زيَّغه الشَّيطانُ (الجزء الأول/الثاني/الثالث/الرابع)

الفصل الثاني والعشرون_الجزء الرابع

الفصل الثاني والعشرون من #الجزء_الرابع.
#زيغه_الشيطان.
#إنصاف_قلوب_أهلكها_الهوى.
بقلم #twinsfatma.

_______________________

مسك بيدها التي تدفعه بصدره معقبًا على فعلتها وحديثها الذي يزيده غضبًا فوق غضبه:
-ريــمــا، أنتِ كدة بتعصبيني بجد.

حاولت وحاولت كي لا تبكي أمامه وتتماسك وتظل قوية، لكن رغمًا عنها كانت دموعها تتجمع داخل مقلتيها مصدومة..حزينة..وأيضًا غاضبة منه.
متحدثة بدموع هبطت على وجنتيها:
-أنا بعصبك، وأنت مبتزعلنيش وبتعصبني مش كدة !!
أنت ازاي تكلم معايا في موضوع زي ده؟؟

تألم، وندم بعد رؤيته لدموعها وتسببه في بكائها مرة أخرى…
تناسى سبب هذا الشجار، واقترب منها بملامح قد تبدلت تمامًا ونبرة باتت اكثر حنانًا:
-ريما متعيطيش أنا…

كاد يعتذر منها وينهي هذا الحديث الذي لن يفيد بشيء ولا يدري لما تحدث به من الأساس، فكان من الممكن أن يصمت ويتغاضى عن كل تلك التساؤلات، ولكنه في الحقيقة مشتت، افكاره غير متزنة..لا يحسب حسبان لنتائج فعلته..

فأوقفته رفضت الاستماع لأي حديث، رفعت يدها ومسحت دموعها بظهر يدها ثم قالت:
-أنت تسكت يا شهاب..تسكت خالص ومتكملش، وقبل ما تيجي تحاسبني حاسب نفسك الأول.. لأن أنا رغم كل حاجة عملتها سواء حبك الوهمي لبتول ولا فرحنا اللي باظ لما جريت ورا بتول، ولا بُعدك عني، ولا سهرك مع صحابك والفيديو اللي حضرتك نزلته وانت مش في وعيك، ولا جوازك من رزان وحملها منك…مجتش قولتلك وسألتك تاني عملت كل ده ليه!!!

صمتت تلتقط أنفاسها، تتابع تعابيره الذي يغزوها الندم، وبقسوة تحلت بها من قسوة كلماته قالت:
-انا قفلت على اللي فات، ومفتحتش بُقي و زي ما أنا سكت كان احترامًا ليا ولنفسك متفتحهوش أنت..لأن انا الاولى افتحه يا شهاب…أنا…مش أنت خالص.

انتهت من طرح كلماتها لتوليه ظهرها على وشك مغادرة الغرفة..فلم يتركها ومسك بها من مرفقيها مغمغم بندم وترجي:
-ريما انا آسف والله، أنا..

قاطعته مجددًا معقبة باستنكار:
-أنت علطول آسف يا شهاب..علطول.

نفضت ذراعيه عنها وانطلقت من الغرفة تاركة إياه يدس يديه بخصلاته ينعت نفسه وغبائه الذي حول سعادتهم بهذا الصباح……

________________________

جلس شهاب أمام الطبيب النفسي...المُعالج له..قراره عن التوقف عن تلك الجلسات لم يكن جيدًا على الإطلاق...فهو غير متزن تمامًا....مشاعره الثائرة والمختلفة...فهو يشعر بغرابة تصرفاته الغير منطقية...تارة يشعر بالحب...وتارة أخرى يشعر بكرهه لكل شيء...وكأن الجميع ضده حتى أكثر من عشق وأحب...لا يتحكم في ذاته وتصرفاته وكأنه يُصبح شخصًا أخر....يقص كل ذلك على الطبيب..