فسمعته يرد: "إذن... سأترك لك أنت المنزل" انفجرت القنابل في رأسي... ركضت خلفه وأنا أهتف: "انتظر... انتظر" قفزت الدرجات قفزا حتى أدركته عند أواخرها وأطبقت بيدي على ذراعه... قلت: "لن أدعك تخرج" سامر حاول تحرير ذراعه من قبضتي فشددت أكثر... فصرخ في وجهي: "اتركني" غير أنني شددته أكثر وأعقته عن التقدم... حينها سدد ركلة بركبته إلى معدتي مباشرة... وفرط الألم أصابني بشلل مفاجئ... فتمكن من الإفلات من قبضتي وهرول مبتعدا... لحقت به بسرعة وأدركته عند الممر فأمسكت به وجذبته وأنا أهتف: "لن أدعك تذهب يا سامر... لن ادعك" ودارت بيننا معركة عنيفة... أشد شراسة وضراوة من تلك التي أشعلناها ليلة زيارة (عارف المنذر) لنا... كنت أضربه وأنا أتألم... أمزق ملابسه وأنا أتمزق... أدميه وأنا أنزف... يستحيل أن أتركك تخرج يا سامر... وإن اضطررت لكسر ساقيك فسأفعل... لكنني لن أدعك تقع في أيدي السلطات... لن أدعهم يلمسوا منك ولا شعرة واحدة...
*********
وقفت أشاهد عراك ابني عمي الجنوني مذعورة... ألصق جسدي بالجدار خشية أن تنالني صفعة طائشة من أي من قبضتيهما! كلما ضرب أحدهما الآخر أطلقت صيحة ذعر وأخفيت عيني خلف راحة يدي.. وانتفض جسمي. كان سامر يحاول التوجه إلى المدخل.. إلى الباب.. لكن وليد كان يجره في الاتجاه المعاكس وهو يصرخ: "لن أسمح لك بالذهاب... لن أدعهم يمسكون بك... لن أسلمك للموت بهذا الشكل أبدا" وسامر يحاول التحرر من يده وهو يصرخ: "اتركني... لا شأن لك بي..." فيرد وليد: "سيقبضون عليك ألا تفهم؟؟ سيلقون بك في السجن إلى أن يعدموك بأبشع وسيلة.. أنا لن أسمح لهم بالوصول إليك" ويحتدم العراك بين الشقيقين وأرى اللون الأحمر يشق جداول وبركا على جسديهما... يضرب سامر ساق وليد بقوة فيجثو أرضا... ويحاول سامر الفرار فتقبض يدا وليد على رجله ويشده بعنف فيفقد توازنه ويقع أرضا... يطبق وليد على رجلي سامر ويجره في الممر عنوة... يحاول سامر النهوض ويفشل.. يصرخ: "اتركني... ابتعد" ويوجه ركلة بقدمه نحو وليد فتصيب أنفه مباشرة... لكن وليد لم يطلق سراح سامر من قبضته بل جره وهو يحك جسده بالأرض... ويحاول سامر غرس أظافره في الرخام الأملس دون جدوى... فيصرخ بصوت أقوى وأعنف: "اتركني أيها الوحش" ووليد مستمر في جر أخيه إلى أن أدخله مجلس الضيوف... لم أعد من مكاني أستطيع رؤيتهما لكن صراخهما كان يدوي في كل المنزل... وسمعت أيضا صوت المزيد من الركلات والضربات والآهات المتوجعة القوية... والتي جعلتني أرجح أن كسرا ما قد أصاب عظام منهما... لم أشعر إلا ودموع الرعب تنسكب فائضة من عيني... لقد... سبق وأن عاصرت عراكا بينهما,ولكن ما يحدث الآن... يفوق حد الجنون... "رغد" فجأة انتفض جسمي على صرخة أحد يهتف مناد باسمي... "رغد... تعالي بسرعة" حتى أنني لقوة الزمجرة لم أعرف صاحبها... "رغد أسرعي" أمسكت بعكازي وهرولت نحو المجلس تاركة قلبي معلقا على الجدار الذي كنت أستند إليه... فور وصولي إلى فتحة الباب وقع بصري على وليد يلوي ذراع سامر وهو يلصقه بالجدار بينما يحاول سامر التملص ويسدد رفسات عشوائية نحو رجلي وليد... "أغلقي الباب بالمفتاح" قال ذلك وليد, فنظرت إليه غير مستوعبة... ماذا يقول..؟؟ فصرخ: "هيا بسرعة.." ارتجفت من صرخته ونظرت إلى الباب ورأيت المفتاح مغروسا في ثقبه... صرخ وليد: "أقفليه بسرعة هيا" وفي نفس الوقت صرخ سامر: "إياك يا رغد" فصرخ وليد صرخة مجلجلة: "تحركي" انصعت بعدها لأمره بلا إدراك, وأغلقت الباب وأقفلته... وقفت خلف الباب المقفل واضعة يدي على صدري... وأنا أحملق في المفتاح... ولم يعطني العراك الذي هز الباب أمام مرآي, أي فرصة للتفكير واستيعاب ما يجري... ابتعدت عن الباب وأنا أتوقع أن يقلع في أية لحظة... كان جسد أيا منهما يرتطم به المرة بعد الأخرى... ثم أخذت قبضتا أحدهما تدكه دكا... "افتحي يا رغد" لقد كان سامر... "إياك أن تفتحي... ابقي مكانك" صوت وليد... وتداخلت الأصوات الصارخة الثائرة المجنونة... افتحي لا تفتحي... حتى شعرت بالدوار وخررت على الأرض... انطلق البكاء المكبوت من صدري أخيرا وأخذت أصرخ: "ماذا يحدث... ما الذي تفعلانه؟؟ ماذا حل بكما؟؟" وأنا لا أفهم شيئا... ثم سمعت ضربات قوية على الباب أوشكت على اختراقه من شدتها... وصراخ سامر يهتف: "افتحي الباب يا رغد" يليه صوت وليد: "لا تستمعي إليه يا رغد... إذا خرج فسوف يقتلونه... إياك يا رغد..." التفت إلى الباب وهتفت: "من يقتلون من؟؟" فجاءني رد وليد: "الشرطة تطلبه... سيجدونه حتما... أنا سأنقذه قبل أن يصلوا إليه..." أنا... لا أفهم شيئا... لا أفهم شيئا... "رغد" ناداني وليد: "رغد أتسمعين؟؟" أجبت: "نعم" قال: "أحضري هاتفي المحمول بسرعة" لم أعقب... فقال: "هل تسمعينني يا رغد؟؟" قلت: "ما الذي يجري؟؟ أنا لا أفهم؟؟" فقال: "أحضري هاتفي... ولا تفتحي الباب إلا حين أطلب أنا ذلك... بسرعة يا رغد" ونهضت, وامتثلت لأمر وليد وجلبت هاتفه من غرفة المعيشة. وقفت عند الباب وقلت: "الهاتف" فسمعته يخاطب سامر: "دعني أنقذك يا سامر... أنا أعرف سبيلا لذلك... لا تعترضني أرجوك" لكن الظاهر أن سامر انكب مجددا على وليد وتعاركا ثانيا... "ما الذي تريده مني؟؟ لماذا لا تتركني وشأني؟؟" قال سامر, فأجاب وليد: "لن أتركك وشأنك يا سامر... إنهم سيقبضون عليك ويقتلونك ألا تفهم؟؟" فقال سامر: "وما الذي يهمك أنت؟؟ هذه حياتي أنا" فيرد وليد بصوت شجي متألم: "كيف تقول ذلك؟؟ إنك أخي الوحيد... كل من تبقى لي من عائلتي... أنا لا أقبل أن يصيبك أي ضرر" فرد سامر: "منافق" فجاء صوت وليد يرد بألم أشد: "أنا يا سامر؟؟" فيقول سامر: "أنت أصلا لم تكترث لي ولمشاعري... أي أخوة وأي نفاق" وحل صمت مفاجئ... بعد طول جلبة وضجيج... ثم سمعت وليد يقول: "أكترث لك ولكل ما يعنيك يا سامر... ألا ترى ما أنا فيه؟؟ ألا ترى؟؟ ألا تعرف ما حل بي منذ عرفت؟؟" ثم أضاف: "دعني أجري اتصالاتي وأتصرف بسرعة قبل فوات الأوان" فقال سامر:
أنت تقرأ
أنت لي (مكتملة)
Короткий рассказرواية رائعة رومنسية حزينة تحكي عن شابة و إبن عمها فرقتهما الأقدار بسبب أحداث كثيرة لكنهما يجتمعان من جديد و يكملان قصة حبهما