رد مؤكدا :
" نعم. ضرورية لإنقاذ الكسور من العواقب غير الحميدة "
أغمضتُ عيني و تأوهتُ من أثر الصدمة... و قلبي فاقد السيطرة على ضرباته... و لما لاحظ الطبيب حالتي سألني بتعاطف :
" هل أنت شقيقها ؟ "
فرددتُ و أنا غير واع ٍ لما أقول:
" نعم.. "
قال :
" و أين والدها ؟ "
قلتُ :
" أنا "
تعجب الطبيب و سأل :
" عفوا ؟ "
قلتُ :
" لقد مات... كلُهم ماتوا... أنا أبوها الآن... يا صغيرتي "
و أحشائي تتمزق مرارة... أنا لا أصدق أن هذا قد حصل... رغد صغيرتي الحبيبة... مهجة قلبي و الروح التي تحركني... تخضع لعملية؟؟ وقفتُ و سرتُ نحو سرير رغد بترنح... يظن الناظر إليّ أنني أنا من تحطمتْ عظامه و انزلقتْ مفاصله و تمزّقتْ أربطته و ما عاد بقادر على دعم هيكله... اقتربتُ منها... أمسكتُ بيدها اليسرى... شددتُ عليها... اعتصرني الألم... و اشتعلتْ النار في معدتي...و أذابتْ أحشائي... الطبيب لحق بي و أقبل إليّ يشجعني بكلمات لو تكررتْ ألف مرة ما فلحتْ في لمّ ذرتين من قلبي المبعثر...
قال أخيرا :
" علينا إتمام بعض الإجراءات الورقية اللازمة قبل أخذها لغرفة العمليات "
الكلمة فطرتْ قلبي لنصفين و دهستْ كل ٍ على حدة... التفتُ إليه أخيرا و قلتُ متشبثا بالوهم:
" ألا يمكن علاجها بشكل آخر؟؟ أرجوك... إنها صغيرة و لا تتحمّل أي شيء... كيف تخضع لعملية؟؟ لا تتحمل... "
و كان الطبيب صبورا و متفهما و عاد يواسيني...
" لا تقلق لهذا الحد... عالجنا إصابات مشابهة و شفيتْ بإذن الله... "
لكن مواساته لم تخمد من حمم القلق شرارة واحدة. هنا أقبلتْ الممرضة تخاطبه قائلة :
" أبلغنا أخصائي التخدير و غرفة العمليات جاهزة يا دكتور "
الطبيب نظر إليّ و قال :
أنت تقرأ
أنت لي (مكتملة)
Short Storyرواية رائعة رومنسية حزينة تحكي عن شابة و إبن عمها فرقتهما الأقدار بسبب أحداث كثيرة لكنهما يجتمعان من جديد و يكملان قصة حبهما