الفصل_السابع_و الأربعون

3.8K 276 22
                                    

الفصل_السابع_والأربعون
#قيود _بلا _حدود

الحقيقة عبارة عن جزئين أحدهما ظاهر للعلن و الآخر لا نعلم خباياه إلا بالبحث عنها ! ...

طلت شمس يوم جديد ساطعة و لامعة بالسماء يحاوطها السحاب في إبداع رائع و لوحة فنية من الطبيعة ، اجتمع الثلاث أصدقاء بعد غياب طويل انفرد كل منهم بحياته من جديد بالمشفى عند "طارق" الذي تحسنت صحته كثيراً عما مضي و استطاع أن يقف علي قدميه و يخطو خطوات صغيرة بعد جلسات العلاج الطبيعي بواسطة "فريدة" !!

اضطجع "علي" بجسده علي الأريكة و فرد ذراعيه عليها ينظر إلي رفيقيه بإبتسامة واسعة قائلاً ببهجة:

-والله زمان مقعدناش القعدة دي !!

إستأنف "طارق" بسعادة وقد عادت له روحه القديمة الطيبة و قال:

-فعلاً ! من وقت الحادثة و كل واحد فينا بعد عن التاني و انشغل في حياته  ...

صر "علي" علي أسنانه بضيق و نطق بغيظ:

-طب بلاش أنتَ اللي تتكلم لو مكنتش عملت فيها عم المقموص كان زماننا قاعدينها من زمان بس أقول إيه خميرة نكد أنتو الاتنين ..

رمقه "طارق" بنظرات حادة و تشدق بحدة قاسية:

-أصبر عليا بس أفوقلك و ساعتها هوريك خميرة العكننة علي أصولها ...

و استطرد ناظراً إلي "آسر" الصامت منذ أن جاء:

-ما تقول حاجة بدل ما أنت ساكت و سايب العيل ده بيقل مننا ...

تطلع له "آسر" بهدوء بينما عقب "علي" بجدية شديدة:

-أنا حاسس إن ورا سكوتك ده في حاجة حصلت و بتخطط لحاجة احنا مش عارفين إيه هي ؟؟

ابتسامة صغيرة شقت ثغره و نظر له مُمتناً ثم قال:

-طول عمري بقول عليك أكتر واحد بتفهمني يا علي رغم إنك تافه أحياناً  ..

تشدق "علي" بفخر:

-يا عم أنت كتاب مفتوح بالنسبالي و سهل أفهمك  ..

جعد "طارق" حاجبيه بعدم فهم متسائلاً:

-هو إيه الحوار حد يفهمني  ...

رد عليه "آسر" بتنهيدة قوية:

-مفيش حاجة كده تبع القضية اللي ماسكينها و لسه بنحقق فيها ..

ضرب "علي" جبينه بتذكر و قال موجهاً حديثه لـ "آسر":

-إزاي فاتتني دي ؟! بمناسبة الشغل " رؤوف دويدار" كلمني إمبارح و قالي إن أمين المخازن اللي بندور عليه "إبراهيم درويش" لما خرج من السجن عمل حادثة و ميت بقاله سنتين  ...

ارتسمت بسمة غامضة علي شفتي "آسر" و قد نسج "عابد" بيده خيوط نهايته فهتف بغموض:

-كده احلوت أوي و عابد ابتدي يكتب نهايته بإيده  ...

غفران"قُيود بلا حدود"_مُكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن