الفصل الثامن

19.9K 1.1K 182
                                    

الفصل الثامن من #زيغه_الشيطان
#أضواء_مبعثرة
بقلم فاطمة محمد & فاطمة طه سلطان

_______

اذكروا الله

_______

الناس يحبون ليسعدوا.. لا ليجعلوا من حياتهم نادرة يتندر بها.
نجيب محفوظ.

_______

تسللت رقية خارج الدوار دون علم أحد...ضاربة بتحذيرات صفية والتي حستها بها على عدم الخروج دون علمهم عرض الحائط....محذرة العاملة لديهم على عدم ترك ابنها الصغير وحيدًا حتى تعود وعدم أخبار أحد بخروجها…

تاركة العنان لقدميها...تسير وسط الأراضي الزراعية..العائدة لهم....مغمضة جفونها... تستمتع بالهواء الذي يلفح وجهها....
وعلى الرغم من حرارته إلا أنها أحبت ذلك الشعور...فقد ملت من الجلوس بالمنزل....
فلا تخرج كثيرًا من المنزل.....تنفيذًا لأوامر صفية.. وأمجد...
فتحت جفونها والبسمة الواسعة تشق ثغرها....

بسمة لم تدم طويلًا...فقد رأته...يقترب منها....ممتطيا جواده الخاص به.....

لا تتوهم..او تتخيل رؤيته...بل كانت حقيقة....

ازدردت ريقها واولته ظهرها تريد الفرار...من أمامه.....

وبالفعل فعلتها...وعجلت من خطواتها...نادمة على خروجها ذلك الذي جعلها تتعرض لذلك الموقف..و رؤيه ذلك النچم.....

أعاق نجم طريقها....واقفًا بـ الجواد.. أمامها...ثم هبط من اعلاه....واقفًا قبالتها.....

رفعت عيناها تختطف نظره له...وليتها لم تفعل…

ابتسم نجم على فعلتها التلقائية....وصاح ببرود اعتادت عليه:
-لا مش مصدق عينيا...وانك خرچتي من الدوار... إيه مش خايفين عليكي ولا إيه....

استدعت رقية قوة لا تتواجد بها بالوقت الحالي..لكنها اجادت تزيفها:
-ابعد عن طريجي يا بن الحلال....أنت عايز مننا ايه...مش خلاص...!!!
ابعد عن أهلي احسنلك يا نچم...

تعمد نجم اظهار غلاظته...وتمتم ساخرًا بلهجة صعيدية...
-يم يم خاف يا نچم....بجولك إيه م

قاطعته بتوتر وعيناها تتهرب منه:
-متجولش...مفيش بينا كلام....

انتهت متحركة من مكانها....مما جعل غيظه يتكاظم...وظل يتابعها بعيناه حتى ابتعدت تمامًا.....

زيَّغه الشَّيطانُ (الجزء الأول/الثاني/الثالث/الرابع)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن