وقفت متسمرا في مكاني عاجزا عن الانثناء و التقاط المفاتيح
رغد تحرّكت و التقطت المفاتيح بنفسها و مدّت يدها إلي ...
تحشرج صوتي عن كلمة :
" افتحيه "
لا أعرف كيف ظهرت حروفها !
نظرت رغد إلي بتردد ، ثم التفتت نحو باب غرفتها ، و تقدّمت خطوة ... و بدأت تجرّب المفاتيح ...
و أخيرا انفتح القفل ... و حركت رغد الباب للأمام قليلا ، بتردد
كانت الغرفة غاطة في السبات العميق المظلم ، منذ تسع سنين !
لم تتحرك رغد ، بل توقفت في مكانها لا تملك من الشجاعة ما يكفي لأن تدخل
أما أنا ، فقد أصاب ركبتي تصلب حاد عجزت معه تحريك أي منهما
" أنا خائفة ! "
قالت ذلك رغد و هي تلتفت نحوي ...
" لا تقلقي ! لا يوجد أشباح ! "
قلت ذلك ، و أنا أرتجف خوفا من أشباح الماضي ...
و لما رأيت في عينيها التردد ... أجبرت قدمي على السير للأمام ... و وقفت إلى جانبها مباشرة ... أمام الباب
دفعت ُ به بهدوء حتى فتحته ... و أنا مغمض العينين !
من سأرى في الداخل ؟؟ لابد أنها طفلتي الصغيرة الحبيبة ، نائمة على سريرها ... كالملاك !
فتحت عيني ... كانت الغرفة تسبح في الظلام ... مددت يدي و أضأت المصباح ... و أخيرا ... رأيت كل شيء ...
و آه مما رأيت ...
هناك ... إلى اليمين ، ترقد سرير رغد القديم ، تماما كما تركته منذ سنين ...
لقد كنت أنا من وضع السرير في مكانه ، كما رتّبت أثاث الغرفة بنفسي ...
شمعت شهقة ضعيفة انطلقت من صدر رغد ... الواقفة إلى جواري
لكنني لم التفت إليها ... لقد كنت مأخوذا بسحر الذكرى الماضية ...
تقدّمت نحو سرير رغد ... أجر قدمي ّ جرا ... حتى إذا ما بلغته انثنيت عليه و أخذت أتحسسه ...
أنت تقرأ
أنت لي (مكتملة)
القصة القصيرةرواية رائعة رومنسية حزينة تحكي عن شابة و إبن عمها فرقتهما الأقدار بسبب أحداث كثيرة لكنهما يجتمعان من جديد و يكملان قصة حبهما