الجزء الخامس والعشرين القسم الثاني

7.7K 504 60
                                    

🌷مافيش اهم من الصلاة في الحياة هي العرق النابض متاعها...صلوا اولا...بعدين اقروا🌷
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
💐...
...غابت الشمس وادرات عن العيون...وبدت خيوط الظلام تمتد في السماء....
اصوات الآذان المتداخله تعالت من كل المساجد في العاصمة طرابلس...
كان اقربلهم هما الزوز المتوجهين لتلبية نداء الله...مسجد الحي متاعهم...
كانوا يمشوا وهما يسمعوا في آذان المؤذن متاعه..
واحد وراه ...واحد ساكت...
لعند مالقوا رواحهم قدام المسجد...
خليل:لاإله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير...
هو يردد في الدعاء بعد الآذان..
ورفيق يدور بعيون في شخص معين..
ركز عليه خليل وقاله بعد كمل:هي توضى فيسع المغرب مايراجيش..
رفيق ركز انهم وصلوا لمكان الوضوء..
تنهد وطبس وبدي يتوضا...
وخليل وهو يتوضا مرة مرة يسرقله النظر...
عارفه في من يدور...وشن في دماغه...
🍁🍁🍁🍁🍁
"بابا...بابا...بابا!"
فتح عيونه وفز...
سارة بقلق:بالشويه بابا بالشويه!
شبحلها هيثم لحظات..بعدين عقد حواجبه وقال:الفجر اذن؟
سارة :لالا المغرب...
غير عيونه عنها وشبح لروشن الدار شاف الدنيا كيف باديه اظلم..
ناض قعمز...بعدين وقف ع حيله...
سارة:بابا حالك باهي؟
هيثم هز راسه ومشي بإتجاه باب الدار..
طلع ووراه سارة اتبع فيه..
كان يمشي بسرعه لين وصل في المدخل..
لبس كندرته ومشي طلع من الحوش..
سارة مشت بسرعه للروشن الصاله وقعدت تشوفله منه..
لقاته ركب السيارة وشغلها وتحرك طول....
"طلع؟"
التفتت سارة لنسيبه وقالت:ايه..
نسيبه رفعت ملايتها وجت للروشن وقعدت تشوف منه حتى هي..
لقت الباب يتسكر..
قالت بحزن:ربي يهون عليك ياخوي..ويفرجها من عنده..
سارة ودموعها ينزلوا:مش عارفه كيف بنطلعوا من هالمصيبه..كيف بيصير لزياد! لومات الراجل عمتي...معناها..
نسيبه شبحتلها وهي مفجوعه قاطعتها وقالت:اسكتي سارة ردي بالك تقوليها..خلك ظنك بالله كويس بالله عليك...
سارة وهي تبكي:عمتي..راهو هادي جريمة قتل...شن بيطلعه منها!
نسيبه بعصبيه ودموعها ينزلوا:معاش تقولي هكي..معاش تقولي كلام زي هدا حتى  قدام نفسك...وبعدين انتي تعرفي ربي اكثر مني ياسارة...كيف تقولي شن بيطلعه منها صعبه على ربي!؟
سارة رشفت وهي مغمضه عيونها وقالت:ايه عندك حق هو على كل شيء قدير...فتحت عيونها وهي تقول...لو كان لو زياد غلط مش حياخد عقابه..وعقابه من اللي داره ياعمتي! مافي شي فالدنيا يمشي هكي!اللي دار غلط لازم يتحاسب..
نسيبه حطت يدها على فم سارة وهي مغمضه عيونها بشده وتقول بألم:اسكتي اسكتي بالله عليك اسكتي خلاص..
وحولت يدها ومشت من حداها وهي تبكي بقوة..
وسارة تشوفلها ودموع قلبها تنزف دم قبل دموع العين على خوها...وع المصيبه الكبيرة اللي نزلت عليهم وعليه...
قعمزت ع الكنبه بتعب وهي تبكي بالعبرة..
التفتت وقامت عيونها وشبحت للوحه...
قعدت تتمعن فيها بعيون مغرقتها الدموع...خلتها تشوف كل مافي اللوحه غارق...حست روحها انخنقت...
حطت يدها ع صدرها وهي تقول بصوت باكي والعبره خانقاته...
"لاإله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين"
••••••°°°°°°•••••••
▪▪▪▪▪
◇تصدقوا!...لما نوضتني سارة يومها للصلاة...صدقوا او لاتصدقوا...اني كنت ناسي كل شي صار...والله العظيم..تصير للإنسان احيانا لما يرقد بعمق بعد تعب نفسي شديد...وين ينوض من النوم..يكون ناسي كل شي مؤلم صار معاه...يعني وكأنه مازال مش واعي...
تعرفوا اني امتى وعيت...وعيت لما وصلت للجامع !
وعيت على حاجه....كيف بنوصفهالكم!؟....صدمة ثلاثية الأبعاد...ضحك وقال...جمله مضحكه بطعم التعاسه....هكي كانت تعبر عن حالتي وقتها....
▪▪▪▪
صدمة هيثم...
كانت هالمرة في مواجهة الناس...
غالبا يكون في فالحياة ناس معروفين في المجتمع..بفسادهم الاخلاقي والمالي...وتطلع عليهم كل يوم اخبار في مواقع التواصل او التلفزيون..اخبار مخزيه تخلي الناس تزديرهم وتكرههم...
وهما يكون مش فارق معاهم...تلقاهم عايشين حياتهم عادي جدا..يمشوا ويجوا...ويديروا مايعجبهم وأخر همهم نظرة الناس..
وطبعا هدا مش من قوة شخصية ولاشجاعة...
بل وقاحه...صحة وجه زي مانقولوا...واعتزاز بالإثم..
عارفين اللي يديروا فيه غلط وعادي جدا مستمرين فيه لأنهم تعودوا عليه وولى جزء منهم...
بينما اللي زي هيثم..
اللي انعرف طول عمره بين الناس بالسمعه الطيبه...وماينقالش عليه الا الباهي..
اللي يشوفه في الطريق يتلهف للسلام عليه..
ناس هلبه تحاول تكسب معرفته وصداقته..
وينضرب بيه المثل في كل خير...
لما يصير معاه اللي صار مع هيثم...
اول حاجه يفكر فيها نظرة الناس ليه.....
اللي كان يحترمه امس..حيزدريه اليوم...
اللي كان يتمنى يكسبه امس...حيتجنبه اليوم...
والسمعه الطيبه...حتنقلب لكريهه بعد اللي صار...
حيبدا خايف من مواجهة الناس...خايف هلبه...
وحيلقى روحه مجبر يتوارى عن الناس من سوء ماصار معاه...
بس هيثم...
بدون مايحس لقي روحه في حلبة المواجهه..
في المسجد متاع الحي..اللي فيه جيرانه والناس اللي تعرفه...
وتوا ياهيثم قدامك خيارين...
اما انك تخش وتواجه....او تولي لحوشك وتدرق فيه..
بس...
وهيثم اختار وماباش يزيد يفكر اكتر من هكي...
فتح باب السيارة ونزل ...وخش للمسجد...
▪▪▪▪▪
◇كنت خايف خايف هلبه..
اللي خلاني نخش للجامع هو قلبي المتعلق بالصلاة واللي قلبه يتعلق بحاجه مايقدرش يخليها...
واني كنت نطمن اول مانقبل عليها..لكن هالمرة الخوف كان مسيطر عليا...
تنوضا واني خايف...ومشيت خشيت للجامع واني نسمع في تلاوة الإمام واني خايف..
لما خشيت...مش عارف علاش عيوني شافاته معبي بزياده عكس قبل..
ممكن من الخوف...
مشيت ووقفت في اخر صف...وكبرت ولحقت عليهم في الركوع لأول ركعه...
▪▪▪▪▪
•••••••°°°°°°°•••••••°°°°°°••••••
"شي مايتصدقش الحق"
رتاج:ايييه يادونه ياما يصير فيها الدنيا هادي العجب كله..
دانيه بأسف:واجعتني سارة مسكينه ماصدقت بدت تطلع من الحالة اللي كانت فيها بعد ماتت امها..تجيها المصيبه هادي..
رتاج بضيق:ربي يفرج عليهم وخلاص...تنهدت وكلمت تقول...ايه قوليلي...بماأننا بروحنا احكيلي شن اخر الأخبار؟!
دانيه شبحت لرتاج وخطر ع بالها جية جهاد للمدرسه وتهديده...ع راس لسانها بتحكيه لأختها بس...
دانيه:الأستاذ الزفت هداكا..
رتاج:ماتقوليش جمعه قاعد حاط حطاطه من حطاطك؟!
دانيه بضيق:ايه كان نحكيلك شن دار معاي اخر مرة..
رتاج بقلق ممزوج بالفضول:شن دار!؟.
....وبدت دانيه تحكي لأختها اللي صار مع القص...
لما شافتها مرتاحه مابتش تنكد عليها..وحطت في بالها ان تهديد جهاد مجرد كلام بس.....
......جنب العمارة...
بمسافه قصيرة...
درست سيارة...جاها ولد في عمر15سنه...وقف عليها..
نزل صاحبها المرش....قاله الولد...
=بكري العشيه جت ومعاها راجلها..
جهاد رفع حاجبه وقال:وقاعدة؟
=ايه قاعده من بكري مقعمز هني ونراقب في العمارة..
مد جهاد للولد فلوس وقال:منور..
خداهم الولد وقال:بوجودك...
ومشي من حداه...
وجهاد اتكى وقعد مركز بعيونه على مدخل العمارة....
وعيون حسام اللي كان واقف قدام محله عليه وهو يقول لنفسه..
حسام"شن مازال يبي هدا! خله ان شاء الله يقلبها ع روسهم ويطلقها الشيباني العايب ويتقعد في رقبة المعفن بوها لين يموت"
•••••••°°°°°°•••••••°°°°°°•••••••
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....السلام عليكم ورحمة الله"
سلموا المصلين بعد ماسلم الإيمان..
وقلب هيثم بدت تزيد قوة دقات قلبه..
شبحله اللي فجنبه شويه...بعدين شبح القدام وهو يهمس بالاذكار..
وهيثم حس بيه بدون مايشوفه وهو يقول في الأذكار يهمس..
شويه وشد انتباه المصلين واحد جي قعمز جنب الامام بيقول كلمه..
كان يبان عليه شخص عادي ...
قال...
"بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام  على رسول الله..
اني اليوم نبي نتكلم على كنز...قال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام..من كنوز الجنه...واني نقول انه من كنوز الدنيا...
كلمة فيها سحر عجيب...هلبه منكم اكيد عرفها..
"لاحول ولاقوة إلا بالله"
ضيق هيثم عيونه وهو مركز معاه بشده..
والراجل يقول...
معنى لاحول ولاقوة الابالله..
يعني لاتحول للعبد من حال الى حال إلا بالله...
لاتحول من المرض للشفاء الا...بالله..
لاتحول من الكرب للفرج الا...بالله..
لاتحول من الفقر للغنى الا...بالله..
احني كلنا لاحول لنا ولاقوة بالله...
لاحول ولاقوة الابالله قال عنها ابن القيم..
شفاء من تسع وتسعين داء ادناها الهم...ادناها هاه ادناها...الهم...
رددوها ديما في كل احوالكم...وتو تشوفوا الثمره متاعها بإذن الله...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الإمام:جزاك الله خيرا..
هيثم قعد بعيونه مع الراجل وهو يفكر في الكلام اللي قاله..
وشويه...بدوا المصلين ينوضوا يطلعوا من الواحد..
اللي ينوض كان يشوفله....
وبدي الهمس شغال...
هو حس بيهم...وحس روحه محاصر بنظراتهم..
كان في قمة التوتر...
لكن حاول يتماسك...ناض وقف ع حيله..وقدم خطوتين ووقف...ورفع ايده وكبر بش يصلي فالنافله...
خليل ورفيق كانوا مركزين معاه...ومضايقهم الوضع اللي ولى فيه...
شويه ناض خليل يصلي في النافله...
ورفيق قعد مقعمز يشبح لهيثم...
...صلى هيثم الركعتين...
وبعد كمل...ناض ومشي خدي مصحف..
في نفس اللحظه اللي رفيق جي بينوض يمشيله فيها...
ولما شاف خدي المصحف وقعمز بيقرا...ولى قعمز في مكانه..
كمل خليل صلاة النافله..
وناض وقف..شبح لهيثم وقال لرفيق...هيا..
رفيق شبحله وقال:تمشي نهدرزوا عليه شويه..
خليل شبحله وقال:ماتشبحش فيه شن يدير؟
وقف رفيق وقال لخوه:اني قصدي مفروض نوقفوا معاه في الازمه هادي ونعرفوا المشكله شن هيا بالزبط بالك نقدروا نساعدوه..
ابتسم خليل على جنب..وحط يده ع كتف خوه وقال:ان شاء الله لكن مش فهالوقت....شبح لهيثم وقال..مرات يبي يكلم حد توا..
رفيق شبح لهيثم وهو يقرا في القرآن..بعدين هز راسه وقال:عندك حق..
ربت خليل ع كتف خوه...ومشي هو وياه وطلعوا من المسجد..
اما هيثم...
قعد يقرا في القرآن...ويقرا...وماسيباش للثانية...
بدون مايحس...
قري البقرة كامله...وخش ع سورة آل عمران...
▪▪▪▪
◇من الهم اللي اني فيه..من التعب..من الوجع..من الحيرة..من العجز..من الضعف..
قعدت نقرا بعيوني ولساني وقلبي وعقلي...كنت نبي المدد يجيني من فوق ..كنت نبي نشحن..نقوى...ونستكين..
ولإني كنت خائر القوى..كان محتاج نزيد نقرا اكثر واكثر...
ولما وصلت لآخر آيه في سورة آل عمران...
تنهد من وسط قلبه وقال....انهرت...
▪▪▪▪▪
حط ايده على عيونه وشد عليهم بقوة وهو يبكي بدون صوت...
ماوقفش بكي...الا لما سمع آذان العشي...
مسح دموعه وعيونه بقوة...وناض رد المصحف في مكانه...
بعدين مسح بيده ع وجهه وهو يقول...صدق الحق وزهق الباطل..
ولف بيمشي يتوضا...شاف قدامه الإمام..
ابتسمله.....
هيثم ردها بتعب ومجامله..بعدين مشي طلع...
•••••°°°°°°••••••°°°°°•••••
"بنموت من الخوف ياعمتي بنموت"
نسيبه بقلق:علاش خلا تليفونه هني بس!
سارة وهي في قمة القلق:معاش نقدر عمتي بنمشي نسأل عنه جيراننا..
ومشت طلعت من حداها بطريقها لدارها..
ونسيبه كيف جت بتلحقها شبحت للبنات وهما يتعشوا..
ضمت شواربها لداخل بضيق..ماتقدرش تخليهم بروحهم..
اما سارة بعد مالبست اسدال الصلاة..
مشت تجري وطلعت من الحوش...
ولما وصلت في الباب البراني وفتحاته..
شافت رفيق وخليل خاطمين من قدام الحوش..
هما لما سمعوا الباب انفتح شبحوله..
سارة بقلق ولهفه:خوي خليل..
وقفوا الزوز ورفيق يشبحلها..
اما خليل وعيونه مش عليها قال:ان شاء الله خير!..
سارة:بابا طلع معاكم من الجامع؟
خليل شبح لرفيق ورفيق شبحله بعدين شبحلها وقال:لا ماطلعش قال بيقعد غادي..
وخليل يشبحله وخلاص..
سارة مسحت دموعها وقالت :باهي بالله عليكم لما توصلوا غادي وتشوفوه كلموا تهاني وهي تكلمني ارجوكم..
رفيق:حاضر حاضر..خشي داخل توا وراجي تليفون من تهاني..
هزت راسها وقالت:بارك الله فيكم..
وخشت وسكرت الباب..
رفيق بحماس خبط بيده ع ظهر خوه وقال:هيا..
ومشي..
خليل قعد واقف يشبحله وهو رافع حاجبه..بعدين حرك راسه يمين ويسار ولحقه...
.....لما وصلوا للمسجد....
خشوا طول وهما يدوروا عليه بعيونهم..
لقوه مقعمز في نفس المكان يقرا في القرآن..
رفيق بصوت منخفض:بنطلع نكلم اختك..
ومشي طلع..
اما خليل مشي وهو يشوف لهيثم  لعند ماوقف في مكان معين وبدي يصلي في تحية المسجد...
•••••••°°°°°°°•••••••°°°°°°•••••••
"باهي تهاني حبيبتي شكرا"
تهاني:العفو سارة معاش تشكريني...سارة..
سارة بضيق:نعم
تهاني بربكه:احمم.. لاا لا شي...خلاص...سلمي ع ابله نوسه وبوسيلي التوامه تصبحي على خير...
سارة:وانتي من اهله...السلام عليكم......
وسكرت...
سارة:قاعد في الجامع يقرا في القرآن..
نسيبه هزت راسها بحزن..
سارة خدت نفس وشبحت لخواتها بعدين قالت...خل نمشي حتى اني نقرا..
ولفت ومشت طلعت..
تنهدت نسيبه وشبحت للتوأم وقالت..كملتوا؟.
الزوز هزوا روسهم بإيجاب..
نسيبه:خلاص نوضوا معاي تغسلوا ايديكم ونتوضوا ونصلوا مع بعض..
ناضوا الزوز ومشوا طلعوا بسرعه سابقين عمتهم وهي وراهم...
•••••°°°°°°•••••••°°°°°••••••
"هيا يارتاج"
رتاج وهي تسلم على امها:هيا هي جايه...تعالولي حتى انتم..
سدينه وهي تسلم عليها:ان شاء الله...
رتاج بعدت عن امها ومررت نظرها عليها وعلى دانيه:نراجي فيكم راهو..
سدينه ودانيه وهما مبتسمات قالوا:ان شاء الله....
رتاج ابتسمتلهم وهي تقول:تصبحوا على خير..
ومشت ووراها العامله...وامها واختها..
سدينه:قدامك كل خير..ردي بالك ع روحك..
رتاج:حتى انتم يام...بالسلامه..
وطلعت من باب الشقه...
سدينه ودانيه:بالسلامه...
وقعدوا واقفين يشبحولها لين ادرقت..
بعدين خشوا...
دانيه بضحكه:ولت رتاج خانوم..
ضحكت سدينه وسكرت الباب...
.....تحت العمارة.....
كانوا واقفين مجيد وعادل يهدرزوا...
وعيون جهاد من بعيد عليهم وهو يشبح بحقد..
شويه وبانت عليه رتاج..
لما شافها...حس بنخصه في قلبه..وجعاته...
قعد مركز ع هيئتها وحالتها ...وبدي يحس بجمرة في قلبه ولعت....
شافها تسلم على بوها..
بعدين مشت مع راجلها وركبوا السيارة ومعاهم العامله..
وتحركوا طول...
هو طول شغل السيارة ولحقهم...
اما مجيد..
وهو خاش العمارة كان يضحك بروحه وهو يقول:بحبحت الفرخه رتاج بحبحت...
••••••°°°°°°•••••••°°°°°°°•••••••
انتهت الصلاة في المسجد..
وبدي يفرغ من المصلين...
هيثم ناض حتى هو بيطلع...
جوه خليل ورفيق...
الزوز قالوا:السلام عليكم..
شبحلهم ووقف وقال:وعليكم السلام..
خليل وهو يحاول يخفي ارتباكه:العيله ينشدوا عليك انشغلوا اللي ماروحتش..
هيثم عقد حواجبه وحط يده في جيوبه وهو يدور بعدين قال:نسيت تليفوني في الحوش..
رفيق:مش مشكله حني طمناهم..كلمت اختي وهي كلمتهم..
هيثم مرر نظره عليهم وقال:بارك الله فيكم...تصبحوا على خير..
ومشي..
وهما يشبحوله...
بعدين قال خليل:تبي اي حاجه حتي موجودين..
اللي في الجامع شبحولهم..
وهيثم لما جي بيتلفت لخليل مروا عيونه ع اللي قاعدين وشافهم كيف يشبحوا...
▪▪▪▪▪
◇زدت انهميت لما شفت نظرات الناس اللي في الجامع..حسيت وكأنهم يقولوا ولى سعره من سعرهم..معاش في حد يرضى يعرفه غيرهم...بس لما جو عيوني على خليل وخوه...اذكرت ان هادي هي نفسها كانت نظرتي ليهم....ياالله...عمرك ماتزدري بنادم مهما كان حاله...
لو غاطس في الحرام لوذانه...ماتشوفش روحك خير منه وتزكي نفسك...الدنيا ادور وماحد يعرف شن يصير معاه بعدين...كلامي هدا مانقصدش منه ان الواحد لازم يخالطهم او يتعامل معاهم...قصدي من كلامي انه وين يشوف يحمد ربي اللي عافاه...ويدعيلهم بالهدايه ومايزدريهمش ولايشوف انه خير منهم.....
وفي نفس الوقت...شفت ان ولاد خالد هادم..برغم كل شي شافوه مني مازال واقفين معاي فالوقت اللي مفروض يكونوا فيه هما اول الشامتين....وايقنت ان الناس معادن..في اللي لما تمسح عليه تلقاه ذهب صافي...وفي اللي تلقاه نحاس مصدي...
▪▪▪▪▪
ابتسم هيثم لخليل وقال:بارك الله فيكم وكثر الله من امثالكم..
ولف ومشي طلع...
خليل ورفيق حسوا بنشوة فرح من كلام هيثم ليهم في مجمع من الناس...
شبح خليل لرفيق وقال بإبتسامه:هي تحرك قدامي برا لحوش خالتك وروح بمرتك..
رفيق تلاشت ابتسامته وقال:نكدي...ليسانس نكد..
ومشي طلع..
وخليل طلع وراه وهو يضحك...
🍁🍁🍁🍁
وجهاد...
واقف بسيارته جنب واحد من المطاعم اللي كان يشوف من الزجاج متاعه في رتاج وراجلها مقعمزين ع طاوله ويهدرزوا ويتعشوا...
وع اكثر من مرة كان حيخش عليهم يقلب المطعم على روسهم...
.....
رتاج:نبي نولي لقرايتي..
عادل وهو ياكل:تقدري من يوم السبت كان تبي..
رتاج بدهشه:قول والله..
عادل ضحك وقال:والله..
رتاج بفرحه:ياربي مش مصدقه..جديات انت مافيش منك..
شبحلها بإبتسامه بدون مايتكلم..
هي ابتسمت بإستحياء وولت تاكل...
...وعيون جهاد تشوف ومش ناويلهم على خير....
وهو يحاول يتمالك اعصابه شغل سيارته وتحرك وهو يحرق في عجل السيارة....
•••••°°°°°••••••°°°°•••••
وهو مروح في الطريق بسيارته...
جو بين عيونه بناته الصغار...اكيد حسوا باللي صاير وممكن يكونوا عرفوه...
وقف السيارة قدام محل مواد غذائيه..
ونزل...
ومشي خشله...
لما خش...لقي صاحب المحل مقعمز ورا الكاصه ويتفرج ع التلفزيون..
حاط على قناة محليه جايبه نفس الخبر..
هيثم قعد يشبح للتلفزيون..
وصاحب المحل شبحله...
عقد حواجبه وقال:تفضل..
شبحله هيثم شويه بعدين قال:نفس طلب المرة اللي فاتت..
صاحب المحل:اما طلب واما مرة فاتت! خوي راهو كل يوم يخشولي مية بنادم تبيني نحفظهم بطلباتهم..
هيثم رفع حواجبه وقال:اها...اممم..اسف...نبي زوز من شكلاطة الفيل..
صاحب المحل هز راسه ومشي...
وهيثم معاه بعيونه....
"وشن وضعه حاليا الاستاذ شن وضعه"
شبح هيثم للتليفزيون بعد سمع سؤال المذيع..
"في العناية المشدده حالته حرجه"
"اممم...طيب..الجاني..زياد الكاتب هل كان فعلا كما يشاع يتعاطى المخدرات"
ارتسمت ع وجه هيثم ملامح القهر وهو يشد ع قبضة يده بقوة..
"والله بشهاده زملاء ليه قالوا انه يتعاطى"..
ع جية صاحب المحل قال لهيثم؛سامحنا لقيتها تامه..
هيثم بدون مايشبحله لف ومشي طلع...
صاحب المحل بتهكم...قال يامزوق من برا شن حالك من داخل...
....ركب سيارته وتوجه طول للحوش...
معاش قادر يتحمل اكثر من هكي...مواجهة الناس طلعت صعبه...صعبه هلبه...
هيثم بقهر:الله يسامحك يازياد ياولدي الله يسامحك ويسامحني حتى اني...
وشد بإيديه ع الدومان بقوة ودموعه ينزلوا....
•••••°°°°°•••••••°°°°°•••••
مقعمزين يتعشوا هو وأمه...
عيشه:خواتك غدوة جايات قالوا يبوك اطلعهم هما والصغويره لمدهش لاند..
جمعه بآنزعاج:ماعندي خلوق لحد يام..
عيشة حطت الخبزة وقالت:ماتقوليش خيرك ياولدي ليك يومين وانت حابس روحك في الدار حتى لعملك مامشيت..
جمعه:واخد اذن..
عيشه:معناها مش صايرة معاك مشكله في خدمتك..اكيد المشكله صايرة بينك وبين جيهان..
جمعه تأفف بعدين قال:استغفر الله واتوب اليه... مافي شي ياودي مافي شي..وبالله عليك يام خليني نتسمسم ولانوض لداري .
عيشه بخوف:خلاص خلاص...هاني سكتت..تعشى تعشى..
غمض عيونه وفتحهم وهو يحاول يهدي روحه بعدين قال:آسف...وولى ياكل..
وامه ولت تاكل بالسيف وهي تشبحله مرة مرة بضيق..
••••••°°°°°•••••°°°°°°•••••
فتحت باب دارها وطلعت..
شافت جهة دار بوها لقت الضي طالع من تحت الباب..
مشت طول لدار خواتها وخشت وهي تقول:روح بابا؟.
نسيبه وهي متمدده ع السرير والبنات راقدات في حضنها:ايه..
سارة بقلق:كيف كان وضعه..
نسيبه مطت شواربه بضيق ورفعت حواجبها ونزلتهم..
"بمعنى سيء"
تنهدت سارة بحزن...ومشت طلعت وتوجهت لدارها..
وصلت فيها وخشت سكرت الباب...
ومشت قعمزت ع السرير...مسحت بإيديها على وجهها ووخرتهم وهي تمسح ع شعرها...
نزلوا دموعها وهي تقول:يارب..يارب..كون معانا يارب...
وقعدت تاخد في انفاسها بسرعه...
ومررت نظرها ع الدار...لين جو عيونها ع تليفونها اللي كان محطوط ع الطاوله..
ناضت ومشتله...خداته...وقعمزت ع الكرسي...
وفتحت الفيس...
اللي كان مقلوب بالخبر...وين ماتلقى اي منشور يخصه كانت  تهرب منه...وكأنها تهرب من شبح مخيف...
لين جي قدام عيونها منشور للكاتب اللي كانت تفضله والدتها...
أدهم الشرقاوي....
كان بعنوان...
إذا تكفى همك...
بدت تقرا فيه وهي تبكي في صمت...
كان بدايته...
《جاء ابي بن كعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم...
وقال له: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : " مَا شِئْتَ " قَالَ قُلْتُ الرُبُعَ ؟ قَالَ : " مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ " قُلْتُ النِّصْفَ ؟ قَالَ : " مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ " قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : " مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ " قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : " إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ " رواه الترمذي وأحمد...
غايتان عظيمتان يسعى اليهما المسلم في حياته واحدة في الدنيا وواحدة في الآخره..
فأما التي فالدنيا...فهي تعيش سعيدا بلاهم ولاغم...
واما التي في الآخره..فهي ان يغفر الله له ذنوبه وهاتان الغايتان..مكفولتان بكثر الصلاة على النبي صلى الله وسلم.》
وكملت سارة تقرا في المنشور لأخره...
حست براحه...حست بإن في طوق نجاة انمدلها..
حطت الهاتف ع الطاوله...وغمضت عيونها...وبدت تصلي ع النبي وهي تذكر في امها لما كانت توصي فيها قبل الامتحانات تكثر من الصلاة على النبي بيقين...بش ربي يكفيها هم الامتحانات ويسهل عليها ويوصلها للنجاح..
كانت هالوصية اللي ديما تحب توصيها اسيمه للي تعرفهم وتحبهم...
لأنها عارفه عظم الذكر هدا...
راهو هدا مش مجرد كلام ينقال او ينكتب..هادي مسلمات..قواعد ثابته...اوامر الهية...
والأوامر الإلهيه كلها لمنفعة البني آدم ومصلحته..
يكره البني ادم ان ربي ينزل عليه البركه والرحمه..
يكره ان يغفر له ربي ذنبه ويعفوا عنه..
في بني آدم عاقل يهرب من الخير ويتجاهله!...
هدا حال اغلبنا...البعد عن ربي وضعف الإيمان خلانا ننظروا لهالأمور على انها حاجات مش منطقيه مع الأسف برغم ذكرها في القرآن..
وفي منا يشوفها تخص الناس الملتزمه بس...مش ليهم الحاجات هادي...!
كيف يعني...الله رب الملتزمين وبس!...
الله رب العالمين..
ربك...اللي يوكل فيك ويشرب فيك..وآويك في حوش..ودارلك عيلة تعيشي في احضانهم..خلاك آمنه معاهم..
ربك اللي خلاك تضحكي..وتفرحي..وتطلعي وتخشي وتتنفسي...ومتعك بالصحه ومعافيك من الأمراض...
مستوعبين انكم عايشين بخيره هو ورحمته وفي ملكه..
وانتم مستخسرين اديروا اللي يحبه وتبعدوا ع اللي يكرهه!!
تي برغم العصيان...والإعراض والنسيان..
قاعد يعطي ويحمي ويفرح..وبرحمته شاملك...
¤ياحسرة على العباد مايأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون¤
وفي قلوب اشد قسوة من الصخر الأصم...كثرة الذنوب خلتها لاتحس ولاتتأثر بشي...
عافانا الله وإياكم...وهدانا جميعا لسواء السبيل...
•••••••°°°°°••••••°°°°°••••••
وفاتت هديكا الليله...
السهران فيها اكثر من اللي راقد...
وكل حد عنده هم مسهره...وحال مكدره...
🍁زي دانيه اللي مش عارفه كيف بدير مع جمعه اللي تعدا معاها كل الحدود ورجع اتهمها اتهام باطل كبير...كيف مازال بترضى تقرا عنده بعد هذا كله...
ومن جهه تانيه تفكر بمعرفته لجهاد..وحكاية تجارة المخدرات اللي انربطتت بإسمه..ورجعت تخمم في اختها لو جهاد طلع هكي فعلا..معناها مش حيخلي رتاج في حالها..!
🍁وماجده..
اللي كانت مش قادر تبطل تفكير للحظه..في ولد ولد اختها وولد راجلها...مش عارفه الزوز كيف حيكون مصيرهم..
ومحتارة...هل تقول ع اللي شافاته لمجيد ولادور ع حد تاني تقوله يكون اعقل واكثر مسؤولية منه...!؟
🍁المسؤولية...اللي كانت محملتها نسيبه لنفسها بعد اللي صار لولد خوها...طول الليل وهي تبكي وتأنب في روحها لين كرهتها....
🍁وفي من قعد ساهر هديكا الليله وهو يفكر كيف يقدر يساعدهم...بس كيف حيساعدهم!؟ يعني لو زياد طلع مجرم فعلا افضله يقعد هارب!...
وكمل ليله خليل وهو يفكر...ويدعي ربي يلهمه الصواب...
🍁وهو ناسي ملاك واللي داره فيها....
ملاك اللي كانت تراجي امتى يجي يوم السبت بش دير مافيها راسها...وتاخد بثارها منه ومن البنت اللي فضلها عليها..
🍁فضل عليها...سجى وهي تشبح لرفيق وهو راقد..وتفكر في سر التغيير المفاجئ اللي طرأ عليه وهي متأكدة...انه مش لله....بل لأجل البنت اللي فضلها عليها..
🍁سارة...اللي قعدت تصلي ع النبي وهي في سريرها لعند ماخداها النوم ورقدت ....
بس بوها...
كان مقعمز في مصلاه...وهو يصلي ع النبي...ويفكر...
شن يقدر يدير...شن يطلع بيده بش ينقد ولده من المصيبه الكبيرة اللي طاح فيها...!؟
حاس انه عاجز...لاحول له ولاقوة...
لاحول له ولاقوة!!..
وقف هيثم عن الصلاة عن النبي...وهو يتذكر في الكلام اللي سمعه في المسجد عن ذكر لاحول ولاقوة الا بالله...
التفت وشبح للآيباد متاعه..
بعدين ناض ومشاله..
▪▪▪▪▪
◇كنت نحب قبل نلتزم بأي ذكر او أي عاده صحيه نقرا عنها بإستفاضه...نحب ندير الحاجه واني فاهمها كويس وعارف عنها كل شي...
وبحثث عن هالذكر العجيب ...وبديت نقرا عنه وعن معناه..
واللي قريته كله وصلني لشعور واحد هو ان المؤمن لما يلزم هالذكر ويقول بقلبه..ويستشعر انه ضعيف ومنكسر ومايقدر على شي غير ربي...
وربي يشوف لقلبه يلقاه متبري من حول وقوة وقدرته..وهارب لاجئ...لحوله  هو سبحانه وقوته وقدرته...
ربي يحرك ع خاطره النواميس ...حتى الطقس...والظواهر الطبيعيه..
يحرك ع خاطره العالم بأسره....
فقط بش يوصله للي يبيه...ويريح باله..ويفرج همه..ويشفيه...ويعطيه...ويحميه..
اللي يلجأ لحول الله وقوته بقلبه...ولسانه...هدا ربي يلينله حتى الحديد...
شي عظيم...صعب ينوصف بالكلام والله..
▪▪▪▪▪
طلع من داره...وبكل هدوء توجه لباب الحوش...
طلع....وقعمز في الجنان...
وبدي يردد ويقول...لاحول ولاقوة الابالله...
"لو يعلم صاحب الحاجه مافي هذه الكلمة من العون والتوفيق والسداد...ماجف لسانه منها"
▪▪▪▪▪
◇هديكا الليله لايمكن ننساها..طمعتها الحلوة قاعده في ففمي لتوا..والله وبدون مبالغه..والشعور اللي حسيتها فيه قعدت شغوف بيه ونتمنى نحسه كل لحظه..
واني ننتقل ...من ذكر للثاني...الحوقله..الصلاة على النبي..
التسبيح...وحسيت بقوة تخليني نقول الليل ممكن بعشرين ركعه..بس ماقدرتش ع اكثر من 11ركعه...حسيت روحي من الأمان اللي نزل عليا...نبي نرقد براحه...وفعلا رقدت...ونوضت بعدها فزان لصلاة الفجر....سبحان الله سبحان الله...في اللي مايقرباش من ربي غير المحن...وهني المحن هادي تنقلب لمنح ....تنهد وقال..سبحان الله....
•••••°°°°°°•••••••°°°°°°•••••••
تاني يوم...
الجمعه....
الساعه الثانيه والنصف ظهرا...
طلعت من الحوش وهي قايمه الصفرة وماشيه بيها لحوش جيرانهم ومعاها بنتها...
وصلوا لباب الحوش..
رنت تهاني الجرس...بعدين شبحت لأمها وقالت:خل نقيمها عنك يام..
عفاف:لاياحنة مانسلملك في الأجر..
ضحكت تهاني:تبخلي ع بنت بأجرين..
ابتسمت عفاف ومدتلها الصفرة..
خدتها تهاني وقالت بضحكه:رزينه!
عفاف:ماتريحيش اجرك ياهبله..
ضحكت تهاني...
وعفاف دقت ع الباب..
انفتح...طلع في وجهها هيثم..
نزلت عفاف عيونها وقالت:السلام عليكم..
هيثم قال:وعليكم السلام...لحظه ناديلك نوسة..
ولف ومشي..
عفاف بخجل:عليك حشايم..
ضحكت تهاني على امها...
ع طلعة نسيبه ابتسمت وقالت:تفضلي ابله عفاف خشوا...
عفاف بإبتسامه:لا والله مافيها بنتي يراجو فينا ع الغدي..شبحت لتهاني وقالت:تعالي..
قدمت تهاني ومدت السفرة لنسيبه..
نسيبه وهي مبتسمه بإحراج:والله ماعارفه شن نقوللكم..
وخدت السفرة..
عفاف:ماتقولي شي..تنهدت وقالت..واجب صاحبة الله يرحمها ديما سابق..ياما وقفت معانا في وقت مالقيناش فيه اللي لينا...
غرقت عيون نسيبه بالدموع وهي تقول:الله يرحمها..
عفاف تنهدت وقالت:بعد العصر بنجوكم اني وتهاني كان فيها كيف..
نسيبه:ايه مرحبتين بيكم في أي وقت..
عفاف:تسلمي..هي نخلوكم توا ونتلاقوا بعدين..بالسلامه..
نسيبه:في امان الله..ربي يحفظكم...
هما مشوا..وهي سكرت الباب برجلها....
.....داخل....
في الصاله..
سارة:اتصلت وقالت ماديروش غدي..
هيثم هز راسه وقال:جزاها الله خير..ناس كويسه..كويسين..فيهم الخير..
تنهدت سارة وقعدت ساكته..
ع خشة نسيبه بالصفرة وهي تقول:تعالوا للكوجينه..
هيثم:هي نوضي بابا..
سارة بضيق:ماخاطريش..
شبحلها وقعد ساكت..
وهي تشبح لإيديها اللي كانت تفرك فيهم ببعض ودموعها في محجر عينها..
ع جية البنات الصغار..
ريحان:حوت يميي..هي تعالوا بابا..
جنان:حوللنا الشوك..
شبحلهم وقعد ساكت..
شويه نسيبه وقالت:هي تعالوا خيركم!؟
سارة شبحتلها وقالت:وتسألي خيرنا ياعمتي!
نسيبه فنصت فيها واشرت بعيونها على هيثم وخواتها..
هيثم وهو يشبح لسارة قال:ريحان جنان اسبقونا للكوجينه شويه وجايين..
الزوز شبحوا لبعض بعدين شبحوله وقالوا؛حاضر..
ومشوا هما الزوز...
هيثم:قعمزي نسيبه..
جت نسيبه وقعمزت وهي مضايقه..
هيثم شبك ايديه في بعض وشبحلهم...خدي نفس عميق بعدين زفر وقال:ايه حني توا في أزمه..وكبيرة مش صغيرة..
بش ها..شوفي لروحك وشوفينا قدامك..قاعدين حيين نتفنسوا...نتحركوا...وبناكلوا ونشربوا...ونقاوموا...ونسعوا بش تنحل هالأزمه ويجي الفرج...
اني بناكل ونشرب ونقاوم..وبنسعى ورا المصيية اللي صارت ونعرف كيف صارت بالزبط وشن اللي يخلي خوك يطلع منها بأقل الخساير...
سارة ودموعها ينزلوا:هو وينه خوي هدا!؟ مني عارفله طريق
.بعد اللي داره حيزيد يهرب لأبعد من هكي ومش حتلقوه..
فنصت نسيبه في سارة وهي نقول:شن التشاؤم والسوداويه هادي!!؟
هيثم؛ياريته هكي بس...هي اساءت الظن بالله..ماتوقعتش الخير...حكمت ع كل شي حكم قطعي..حكم اللي يائس من روح الله ورحمته...كفر هدا يابابا راهو كفر..
سارة حطت ايديها ع وجهها وانهارت بالبكي..
هيثم بلع ريقه وهو يحاول يتماسك..وحاوطها بإيديه وضمها وهو يقول:نبيكم تدعموني يابابا وتوقفوا معاي..اني محتاجكم حتى انتم تقووني...نبي نشوفكم تقاوموا معاي وماتيأسوش بكل...اني واثق ومتاكد ان ربي حيفرجها من اوسع الأبواب...واثق...ان اللي حني فيه توا كله اختبار...وواثق اننا حننجحوا فيه..وثمرة النجاح هادي حتكون حلوة بقد المرار اللي عايشينه اضعاف مضاعفه..بس شوية صبر على قوى يقين ع حسن ظن بالله اللي قال...انا عند ظن عبدي بي..
نسيبه بإبتسامه من بين دموعها:اني معاك وفي ظهرك في خوي ومتأكده ان ربي مش حيضيعك..
ابتسم وقال:وانتي سارة..
سارة بعد وهي تشوفله بعيونها المليانه دموع:نبيك منك وعد..
هيثم:اللي هو؟..
سارة رشفت وقالت:ترد بالك على روحك..اني مش حمل خساير تانيه...لو خسرتك انت نموت بابا..
ضمها مرة تانيه وقال:وعد يابابا وعد اني بنرد بالي على روحي على خاطركم انتم..ومرة تانيه نقولك..قوي روحك بالله يابابا...قوي روحك بالله واحسني الظن..
سارة ببكي:لاإله إلا الله..
تنهد هيثم وقال:لاإله إلا الله..
.....في الكوجينه..
مقعمزات يتفرجوا ع الحوت وهما يفكروا..
ريحان قالت:علاش يبكوا هكي! حيي كان مازياد مات!
جنان ضربتها ع رجلها وقالت:معاش تفاولي بالحاجات اللي مش كويسه....
ريحان:باهي اني استاحشت زياد هلبه..امتى يرجع يعيش معانا..
جنان بحزن حركت كتافها وقالت:مانعرفش...
ورجعوا يشبحوا للحوت بحزن...
ريحان:تصخف الحوته كيف ميته..
جنان شبحتلها وشبحت للحوته وقالت:واك انتي كل شي بدير عليه عزي...
ريحان:مش هكي تصخف..
جنان:خلاص ماتاكليهاش..
عقدت ريحان حواجبها وقالت:عينك...
ع خشتهم...
نسيبه:تتعاركوا!
جنان:هي تفتفت..
هيثم بحده:جنان!..
نزلت عيونها لوطا ..
وريحان تضحك عليها..
••••••°°°°°°•••••••°°°°°°•••••••
الساعه الخامسه والربع عصرا..
خش بالسيارة للمستشفى...
درس...خدي نفس عميق ونزل...
ومشي طول خش للمستشفى وهو يهمس بالذكر..
لين وصل للدور الثاني قسم العنايه المركزة..
ولما وصل في المكان المقصود..
سمع اصوات دعاء مختلطه بالبكاء..
قعد يقرب ويقرب..
شاف ناس يبانوا اهل الاستاذ اللي قاعد في العنايه..
وفي زحمة دكاترة يخشوا ويطلعوا...
واحد منهم شافه وقال:الدكتور هيثم!!؟
التفتوا اهل الأستاذ وشافوه..
جاته مراة ستينيه تجري وهي تقول بحقد:شن جاي تبي اه قول...جاي تشوف ولدك شن دار في ولدي...الله لايربحه ولايخلف عليه...الله ياخد فيه الحق ياربي..
هيثم بلع ريقه وقال:لاحول ولاقوة الابالله...ياأمي اسمعيني..
دفاته بقوة وقالت:مش امك اني اني ام اللي داخل اللي قاعد يموت توا اللي ولدك قتله الله ياخده بش تحس بالنار اللي فيا..
هيثم غمض عيونه بشده وهو شاد ع قبضة يده...
ولدها:استهدي بالله يام..
بنتها ببكي:يام مش باهي ليك..راهو يرقالك الضغط..
الام:قولوله يمشي مانبيش نشبح وجهه..
هيثم معاش تحمل لف بيمشي..
والمراة مازال تدعي على زياد وصغارها يهدوا فيها...
وقفه الدكتور وقال:دكتور لحظه دكتور..
جي قدامه وقال:دكتور المصاب داخل طلع عنده مشكله تانيه خلت حالته تولي خطيرة..
هيثم ضيق عيونه وهو يشوفله..
واهل الأستاذ انتبهوا معاه..
الدكتور:طلع عنده مشكله في القلب واحد من الشرايين صايرله انسداد ولازم يتغير فورا..وعمليه زي هادي ماعندنا حد يديرها اليوم وهي مستعجله لازم تندار فورا..ومافي حد يجي زيك في جراحة القلب في ليبيا كلها..
هيثم قعد يشبح للدكتور وهو مصدوم..
ماحسش الابحد شد يده شبحلها...
شاف ملامح التوسل في وجه نفس المراة وهي تقوله ببكي:والله نخليه يتنازل والله...بالله عليك ردلي ولدي تربح...الله يخليلك عويلتك ويحفظهم بالله عليك..
هيثم جبد يده وقال:ماتترجنيش بنديرها في كل حالات ع خاطر ولدي..
الدكتور:تعالى معاي بسرعه دكتور..
مشي الدكتور وهيثم لحقه وهو مازال يردد همسا..
"لاحول ولاقوة إلا بالله"

...يتبع....




البطل المغمور "شمس الغروب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن