و كأنها تؤكد أن رغد هي أحد أسباب قلقي و تعبي... و هي حقيقة غنية عن التأكيد !
ابتسمت ُ لأروى و قلت خاتما الحديث :
" تصبحين على خير "
كانت حالتي أفضل بكثير حينما نهضت صباح اليوم التالي... و تمكنت من مغادرة الفراش... أخذت حمّاما منعشا زاد من حيويتي... و فيما كنت أرتب فراشي بعد ذلك أقبل كل من أروى و الخالة و العم إلياس يطمئنون علي و يحمدون الله على تحسّن صحّتي... جلسنا نتبادل بعض الأحاديث بشيء من المرح و السرور... و الضحك أيضا... إنني أنتمي إلى هذه الأسرة... و إن الله كان غاية في اللطف و الكرم سبحانه... و هو يضعها في طريقي... تعويضا عما فقدت.. و عمّن فقدت...
لكن... لم يكن حبهم لي و عطفهم علي... ليغني عن حاجتي للمحبة و العطف من شقيقي الوحيد سامر... أو شقيقتي الوحيدة دانة ... أو ... صغيرتي الحبيبة... رغد...
ما أحوجني إليهم جميعا...
لم أكن قد رأيت صغيرتي منذ قدمنا إلى المزرعة يوم أمس... لا أعرف كيف نامت أو كيف صحت... و أين تجلس و ماذا تفعل... و صدّقوني... إنه من المستحيل علي أن أتوقف عن التفكير بشأنها... مهما حاولت !
قلت و أنا افتقدها بينما الجميع من حولي :
" أين رغد ؟ "
هناك نظرة كانت خاطفة تبادلتها أروى و أمها ، لم تغب عن انتباهي... بل كنت أرصدها... ثم قالت خالتي :
" لم تغادر غرفتها منذ دخلتها يوم أمس "
و هو جواب لا يصلح لرفع معنوياتي أو التخفيف عن آلامي... البتة !
وجهت خطابي إلى خالتي :
" اذهبي و تفقديها يا خالة... رجاء ً "
ابتسمت خالتي و قالت :
" بكل سرور يا بني... سأستدعيها ... "
و غادرت يتبعها العم إلياس... ثم عادت قائلة :
" يظهر أنها لا تزال نائمة "
بعد ساعات انشغلت أورى و الخالة في المطبخ، و العم في المزرعة... و أنا في القلق المتزايد على رغد ! ويحك يا رغد ! ألن تأتي للاطمئنان علي ؟؟
لم أطق صبرا... و ذهبت أنا للاطمئنان عليها...
طرقت باب غرفتها و قلت مصرحا :
أنت تقرأ
أنت لي (مكتملة)
Short Storyرواية رائعة رومنسية حزينة تحكي عن شابة و إبن عمها فرقتهما الأقدار بسبب أحداث كثيرة لكنهما يجتمعان من جديد و يكملان قصة حبهما