الفصل الثاني والأربعون: قوة الحب في مواجهة المحن

1.5K 56 1
                                    

في الساعة الثانية صباحاً، دخلت زهراء غرفة نوم جمال حزينةً على وفاة إيزابيل وحرق نرجس.

زهراء: عظم الله لكم الأجر، سيد 'جمال'، ويصبرك على مصاب ابنتك، ونسأل الله أن يشفيها!

جمال: أجرنا وأجركم عظيم، الحمد لله. تعالي يا زهراء، اجلسي بجانبي.

اقتربت زهراء وجلست على الكرسي.

جمال: أنا متعب جداً، لا أستطيع تحمل ما يحدث لي!
زهراء: اذكر الله، وهو سيمنحك القوة.

جمال: ونعم بالله. أشكركِ، ذكائكِ أنقذني من الموت.

زهراء: لا يوجد ذكاء. أنا فقط علمت من فادي بمحاولة قتل عبد الحميد، ورأيت نرجس عندما احترقت، وكنت أعلم أن توليب هي المقصودة. وعندما رأيت 'أكرم' جالساً في الاستقبال، أدركت أنه لم يتبقَّ سوى أنت ليتخلصوا منه!

جمال: هذا الأسبوع شهدت الكثير من الأحداث أكثر مما رأيت في حياتي كلها!

زهراء: إن شاء الله، يكون هذا الأسبوع هو آخر الأحزان!

جمال: هل تعلمي يا زهراء، أن إيزابيل أخبرتني أنني سأموت اليوم، وهي وابنتي ستكونان عائشتين في سعادة. فتسألت، لو عرفتا أن اليوم هو ساعة موتهما، ماذا كانتا ستفعلان؟!

زهراء: لا شيء، كانتا ستبقيان على حالهما. فإذا آمن الناس بالموت والآخرة والحساب بعين اليقين، كل واحد منهم سيتشغل بحساب نفسه، ولن يفكر في إيذاء الآخرين. فمثلا إذا وجد الإنسان نفسه يغرق وهو يحمل حقيبة ثقيلة مليئة بالذهب، فهل سيختار أن يغرق وهو ممسك بها أم يتركها ليعيش!

جمال: فعلاً، لو حاسب كل إنسان نفسه، لكانت الدنيا شيئاً آخر، بلا غيرة أو حسد أو أذى للآخرين!

زهراء: ماذا نفعل عندما يسمح الناس للشيطان بالتأثير على نفوسهم الضعيفة؟ لكن من رحمة الله أنه ترك لنا باب التوبة مفتوحاً!

جمال: زهراء؟!

زهراء: "نعم؟"

جمال: الأسبوع المقبل سأبدأ العلاج الكيميائي.

زهراء: لا تخف، كلنا سنكون بجانبك.

جمال: لكنني أريد شخصاً واحداً ليكون بجانبي.

فهمت زهراء تلميح جمال وأخفضت وجهها إلى الأرض خجلاً.

جمال: سأتزوجه غداً بعد أن أكلم عبد الحميد!

زهراء - بخجل: سيصل بعد ساعة.

ابتسم جمال بحب لـ زهراء.

جمال: سأكون أسعد إنسان عندما يأتي ونعيش في بيت واحد.

نهضت زهراء وأشارت إلى باب الغرفة.

نصيب الورد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن