الفصل السادس عشر
بدلا من أن يتصل بها أكرم طالبا منها أن تنزل إلى السيارة حيث ينتظرها أمام مقر إقامة خالتها ... فوجئت به يطرق باب الشقة منتظرا إياها عند الباب رافضا بتهذيب دعوة نورا إياه للدخول وتناول شيء من الطعام ..
لم تجادله شمس وهي ترى وجهه الشاحب والواجم ... وتلاحظ الهالات السوداء التي أحاطت بعينيه .. عندما ارتدت معطفها وتناولت حقيبتها .. أمسك بأعلى ذراعها فور أن تخطت باب الشقة .. وسحبها عبر الدرج خارجا نحو سيارته المرصوفة أمام المبنى ...
لاحظته يومئ برأسه لرجل كان يقف أمام سيارة سوداء على بعد أمتار منهما ... بوجه جامد لا تعبير فيه ... اعتلت المقعد الأمامي وانتظرت حتى احتل مكانه وراء المقعد لتسأله :- هل تعرفه ؟؟
:- ليس تماما ..
:- من يكون ؟؟
طرحت سؤالها بتلك اللهجة التي يعرف معها دائما أنها لن تتراجع حتى يخبرها بما تريد أن تعرفه .. فقال بصوت مغلق :- هو رجل أمن ... مكلف بملازمتنا بهدف حمايتنا من قبل لقمان ..
حدقت به للحظة وهي تكاد تسأله عن قدرة لقمان في ظرفه الحالي على أن يكلف حراسا شخصيا لأفراد عائلته .. قبل أن تدرك الحقيقة هاتفة :- منذ متى يلاحقنا هذا الرجل ؟؟
:- كما فهمت ... كلف لقمان رجلا لحماية كل فرد من العائلة منذ حادث ريان .. هذا الرجل هو المسؤول عن حمايتي أنا ... بينما يختفي الرجل المكلف بحمايتك في تلك السيارة السوداء التي تلاحقنا منذ انطلقنا ..
بذعر ... رفعت عينيها نحو مرآة السيارة لتلمح السيارة التي كانت تسير في إثرهما .. ثم همست :- هل ... هل الأمر بهذه الخطورة ؟؟؟
لاحظت توتر أصابعه حول المقود وهو يقول بصوت أجش :- ما الأكثر خطورة من جهلنا لمصير لقمان حتى الآن ؟؟
مدت يدها تغطي أصابعه المتوترة وهي تقول:- لقمان سيكون بخير يا أكرم ..
قال بمرارة :- لا تمنحيني وعودا لست متأكدة من تحقيقها يا شمس ... أشخاص كثر مقربون من لقمان ماتوا خلال السنة الماضية .. ما الذي يؤكد أن لقمان ليس ميتا بالفعل في هذه اللحظة ..
هتفت به بحدة :- لا تقل هذا أبدا ..
رغم أنها لم تحبب لقمان الطويل إبدا ... إلا أنه كما قال لها ليلة الحفلة .. فرد من عائلتها شاءت أم أبت .. هو شقيق زوجها الأكبر .. هو عم ابنها القادم .. هو ... تبا .. هو زوج ابنة خالتها ..
قالت بصوت باهت :- ماذا عن بحر ... هل هي آمنة ؟؟؟
:- لا تخافي على بحر .... لقمان فعل المستحيل قبل أن يمسكوا به كي يضمن أمانها ... هي بخير مادامت لا تغادر منزله .. أي مكان خارج أسواره قد يهددها .. هذا ما قاله ثروت على الأقل مؤكدا بأن بحر أحد أول المستهدفين من بعد لقمان ...
أحست برجفة تعتريها وهي تقول :- ربما علي الذهاب والبقاء معها ..
:- لا ...
قالها بحدة وعنف .. مؤكدا بكلامه :- أنت أكثر أمانا بعيدا عنها .. أنا أريدك في بيتنا .. تحت حراسة الرجال المكلفين بحمايتك .. من الأفضل أن تبتعدي عن بيت خالتك الآن كي لا تعرضي أحدهم للخطر يا شمس .. لولا معرفتي بسوء علاقتك بوالدتي لطلبت منك الذهاب والبقاء معها ... وبما أن هذا غير متاح .. أنا أطلب منك أن تبقي في البيت في انتظار انقشاع الخطر ...
عندما ظهرت علامات التمرد على وجهها ... أسرع يقول بصوت أجش :- لأجلي يا شمس ... لأجل ابننا ...
رغما عنها .. وجدت يدها تمتد لتلامس بطنها بوجل ... إلا ابنها ... رباه ... إلا ابنها ...
أوقف السيارة أمام المبنى حيث تقع شقتهما ... ثم التفت إليها .. وقال باقتضاب :- لا تنتظري عودتي إذ أنني على الأرجح سأتأخر ..
نظرت إليه لوهلة .. توشك على أن تقول شيئا .. ثم تمتمت هامسة :- كن حذرا ..
أومأ برأسه موافقا ... وانتظرها حتى غادرت السيارة ... يسبقها رجل الأمن الذي تعرف إليه اليوم عندما قدمه له ثروت ... ليتفحص المبنى قبل أن تدلف إليه .. ثم رفع هاتفه يطلب رقما معينا .. انتظر سماع صوت الطرف الآخر قبل أن يقول بصوت أجش :- هناء ... هل لديك وقت إضافي تمنحينه لي ؟؟
أنت تقرأ
وقيدي اذا اكتوى(مكتملة)
Romanceالجزء الثاني من سلسلة في الغرام قصاصا بقلم المبدعة blue me حقوق الملكية محفوظة للمبدعة blue me