في صباح اليوم الثاني، رن الهاتف الأرضي في غرفة زهراء وتوليب. نظرت توليب إلى شاشة الهاتف لتعرف هوية المتصل.
توليب: "هذا رقم مكتب الاستقبال، ماذا يريدون؟"
زهراء: "ردي عليهم وسنكتشف!"
رفعت توليب سماعة الهاتف، وبدت متوترة.
توليب: "مرحباً؟"
عبد الحميد: "أمل، صباح الخير!"
شعرت توليب بالارتباك حين سمعت صوته، فهي المرة الأولى التي تسمع فيها صوته عبر الهاتف.
توليب: "صـ..صباح النور!"
عبد الحميد: "هل فطرتِ؟"
توليب: "نعم، مبكراً. هل السيد جمال يحتاجني؟ لقد كنت عنده منذ قليل، وأعطيته كل أدويته قبل الإفطار!"
عبد الحميد: "نعم، أعلم. اتصلت بك لأني أحتاجك، أرجوك، ارتدي ملابسك وأنزلي حالاً!
توليب: "هل يمكنني أن أعرف...؟"
عبد الحميد - مقاطعًا: "لو سمحت، انزلي بسرعة. أنا في انتظارك أمام مكتب الاستقبال. لا تتأخري!"
أغلق عبد الحميد الخط قبل أن تتمكن توليب من سؤاله عن السبب. أغلقت الهاتف والتفتت نحو زهراء.
توليب: "عبد الحميد طلب مني أن ألبس وأنزل له حالاً. ماذا تعتقدين أنه يريد مني؟"
زهراء: "كل خير إن شاء الله!"
توليب: "أشعر بالتوتر، يبدو أنه بدأ يرتاح لي. بالأمس قال لي إنه موافق على خطوبة!"
زهراء - بفرحة: "حسناً، اذهبي لتغيّري ملابسك، لا تضيعِي الوقت. وعندما تعودين، احكي لي بالتفصيل عما قاله، ويا رب أسمع منك خبرًا يفرحنا!"
توليب: يا رب، لكن إذا هو تقدم لي، هل يمكنني أن أخبره الحقيقة أنني زوجته؟
زهراء: "طبعًا، قولي له. لأنني الآن خائفة، إذا وقع في حبك، قد يطلقك دون أن يعرف أنك زوجته!"
توليب: "يا إلهي، لا أريد أن أسمع منه كلمة "طالق"!"
زهراء: إذًا، استعجلي، اذهبي لتغيّري ملابسك!
توليب: "حسنًا، سألبس بسرعة وأذهب لأخبره بالحقيقة!"
ذهبت توليب إلى الخزانة، وارتدت قميصًا أخضر وبنطالًا أسود وحجابًا أسود. وقفت أمام المرآة تضع مكياجًا خفيفًا. نزلت من المصعد، واعتراها القلق، هل سيكون اليوم هو اليوم الموعود لكشف حقيقتها أمام عبد الحميد؟ انفتح الباب ورأته بجوار مكتب الاستقبال ينتظرها. أبدت إعجابها بمظهره، حيث ارتدى بنطال جينز أزرق وتيشيرت أبيض وقبعة بيضاء على رأسه.
أنت تقرأ
نصيب الورد
Romanceفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...