الفصل _الثالث و_العشرون

6.2K 365 32
                                    


اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد
سُبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم واتوب اليه

***************

لمن كتبت يا عزيزي أنك مشتاق له؟!.. كتبت له أمانيك و أحلامك مُعبراً بحروفك المُنتقاة علي اشتياقك له.. لمن كتبت له كلمة واحدة عبرت عن اعتذارك له... كُلنا نخطئ و كُلنا نتمني إصلاحها بالماضي كي لا نُكررها من جديد... أنتَ من كتبت بيدك "آسف"و أيضاً من كتبت بيدك كلمة "أُحبك" التي أفرغت بها مشاعرك الثائرة... أنتَ أفضل بكثير حينما تخطو بتلك الكلمات لمن يستحقها بجدارة... فـ أنت من تختار من تكتب له... و أنتَ من تختار من تعبر له عن مشاعرك لعلك تطفئ نيران العشق بداخلك...هوس العشق يشتعل بين الثنايا و أنتَ يا حبيب من اعطته مفاتيح قلبي و مُنايا..

تردد و حيرة ينبثقان بين عينيها البُنية... ارتبـاك داخلي و عتاب الضمير يؤنبها علي ما ستقوم به خلال دقائق... مُنافياً مبادئها التي وضعتها أسس لحياتها... لم تحسب حساب يوماً ستكذب به عليه؟!. لم تضعه ضمن حساباتها و خططها المُستقبلية للعيش بجواره... فركت يدها بقلق بالغ تستعد إلي الفرار خلال ثانية واحدة و تتراجع عما تنوي عليه من خطأ كبير.

خطأ؟!..

يألله إنها خطيئة و جُرم كبير أن تكذب عليه لما لا تُصارحه برغبتها بالذهاب؟!.. لن يعترض أبداً علي رغبتها فـ هي حبيبته و ملاذه بالحياة... لكنه قالها صريح العبارة عن ضيقه و رفضه لذهابها إليها و أن يرحب بوالدتها وقتما شاءت... أليس من حقها الذهاب إليها و رؤيتها؟!. لما يُبدد حريتها تحت مسمي الحُب و العشق.

يضغط علي نواجزها مُستعملاً كلمة الحُب... يعلم أنها عاشقة له بكل عيوبه لكنها باغضة تلك الأوامر التي يُلقيها و عليها الإنصياع بجوارحها... لا تعلم أنه حق الزوج عليها أن يُعارض ذلك و أنها لا يصح الكذب عليه مهما حدث؟!..

طرقت باب المكتب للمرة الأولي فـ هي لم تفعلها و لا مرة... تدلف المكتب دون ان تطرق الباب لكنها اليوم خالفت عادتها معه... كان مُنكباً علي عدة أوراق خاصة بحالة مريض عنده بالمشفي... صوت طرقات الباب جعلته ينزعج قليلاً لتشريد ذهنه و انتباهه... زفر بضيق سامحاً للطارق بالدلوف ظناً منه أنه أحد العاملين بالمشفي.

تفاجئ ساجد بـ عشقه و حبيبته جنة هي من تستأذن؟!. عقد حاجبيه بدهشة واضحة بقيامها لهذه الحركة للمرة الأولي..رغم إنزعاجه منها بعد ليلة أمس بحديثها الذي لامس وتر حساس بداخله...هتف بهدوء امتزج بنبرته الحنان عليها:
-إيه اللي جابك هنا؟!. أنت ناسية إن الحركة الكتير غلط عليكِ و علي البيبي... و قال بلاش حركة كتير عشان صحتك..

ابتسمت بداخلها علي اهتمامها بها حتي وقت الخصام... اقتربت منه و قررت مصالحته أولاً ثـم بعد ذلك تنفيذ ما عزمت عليه و هكذا ستكون أرضت الطرفين.. فقالت بابتسامة ساحر تذيب قلبه الجليد:-

غفران"قُيود بلا حدود"_مُكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن