غفران (الفصل السابع و العشرون):_صلي علي سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدﷺ
استغفر الله العظيم....
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
**************ظلام دامس يقتحم أحلامي بكوابيس تؤرق مضجعي ، هاجس ينبع من داخلي ، أصبحت علي حافة الانهيار من كوابيس عالقة بعقلي و تشبثت بمُستقبلي الحاضر تمنعني من الاستمرار .
أشفق علي روحي المُبعثرة كـ الحبر المُبعثر بنقوش كالطلاسيم علي الورق ، تبعثرت كلماتي كما جف حبر قلمي .
ظلام ، جدران تحيط بي من كل جانب ، فتحة بسيطة بالسقف يتسلل منها ضوء القمر ، تفترش الأرضية بجسدها الصغير بحجم الأطفال ، حجر ثقيل يجثم علي صدرها يضيق من نَفَسِها و يخنقها .
فرقت جفنيها لتتضح زرقاؤها الجميلة كالبحر ، اعتدلت بنومتها لتستقيم جالسة ، الرؤية مشوشة كالضباب ، استندت بيدها علي الحائط لتثب واقفة ، اتضحت الرؤية أمام عيناها ، الجُدران تحيط بها من كل الجهات الأربعة ، لا يوجد باب للخروج ، مُغلقة من كل جانب ، النافذة صغيرة الحجم بها قضبان من حديد .
هزت رأسها نافية و إمتلئت مقلتيها بالعبرات ، وضعت يدها علي فؤادها النابض بالخوف من أن تكون ما تراه أمام عينيها حقيقة ، إبتلعت غصة بمرارة العلقم تشكلت بحلقها ، لم تعود إلي سجنها من جديد ، لم تعود إلي سجانها أيضاً ، لم تعود إلي زنزانة أطبقت بجدارة علي جزء كبير من آلامها المُتفاقمة .
تهدجت أنفاسها و جحظت عيناها بصدمة ، حينما ظهر ذلك الباب الحديدي الذي لم يكن موجوداً ، لينفتح علي مصرعيه و إنبعث منه ضوء قوي وضعت يدها علي قلبها المُرتجف بنبضات مُرتعدة ، اغلقت عيناها لقوة الضوء ، صوت حذاء يقرع علي الأرضية مصدراً دوي خاص ..
فتحت عيناها تُبصر برؤية مشوشة لجسد ضخم ، إنعقد حاجبيها مشدوهة ، صوت الحذاء بمشي الرجل المُرهبة ذات كبرياء و غرور ، لم تتبين لها ملامحه فقط عيناه ، عيناه البُنية تمتزج بالشر و القسوة و الحقد ، إرتعد قلبها و هوي بين قدميها بخوف حينما ارتسمت علي شفتيه الغليظة ابتسامة مُخيفة و تشدّق بنبرة غليظة حادة:
-أهلاً بيكي في الجحيـــــــم.
دوت صراختها العالية بالمكان لتستيقظ بفزع تحملق بالغرفة حولها ، إنها ببيتها و علي سريرها ، جابت بعينان غائرتين بالدموع الغرفة لتستدير برأسها فوجدت آسر جوارها يحدجها بنظرات قلقة ، فقد استيقظ علي صراخها ليشعل الأضواء بسرعة ، وضع يده السليمة علي كتفها مغمغماً بجزع:
-أرزان ، مالك إهدي دا مُجرد كابوس؟!..
إتسعدت زرقاويتيها بصدمة تتطلع له بتأمل مُفزع ، نفس البُنيتان اللتان رأتهما بالحلم ، خفق قلبها رُعباً بشعور الرهبة أشاحت برأسها بعيداً عن عينيه إلي يده الموضوعة علي كتفها ، ابتعدت عنه بخوف تحرك رأسها نافية لتتشدق بصوت مُتهدج بالدموع قائلة:
أنت تقرأ
غفران"قُيود بلا حدود"_مُكتملة
غموض / إثارةمَا كان بَيننا جَريمة ! كُنتُ سَجانك و كُنتِ الأسيِرة ، ظَلمتُك أعتَرف فَـ هَل تغفري لِي ؟! رواية غفران "قيود بلا حدود" لـ أميرة عمرو ... مُكتملة