الفصل_ الرابع _ عشر

9.6K 600 119
                                    

لا ينفعنا الندم بعد... فــوات الآوان!!!
القلب سـلاح ذو حدين.؟؟؟ نصـل حاد يطعن القلب و يؤلمه من وهم العشق.. و النصل الآخر دفاعاً عن الحب و الغرام.؟؟؟

لمسات حانية علي خصلات شعرها الكستنائية الحريرية .. أسكنت جسدها لكن عينيها تذرف الدمعات الحارقة ، بلا توقف علي اختيار خاطئ للقلب؟؟..
لقد تحررت اليوم من خلف القضبان؟؟.. و منذ شهر تقريباً تحررت من قيود علاقة خاطئة؟؟.. ظنت
بيوم أنها ستدوم بالحب؟؟.. تبددت مقاومتها المختزنة منذ شهر إلي بكاء حار لم تكبح بها تلك الدمعات المختزنة؟؟.. بل تركت لها عنان الحرية.

أحضان الجدة الدافئة دفعت بالأمان و الدفء بقلبها.. استكانت و هدأت بعناقها.. تخشي النظر بأعين الناس و أن يكونوا علي علم بما حدث لها؟؟. تخشي نظرة الشفقة بالاعين؟؟. لتتواري بعيداً عن الأعين بأحضان الجدة.. عندما وطأت بقدميها الشقة اخذتها الجدة إلي الغرفة.. لتتمدد علي الفراش و تستند برأسها علي
قدم الجدة... لتطلق العنان القلب المتألم.. بفتح جراح الأيام الماضية.

نبذتها والدتها و تبرأت منها. تخلت عنها صديقتها. استسلام للواقع المرير. طلاق لا يعلمه أحد غيرهما.. ضربات حادة علي قلب لم يكن يعلم سوي الحب..ظلام دامس كحيل العين عاشت به..لم تجد الدعم سوي من الأقل القلة.

جزء من القلب كان ينبض له. مازال علي اهبة الاستعداد ليستمع له. لكنه خاب أملها و نبذ العشق و الغرام. إذاً. لا ينتظر منها العفو بعد الآن!!. فقد تحول العشق إلي حقد تغلغل بالأوصال.

أي مسمي لعذابها.؟؟ لا توجد مسميات بالقاموس و المعاجم اللغوية قد تصف عذابها؟؟
انحنت برحابة صدر لأجل حبه و لم تعترض، صمتت بسعادة لوجودها قربه و لم تحسب حساب يوم ستتجرع علقم كأس الحب، لغيت حساب عذاب العشق، هل السبب بدمار حياتها جمالها حد الفتنة؟؟ أم أن الروح الجميلة هي الفتنة بحد ذاتها؟؟

استكان جسدها و غفت بأحضان جدتها لكن الدموع لا تتوقف عن الهطول كـ قطرات المطر الغزير بالصيف.. نامت و لأول مرة منذ شهر بطمأنينة.. انسلت الجدة ببطء و هدوء كل لا توقظها.. عدلت من موضع رأسها الخاطئ ثم جذبت الغطاء ووضعته فوق جسدها بحنان.. اقتربت منها و طبعت قبلة حانية علي رأسها.. تأملت ملامح وجهها الحزين بحزن علي حالها..ضغطت علي المقبس لتغلق الأنوار.

انتفضت أرزان بهلع حينما شعرت أنها وحدها بالظلام يخنقها و يحبس أنفاسها لتغمغم بأنفاس متقطعة:

-لا تطفئي الأنوار جدتي..

تألمت الجدة من نبرة الخوف بصوت حفيدتها لتشعل المصباح من جديد قائلة بنبرة مهدئة:

-لا تخافي صغيرتي، اطمئني أنا بجوارك، نامي عزيزتي.

تمددت علي الفراش من جديد بجسد متأهب للاستيقاظ علي كوابيس مفزعة.. كوابيس أنها عادت إلي بؤرة الظلام من جديد.. أغمضت عيناها كي تنام بالنور لأول مرة محطمة عادة النوم بالظلام برهبة تمكنت منها و خوف من الظلام.

غفران"قُيود بلا حدود"_مُكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن