طلع من المطار بعد ماخبر اخوه انه وصل وركب التاكسي متجه لموقع راكان .. مع برودة الجو ومنظر الثلج الابيض مغطي الشوارع بعد العواصف الثلجيه ليلة الامس .. شعر بضيق وكتمه بصدره من منظر الثلج ؛ بالنسبه له فمنظر الثلج منظر كئيب يحسسه بالاختناق اذا شافه وفوق ماهي الضيقه ملازماه دايماً منظر الثلج زاد من ضيقته .. ناظر في السائق وهو مندمج مع نشرة الاخبار وتنهد بضيق وغمض عينه بتعب .. بعد نص ساعه وقف التاكسي مقابل العماره دفع الحساب ونزل وتوجه للباب الزجاجي وفتحه ودخل ، فتح رسالة ماهر يتأكد من رقم الشقه بس ماكان مرسل غير الموقع تأفف بقهر ووقف عند الحارس وتكلم بالانجليزيه : مرحباً
الحارس بالامانيه : تفضل
جواد بالانجليزية : اريد رقم شقة المستأجر راكان
عقد حواجبه بعدم فهم وتكلم بالامانيه : لا أتحدث الانجليزيهناظر فيه بعدم فهم وبعدها استوعب وتنهد بضجر : ياليل شلون افهمه هذا التاكسي وكان يفهم شوي انجليزي وحضرتك شلون افهمك ؟
شافه يناظر فيه بعدم فهم .. تأفف واخذ جواله القديم وفتح على رقم راكان وكتب له " كم رقم شقتك ؟ انا واقف تحت "
.
.كان جالس بملل والهدوء مسيطر على المكان عينه على جواله .. ناظر في الرساله بستغراب وضغط عليها ماكان مستوعب المكتوب غير لمن قرأها مرتين ابتسم بستهزاء ورسل له " عن السخافه " شهق بقوه اول ماشاف صورة ممر العمارة وتكلم بصوت عالي : جواد ! .. رمى جواله وطلع من شقته ركض .. كان يركض بسرعه لين وصل المصعد ضغط على الزر وقبل مايفتح ترك المصعد وتوجه للدرج ينزل بسرعه .. مو مصدق محتوى الرساله وصل للدور الارضي وصرخ بأعلو صوته بأسمه وندفع بكل قوه عليه وضمه قبل مايدرك جواد الموقف كان طايح على الارض وراكان متشبث فيه ناظر الحارس بصدمه واتجه لهم يسأل اذا كانوا بخير
رغم صدمته في الموقف بس ضمه له : ياهلا
تكلم ونبرة البكى واضحه وهو مازال يضمه : الحمدلله على السلامه قسم بالله مو مصدق ولله ابتعد عنه وناظر في الحارس وتكلم بحماس : هذا اخي لم اراه منذ سنتين !
ابتسم الحارس بفرحه ورحب بجواد الي كان مبتسم بعدم فهم
راكان بترحيب : حيالله اخوي
ابتسم جواد : الله يحييك .. قوم قوم عن الارض
وقف ووقف معه جواد واخذ راكان الشنطه وسحبها للمصعد ... اول ماقفل باب المصعد شعر راكان في برودة الارض ليتكلم بصدمه ممزوجه بضحكه : انا نازل حافي !
ابتسم جواد وبستهزاء : لو ادري انك بتستقبلني كذا كان عطيتك خبر وانا في المطار عشان تركض من بيتكم للمطار حافي
تكلم بفرحة وعدم تصديق : ولله للان مو مستوعب ! يالكلب صارلي فوق الشهر متواصل معك وماعطيتني خبر انك بتجي !
تنهد بتعب : هو انا كنت بعقلي ؟!
فتح باب المصعد وتجهوا للشقه الي كانت مفتوحه : حيالله اخوي يامرحبا ومسهلا تفضلابتسم ودخل الشقه يتأملها وجلس على الكنب ليتكلم راكان براحه : الحمدلله انه انت الي جيت طول الوقت كنت خايف يجي ابوي
نزل جاكيته جنبه وشبك اصابعه في بعض : واذا ؟ عادي كلنا واحد دام ماسويت شي ليه تخاف ؟
اتجه للمطبخ وشغل غلاية الماء : كأنك ماتعرف ابوي يعني
جواد : اعرف ابوي بس دام اني ماغلطت ليش اخاف ؟
راكان بقهر : جواد ! هذا انت انا غير انا لو بس ابوي ناظر فيني اوصالي ترتعش وانت ادرى فيني
سحب جواله من جيب بنطلونه ونزله على الطاوله بصمت ، كمل راكان وهو يمد له كوب قهوه سااخن : ابوي بشدته وقسوته الي يحسبها اساس التربيه سبب لنا عقد دمرتنا ! ولله من اول ماعرفت بالموضوع وانا مانام من شدة قلقي من ابوي !
أنت تقرأ
لآذار صورةٌ أخرى من «الحنين» لآذار لغةٌ أخرى من النّبض.
Romanceقد يهدأ الطّقس الرّبيعيّ قبـل أن يغتال هدأته، وقد يرجئ وقـد البراكـين؛ حتّى تتمّ الولادة: ولادة السّكون الـمرعب، وألـمعيّة النّرجس، وأقـبية الوحدة، وكلّ السّنين الّتي شنقت أطيافها... ولادة فضاءٍ من الأمس الـمخمّر بالذّكريات، وبانتكاسات الـمواضي الـم...