليله هو بقى جوزك
تحدثت كارما بتبرير : عارفة والله بس أنا نسيت
هز " مراد "رأسه بهدوء ثم حاول مجاراتها بالحديث .. بعد مدة وصل " زين " لمكان جلستهم .. ما أن رأته " كارما " حتى توترت بشدة محاولة معرفة ما يجول بخاطره لكنه تجاهلها وهو يلقي التحية على " مراد" و " دانة" ثم شاركهم حديث بسيط بسرعة وهو يستأذن منهم بالمغادرة برفقتها .. سارت لجواره وهو يمسك بيدها بقوة .. دلفت للسيارة وهي تنظر للأسفل كطفل مذنب .. تحدثت بخفوت : زين ..
تابع "زين" قيادته وهو يقول : اسكتي يا كارما
حاولت التحدث لتبرير الأمر لكنه قاطعها بغضب : قلت اسكتي يا كارما
بعد فترة كان الصمت يخيم على المكان .. وقف في مكان هادئ التفت ناحيتها وهو يحاول السيطرة على غضبه تحدث بهدوء : انت ازاي تخرجي من غير ما تقوليلي ؟
أجابت كارما بسرعة : نسيت والله نسيت
تحدث زين باستنكار : هو إيه الي نسيتي ؟! ... فين دبلتك ؟
نظرت ليدها بسرعة وهي تكاد تبكي على حظها ثم أجابت بخفوت منتظرة عاصفته : نسيتها
نظر لها "زين" بغضب وهو يقول : يعني إيه نسيتها .. كل حاجة نسيت متنسي نفسك المرة الجاية ..ازاي يعني أنا معرفش مراتي فين ..اتصل الصبح عليكي الاقيكي خارجة .. ازاي تنسي دبلتك هي دي حاجة تتنسي ..احنا هنهزر
حاولت كارما تهدأته : أنا عارفة انه ..
قاطعها "زين" وهو يقول : ولا كلمة يا كارما أنا لدلوقتي بحاول أسيطر على غضبي عشان لو طالك هتخافي مني أوي
نظرت له "كارما" بخوف ثم نظرت أمامها وهي تفكر كيف تصلح ما أفسدته .. لقد بالغ بفعلته لم تكن لتفعل ذلك عمداً .. ستصمت الآن وتعتذر عن فعلتها بعد أن يهدأ ..
اما هو فكرة أنها خرجت دون علمه وأيضاً لم ترتدي خاتم زواجهم تسيطر على غضبه بقوة .. تلك الجميلة تثير غضبه بفعلتها بقوة .. كيف لها أن تنسى أمراً كذلك أولم يخبرها أحد من عائلتها بذلك الأمر قرر معاقبتها لتتعلم من أخطائها نظر لها خفية وهو يراها تخفض رأسها كطفل مذنب حمد الله أنه استطاع السيطرة على غضبه ولم ينولها منه شئ وإلا حدث مالا يُحمد عقباه ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في المساء ...
حاولت الاتصال به عدة مرات لكن كان يرفض اتصالها .. تنهدت بحزن منذ أن عادت من الخارج بعد أن أوصلها ورفض الحديث معها أبداً وهي تفكر ما الشئ الذي فعلته لكل ذلك الغضب .. تحدثت مع والدتها تشكو أفعاله تلك لكن والدتها وضحت لها سبب غضبه .. هي أخطأت عندما لم تعلمه مكانها لكنها لم تكن تقصد .. استمعت لنصيحة والدتها وقررت التخلي عن عنادها وتعتذر له بعدما فهمت شعوره .. نظرت للهاتف بخيبة أمل وهي ترى أنه لن يجيب عليها نظرت بيأس وهي تقرر الخلود للنوم وغذاً ستفكر في طريقة لمراضاة ذلك العنيد .. ذلك العنيد التي رأت اليوم جزء من غضبه ربما في مجهولٍ قريب سترى غضبه كله بسبب ماضي سيعود بحكاياته يفتح أبواب جاهد لإغلاقها ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في الصباح ..
دلفت لداخل الشركة وهي تتجاهل نظرات الموظفين المصوبة عليها .. فعندما استيقظت صباحاً واتصلت به مرة أخرى وكعادته منذ أمس رفض اتصالها قررت الذهاب إليه لموقع عمله بعدما طلبت من " خالد " إيصالها ... وقفت أمام المصعد تنتظر وصوله ثوان وصدر صوت معين يُعْلمها بوصول المصعد للطابق السُفلي ..دلفت للداخل وتفاجأت بوجود" ياسين" برفقة عدد من المهندسين تحدث بدهشة : كارما بتعملي إيه هنا ؟
ابتسمت بحرج وهي ترى نظرات المهندسين المصوبة اتجاهها : كنت جاية لزين
تحدث أحد المهندسين بعبث : ما تعرفنا يا ياسين بيه ؟
تحدث ياسين بهدوء : الدكتورة كارما خطيبة زين أخويا
ثم تابع بسرعة يحاول انهاء الأمر بعدما لاحظ حرج "كارما" : تعالي يا كارما أوديك مكتب زين
نظرت له بامتنان ثم أومأت برأسها تدلف لجواره بالمصعد .. قطع "ياسين" الصمت وهو يقول : انتِ أول مرة تيجي هنا ؟
أومأت برأسها وهي تقول : آه .. أنا مش عارفة المكتب بتاعه فين أصلا
ضحك "ياسين" وهو يقول : كنت هتروحي إزاي ؟
ابتسمت وهي تقول : كنت هسأل اي حد
ثم تابعت بضيق : هو احنا مطولين بالاسانسير
نفى "ياسين "برأسه وهو يقول : لا .. ليه ؟
أجابت بضيق : بتخنق من الأسانسير وكده
نظر لها "ياسين" وهو يقول بقلق : بجد ! طيب ليه مقلتيش
نظرت له تحاول التنفس بعمق وهي تشعر المكان يضيق بها شعرت بالأرض تهتز تحت قدميها كادت قدماها تخونها وتسقطها أرضاً ..لكن انفتح الباب سامحاً بتبادل الهواء وانعاش روحها التي كادت تُزهق .. نظر لها "ياسين" بقلق وهو يقول : انت كويسة ؟
حركت رأسها بإيماءة بسيطة وهي تخرج من المصعد وقفت أمامه تتنفس بعمق في محاولة منها للتخلي عن نوبة الدورا التي تصيبها .. اعتدلت وهي تقول ل"ياسين" الذي يراقبها بقلق : أنا كويسة الحمد لله الحالة دي بتجيلي دايماً متقلقش .. يلا خودني مكتب زين
تنفس "ياسين" صاعداً بعدما كان يشعر بقلق أخوي اتجاهها أومأ لها وهو يقول : يلا تعالي
تبعته وهو يدلف لعدة غرف كبيرة تفصلها جدران زجاجية ثم دلف لردهة صغيرة بعض الشئ سارت عدة خطوات خلفه حتى وجدت مكتب يسبق باب خشبي كبير يجلس أمامه شاب في مقتبل عمره ... ما أن رأى" ياسين" حتى هب واقفاً وهو يلقي التحية باحترام ، بادله "ياسين" التحية وهو يستفسر عدة أمور وقد بادل معرفتهم ببعضهم علمت أن ذلك الشاب هو مدير مكتب 'زين" وذلك الباب الخشبي هو الحاجز بينها وبين ذلك العنيد فقط .. فضلت الدلوف للمكتب دون علم " زين " بعدما تأكدت من السكرتير بعدم وجود أحد .. دلفت للداخل وصوت كعب حذاها يقرع المكان الصامت بقوة .. رفع "زين" عيناه عن الملف الذي بيده بعدما استمع لصوت كعب نسائي وتفاجأ بوجودها .. نظر لها بدهشة بينما هي تقدمت تجلس على المقعد أمام مكتبه بهدوء وهي تحاول طرد صورته وهو يعمل بهمة وقد رفع أكمام قميصه لأعلى ذراعه وخصلات شعره مبعثرة لكثرة العبث بهم بدى وسيماً للغاية .. نفضت ذلك بعيداً وهي تقول بلطف : زين ..
تترجمت أفكاره على هيئة سؤال خرج بنبرة تعجبية : انتي بتعملي إيه هنا ؟
تحدثت بهدوء وتمهل : جاية أعتذر ليك عشان امبارح .. قبل ما اتقاطعني أنا آسفة أنا ماما خبرتني اني لازم خبرك وأنا كنت بدي اعمل هيك فعلاً والله بس نسيت لانه موبايلي فاصل شحن وكنت بذاكر مع عمر .. وبالنسبة لموضوع الدبلة أنا نسيتها وأنا بحط مرطب ع ايدي الصبح ودي كانت أول مرة أخرج بدونها ... أنا آسفة مكنش قصدي أزعلك بس أنا لسا بتعلم من حياتي و مفروض تفهمني خطوة زي دي بالراحة بس عموماً أنا آسفة ..
تأملها وهي تتحدث بعدما اختلطت لهجتها بلهجة أخرى محببة لقلبه .. مجيئها لهنا لمراضاته كفيلاً للعفو عنها .. حديثها الجاد الهادئ وهي تعتذر وتبرر أفعالها له وكأنها طفلة صغيرة كان بمثابة سهم عشق صوب باتجاه قلبه .. تخلى عن مقعده وهو يجلس أمامها .. أمسك يديها بين يديه وهو يقول : أنا متقبل اعتذارك و انك تيجي عندي عشان تصالحيني ومش راضية ع خصامي عندي بالدنيا كلها
ثم تابع بهدوء وهو يصل لها الفكرة من عقابه لها : بصي يا كارما ..انا ممكن بضحك وبهزر وبحب الخروج وبحب اتعامل معاكي بهدوء وبحاول ابعدك عن غضي لانه لو طالك هتخافي مني انا مش بقول كده تهديد لا بس انا بخاف عليكي وعايزك تفهمي طبعي قبل ما نتجوز عشان نختصر مشاكل كتير ... انا زعلت منك جامد لما عرفت انك خرجتي بدون علمي انا مكنتش همنعك بس عالقليلة اكون عارف انتي فين .. وزدتي الطين بلة لما نسيتي دبلتك الدليل الوحيد انك ع ذمة راجل بالذات في مكان عام .. بس بما انه انتي فهمتي غلطك خلاص أنا خاصمتك عشان بخاف عليكي ومش عايز مشاكل
ابتسمت كارما وهي تقول : وأنا فهمت وأوعدك مش هتتكرر تاني .. أنا آسفة
قبل باطن يدها بحب وهو يقول : وأنا قبلت اعتذارك دا ومش زعلان منك خلاص
ثم تابع بمرح وهو يراها تنظر له باهتمام : تعالي أعزمك على حاجة حلوة لزوم الصلح مش هبقى قليل أصل أنا
ابتسمت وهي تقول : طيب وشغلك ؟
أردف بهدوء : خلصته يلا قومي
جذبها من يدها وهو يسير خارج المكتب برفقتها ..سارت لجواره وهي تراقب حديثه الهادئ مع الموظفين واستقبال تحيتهم بابتسامة .. ذلك الوسيم سيغرقها في بحر عشقه وكأنه سهم اخترق حنبات قلبها النائم منذ سنوات ليشتعل بشرارة عشق جديدة ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في احد الكافيهات ....
جلست أمامه على الطاولة بعدما أصر على قضاء النهار برفقتها .. صارحت ذاتها بأن ما فعلته صحيح رغم انها نسيت أمر اخباره ولم تكن لتفعل ذلك عمداً .. لكن عندما تحدثت لوالدتها استنتجت أن عليها اخباره بكل شئ لأنه زوجها الآن ويجب أن تعلمه تحركاتها دائماً .. انتبهت ل"زين" وهو يقول بابتسامة : عايزين نحدد معاد الفرح بقا يا كوكي
ابتسمت 'كارما" بخجل وقالت : ما قلتلك مش هنقدر نحدد قبل ما عمر يخلص اختبارات
أردف بابتسامة: ان شاء الله عمر يخلص قريب ، ايه رايك نحدد الفرح الشهر الجاي
توترت" كارما" : الشهر الجاي ... لااا لا مينفعش في حاجات كتيرة لسا مجبتهاش
غمز زين بعينه وهو يقول بمكر : حاجات ايه يا كوكي.. ما كل حاجة اتفقنا عليها و الشقة قريب جداً حتجهز مش هيبقى ناقصها غيرك
توترت كارما اكثر وقالت : ااا
مد "زين" يده ووضعها على يدها وقال بابتسامة حنونة:
مالك يا حبيبتي متوترة كده ليه .. انتِ خايفة مني يا كارما
تنهدت" كارما "وقالت بصوت خافت : لا مش خايفة منك .. بس خايفة من الجواز بشكل عام ، خايفة حبنا بعد الجواز يقل ونعيش روتين طبيعي ، خايفة مكنش قد مسؤولية الجواز ، خايفة مكنش الزوجة الي انت بتتمناها ..
قاطعها" زين" وقال بنبرة رقيقة : تاني يا كارما ..تاني هنتكلم بالموضوع ده .. مش عايزك تخافي من حاجة وحبنا عمره ما يقل بالجواز بالعكس دا هيزيد الحب ما بينا ، وانا واثق ومتأكد انك هتكوني زوجة جميلة اوي .. وبعدين انا مش عايز حاجة من الدنيا ده غير انك تكوني جمبي وبس ..ممكن بقا ما تفتحيش الموضوع ده تاني وتزعليني ..
ابتسمت كارما بحب وقالت : ممكن
بادلها زين الابتسامة ثم قال : خلاص هبقى اكلم عمي واقوله انه فرحنا بعد امتحانات عمر
كارما بابتسامة : ماشي
نظرت" كارما" خلف" زين" وجدت شاب يجلس امامها وعندما نظرت له غمز لها بعبث ابعدت "كارما" عينيها عنه بسرعة وقد احمر وجهها من الخجل .. لاحظ " زين " حالتها المتوترة تحدث بتساؤل : مالك يا كارما ؟
نظرت لشاب نظرة خاطفة ثم نظرت ل"زين "وقالت بتوتر وتلعثم : هاا..لا مفيش حاجة ..ممكن نمشي عشان بابا قالي متاخرش
نظر لها "زين "بتفحص وعندما لاحظ انها تنظر بتوتر لشئ خلفه
التفت هو ونظر الى ما تنظر له وعندما وجد هذا الشاب ينظر إلى "كارما" وابتسامة لعوب مرسومة على وجهه تبدلت حالة "زين" واصبحت ملامحه غاضبة مخيفة نظر ل"كارما" بغضب ثم نهض واتجه بعدها لذلك الشاب
اعتدل الشاب في جلسته بتوتر عندما راى اقتراب" زين" منه وملامحه لا تنذر بالخير ابداً وقف "زين" امامه ونظر له بغضب وجذبه من قميصه بعنف وقال بصوت غاضب عالي : انت ازاي تتجرأ تبصلها
الشاب بتوتر وخوف شديد : ااا
زين بغيرة شديدة وتوعد : انا هخليك تحرم تبص لواحدة تانية مش بس ليها
انهى كلامه ثم لكمه بعنف شديد سقط بسببها الشاب على الارض مال عليه" زين" وظل يوجه له عدة لكمات عنيفة وقوية اجتمع من بالكافيه حولهم وحاول الشباب الموجودين ابعاد "زين" عن الشاب ونجحوا في ذلك بصعوبة
اتى صاحب الكافيه : في ايه هنا ، مالك يا زين ؟
صاحب الكافيه يكون صديق والد " زين" ودائماً ما يأتي" زين" و"ادهم" الى هنا ابتعد" زين "عن الشباب الممسكين به واقترب من صاحب الكافيه ووقف امامه وقال بعصبية : الكلب ده ميدخلش هنا تاني
قال صاحب الكافيه : ايه الي حصل ؟
زين بصوت عالي : الكلب ده كان بيعاكس مراتي
نظر الشاب ل"زين" وجده مشغول بالحديث مع صاحب الكافيه فركض بسرعة شديدة وخرج من الكافيه
لاحظ "زين" هروب الشاب وكان على وشك ان يركض خلفه ويمسك به ولكن توقف عندما سمع صوت كارما الباكي : كفاية يا زين
نظر "زين" الى" كارما "وحاول أن يهدأ نفسه عندما رأها تنظر له بخوف شديد وهي على وشك الانهيار في البكاء
اقترب "زين" منها وأمسك يدها وقال بهدوء مصطنع : خلاص اهدي
انهى كلامه ثم سحبها من يدها وتحرك بها خارج الكافيه . تحدث بهدوء عندما لاحظ دموع" كارما" ومظهرها اللطيف : امسحي دموعك يا كارما لو سمحتي
كارما بخفوت : حاضر
