🍁الحلقة 25 الجزء الأول🍁

900 16 0
                                    

على الرمال الناعمة بمحاذاة الشارع جلست بين الفتاتين بعدما أعيانا طول الوقوف و الانتظار..

و من حولنا أناس كثر متفرقون .. نسمع بكاء النساء و الأطفال .. 

أرى رغد تفرك يديها ببعضهما البعض بقوة و باستمرار و تهف عليهما طالبة شيئا من الدفء . لقد كانت ترتجف بردا.. أكاد أسمع اصطكاك أسنانها بعضها ببعض..

أما دانة فكان وجهها مغمورا تحت ثنايا القميص و مستسلمة لصمت موحش..

لم تكن الشمس قد أشرقت بعد.. و كان التعب قد أخذ منا ما أخذ و نرى رجال الشرطة يجولون ذهابا و جيئة و أعيننا متشبثة بهم..

التفت ناحية رغد و سألتها:

" أتشعرين بالبرد؟"

الصغيرة أجابت بقشعريرة سرت في جسدها.. 

أنا أيضا كنت أشعر بالبرد لا يدفئ جدعي سوى سترتي الداخلية الخفيفة..

لكن إن تحمّلت أنا ذلك ، فأنّى لفتاة صغيرة تحمّله ؟؟

ألقيت ُ نظرة على مجموعة من رجال الشرطة المتمركزين قرب السيارات ثم قلت:

" دعانا نذهب إلى السيارة "

و وقفت فوقفت الفتاتان من بعدي و سرت فسارتا خلفي تمسك كل منهما بالأخرى حتى صرت قرب رجال الشرطة..

نظروا إلى بتشكك.. و سألني أحدهم عما أريد

" أود البقاء في سيارتي فقد قرصنا البرد"

" عد من حيث أتيت يا هذا "

" لكن الجو بارد ٌ جدا لا تتحمل قسوته الفتاتان "

الشرطي نظر إلى الفتاتين و لم يعلّق.

فقال آخر :

" ابقوا حيث الآخرين"

قلت بإصرار:

" ستموتان بردا! "

ثم أضفت :

" هل تعتقدون أننا سنهرب ؟ سأعطيك مفتاح السيارة لتتأكد"

و أدخلت يدي في جيبي و استخرجت ُ مفاتيحي و مددتها إليه...

أنت لي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن