💐..
درسوا زوز باصات مقابلات بعض في بداية الشارع..
انفتحوا بيبانهم..
ونزلوا منهم هما الزوز..
سارة..وتهاني..
وتوجهوا في الطريق..
لما تقابلوا مع بعض..
كل وحده فيهم غيرت عيونها ع التانيه وكملوا طريقهم وقلوبهم ادق بقوة..
كل وحده خاطرها تكلم الثانيه..
خاطرها ترجع ايام الزمان..ايام صحبتهم الصادقه اللي كانوا فيها خوات مش بس صديقات..
وبرغم المسافه البسيطه جدا اللي تفصل بيناتهم الا ان الحواجز اللي بيناتهم كبيرة وقويه هلبه وشبه مستحيل انها تنهد...
قعدوا يمشوا..ومرة تهاني تسبق ساره..ومرة سارة تسبق تهاني..
لين وصلت ساره في باب حوشهم..
تهاني وهي تكمل في طريقها شبحتلها بطرف عينها..
وسارة شبحتلها جو عيونهم في بعض..غيروهم طول عن بعض..
تنهدت سارة..وطلعت المفتاح من جيبها وفتحت الباب..
وتهاني لما وصلت لباب حوشهم شافت لحوش هيثم..لقت ساره كيف خشت وصكرت الباب..
هي تنهدت بحزن..ورنت الجرس..
🌺في حوش هيثم...
خشت ساره بعد فتحت الباب الدخلاني..
صكرت الباب وهي مستغربه..الحوش هادي...ماتشمش في ريحة تطييب..
ماتسمعش في حس التلفزيون...
الحوش كان هادي هلبه...مظلم..موحش...
حطت سارة يدها ع صدرها اللي حاساته انغم فجأة وقعدت تنادي..
ماما...ماما...
ومشت للكوجينه خشت لقتها فاضيه..
طلعت منها وكملت تشوف في باقي ديار الحوش..
مافي حد..
سارة بإستغراب شديد:وينها؟!..
طلعت تليفونها من جيبها...
وحطت ع رقم أمها..
واتصلت بيها...
حطت التليفون ع وذنها...عطاها..
"الرقم المطلوب مقفل"
شدت شاربتها بقوة من الخوف..بلعت ريقها ونزلت التليفون وقعدت تشوف في الأرقام..حطت ع رقم عمتها واتصلت بيها..
■فهالوقت..
كانت نسيبه في الطريق للشقه مروحه من المدرسه..
فجأة رن تليفونها..
قاماته وشافت المتصل..شبحت القدام ودرست السيارة ع تركينه..
فتحت الخط..وردت ..
نسيبه:هلا سارونه
سارة بنبرة صوت مرتعشه:عمتي ماما عندكم؟
نسيبه عقدت حواجبها بإستغراب وقالت:مانعرفش اني مروحه بطريقي للحوش..صكري تو نكلمها نشوفها وين؟
سارة:ماهو اني كلمتها ياعمتي عطاني مقفل هدا علاش اتصلت بيك..
نسيبه خافت وقعدت ساكته..
سارة:عمتي وينها ماما!؟
نسيبه بلعت ريقها وقالت:مرات في الحوش تو نروح..نروح ونرد عليك حبيبتي..باهي..
سارة بلعت ريقها وقالت:باهي..
صكرت نسيبه عليها.. وهي تفكر بخوف...
اول مرة يصير شي زي هدا..عمرها ماغابت اسيمه عن حد بدون ماتخبر وتقول هي وين..ماتحبش تخوف حد عليها..
فجأة رن تليفونها..
هي انفزعت..وشبحت للتليفون..
شافت الرقم...زادت خافت اكثر..
فتحت الخط وردت ..
نسيبه:هلا هيثم؟
..................
في المستشفى..
في ممر من ممراتها...
واقفه لجين تتكلم بالتليفون وهي تبكي..
لجين:ايوه اخت نسيبه..اني مديرة مكتب الدكتور هيثم الكاتب..
نسيبه قلبها بدي يرف من الخوف تحساب خوها صارتله حاجه:خيره هيثم!؟؟
لجين رشفت وشبحتله..
وين ماهو مقعمز ع كرسي...يشبح في الفراغ..
عينه ماترمشش...ولافي دمعه نزلت...
في حالة صدمه...مازال مش مستوعب ولاشي من اللي شافه..ومن اللي عرفه...
كأنه في كابوس..يراجي امتى يفيقوه منه..
لجين:مافيه شي ماتخافيش..بس تعالي..لمستشفى **** العام ارجوك تعالي..وحطت يدها ع فمها بش تكتم عبرتها..
نسيبه بإنفعال: انتي اللي ارجوك قولي شن فيه خوي خيره خيره....!!؟...........................
فتحت نسيبه عيونها ع وسعهم بصدمه شديده بعد سمعت شن قالت لجين..
والدموع طاحوا منهم وحده ورا التانيه...وماقدرتش تنطق بكلمه..
نزلت التليفون بشي من البطء..وقعدت تمرر في نظرها القدام وهي تحاول تستوعب اللي سمعاته...
فاتوا من جنبها زوز سيارات بسرعه..
انفجعت وشبحتلهم...
عقدت حواجبها..بعدين رختهم..
بلعت ريقها..بعدين مسحت دموعها ورشفت..وغيرت عيونها القدام وهي حاسه بشعور ضياع تام..
انفجعت من جديد لما سمعت صوت تليفونها لما يرن..
قاماته وشافت المتصل..
عضت ع شاربها السفلي بقوة..وارتسمت ع وجهها ملامح البكاء..
حطت يدها ع فمها وبدت تبكي وهي تحبس في عبرتها..
ودموعها يقطروا ع شاشة الهاتف اللي كان يبان منها..
"سارة..يتصل بك.."
لين فصل
بعدين رجع يرن مرة تانيه..
لوحت التليفون ع الكرسي اللي جنبها وغمضت عيونها بشده ورفعت راسها فوق وانهدت ع الكرسي وهي تقول بحرقه شديده وبوجع قاتل...
"آاااه..ياربي...ياربي"..
وانهدت بالبكي...
........
في صالة حوش هيثم..
سارة وهي مقعمزة شاده التليفون قالت بقلق شديد:علاش ماتردش!؟
فكت شاربتها وحولتها..وحطت يدها ع رقبتها ..
بعدين ناضت وقفت وهي تقول:حي عليا ماصليتش الظهر..
قعدت تتنفس بسرعه..حطت التليفون ع تركينه ومشت تجري لدارها...
.......
"دكتور...دكتور هيثم"
وهو ماكانش يسمع في شي..مش في هالعالم بكل..في عالم تاني..
لجين وهي ترشف:دكتور..دكتور هيثم...دكتور ارجوك اسمعني..يبوك تكمل الإجراءات..
الدكتور اللي في جنبها:دكتور..نجيبلك الوراق هني توقع عليهم؟
قام عيونه وشبح للدكتور..
ولجين تشوفله بقلق..
هيثم بنبرة صوت مخنوقه:على شن نوقع؟
لجين:ع اجراءات الوفاة
هيثم مرر نظره عليهم وقال...وفاة !!؟..وفاة منو؟
لجين وقفت ع حيلها وغمضت عيونها بأسف شديد..
الدكتور :وفاة زوجتك الاخت اسيمه..الله يرحمها..
شبح للدكتور شويه...بعدين نزل عيونه وشبح لإيديه..
قعد يحرك في صوابعه..
ولجين تشوفله..
صكر قبضات ايديه بقوة..
بعدين ناض..وقف..
شبح للدكتور وقال:ماشي..احمم..ماشي بروحي..
ومشي..
والدكتور ولجين لحقوه...
🍁🍁🍁
واقف يشبح للورقه ويشوف في اسمها..
وفيده البيرو...ويقرا في اسمها ويعاود...يبي يصدق...
مش قادر..ولاقادر يستوعب حاجه..
رفع يده اللي فيها البيرو وحك جبهته..
بعدين نزلها..وجي لمكان التوقيع...
تسارعت انفاسه...بعدين خدي نفس عميق..وزفر..
ووقع طول..
ودف الورقه ولوح البيرو..ومشي طلع بسرعه..
▪▪▪▪▪
◇اااه..مانقدرش نوصف شعوري..شن بنوصف..اللي حسيته اكبر واعمق من الوصف...لايوصف...لايوصف..لايمكن وصفه..
ابدا....
▪▪▪▪▪
لما طلع قعد يمشي بسرعه..
وهو يقاوم في دموعه..خايف ينزلهم..ويصدق موتها وهو مايبيش يصدقه..برغم كل شي شافه بعينه..مايبيش يصدق..
وراه لجين تشوفله وهي خايفه عليه لأبعد حد..
وهو يمشي ويشبح هني وهني..
ومرة مرة يمسح ع لحيته..
لين فجأة..انخبط في حد بقوة..
هالحد لما شافه طول ضمه وهو يقول بصوت باكي مفجوع:هيثم حبيبي..حقه..حقه اللي سمعته حقه...اسيمه!..
وبعدت عنه وهي شاده ذراعه وقالت بصوت يدوب طالع...اسيمه...ماتت!
قعد يشبحلها بنظرة حاده..
بعدين دفها من قدامه وكمل طريقه..
نسيبه بصدمه:هيثم!؟
لجين بدموع:مازال مش مستوعب..
نسيبه شبحت للجين وقالت:تصدقي..حتى اني مش مستوعبه..حاساته زي الكذبه..مش مصدقه..حركت راسها يمين ويسار بسرعه رفضا وقالت..مش مصدقه..
لجين جتها وضمتها وهي تمسح ع ظهرها..
ونسيبه انهارت بالبكي وهي تقول:اسيمه..اسيمه..ياربي..وقعدت تشهق بالبكي..
ولجين دموعها ينزلوا وهي تحاول تهديها وعقلها مشغول بهيثم...
🍁🍁🍁🍁
طلعت من الدار وهي لابسه اسدال الصلاة ..
مشت طول لتليفوتها..
خداته وشافت الشاشه توقعت تلقى مكالمه من عمتها ولاامها..بس مافي شي..
باصابعها المرتعشه دورت ع رقم خوها واتصلت بيه..
نادى مرتين وانفتح الخط..
"ايوه ساره..ايوه زياد"
سكتوا الزوز بعدين قال هو:سارة عندكم نوسه؟
سارة:قصدك انت مش فالحوش توا؟
زياد:اني مروح في تاكسي..مازال ماوصلتش..قوليلي الغدي عندكم؟
سارة مررت نظرها حواليها بخوف وقالت:زياد اني روحت للحوش مالقيت فيه حد..اتصلت بماما عطاني مقفل..بعدين كلمت عمتي..وقالتلي..بلعت ريقها وكملت تقول..قالتلي لما نروح نكلمك بالك ماما غادي يعني..لكن معاش اتصلت بيا ونتصل بيها ماتردش يازياد..
زياد بخوف:تمام تمام..اني تو نروح ونكلمك..
سارة:كلمني ارجوك يازياد..
زياد:باهي باهي سلام..وصكر وهو يشوف القدام وقلبه يدق بقوة من الخوف..بعدين قال..معليشي خوي استعجل شويه..
.........
مقعمزين ع الكراسي..
نسيبه حاطه راسها بين ايديها وهي تومي..
ولجين متكيه براسها ع الحيط وهي مغمضه عيونها..
شويه جي واحد من موظفين الوزارة وقال:لجين..دكتور هيثم طلع من المستشفى..من غير سيارة ولامرافقه..
نسيبه رفعت راسها وشبحتله بخوف..
اما لجين ناضت وهي تقول بعصبيه:الحقوه بسرعه..
ومشت بسرعه وهو وراها قال:لحقوه يا لجين..
ومشوا مع بعض بسرعه..
ونسيبه تشوفلهم وهي تبكي بألم..تبي تنوض لكن مش قادره حاسه رجليها تصلبوا مش قادره حتى توقف..
الفاجعه اكبر من قوة صبرهم..
اللي صار شي لاخطر ع بالهم لافي حلم ولافي خيال..
صعب جدا عليهم يستوعبوه من البدايه..
الموت حق...بس الفراق مر...واستيعابه صعب جدا جدا...
•••••°°°°°•••••°°°°°•••••
وصل زياد لحوش عمته..
ركب للشقه..
فتح الباب وخش...دور فيها كلها..مالقي حد..
قلبه انقبض وحس ان في شي صاير..
اتصل بأمه اكثر من مرة عطاه مقفل..
عاود على نسيبه قريب عشره مرات ماتردش..
سيطر عليه الخوف سيطرة تامه..
طلع من الشقه بسرعه..وخدي تاكسي ودله ع طريق حوشهم...
•••••°°°°°°•••••°°°°°•••••
"حسبي الله ونعم الوكيل..حسبي الله ونعم الوكيل..حسبي الله ونعم الوكيل"
سكتت لما سمعت صوت الباب البراني انفتح..
مشت تجري للباب فتحاته وطلعت..
وقفت في مكانها لماشافت زياد خاش..
جاها بسرعه..
وقف قدامها وقال:ماكلمك حد منهم؟!
ساره حركت راسها بالنفي ودموعها عبوا عيونها..
غمض عيونه بشده وفتحهم وهو يقول:خير خير..ان شاء الله خير..
خشي خشي..
تنهدت سارة بخوف وخشت وهو خش بعدها وصكر الباب...
•••••°°°°°•••••°°°°°•••••
واقفه في الكوجينه تسقي فالغدي..
وكناينها معاها..يعني يساعدوا فيها..
سجى:ريحة الماكله لاتطاق..
عفاف:كملي اللي فيدك واطلعي ماقالك حد كولي..
سجى:خالتي نتوحم راهو..
عفاف طلقت الساقم وقالت:باهي اطلعي وفكيني من نشفتك..
سجى شبحت لملاك لقتها تفرق في السلاطه وهي شاده ضحكتها..
وفجاة سمعت باب الحوش انفتح..خافت تحساب رفيق روح..
قعدت تمسح في القصاع بسرعه..
وعفاف تشبحلها من فوق لتحت..
ع خشة جهاد:مازال الغدي..
عفاف:نسقوا فيه..
ملاك التفتت وقالت:خليل في الورشه؟
جهاد:لالاطالع من بكري..
عفاف:مش متغدي هني؟
جهاد:مش عارف..ومشي من حداهم..
ملاك بضيق:خوي من بيروح بيه فهالقايله..
عفاف:مرواحهم في العصر..
ملاك:لاعمتي مرواحهم اول اسبوع توا..
عفاف:باهي تو نقول لجهاد يمشي يروح بيه..
ومشت طلعت..
وملاك ولت للي دير فيه..
اما سجى قالت:افف..كبدي زهقت خلاص..ومشت طلعت من الكوجينه..
ملاك بقرف:سحيقة هالمنظر الخارب..
••••••°°°°°°•••••°°°°°°•••••
في محل بيع الحيوانات الأليفه..
"والله امي تبي دير عيله"
ضحك البايع وقال:هدا يمشي مع القطوسه اللي خديتها..
ابتسم خليل وقال:امم..يبان شخصيه صح..ماشي معاها..
ضحك البايع ومشي جابهوله..
هو رن تليفونه..طلعه من جيبه وقامه شاف المتصل رد طول..
خليل:ايوه..
عفاف:وينك انت؟.
خليل:قاعد في المنطقه ماطلعتش تبي شي؟
عفاف:ايه برا المدرسه روح بخو ملاك..
خليل:توا يروحوا هما؟
عفاف:ايه هكي قالت اخته اول اسبوع يروحوا بكري..قلت للمغضوب جهاد صكر راسه وقال مش طالع..
خليل:فالح غير ينظر عليا..تمام تمام..تو نروح بيه..
عفاف:باهي..بالسلامه..
صكرت عفاف ومشت للكوجينه..
••••°°°
وخليل بعد شري القطوس طلع من المحل وركب سيارته وتوجه للمدرسه..
وصل فيها ووقف قدامها..
لقي الصغار طالعين..
نزل من سيارته ومشي خش داخل..
شاف اخ ملاك واقف يراجي ومعاه بنات هيثم..
مشالهم طول..
وصل فيهم ووقف عليهم وقال:شن جو..
خو ملاك:مليح..
شبح لجنان وريحان ابتسم وقال:وانتم ياحلوات شن جوكم؟
جنان:كويس..
ريحان:كويس..
ضحك وقال:هيا كان بتروح انت..
خو ملاك:باهي..
مشي الولد وخليل وراه..
جنان:ماما عطلت..
ريحان:ايه..
سمعهم خليل والتفت شافلهم وقال:خالتي اسيمه عارفه انكم بتروحوا توا؟
جنان:ايه قالتلها الأبله من بكري .
خليل وهو يفكر:اممم....باهي تعالوا نروح بيكم..
ريحان:ماما قالت ماتمشوا مع حد ماتعرفوشي..
خليل بضحكه:اني ولد جيرانكم ياماتعرفوشي..
قعد يشبحوله..
خليل:زي مابكري خالتي اسيمه رفعت عرفه..
شبحوا لبعض الزوز بعدين قالت..
جنان:ماما تحبه هدا؟
ريحان:مرة قالت لعمتي خليل ولد كويس..
ارتسمت ع وجهه ملامح المفاجأة لما سمع كلام ريحان..
شبحوله الزوز وقالوا:باهي..
هو ابتسم وقال:هي تعالوا..
مشوا الزوز وسبقوه وهو مشي وراهم مع خو ملاك وهو يفكر في كلام ريحان وقلبه يدق بقوة..
•••••°°°°°•••••
■فهالوقت..
كانت نسيبه واقفه بالسيارة قدام حوش خوها..
كانت تبكي...مش عارفه كيف بتنزل..كيف بتخش وتخبر سارة...
وهي ماتعرفش ان زياد موجود معاها...
خدت نفس عميق..
بعدين زفرت..وفتحت الباب ونزلت..
وصكراته...
ومشت بخطوات ثقيله للباب..
وقفت قدامه لحظات وهي تاخد في نفس مرة تانيه وتزفر..
بعدين طلعت المفتاح وفتحت الباب وخشت..
داخل..
سارة بقلق:قلبي مش مطمن..قلبي بيوقف يازياد..
زياد بتوتر؛مافي شي ساره مافي شي صدقيني..
سمعوا الزوز صوت الباب..
شبحوا لبعض بعدين مشوا للباب بسرعه..
فتح زياد الباب وطلعوا يجروا..
وقفوا لما شافوا نسيبه خاشه..تشبحلهم..
وجهها منظره مايبشرش بالخير..
سارة بخوف:عمتي..وين ماما؟
نسيبه قعدت واقفه تشبحلهم...جامده في مكانها..
ماقدرتش تتحرك..الدموع ينزلوا منها لاإراديا..
جاها زياد يجري وهو مرعوب وقف قدامها وشد ذراعها بقوة وهو يقول بإنفعال:امي وين!؟
نسيبه قامت عيونها فيه وقعدت تشبح لعيونه الخايفات بنظرات ألم..
تعبوا عيون زياد دموع..وطاحت منه دمعه وهو يرجف من الخوف..
ارتسمت ع وجه نسيبه ملامح البكاء..وارتمت في حضن ولدها خوها وحاوطاته وضماته بقوة وهي منهارة بالبكي..
هو قعد يشبح في الفراغ ودموعه بدوا يطيحوا وحده ورا التانيه..
برا...
كان رفيق مروح من الورشه للحوش...
فاللحظه اللي خشت فيها سيارة خليل وهو مروح بالصغار..
التفت رفيق وشاف سيارة خوه..بعدين رجع التفت القدام..
فجأه..
طلع صوت صرخة ألم عاليه..
وقف في مكانه وهو يشوف لحوش هيثم..
رفيق:سارة!..
وتبعت هالصرخه صرخات...
وبدت تتردد كلمه وسط هالصرخات..
"ماما"
وقف خليل السيارة وفتح الباب ونزل يجري..
جي جنب خوه وقال:صوت عياط ولا!
ورفيق يشبح لحوش هيثم وهو مصدوم..
"ماما"
شبح خليل للحوش بصدمه..
وفي لحظات..
بدوا الجيران يطلعوا من حياشهم..
ومنهم عفاف اللي طلعت تجري ووراها تهاني...
وهما يسمعوا في صرخات ساره وهي تقول..
"ماما..ياماما"
تهاني ببكي:حي ياربي شن صاير..
عفاف وهي مفجوعه وصلت في الباب وقعدت اطق عليه بقوة وهي تقول بصوت عالي:سارة بنتي..ساره..
فجأة.
سمعوا صوت بكي نسيبه وهي تقول..
سارة..اهدي..ساره..
وسارة تعيط بأعلى صوت..
الجيران..
:خيرها اسيمه مسكينه!
:ربي يلطف وخلاص والله ماقادرة نقولها..
عفاف اطق بقوة:افتحوا الباب افتحوا..شن في..تي خيرها اسيمه خيرهااا..!
وخليل ورفيق يشوفوا لامهم وهما مصدومين..
فجاه..
انفتح باب الحوش..
وطلع زياد يجري..
رفيق:زياد..
خليل قعد معاه بعيونه وهو يشوف فيه كيف يجري..
بعدين شبح للسياره..
شاف البنات الصغيرات يشبحوله بتساؤل..
قلبه انفطر من الألم..قعد يشبحلهم وخلاص..
والجارات كلهم خشوا للحوش..
شافوا نسيبه وسارة طايحات ع ركابهم..
نسيبه تبكي بالعبرة..
وسارة تعيط وتقول "ماما.."لسانها مايبيش يقول غيرها..
عفاف ودموعها ينزلوا قعمزت ع ركابها قدام نسيبه وهي تسأل فيها:كيف صار كيف..كيف!
نسيبه ببكي:حادث..دارت حادث..
سارة بأعلى صوتها لين انبح في الآخر..
"ماما"
وتهاني وهي تبكي ضمت صاحبتها بكل قوة...
وسارة تبكي وتعيط..
والنساوين حواليهم يبكوا بصمت وهما مصدومين ومش قادرين يصدقوا اللي صار...
▪▪▪▪
◇هو الموت المفاجئ اللي يجي بدون مقدمات يكون صادم بقوة..يخلي الأنسان يحس روحه تايه بين التصديق وعدم التصديق..
وهدا اللي صارلي..همت ع وجهي..قعدت نمشي واني مش عارف وين ماشي نمشي وخلاص..
يتردد في وذاني صوتها...اخر كلام قالتهولي..
وصيتها ليا قبل لنطلع...
وقعدت ترجع بيا ذاكرتي للخلف...لاول مرة شفتها فيها..
كنت طالب في السنوات الاخيره في كليه الطب..
وكان عندي زميل نقرا اني وياه كنت نمشيله الحوش نقرا معاه..
هي كانت جارتهم..تسكن في الحوش اللي مقابلهم بيناتهم كياس..كان يفتح في روشن داره وكنا نقروا حدا الروشن..
لما ناخدوا راحه..هو كان يمشي يجيب ماناكلوا..واني نكسد ونتفرج من الروشن ع اللي ماشي واللي جاي..
اول مرة شفتها كانت طالعه من حوشهم....
لبسها كان مغطي كل شي فيها وواسع..ولابسه شاربه مدايرتها بطريقه انيقه..وهي ماشيه لقاها شيباني وقفها سلمت عليه وسلم عليها..وكانت هادي المرة الاولى اللي نشوف فيها ضحكتها اللي خطفت قلبي..بعدين كملت طريقها وتلاقت هي وصغار صغيرين سلموا عليها بعدين رفعتهم لمحل مواد غذائيه صغير..خشت هي وياهم شويه وطلعوا يجروا وهما فرحانين وايديهم معبيات..وهي طلعت من المحل تشبحلهم وابتسامه ماريتش احلى منها ع وجهها..خطفت العقل مع القلب..بعدين كملت طريقها وادرقت عن عيوني وخدت جزء مني معاها
وقعدت نتردد ع حوش صديقي..ولازم نشوفها..
نذكر مرة..كانت اضم في الحوش وفاتحه رواشن الدور التاني..
بانت عليا وهي تحوس..بحجابها الكامل..قبل لنتزوجها ماريتش منها اخطى ايديها ووجهها اللي كان صافي مافيشي ولاحاجه ليها علاقة بالزينه...بس كانت جميله بشكل اني مش قادر نوصفه جمال روح واخلاق خلو قلبي متيم بيها..
وفي مرة واني طالع مع صاحبي من حوشهم فتحت الباب..
لقيتها قدامي..
تصلبت في مكاني ماقدرتش نتحرك..لكن هي طول هربت بعيونها عني وطلقت السلام وسمعت صوتها..
اللي تداخل معاه صوت صديقي وهو يقول..تفضلي اختي اسيمه تفضلي..هههه...اسمها بروحه حكايه...
بعدت وعيوني معاها وهي خشت طول وعيونها في الأرض..
اني من بعد هداكا اليوم خلاص قررت اني نخطبها طول..
سألت عنها صاحبي بعد عرفت انها صديقة اخته..وشكر فيها لدرجة اني غرت عليها وسكتته..وبعد التخرج طول خطبتها..
وبدت رحلة معاناتي مع بوها اللي كان يرد فيا اكثر من مرة..
لكن اني اللي مسلوب القلب والعقل من حبها لوحت كرامتي ورا ظهري ع خاطرها وقعدت مصر..لين خديتها
وكنت اني اكثر عباد ربي حظا لما جعلها من نصيبي..
وحبها في قلبي بعد الزواج زاد بالمودة والرحمه اللي عطهالنا رب العالمين بعد الزواج..واصبحت ليها عاشق..
وعشت معاها احلى سنين عمري...
كانت شمس حياتي..نورها..ضيها...هواها..ميتها...كانت ملهمتي حبها وحنانها كانوا زادي في رحلة حياتي العمليه..
كانت ليا امي واختي وحبيبتي وكل شي ...
والله ولامرة حطيت في بالي يجيني يوم وتختفي من حياتي..من كثر ماكانت عندي الحاجه هادي مستحيله مافكرتش فيها..ابدا...نهائيا...ولامرة...
لكن...قدر الله وماشاء فعل...
احمم..نذكر يومها..جاني صوتها وهي توصي فيا نصلي ع الرسول...
لاإردايا لساني قعد يلهج بيها..
شويه شويه بديت نستاقظ بروحي اني وين..
بعدين اذكرت حاجه مهمه...مهمه هلبه..مش عارف كيف نسيتها..
♦️فلاش باك..
قبل سنوات عديده..
بعد وفاة والد اسيمه..
كانت مقعمزة تبكي وهو شاد ايديها ويشوفلها..
اسيمه ببكي:عندك علم ان بوي غسل خوته الزوز الله يرحمهم...واليوم مالقاش من يغسله...تمنيت لو كنت نقدر نغسله....لكن من رحمة بربي بيا حماني من امنيتي هادي...سكتت شويه بعدين شبحت لهيثم وقالت...لما نموت نبيك انت تغسلني هيثم..ماتخلي حد يمسني غيرك
هيثم ضمها وهو يقول:اششش حبيبتي ارجوك كلام زي هدا معاش تعاوديه.....
وهي تبكي في حضنه وتقول:نبي حد يحبني هو اللي يغسلني..مانبي حد غريب يمسني..مانبيش..
♦️الوقت الحاضر..
وقف في مكانه..
شويه وجاته سيارته المرافقه وقفت جنبه..
السواق:تبي حاجه معاليك؟
شبحله وقال بصوت خشن:نبي المستشفى..
وفتح الباب الخلفي وركب..
وتحركت السيارة بسرعه....
🍁🍁🍁🍁
حقق الرغبة الاخيرة لعزيزة قلبه وحب حياته الحلال النقي الصافي..
وغسلها بروحه...بدموع عيونه قبل الميه..
وقلبه كاد يذوب حزن وألم....
وهو يقلب فيها..وهي جثه هامده...كانت عنده امنيه مستحيله..
لو انها تتنفس فجأة..تتحرك فجأة..تصير معجزة...
لكن هيهات...الموت مافيش بعده حياة الايوم البعث
وبعد ماكفنوها النساء وهو كان موجود معاهم عيونه ع ملامح وجهها..اللي مش حيشوفهم من بعد لحظات
ليوم الدين...
الوجه اللي كان صافي وجميل حتى بعد الموت..والراحه باينه في ملامحه...
بعد كملوا تكفين..
خلوه معاها بروحهم...
ماكانش قادر يقوللها حاجه ولاأي حاجه..ماتعودش يكلمها وماتردش عليه..ماتعودش..
كان يبكي وبس...يبكي بعبرته زي الطفل الصغير..
بعدين طبس ع جبهتها وطبع عليها قبلة الوداع.....
..........
"لا للمقبرة طول"
سليم:كيف ياهيثم بناتها لازم يشوفوها اقل شي ساره..
هيثم بحزم:اني قلت لا ياسليم..
ومشي وخلاه..وسليم يشوفله بحزن
▪▪▪▪
◇ماكنتش نبي صورة زي هادي تترسخ في عقولهم..نبي صورة امهم في عيونهم تقعد زي ماعرفوها بروحها بالحياة اللي كانت فيها...نبي اسيمه تقعد حيه في قلوبهم وماتموتش حتى في الصور اللي تحفظها الذاكره
▪▪▪▪
وطبعا..
حوش هيثم كان معبي بالأقارب..الجيران..الأصدقاء..
كانت ماجده في حالة يرثى لها لما سمعت الخبر اغمى عليها...
ولما فاقت مابطلتش بكي لين جابها راجلها مع ضرتها وبناتها لحوش هيثم..
دانيه ورتاج بكوا ع اسيمه من قلوبهم بحزن شديد..اللي عرفوه منها يكفي يخليهم يحزنوا عليها وكأنهم يعرفوها عمر...
بس اللي زاد قطع القلوب هو حالة سارة..
اللي كانت مقعمزة في حالة صدمه..
عيونها مايناشفوا من البكي..
كانوا يشبحوا في الفراغ...والدموع تصب منهم صب..
وتهاني بحداها شاده يدها وتمسح عليها وتقرا قي القرآن وهي تبكي..
اما نسيبه كانت ضامه ليها ريحان وجنان اللي كانوا راقدات وحتى هي سرحانه ودموعها تنزل بروحها..
وعفاف تبكي بصمت مش قادرة تسكت بالذات وهي تذكر في اخر مرة شافتها فيها اليوم..
ع جية مرت سليم وهي تقول ودموعها ينزلوا:رفعوها للمقبرة طول..
شبحتلها سارة وناضت وقفت وهي تقول:المقبرة!
وكلهم قعدوا يشبحولها...
......في المقبرة....
بعد ماصلوا عليها صلاة الجنازة..
حملوها على الأكتاف...
راجلها وولدها ومعاهم سليم وراجل تاني من عيلة هيثم..
ومشوا بيها لمكانها الاخير في الدنيا...
لما وصلوا فيه...
حطوا التابوت ع الأرض..وفتحوه...
وقف زياد وقعد يشوف في امه وهي مكفنه...ومازال مصدوم ومش مستوعب...
اما بوه..
جاها...حملها بين ذراعيه...
ومشي بيها للقبر وحطها فيه...
هيثم وقتها حس روحه يبي ينزل ويقعد معاها مايبيش يطلع..
سليم:هيثم..
وكل الموجودين يشبحوله بما فيهم ولاد خالد...وعبدالمجيد..وراجح كذلك...
الى جانب رئيس الحكومه وبعض الوزراء...
رئيس الحكومه:دكتور هيثم..وحد الله..
هيثم بلع ريقه وقال:لاإله إلا الله
بعدين طلع منه...وخدي الباله من سليم...
زياد بصدمه:قصدك بتحط عليها التراب!..
كلهم شبحوا لزياد..
زياد:هانت عليك! تحط عليها التراب...هانت عليك امي..امي هادي امي...كيف تهون عليك تحط عليها التراب كيف!!
سليم بألم:ولدي زياد..اذكر الله ياولدي..
وهيثم اللي كان شاد روحه بقوة...
حط عليها اول حفنة تراب بالباله...
زياد قدمله:شن دير انت شن دير..امي!!
شدوه بقوة وهو يقول بعياط:امي هادي امي..كيف ادير فيها هكي كيف!!؟
وهيثم يسمع فيه ويحط في التراب ومازال شاد روحه بقوة جهده..
وهو يسمع فصرخات ولده وهويقول "امي"
🍁🍁🍁🍁
"ماما...ماما...بيحطوا عليك التراب ياماما بيدفنوك ياماما"
وسارة اللي كانت حاطه يدها ع صدرها وتعيط وتبكي بحرقه..
والكل يشوفولها وهما يبكوا..
خواتها الصغار كانوا يسمعوا فيها ويبكوا في حضن عمتهم وهي تبكي معاهم..
ماجده اللي كانت مقعمزة مهدودة تشبحلها وتبكي..
سدينه اللي كانت تكتم في عباراتها وهي تشوفلها..
دانيه رتاج تهاني..اللي كانوا يبكوا معاها وعليها وعلى امها حزنا وحرقة...
ملاك كانت تشوفلها وهي تبكي..وتتسأل في نفسها لوحتى هي جاها يوم وسمعت بموت امها حيصير فيها هكي!!؟
والإجابه تجيها بسرعه.."وين نعرفها بش نبكي عليها..يعني علاش حنبكي عليها"
وسجى حتى هي برغم كرهها لسارة الا ان الموقف هدا اثر فيها هلبه وقعدت تبكي وهي تشوف في حالتها..
..........
بعد ماغطا القبر كله بالتراب..
لوح الباله..وفات من بين المعزين يمشي بسرعه..
وكأنه هارب..
خلوه في حاله ماباش حد يكلمه..
بس خليل مشي وراه من بعيد وتبعه..وراجح لاحظهم..
قعد يمشي هيثم وهو يكابر ع دمعته بقوة..
يمشي ويمشي..المهم يطلع من المقبرة..
لعند طلع منها..
وفات السيارات كلهم وهو يمشي بسرعه..
وخليل وراه...
وين وصل لنقطه معينه..
وقف...وخليل وقف كذلك..
بعدين شافه كيف قعمز ع الأرض..
حط راسه بين ايديه وانهار وبالبكي...
جاه خليل يجري...
قعمز جنبه ع ركابه..لاكلمه ولااكتفي بالنظر ليه..
لكنه بدون مايحسب حساب لأي شي..
ضم هيثم...
وهيثم في هديكا اللحظه كان محتاج لحضن يدرقه عن عيون الناس وهو فهالحاله..
وقعد يبكي بعبرته...وخليل دموعه ينزلوا وهو يمسح ع ظهره..
..........
زي ماخدت عفاف سارة في حضنها وهي تقول..
عفاف ببكي:قولي مايرضي ربك يابنتي...انا لله وانا اليه راجعون..وادعيلها بالرحمه..ادعيلها ربي يثبتها عند السؤال يابنتي..
وسارة حطت راسها ع كتف عفاف وهي تبكي بعبرتها وتقول..
انا..لله..وانا..اليه..راجعون..ياربي..ياربي ثبتها عند السؤال ياربي..ياربي امي هي اللي علمتنا نحبوك ياربي..ياربي امي تحبك هلبه ياربي...ياربي ارحمها ياربي...ياربي حطها في الجنه ياربي..ياربي..
وكل الموجودات..كانوا يبكوا بالعبرة وهما يسمعوا فيها ويأمنوا ع دعائها..
وعيون تهاني اللي كانوا يذرفوا في الدموع كانوا على لوحة زياد..
زهور دوار الشمس الأربع...والشمس اللي كانت بملامح امه...
اللوحه كان جاي عليها ضي الشمس مضويها..
بس فجأة...
سحاب كثيف غطا ضي الشمس...
وخلا الصورة تظلم تماما...
اكيد حتظلم هالصورة..مادام شمسها غربت وحتقعد غاربه الى قيام الساعه...
بس ياترى...حتقعد حياتهم هما مظلمه بعد غيابها!!؟
ولاحيبعث الله من حيث غربت شمسهم شمس تانيه اكبر واعظم...
ترجع تنور حياتهم من اول وجديد...!....يتبع.....
أنت تقرأ
البطل المغمور "شمس الغروب"
Romanceيانسمة تمر بي خذي فؤادي واذهبي وقدميه عاطرا هدية إلى أبي... (القصة ادور احداثها في ليبيا بس في زمن مختلف غير اللي حني فيه حاليا ماتحاولوش تسقطوها ع واقعنا كلها.. اغلبها احلام نتمنى تصير حقيقة مستقبلا بحول الله وقوته)