سار 'زين" بجانبه "كارما "حتى وصل إلى سيارته ليفتح لها الباب ويشير لها ان تصعد فصعدت "كارما" ركب" زين" بجانبها وزفر بضيق شديد فتحدثت" كارما" وقالت بصوت خافت : خلاص يا زين اهدى عشان خاطري
نظر لها" زين" وقال بصوت عالي نسبياً: انا عايز اعرف دلوقتي لو مكنتش عرفت ان الواد ده بيعاكسك كنت هتفضلي ساكتة ومش هتقوليلي
كارما بارتباك : هاا
زين بصوت عالي : ها ايه يا كارما ردي عليا
تجمعت الدموع في عين" كارما "وقالت بصوت باكي : متزعقليش كده
قبض" زين "على المقود بغضب واغمض عينيه يحاول التحكم في نفسه و في غضبه مرت ثواني ثم فتح عينيه ونظر الى "كارما" التي تبكي بصمت ، عاتب بعدها نفسه وقد شعر انه بالغ عندما صرخ عليها تنحنح وقال : خلاص يا كارما كفاية عياط.. انا اسف مكنش قصدي اعلي صوتي عليكي
كارما ببكاء : انت زعقتلي يا زين .. مش هتكلم معاك تاني أنا مخصماك
أمسك "زين" يدها وقبلها بحب وقال : خلاص يا قلب زين انا اسف بس انا عليت صوتي من غيرتي عليكي
كارما وهي تمسح دموعها : متزعقليش كده تاني
ابتسم "زين" على شكلها الطفولي وقال : حاضر مش هزعقلك تاني
أردفت" كارما "وقد عادت إليها روحها المرحة لترفع رأسها بكبرياء مصطنع وهي تنظر لها بطرف عينها وتقول :انت اصلاً ما تقدرش تزعقلي
ليضحك زين : ماشي يا وحش ، بس انتي كمان لو حد عملك حاجة تقوليلي انا مش كيس جوافة
ضحكت كارما على كلمته الاخيرة فقال زين بابتسامة : عجبتك كيس جوافة؟
اومأت برأسها وضحكت فابتسم" زين" وهو يقود السيارة : ماشي ياست كوكي اضحكي براحتك
مرت دقائق وتحدثت كارما بصوتها الرقيق : هو احنا هنروح فين ؟
زين بغيظ : هروحك اليوم كله باظ بسبب الكلب ده
لتقول كارما بطفولة : لا انا مش عايزة اروح ، بعدين انا عايزة تعويض عشان زعقتلي جامد
زين بتساؤل : عايزة تعويض ايه طيب ؟
قالت كارما بحماسة : آيس كريم توت
نظر لها "زين" بابتسامة واسعة و هو يتابع حماسها كطفلة صغيرة وقال: عنيا ليكي
ثم امسك يدها وقبلها وشبك أنامله بأناملها ونظر بعدها يتابع الطريق وعلى وجهه ابتسامة بسيطة .. بينما "كارما" فهي لم ترد العودة الى بيتها قبل ان تُنسي"زين" ذلك الموقف ، وكأن ذهابها لشراء الآيس كريم سيكون فرصة لخلق حديث بينهم يجعله يتناسى ما حدث سابقاً ..
لتقبض على اصابعه بخفة ووتتابع الطريق بابتسامة حب خجولة مرسومة على وجهها ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتهى البارت ..
التأخير غصب عني والله وعارفة اعتذاري مش بفيد بحاجة بس أنا كنت برة البيت ..

بارت كبير وأخد مني وقت كتير عشان يخلص وقفلته حلوة أشوف كومنتاتكم والفوت بتاعكم 🌺🤍

انتظروا مفاجأة العيد 🔥 كل عام وانتم بألف خير يارب ❤🍓

دمتم بخير 🥰

الطيف المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن