طريق العودة لم يكن بأقل مشقة من طريق الذهاب ... ألا أنني بسبب التعب و الإجهاد النفسي نمت معظم ساعات النهار الأول .
حطام الأشياء التي أراها من حولي لا يختلف عن حطام قلبي ... إلا أن الجماد لا ينزف دما
التلاوة المنبعثة من مذياع السيارة بصوت قارئ رخيم عذب هي الشيء الوحيد الذي خفف على قلبي آلام التمزق و التقطع و الاحتراق ...
توالت الساعات ، و كنت أتابع باهتمام مزيف كل ما أسمعه من المذياع هروبا من التفكير في الطريق الذي ولى ... و الطريق القادم ...
في الماضي ... و المستقبل ...
بلغنا مدينتنا قبيل غروب الشمس الثالثة التي أنارت دربنا ...
" خذني إلى بيتي "
قلت ذلك و نحن أمام مفترق طرق ، يؤدي أحدهم إلى بيتي و آخر إلى بيت سيف
" الآن ؟ دعنا ننزل بيتنا و نرتاح من عناء المشوار الطويل ... "
" أرجوك يا سيف ... إلى بيتي ... "
لم أكن هذه المرة أشعر بأي شوق أو حماس لدخول المنزل المهجور
و سيف هم ّ بالحضور معي أل أنني قلت :
" لابد أن والديك في انتظارك الآن ... سأشكرك كما ينبغي لاحقا ، بلغهما تحياتي "
كان سيف قلقا بشأني و لكنني صرفته ، و دخلت المنزل المظلم وحيدا .
رفعت يدي لإنارة المصباح ، بل المصابيح واحدا تلو الآخر فاكتشفت أن الكهرباء مقطوعة .
و على الضوء الباقي من آخر خيوط الشمس ، سرت في منزلي الكئيب الساكن و صعدت إلى الطابق العلوي ...
ذهبت رأسا إلى غرفة نومي ... أخرجت المفاتيح ، ثم فتحت الباب ببطء ...
و خطوت خطوة إلى الداخل ...
سرعان ما عادت بي السنين إلى الوراء ...
حين كنت فتى مراهقا في بداية التاسعة عشر من العمر ... أجلس على هذا الكرسي أذاكر بشغف ... يا إلهي ! لا تزال كتبي التي تركتها على المكتب في مكانها ! مفتوحة كما تركتها قبل ثمان سنين !
جلت ببصري في الغرفة ... و فوجئت برؤية الأشياء كما هي ...
تقدمت خطوة بعد خطوة ...
أنت تقرأ
أنت لي (مكتملة)
Cerita Pendekرواية رائعة رومنسية حزينة تحكي عن شابة و إبن عمها فرقتهما الأقدار بسبب أحداث كثيرة لكنهما يجتمعان من جديد و يكملان قصة حبهما