التفتَ إليّ و هو يفتح عينيه و يبتسم و يجيب:
" لا شيء! أريد أن أملأ رئتيّ من هذا النقاء! جميل جدا... كيف تفوّتْ أروى و الخالة شيئا كهذا؟"
إذن... ربما كان يفكّر في أروى ! خذلتني جملته بعض الشيء... ففيما أنا مكرسة نظري و فكري فيه... يشتغل باله بالتفكير بها هي؟؟ مرتْ بذاكرتي صورة أروى و هي تشيح بوجهها عن وليد و تخرج من غرفة مكتبه هذا اليوم...عند المغرب... بدتْ غاضبة... وبدا وليد حينها منزعجا... و كأن بينهما خصام ما... الفضول تملّكني هذه اللحظة و ربما كانتْ الغيرة هي الدافع، فسألت ُ:
" لماذا رفضتْ المجيء معنا ؟؟ هل... هل هي غاضبة؟ "
وليد نقل بصره إلى البحر... و قال بعد قليل :
" نعم... منّي "
لستُ شريرة و لا خبيثة ! لكن... يا إلهي أشعر بسرور غير لائق ! لم استطع كتمه و قلتُ باندفاع فاضح:
" هل أنتما متخاصمان ؟؟ "
التفتَ إلي ّ وليد مستغربا ! لقد كان صوتي و كذلك تعبيرات وجهي تنم عن البهجة ! شعرتُ بالخجل من نفسي فطأطأتُ رأسي نحو الأرض فيما تصاعدتْ الدماء إلى وجنتيّ ! لم أسمع ردا من وليد... فرفعتُ بصري اختلس النظر إليه... فوجدته و قد سبحتْ عيناه في البحر بعيدا عنّي... ثم سمعته يقول :
" تريد العودة إلى لمزرعة "
اندهشتُ ... و أصغيتُ باهتمام مكثف ... وليد تابع:
" مصرة على ذلك و قد فشلتُ في ثنيها عن الأمر... اضطررتُ لشراء التذاكر و موعد السفر يوم الأحد "
ماذا ! عجبا ! قلتُ :
" أحقا ؟ ستتركها تذهب ؟؟ "
وليد أجاب و هو لا يزال ينظر إلى البحر:
" و الخالة كذلك... "
قلتُ مباشرة :
" و أنتَ ؟؟ و أنا ؟ "
التفتَ وليد إليّ و كأن هذه الجملة هي أكثر ما يثير اهتمامه! ركز النظر في عينيّ لحظة ثم قال :
" سنرافقهما طبعا "
صمتُ و علامات التعجب تدور فوق رأسي !!!
قلتُ بعدها :
" نعود للمزرعة ! كلا ! و الكلية ؟ و الدراسة ؟؟ "
أنت تقرأ
أنت لي (مكتملة)
Short Storyرواية رائعة رومنسية حزينة تحكي عن شابة و إبن عمها فرقتهما الأقدار بسبب أحداث كثيرة لكنهما يجتمعان من جديد و يكملان قصة حبهما