🍁الحلقة الاخيرة الجزء 1🍁

854 16 1
                                    

النظرة الأخيرة

تركني وليد في حالة يرثى لها بعد خبر عزمه العودة إلى الوطن... إلى حيث الحرب والاعتداء والخوف والهلاك... إلى حيث الشقراء.. تنتظره... أنا يا وليد مستعدة للقبول بأي شيء مهما كان مقابل أن تبقيني إلى جانبك وتحت رعايتك أنت... وفيما أنا غارقة في أفكاري جاءتني دانة تتفقدني.. "كيف أنت؟ يقولون أنك مضربة عن الطعام!" وكل ما حصل هو أنني لم أتم عشائي البارحة ولم أتناول فطوري هذا الصباح. قلت: "من يقول ذلك؟" أجابت: "وليد! فهو قلق من أن يداهمك الإغماء بسبب الجوع! وأرسلني لتفقدك" دغدغتني العبارة, لإحساسي بأن وليد يهتم بي... قلت: "أين هو الآن؟" أجابت: "خرج مع نوّار قبل قليل... ذاهبين إلى مكتب الطيران" فوجئت بالجملة وشهقت وقلت: "تعنين لشراء تذكرة السفر؟؟" فأومأت بنعم, فجُنّ جنوني وصرّحتُ منفعلة: "لن يغير موقفه... إذن سأذهب معه.." والتفت نحو الهاتف وأتممت: "سأتصل به وأطلب منه شراء تذكرة لي أنا أيضا" وخطوت خطوتين نحو الهاتف حين استوقفتني دانة مادة يدها وممسكة بذراعي... التفتُ إليها فوجدت الجد والحزم ينبعان من عينيها, ثم قالت: "انتظري يا رغد... هل تظنين بأنه سيأخذك معه حقا؟" اكفهرت ملامح وجهي وقلت مصرة: "طبعا سيأخذني معه... أليس الوصي علي؟ ألست تحت عهدته؟" فقالت بنبرة جادة: "لقد... تنازل عن الوصاية لسامر" حملقت فيها غير مستوعبة الجملة الأخيرة... فسألت: "عفوا... ماذا قلت؟؟" فقالت: "كما سمعت... رغد" فررت برأسي يُمنة ويسرة... كأنني أنفضه مما توهمت أذناي سماعه.. ثم هتفت: "تكذبين!" فنظرت إلي دانة متأثرة بتعبيرات الذهول الطارئة على وجهي ومن ثم تحولت جديتها إلى شفقة وأسى... وقالت: "أخبرني بذلك بنفسه قبل قليل... قال أنه وكّل المحامي أبا سيف لإنجاز الإجراءات الرسمية أثناء مكوثه في المستشفى خلال الفترة الماضية" رفعت يدي إلى صدري محاولة السيطرة على الطوفان الهمجي المتدفق من قلبي أثر الصدمة... وهززت رأسي غير مصدقة أن وليد قد فعلها... مستحيل... مستحيل.. "مستحيل" أطلقت الصيحة وتابعت خطاي نحو الهاتف أريد الاتصال به والتأكد من الخبر على لسانه, غير أن دانة سحبت سماعة الهاتف من يدي وأجبرتني على النظر إليها والسماع إلى ما أرادت قوله.. "رغد! ماذا ستفعلين؟ هل ستطلبين منه إعادتك إلى كفالته؟ لا تعصبي الأمور يا رغد ودعيه يتصرف التصرف السليم والأنسب لظروفنا" فهتفت منفعلة: "الأنسب لظروف من؟ أنا لا ذنب لي في أن سامر يهدده الخطر إن عاد إلى الوطن. لا أريد البقاء هنا.. أريد العودة مع وليد والبقاء معه" فسألت دانة منفعلة: "إلى متى؟؟" فقلت: "إلى الأبد" فإذا بدانة تمسك بيدي وتشد عليها وتقول: "وليد لا يريدك أن تذهبي معه.. لم لا تفهمين ذلك؟ سيعود إلى خطيبته وربما يتزوجان قريبا.. لقد أعادك إلى سامر لتبقي مع سامر.. إنه أكثر شخص يحتاجك ويحبك يا رغد... إنه يمر بأزمة حرجة... لماذا لا تفكرين به؟" سحبت يدي من بين أصابعها وابتعدت عنها وأنا أهتف بانهيار: "أنا لا أريد العودة إلى سامر... لا تفعلوا هذا بي... لا تعيدوا الكرة... سأذهب مع وليد..."

أنت لي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن