دخلت توليب إلى القاعة وهي تحاول كبح دموعها. رفعت رأسها وبدأت تبحث بعينيها عن حنان وزهراء بين الزحام. عندما وجدتهما، اتجهت نحوهما وجلست بهدوء.
اقتربت حنان منها وهمست في أذنها.
حنان - بقلق: "ما بك؟ تبدين حزينة! لقد رأيت عبد الحميد يخرج خلفك، وكانت عينيه تلمع بالشوق عندما رآك. فما الذي أزعجك؟"
ابتسمت توليب بسخرية.
توليب - بمرارة: "شوق؟ شوق للانفصال! ونحن لم نبدأ حتى حياتنا معًا!"
حنان - مصدومة: "ماذا تقولين؟!"
توليب - بحزن: "أخوكِ لحقني فقط ليطلب مني مغادرة الفندق والعودة إلى منزلي!"
حنان - بغضب: "وماذا يعني هذا؟! ليس بمزاجه أن تبقي أو ترحلي!"
توليب - مقاطعة بدموع مكبوتة: "أرجوكِ، كفي عن الحديث، أشعر أنني سأبكي الآن إذا استمررنا في هذا الموضوع!"
حنان - بثقة: "لا تخافي يا توليب، أخي لن يتركك، أنا قرأت الحب في عينيه، إنه أخي وأنا أعرفه جيداً!"
توليب - بأسى: "كفي عن الأمل! أنتِ لم تكوني معنا ولم تري كيف نظر إليّ باشمئزاز. غيري الموضوع من فضلك، حتى أتمكن من التماسك!"
حنان - مشيرة: "انظري بنفسك، ها هو أخي يدخل الآن، وواضح أنه حزين!"
التفتت توليب نحو باب القاعة ورأت عبد الحميد يحاول أن يبتسم رغم كل شيء للمدعوين. صمتت، وراقبته بعينيها. التفت عبد الحميد فجأة نحوها، فتلاقت نظراتهما. حاولت توليب الهروب من عينيه، ووجهت بصرها نحو العروسين.
أكمل عبد الحميد دخوله إلى القاعة حتى جلس على طاولة حماته إيزابيل.
عبد الحميد - بسخرية: "أين نرجس؟ هل تجهز لخطة جديدة؟!"
إيزابيل - بهدوء: "أنت دائمًا تظلم ابنتي. ها هي تساعد العروسين في تقطيع الكعكة! نرجس طيبة وتفهم الأصول."
عبد الحميد - ساخرًا: "ابنتك ذهبت فقط لتلفت الأنظار إلى فستانها الباهظ الثمن!"
إيزابيل - بحزم: "ابنتي اعتادت ارتداء الفساتين الفاخرة، فلا تحتاج لإظهارها!"
عبد الحميد - بتهكم: "مثلما اعتدتِ على الثروة، وما زلتِ لم تكتفي! الطبع يغلب يا حماتي العزيزة، وليس مجرد مسألة تعوّد!"
نظرت إيزابيل إلى عبد الحميد بكراهية شديدة.
عبد الحميد - ببرود: "هل قلت شيئًا خاطئًا؟ لا سمح الله! إنها عادة قول الحقيقة، لا أكثر!"
صمتت إيزابيل واستدارت نحو العروسين وهي تتخيل موته بعد ساعات.
بعد أن انتهوا من تقطيع الكعكة، أخذت نرجس قطعة منها وتوجهت نحو عبد الحميد مبتسمة. بادلها عبد الحميد الابتسامة بعفوية. جلست توليب تراقب المشهد وقلبها يتقطع. رأت نرجس تطعم عبد الحميد بالشوكة، فضحك وأعاد إطعامها بنفس الشوكة.
ولم تكن تعلم أن هذا ما حدث بينهما.
نرجس - بدلال: "كُل يا حبيبي، قطعتها من أجلك!"
أنت تقرأ
نصيب الورد
Romanceفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...