🍁الحلقة 44 الجزء السادس 🍁

563 11 0
                                    

الفكرة أبهرتني...! مرح فتاة رائعة... وأفكارها رائعة أيضا... وجود مرح معي في الجامعة في الواقع أبهج حياتي كثيرا... وساعدني على تطوير علاقاتي بالزميلات... وزيارتها هذه لي فجرت ينبوعا من الأمل والتفاؤل في صدري وأزاحت جزءا كثيرا من حزني وكآبتي... الحمدلله فيما نحن نتجاذب أطراف الحديث حول المعرض الفني المرتقب طرق الباب ثم فتح ببطء وسمعت صوت وليد يتنحنح مستأذنا الدخول... قلت: "تفضل وليد". ولما أذنت له بالدخول دخل وقال: " المعذره... سآخذ هذه". وتوجه نحو الصحيفة التي كان يطالعها قبل قليل فأخذها ثم قال موجها الكلام إلي وعيناه مركزتان على الصحيفة: "أبو عارف يبلغك السلام ويحمد الله على سلامتك يا رغد". قلت: "سلمه الله. اشكره نيابة عني". وهم وليد بالمغادره فقلت: "وعلى الورد كذلك وليد" قال: "بالطبع". ثم غادر... كنت لا أزال أنظر إلى الباب حين سمعت مرح تقول: "أوه! أهذا السيد وليد شاكر؟؟!!" تعجبت والتفت إليها فوجدت الدهشه تعلو وجهها فسألت مستغربة: "نعم,ولكن كيف تعرفينه؟" ابتسمت مرح وقالت وهي لاتزال ترفع حاجبيها من الدهشة: "الجميع يتحدث عنه! والدي وعمي وأخوتي! كلهم يتحدثون عنه! هذا هو إذن!!" سألتها متعجبة: "يتحدثون عنه؟" ردت: "نعم! كمدير لمصنع البناء! السيد وليد شاكر قال, والسيد وليد شاكر فعل, والسيد وليد شاكر ذهب, والسيد وليد شاكر عاد!! هذا هو السيد وليد شاكر!!" وكان التعجب طاغ على تعبيرات وجهها! قلت: " ولم أنت مستغربه هكذا؟؟" مرح أطلقت ضحكة خفيفة وقالت: "لم أتوقعه أبدا شابا صغيرا! أوه إنه في مقتبل العمر ! أهلي دائما يصفونه بالسيد النبيل! يقولون أنه ذكي وجدي ومهذب, ومهاب... ولايضحك أبدا! تخيلته رجلا صارما منغلقا في منتصف العمر أو حتى بعمر والدي!" ثم أشارت إلي وأضافت: "وأنت أخبرتني أنه أبوك بالوصاية! حسبته أكبر بكثير !" قلت وأنا ابتسم عفويا: "إنه يكبرني بنحو 10 سنين فقط!" قالت والضحك يمتزج بكلامها: "وكيف تنادينه في البيت؟ أبي؟؟ أو ابن عمي؟ أو السيد وليد شاكر؟؟" ضحكت بخفة لتعليق مرح... وعلقت: "وليد فقط! كما اعتدت أن أناديهمنذ الطفولة... لقد ربيت معه في بيت واحد... بعد فقد والدي... وكثيرا ما كنا نلعب سويا... وقد كنت أعتبره مثل أمي وأنا صغيره! والآن صار مثل أبي!" ويا للأيام...! سرحت برهة لألقي نظرة استرجاعية على الماضي البعيد... حيث ككنت طفلة صغيرة غضة... عَنى لها وليد الدنيا بأسرها! وحقيقة لا يزال! انتبهت على صوت مرح تتابع حديثها وقد لمعت نظرة ماكرة في عينيها: "أب شاب... ثري وقوي وذكي... ومهذب... و..." وهنا طرق البااب ثانية... وسمعت وليد ينادي باسمي فأذنت له بالدخول... "أرجو المعذرة... الحلوى للزوار". قال وهو يسير نحو المنضدة المجاور لسريري حيث علبة الشوكولا... قلت: "ولصديقتي أيضا من فضلك". إذ إنه يشق علي تحريكها من موضعي, خصوصا مع إصابة يمناي. فحمل وليد العلبة واقترب منا ومدها إلى مرح: "تفضلي أنستي". مرح أخذت تقلب عينيهابين أنواع الشوكولا في حيرة أيها تختار! وأخيرا اختارت إحدى القطع وهي تقول: "شكرا... سننتظر حلوى خروجك من المستشفى بالسلامة يا رغد". ابتسمت, أما وليد فعقب: "قريبا عاجلا بحول الله... الحلوى والعشاء أيضا". واستأذن وانصرف حاملا العلبة إلى والد مرح... هذه المرة كانت أعيننا نحن الاثنتان تنظر إلى الباب, ثم إلى بعضها البعض في الوقت ذاته. ثم إذا بي اسمع مرح تقول: "إنه عطر (عمق المحيط) الرجالي!" نظرت إليها باستغراب وقلت: "عفوا!؟" ابتسمت وقالت: "أهديت زجاجة مماثلة لشقيقي عارف قبل أيام! شذى قوي وراق... وباهظ الثمن!" يا لـهذه الــــ مرح! عقدت حاجبي وضيقت عيني ونظرت إليها باستنكار... ثم قلت: "ماذا كنا نقول؟" قبل أن يقطع حديثنا وليد. أجابت مرح: "شاب... ثري... وقوي... وذكي... وراق..." وتوقفت برهة ثم برقت عيناها وأضافت: "وجذاب!" أوه يا إلهي! وقبل أن أنطق بأي تعليق طرق الباب مجددا والتفت رأسانا بسرعة نحوه... لكن الطارق هذه المرة كان السية أم فادي... زوجة السيد سيف صديق وليد المقرب...

أنت لي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن