_الفصل التاسع و العشرون_

5K 316 29
                                    


غفران (الفصل التاسع و العشرون):_

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ..
استغفر الله العظيم واتوب اليه ..
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد ..
.............................

الحب هو الخيط الذي يمسك حبات الحياة، ولولا هذا الخيط لانفرطت وتفرقت هنا، وهناك _ مقتبس: أنيس منصور _

يمسك حبات اللؤلؤ التي نتمني أن نلمسها بأيدينا ، فـ تصبح صعبة المنال ، الحب هو الخيط الذي جمعنا سوياً في عقدة واحدة متينة بالثقة و الحب الذي صنعه القدر قبل سنين لُقيانا ..

عدلت عقدة الوشاح حول عنقها بعقدة جميلة بسيطة ، عادت إلي الخلف قليلاً لتتأمل صورتها بالمرآة ، كانت جميلة بملابسها البسيطة المُحتشمة ، كانت ترتدي قميص أبيض و بنطال جينز أزرق اللون يلتصق بساقيها الرشيقتين ، أما خصلاتها البُنية فـ جمعتها بـ ربطة الشعر علي هيئة ذيل حصان ، اتجهت ناحية الأريكة تلتقط معطفها ترتديه فوق ملابسها ثم التقطت حقيبة الظهر التي تفضل ارتداءها عن حقيبة اليد ..

خرجت من الغرفة لتجد آسر بانتظارها بالخارج يتأفف بملل يجلس علي الأريكة بالصالة فـ قالت بهدوء:
-خلصت يـلا بينا!!

وثب واقفاً واستدار لها ، تأملها آسر بعناية من رأسها لأخمض قدميها ، زفر بغضب ما كان عليها أن تكون مهلكة إلي هذا الحد .. فاتنة للغاية سلبت لُبه بجمالها الفتاك .. أشار لها بيده بأن تتقدمه قائلاً بضيق بعض الشئ:
-تمام يـلا بينـا!!.

سارت امامه بهدوء  ليتبعها آسر مُغلقاً باب الشقة ورائها ، وقف الاثنان بانتظار المصعد بينما تأفأف آسر بضيق كُلما نظر إليها و إلي جمالها الأخذ للقلب . ما كان عليه الموافقة علي قدومها معه إلي الطبيب فـ اليوم سيحل جبيرة ذراعه و يحررها ، لكنها أصرت علي الذهاب معه مُتعللة بـ الملل الذي تشعر به منذ ان جاءت المنزل ..

تحت إلحاحها و رغبتها القوية اضطر للموافقة علي ما أرادته تلك الغزالة البرية ، فتح باب المصعد و دلف الاثنان سوياً ، كان بالمصعد وقتها شاب يبدو بهيئته أنه بمنتصف العشرينات ، ذم شفتيه بعبوس بينما وقف الاثنان جوار بعضهما و يقابلهما الشاب  ..

كانت واقفة بصمت تنظر إلي لوحة المصعد وهي تعرض رقم الطابق ، بينما آسر فقد كانت عيناه متعلقة بالشاب الذي ظل واقفاً ينظر إلي زوجته بجرأة و كل تبجح ، ضغط علي شفتيه بغضب و قد تفاقم شعور الغيرة بصدره ، كانت نظرات الشاب الوقحة عليها تتفنن بالنظر إليها ، مد آسر ذراعه يطوق خصرها ويزرعها بداخل أحضانه مُلعناً ملكيته لها ..

صدرت شهقة مكتومة من بين شفتيها حينما باغتها بحركته المُفاجئة هذه ، إحمر وجهها بخجل مما فعله خصوصاً أمام ذلك الغريب ، فـ حاولت الابتعاد عنه إلا أن ذراعه كانت كـ الفولاذ لا تستطيع إبعادها عنها ، همست له بصوت خافت راجية:

غفران"قُيود بلا حدود"_مُكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن