إنني لا أفكر بالطعام و لولا سيف لكنت اختصرت المسافة و ودعتكم و انتهينا ...
قلت بلا مبالاة :
" أي شيء ... "
ثم خرجت من المطبخ متجها إلى غرفة الضيوف لتشغيل المكيف .
كان الباب مفتوحا ، دخلت و ذهبت رأسا إلى المكيف فشغّلته و استدرت لأعود خارجا فاصطدمت عيناي بشيء جعل قلبي يتدحرج تحت قدمي !
ربما كان صوت المكيّف هو الذي جعل هذا الكائن الحي يفيق فجأة ، و يفتح عينيه ، و يهب جالسا في فزع !
أخذت تنظر إلي بتوتر و اضطراب و تتلفت يمنة و يسرة ، بينما أنا متخشب في مكاني ... لا أعرف ماذا أفعل !
ببساطة لا أعرف ماذا أفعل !
ثم ماذا ؟
رفعت الوسادة المربعة الشكل التي كانت موضوعة فوق حضنها و غطت بها وجهها و هبّت واقفة مستترة خلف الوسادة ، و ركضت نحو الباب !
" رغد انتظري ! "
توقفت ، و هي لا تزال تخبئ رأسها خلف الوسادة و أنا لا أزال واقفا مكاني لا أعرف ما أفعل من المفاجأة !
ربما أخطأت و شغلت المكيف على وضع التدفئة ! الجو حار ... حار ... حار ! و قطرات العرق بدأت تتجمع على جبيني و شعري أيضا ... !
اعتقد أنه موقف لا يترك للمرء فرصة للتفكير ، إلا أنني تذكرت سيف ، و هو يجلس في موقع يسمح له برؤية العابر في الممر ... و الباب مفتوح !
" أأ ... صديقي هنا ... سأغلق الباب ... لحظة ... "
كانت تقف قرب الباب و حين أتممت جملتي تراجعت للوراء حتى التصقت بالجدار فسرت أنا نحو الباب و خرجت و عمدت إلى باب غرفة المعيشة فأغلقته دون أن أرفع بصري نحو سيف الذي و لا شك كان يراني ...
عدت بعدها للفتاة الملتصقة بالحائط و الوسادة ... وقلت باضطراب :
" أنا ... آسف ... لم أعلم ... أقصد لم أنتبه ... أأ... "
و لم أجد كلمة مناسبة !
مسحت العرق عن وجهي و قلت أخيرا :
" يمكنك الذهاب "
و أوليتها ظهري ، و سمعت خطاها تبتعد مسرعة...
تهالكت على نفس المقعد الكبير الذي كانت رغد نائمة فوقه و شعرت بالحرارة تزداد ...
أنت تقرأ
أنت لي (مكتملة)
Short Storyرواية رائعة رومنسية حزينة تحكي عن شابة و إبن عمها فرقتهما الأقدار بسبب أحداث كثيرة لكنهما يجتمعان من جديد و يكملان قصة حبهما