في المساء، بعد أن تم عقد قرآن توليب وعبد الحميد، خرجت حنان إلى الشرفة وتواصلت مع شقيقها.
عبد الحميد: "نعم يا حنان!"
حنان - بفرحة: "ألف ألف مبروك يا أخي! لقد تزوجت الآن رسمياً، وأكيد خبر زواجك سيصل إلى زوجتك الأولى، السيدة نرجس!"
ابتسم عبد الحميد بابتسامة مملوءة بالغرور، متخيلاً كيف ستكون ردة فعل زوجته عندما تعلم بخبر زواجه، وخصوصاً حينما تعرف أن توليب أقل جمالاً منها.
عبد الحميد - بسخرية: "وها، هل أخبرتِ صديقتك عن شرطي؟ عليها أن تعلم منذ الآن أنني لا أريد رؤيتها حتى لا تشتاق لي، ولا تفكر في أنها أصبحت زوجتي فتنسى نفسها وتطلب أن تراني!"
حنان - بإستهزاء: "هاهاهاها! اطمئن، وضع في بطنك أكبر بطيخة. هي أيضاً لا تريد رؤيتك! سبحان الله، القلوب تتشابه!"
حنان - في نفسها: "سأجعلك تجري وراءها، وترجوني لنتراجع عن شرطك. لأنني أعلم أنك تحب المرأة القاسية التي تدلل عليك مثل نرجس!"
شعر عبد الحميد بالصدمة من رد أخته، وحاول استعادة كرامته بسؤال آخر.
عبد الحميد: "همم، إذًا هي من نوع الأشخاص الذين يهمهم المال فقط وليس لديهم كرامة. حسناً، لا يهمني فقدان المال، المهم أن تنفذ شرطي، لكن أحب أن أعرف، كم دفعتِ لها مقابل أن توافق على الزواج مني دون أن تراني؟ بالتأكيد طلبت مبلغاً خيالياً!"
حنان: "تصدق يا أخي، أنا أيضاً لم أصدق المبلغ الخيالي الذي طلبته!"
ابتسم عبد الحميد بفخر وهو يتخيل نفسه قد انتصر.
عبد الحميد: "ها، كم؟"
حنان: "ألفين جنيه فقط!"
تشنجت أعصاب عبد الحميد فجأة، وأحس بتيبس في عضلات رقبته.
عبد الحميد - بجنون: "ماذا؟ هل تمزحين؟"
حنان: "هذه هي الحقيقة. لقد طلبت الألفين جنيه ليكون العقد صحيحاً بأركانه، ولتستطيع أن تخلعك بسهولة في أي وقت تريد أن تتخلص منك!"
عبد الحميد - بعنف: "تخلعني؟ لماذا هي واثقة من نفسها؟ المفروض أنها تعمل لدي خادمة، لأني وافقت على الزواج منها رغم أنها عمياء وعَرْجاء!"
حنان: "اسمعني لحظة، في البداية لم تكن موافقة على الزواج منك!"
عبد الحميد - بحدة: "نعم! أكملي! لقد أصبحت أسطورة!"
حنان: "لا، اطمئن، أنا خرجت بذكاء. تحايلت عليها حتى أقنعتها بك بالعافية. هي وافقت عندما قلت لها إن الناس سيتركونها في حالها عندما يعرفون أنها أصبحت على ذمة رجل!"
عبد الحميد: "نعم، فهمت الآن. تقصدين أنها كانت تخطط للعيش دون أن يزعجها أحد، وأنها فرحت بشرطي لأنها ستشعر بالراحة عندما تظن أنني بعيد عنها. وأنتِ، أختي المحترمة، تشجعينها على أن تلعب وهي على ذمتي؟"
حنان: "متى فعلتُ ذلك؟"
عبد الحميد: "لماذا هي فرحة بالزواج مني دون أن نكون معاً؟"
حنان: "أليس هذا شرطك؟"
عبد الحميد - بارتباك: "نعم، لكن!"
حنان: "أرجوك، لا تفكر في إلغاء الشرط، لأنها ستظن أنني كذبت عليها لتوافق عليك. فلا تخبرني أنك تريدها وتفكر في رؤيتها!"
عبد الحميد: "لا، والله، أفكر فقط في كيفية حماية سمعتي. أبلغيها حالاً أنني سأبعث حراساً لمراقبتها ليل نهار حتى لا تفكر في اللعب من ورائي ولو دقيقة واحدة!"
شعرت حنان بالقلق أن يخبر المراقبون شقيقها بسفر توليب معها إلى قريته السياحية، مما قد يؤدي إلى فشل خطتها.
حنان: "لا، لا، اطمئن، لن تحتاج لوضع حراسة عليها، لأنها ستسافر مع ابن أخيها إلى الإسكندرية وتعيش معه بقية حياتها!"
عبد الحميد - بتردد: "لماذا؟ هل تعني أنها لن تعود إلى القاهرة؟"
حنان - مازحة: "هل بدأت تشتاق لزوجتك الجديدة بهذه السرعة؟"
عبد الحميد: "يا غبية، اشتاق لمن؟ أريد أن أعرف متى ستعود لأضع الحراس على باب بيتها!"
حنان: "آه، فهمتك، سأتابع معها وسأخبرك عندما تعود من الإسكندرية. فلا تقلق بشأنها!"
عبد الحميد: "ولماذا يجب أن أقلق عليها؟ أنا بدأت أقلق عليك أنتِ، هل عقلكِ قد أصيب بشيء؟"
حنان: "وماذا بها إذا قلقت عليها؟ أليست هي زوجتك؟"
عبد الحميد - بعصبية: "لا في أحلامها أن تفكر أنها أصبحت زوجة عبد الحميد. أقول لك سأغلق المكالمة الآن قبل أن أجن وأرتكب جريمة بحقكما!"
أغلق عبد الحميد المكالمة بعنف، وانفجرت حنان في الضحك من نجاحها في أول خطوة من خطتها لجعل شقيقها في حالة من الجنون. وبعد أن شبعت ضحكاً، ضيقت عينيها بمكر وتفكرت في الخطوة التالية.
حنان: "ولسوف ترى يا أخي الكبير الأمور العظيمة القادمة!"
ـــــــــ
أنت تقرأ
نصيب الورد
Romanceفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...