الفصل _ السادس _ عشر ج1

8.6K 484 60
                                    


مـا بـه هذا القدر العجيب ؟ نتلاقي و نفترق ما أعظمه تدبير  !! لم نحسب حساب أن نجتمع من جديد  !  فإن كان خيراً حمداً لك يارب  !!  و إن كان شراً حمداً لك يارب  !! أنه ابتعد عني  !
مـا بـه القلب ينبض ؟ أ لأجل الحُب مشتاق  ؟!  أ للقاء الحبيب ملهوف ؟! أم أن الحُب بقلوبنا مازال موجود !! فلم نستطع أن نبدله بالكره ! العودة إلي الألم صعب ! الرجوع إلي بؤرة تحيا بها الشياطين مستحيل ! مبادئنا لن نتخلي عنها فهي كـ الحرب  ! إنني يا حبيبتي علي أتم استعداد أن أُقدم دمي لكي قرباناً لغرامك  !!
إنني غير مكتمل بدونك ! فالسماء لا تكتمل بدون النجوم  !! و أنت القمر الذي زين سمائي !!

سطعت شمس يوم جديد  !  قرصها الذهبي توسط السماء الزرقاء في لوحة جميلة بديعية !! بإحدي الشقق الفارهة  !  لتفتح تلك الجميلة عيناها ! فتظهر بحر عينيها الساحر .  بأمواجه الشرسة وقت الغضب  ! و جماله بصفاء ساحر وقت الهدوء  !  كأن الأمواج الزرقاء تركت البحر و استولت علي عينيها.

اعتدلت علي الفراش تتمطع بجسدها المتكاسل و لا يزال بوادر النعاس عالقة بجفنيها  !!  تسلل إلي ثغرها ابتسامة جذابة و نقية !  ابعدت الغطاء عن جسدها و انزلت قدميها علي الأرضية  !  ارتدت خفها المنزلي و نهضت بتكاسل شديد  !!  دلفت إلي المرحاض بهدوء غسلت وجهها بالماء لتنتعش بالصباح  !  خرجت تمسك بالمنشفة تجفف وجهها المُبتل من الماء  !؟ وضعت المنشفة علي الأريكة و اتجهت إلي المطبخ لتصنع لها قدح من القهوة لتنشط عقلها بالصباح  ! 

شردت بذاكرتها فيما حدث منذ سنة بالمطار  !  مُنعت من السفر بسببه  ! فاضطرت الجدة "نازلي" أن تُسافر و تغادر البلاد هي و خالها "كمال" و ابنه "حسن"  !؟ أما الفتيات فلم تبرح المطار و بقيوا لجوارها  !! مكثت مع " فريدة و زينب و ليلي" بالشقة التي ابتاعتها الجدة منذ أن خطت بقدميها إلي الإسكندرية  !  مرءت الأيام تركها بها تعيش حياتها لكنه قريب منها. قريب للغاية  !! تشعر به حولها بكل مكان  ؟ يشعر القلب بنصفه الآخر من علي بعد أميال  !!

استكملت دراستها بالجامعة و التحقت ليلي بجامعة الإسكندرية تدرس بها  !  أما زينب فـ عملت بمجال دراستها و عشقها للكمبيوتر و التكنولوجيا الحديثة  ! مرءت شهور طويلة علي سفر الجدة ليعود حسن منذ شهران ليأسس شركة خاصة به  !؟ توطدت علاقتها بـ أشقائها عدا و الدتها لم تتحسن العلاقة بينهما. بتلك الفترة أنجبت أيسل طفلاً رضيعاً عمره ثلاثة أشهر و أسمته "باسل" ليستحوذ علي قلب العائلة بأكملها من كبيرها إلي صغيرها  !! 

ذهبت لها أرزان بالمشفي و زارتها  ! اختارت الميعاد الذي لم تكن العائلة موجودة به و هنئتها بمولودها الأول  !!  أما جنة أصبحت بشهرها الخامس من الحمل فإزدادت السعادة أطناناً كثيرة  !  تبدلت الكثير من الأشياء و أهمهم النفوس  ؟؟ استطاعت أن تخطو بخطي شبه راكضة نحو الحرية !! تخطت حواجزها النفسية مع البشر  !  خرجت من القوقعة التي شيدت
بها عالماً لا يمت الواقع بصِلة لتدحرج آمالها إلي
شعاع الأمل و الحياة  !!

غفران"قُيود بلا حدود"_مُكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن