أجاب :
" ضغطها انخفض... لكن لا تقلق سيتحسّن بعد قليل "
سألتُ مفزوعاً :
" ضغطها ماذا ؟؟ انخفض؟؟ لماذا ؟ طمئنّي أرجوك هل هي بخير ؟؟ "
نظر إليّ نظرة تعاطف و طمأنة و قال :
" اطمئن. سيتحسّن بسرعة. إنها نزعتْ الأنبوب من يدها فجأة... و كان المصل يحتوي مسكنا للألم يجب أن يُخفّف بالتدريج كي لا يسبّب هبوطاً مفاجئاً في ضغط الدم. الوضع تحت السيطرة فلا تقلق "
و كيف لا أقلق و أنا أرى من أمر صغيرتي العجب ؟؟
قلتُ مستميتاً إلى المزيد من الطمأنة :
" كانتْ غير طبيعية البتة... ألا تظن أنه ربّما أُصيب رأسها بشيء؟؟... إنّها تهذي و تتصرّف على غير سجيتها... أرجوك تأكّد من أن دماغها بخير "
قال الطبيب :
" نحن متأكدون من عدم إصابة الرأس بشيء و الحمد لله. لكن الواضح أنّ نفسيّتها متعبة من جرّاء الحادث، و هذا أمرٌ ليس مستبعداً و يحدث لدى الكثيرين.. تحتاج إلى الدعم المعنوي و أن تكونوا إلى جانبها "
قلتُ متفاعلاً مع جملته الأخيرة:
" إنها لا تريد منّا الاقتراب منها "
و كأنّ رغد لم تسمع غير تعقيبي هذا فالتفتتْ إلينا و قالتْ :
" دعوني و شأني "
ثمّ سحبتْ يدها من يد الطبيب و أمسكتْ باللحاف و خبأتْ رأسها تحته كلياً... و طلبتْ منّا أن نخرج جميعا و هذتْ بكلمات جنونية لم أفهم لها معنى...
نظرتُ إلى الطبيب بقلقٍ شديد :
" أظنّها جُنّتْ... يا دكتور.. افعل شيئا أرجوك... ربّما جنّتْ ! "
قال :
" كلا كلا... لا سمح الله. كما قلتُ نفسيتها متعبة... سأعطيها منوماً خفيفاً "
و بقيتْ رغد على حالها و سمعتها تقول و وجهها مغمور تحت اللحاف:
" لا تُعِدها إلى بيتنا ثانية... لا أريد أن أراها ... أبدا "
و كررتْ و هي تشدّ على صوتها :
" أبدا... هل تسمعني ؟ أبدا "
أنت تقرأ
أنت لي (مكتملة)
Historia Cortaرواية رائعة رومنسية حزينة تحكي عن شابة و إبن عمها فرقتهما الأقدار بسبب أحداث كثيرة لكنهما يجتمعان من جديد و يكملان قصة حبهما