" أريد أمي "
قلت بتعجب :
" تريدين أمي !؟؟ "
هزت رغد رأسها اعتراضا و قالت في صيحة قاتلة :
" أريد أمي أنا ... لا أمك أنت ... أنا أريد أمي ... فهي من يستطيع مساعدتي ... لو بقيت حية ... لا أحد منكم يستطيع ... هل يمكنك إحضارها إلي ؟؟ "
فوجئت بقولها هذا و شعرت بشرايين قلبي تتفجر بعنف ...
أيعقل أنها لا تزل تفكر في أمها ـ التي لم تعرفها يوما ـ حتى الآن ؟؟
أتقصّر أمي في شيء للحد الذي يجعل رغد تبحث عن المساعدة من أمها الراحلة منذ 15 عاما ؟؟
بعدما انتهت من نوبة بكائها قالت بتحد ٍ :
" هل تستطيع إحضار أمي إلي ؟؟ "
وجدت نفسي أقول :
" اعتبريني أنا أمك ... "
ثم أضفت :
" ألم أكن كذلك ذات يوم ؟؟ "
نظرت إلي رغد بيأس ...
قلت :
" لطالما كنت ِ تعتمدين علي و تثقين بي ... "
و لما لم أجد منها تفاعلا ... نهضت و أنا أقول :
" سأذهب لتأدية الصلاة "
عدت ُ من الخارج بعد قليل ، و لم أجدها ... ذهبت إلى غرفة سامر و اضطجعت على سريره و أخذتني دوامة الأفكار إلى عالم من المتاهات و الدهاليز ...
تذكرت ... يوما كنت فيه في غرفتي بمنزلنا القديم ، و سمعت طرقا خفيفا على الباب ... و حين فتحته ، وجدت رغد تبكي بألم ... مليئة بالخدوش و الكدمات ...
أعتقد أنني تعلقت بها ابتداء ً من ذلك اليوم ... و لا أعلم انتهاء ً بأي يوم ؟؟
فجأة ... سمعت ُ طرقات خفيفة بالكاد التقطتها أذناي ، ما يدل على تردد اليد الطارقة ...
قمت و فتحت الباب ... و وجدت رغد تقف عنده ...
كانت عيناها شديدتي التورم و الاحمرار ، و وجهها شديد الحزن و الكآبة ...
أنت تقرأ
أنت لي (مكتملة)
Contoرواية رائعة رومنسية حزينة تحكي عن شابة و إبن عمها فرقتهما الأقدار بسبب أحداث كثيرة لكنهما يجتمعان من جديد و يكملان قصة حبهما