و انتهى بي الأمر إلى باب المدخل ...
وقفت عنده و مسكت قبضته و ركّزت كل ثقلي عليها لتدعمني لئلا أقع ... فإن انفتح الباب ... فلا شك أن وليد قد غادر و تركه مفتوحا ...
و انفتح الباب و انهرت أنا مع انفتاحه ...
لقد فعلها و فر خلسة دون وداعي ... خارت قواي و أخذت أبكي و أنحب بصوت عال ...
" لماذا ؟ لماذا يا وليد لماذا ؟؟ "
فجأة ... ظهر شيء أمامي !
كنت أجلس عند الباب بلا حول و لا قوة ... و شعرت بشيء يتحرك فأصابني الذعر الشديد ... فإذا به وليد يظهر في المرأى ...
" رغد !!؟ "
لم أصدّق عيني ... هل هذا شبح ؟؟ أم حقيقة ؟؟
جسم كبير ... طويل عريض ... متخف في الظلام ... يتقدم نحوي ... لا يُرى شيءٌ منه بوضوح غير لهيب السيجارة التي بين إصبعيه ...
" رغد ... ما ... ماذا تفعلين هنا ...؟؟ "
و كدمية كهربائية قد فُصِل سلكها عن المكبس ، شللت ُ عن الحركة ...
حتى رأسي الذي كان ينظر إلى الأعلى ... الأعلى .. حيث موضع عيني وليد ، هوى إلى الأسفل ... متدليا على صدري سامحا للدموع بأن تبلل الأرض ...
لم أجد في بدني أي مقدار من القوة لتحريك حتى جفوني ...
وليد وقف مندهشا متوجسا برهة ... ثم جلس القرفصاء أمامي ... و قال بصوت حنون جدا ...
" صغيرتي ... ؟؟"
الآن ... كسبت من الطاقة ما مكنني من رفع رأسي للأعلى و النظر إليه ...
و بقيت أنظر إلى عينيه و تحجبني الدموع عن قراءة ما فيهما ...
" ما الذي تفعلينه هنا ؟؟ "
" هل تريد الرحيل دون وداعي ؟؟ "
لم تخرج الكلمات كالكلمات ... بل خرجت كالبكاء الأجش ...
" الرحيل ؟؟ من قال ذلك ؟؟ "
" ألست ... ألست تريد الرحيل ؟؟ "
" لا ... خرجتُ أدخّن ! ... لكن ... ما الذي تفعلينه أنت هنا في هذا الوقت ؟؟ "
أنت تقرأ
أنت لي (مكتملة)
Short Storyرواية رائعة رومنسية حزينة تحكي عن شابة و إبن عمها فرقتهما الأقدار بسبب أحداث كثيرة لكنهما يجتمعان من جديد و يكملان قصة حبهما