الفصل الرابع و العشرون

6.1K 389 32
                                    


لا إله إلاّ الله ، سيدنا محمد رسول الله..
صلي الله و سلم و بارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد..
استغفرالله العظيم واتوب اليه..
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم..

*************

لا أجد الكلمات التي ستكتبها يداي فـ اللسان عجز عن نُطق حروفها ، أحرفها المليئة بالحُزن و الألم ، كالغريق الذي لم يجد طوق نجاته من الغرق بمياه البحر ، كانت الحروف تُحفر بين ثناياه و بأعماقه لتؤلمه كُلما تذكرها.. 💔

لم يقوي القلب أن يُبدد الألم ، فالروح لا تحيا بالجسد مرتان!!.. 💔

رهبة و خوف من المستقبل المجهول ، الفقدان و الخسارة كلاهما تحملان نفس المعني بالنهاية!!.. فـ خسارتك بالحياة تُحزنك و فقدانك العزيز علي قلبك تؤلمك ، لكن بالنهاية نحن من نمحي آلامنا بيدينا أو ندعها كـ نُقطة سوداء في صفحة  بيضاء!؟...

أشفق علي روحي من عذابها المُستمر ، لو أعلم بأن العشق عذاب و قاسي لما خطيت بقدماي به و تراجعت عنه ، لألتجأ بالنهاية بعد صراع إلي أحبابنا لنجد أن القلب فائزاً دائماً!!..

استندت بظهرها علي جدار الحائط بالمشفي تنزوي بعيداً عن الجميع ، تختلي بنفسها بعيداً عمن كانوا سبباً بعذابها ، أنهكوا قواها علي البقاء صامدة في وسط صراع الحياة المعتمة بظلام دامس يقسي القلوب... اصبحت علي حافة الجبل مُعلقة بين السحاب و الوادي؟!.. تتعلق بقشة كما يُقال بين الحياة و الموت... ليست راضية عن ذاتها... فـ لهفتها عليه كانت سبب كبير قضت وقت بسببه في معركة جلد الذات..

كانت لحظة صعبة و نقطة سوداء أُضيفت إلي صفحة حياتها الصفراء القديمة... بعدما أخبرها ساجد بالحقيقة المُرة ، لم تتحمل البقاء ثانية واحدة بالمنزل ، وفاز بتلك اللحظة القلب علي العقل ، لتهرع دون تفكير نحو الخارج راكضة غير مُهتمة بما ترتديه... ركبت السيارة جوار ساجد و دموعها لا تتوقف!!...

هطلت عبراتها بقوة جامحة مُعلنة عصيان القلب بتلك اللحظة!!.. فإزدادت آلامها أضعافاً... تتحداها الأيام دائماً بوجود جرح جديد بحياتها... هدأت رويداً تتذكر ما فعله بها؟!.. كيف كان قاسي و متجبر القلب معها؟!.. أراها الوجه الآخر منه ، وجه لا يحمل معاني الإنسانية بل شيطاناً تلبسه و ظهر الآن علي أرض الواقع..

وضعت مُبرراً لدموعها أنها خائفة من فقدان شخصاً عزيزاً عليها... لن تتحمل ألم الفراق قط ، هي بالماضي خسرت ابيها و الحاضر خسرت والدتها و خسرت والدتها الروحية و عائلة أخري ظنت أنها اكتسبتها... ذلك الشعور بالقلق و الخوف من المجهول و انقباضة قلبها بقوة يخفق بخوف!!.. كانت إحساساً بالقادم!!..

وصلت إلي المشفي وسارت بخطي سريعة تتسابق مع الرياح ، أرشدها ساجد إلي الطابق الذي يوجد به آسر... وقفت بعيداً تتأمل الحاضرين ، كانت والدته تجلس علي المقعد تنوح ببكاء مرير علي فلذة كبدها ، ولجوارها سيلا تبكي علي أخيها و ما كدث معه... بينما وقف خالد أبيه بهدوء و صلابة عكس حالة النزاع الداخلي بالخوف و القلق و بجواره ابنه الأكبر جواد يسانده ليُكسبه بعض الصبر!!..

غفران"قُيود بلا حدود"_مُكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن