«الفصل الخامس و الثلاثون»

4.7K 289 20
                                    


غفران «الفصل الخامس و الثلاثون»

«وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ»
"ولعلَّها تُجابُ اللّيلَة." ♥
...............................................................................................................................................
  
بـ ظَهيرة اليوم التالي

تحسست زينب بأناملها الكدمة الزرقاء التي طُبعت علي خدها و بعد محاولات فاشلة و يائسة منها بإخفائها بمُستحضرات التجميل لم تستطع أن تُخفيها ، احتدت مقلتيها و هي تضغط بالقلم علي الورقة أمامها بغضب و هي تتوعد له عما فعله علي بها ..

انتبهت إلي من يجذب كُرسياً جوارها و يجلس عليه استدرات بعينيها لـ تجده "علي الدميري" عَدوها اللدود قبل قُدومها إلي هنا ، نظرت له بغضب جام فـ تَبسم لها و بادر مُعتذراً:

-حقك عليا متزعليش مني !!

رفعت حاجبيها باستنكار شديد تغمغم ساخرة:
-ببساطة كده !!

تطلع لها بصمت فـ استرسلت بحدة:
-أنا معرفتش أنام إمبارح من الوجع دا غير الكدمة اللي عملتها علي خدي خلتني مشوهة تقريباً  ..

زفر علي بضجر و قال مُبرراً:
-ما أنتِ اللي استفزتيني بكلامك و من أول مرة ننتقابل فيها لازم نتخانق و أسمع منك كلام زي السم ..

تقوس فَمها بـ سُخرية ثم همهمت بـ نبرة تهكمية:
-دا عتـاب منك بقي !!

رد بهدوء موضحاً لها:
-مش عتاب و لا حاجة ، الحكاية و ما فيها إني مقبلتش أسيبك كده غير لما أعتذرلك ..

تشدقت بحدة:
-تباً لتواضعك الكريم ..

تجهم وجهه يكبح غيظه منها مُردفاً بإنزعاج:
-شوفتي أنتِ اللي بتستفزيني بكلامك عشان تبقي عارفة إن أي خناقة بينا أنتِ اللي بتبدأيها ..

ذمت شفتيها بـ عبوس تهمهم بكلمات غير مفهومة تنظر له بضيق ثم تنهدت بعُمق شديد قائلة:
- مش ببقي قاصدة أول مرة كان سوء فهم مني بس أنتَ اللي علقت معاك و بقيت عايز  ... آآ ...
توقفت و هي تعي بأنها تلومه و معني هذا أن تضعه بتفكيرها و ما كان اللوم إلا لأحبتنا إذاً لماذا تلومه ، استطردت بشراسة القطط:
-أنا ببررلك ليه صحيح؟!.

ود علي لو ينهض و يهشم رأسها هذا ، العنيدة تشد الحصار علي التحدي بينهما و لا تريد التراخي ، دمدم من بين أسنانه بغضب:
-أنا جيت و إعتذرتلك و عملت اللي عليا خليكي فاكرة إنك اللي عاندتي و ثبتي علي العداوة بينا ..

شحب وجه زينب و رمقته بعدم تصديق ، هي تريد العمل بـ سلام خلال الشهور التي يُعالج بها ذاك الضابط و إذا استمر الجدال بينهما ستُهمل عَملها الذي تعشقه للغاية ، كاد أن ينهض فـ أمسكت بيده قائلة بسرعة:

-استني بس رايح فين ! أنتَ قصدك نعمل مُعاهدة سلام بينا إحنا الاتنين مش كده ..

جلس علي محله مرة أخري ينظر إلي يدها المُمسكة بيده ، ارتبكت زينب و سحبت يدها سريعاً بخجل شديد ثم نطقت بهدوء علي غير العادة:

غفران"قُيود بلا حدود"_مُكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن