في صباح اليوم التالي، اصطحب عبد الحميد جمال إلى طبيب متخصص في أمراض السرطان. وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، أظهرت النتائج المؤلمة أن جمال يعاني من سرطان القولون في المرحلة الثانية. كان عليه أولاً إزالة الورم بسبب وجود كتل ونزيف، وبعد ذلك يخضع لفحوصات إضافية ويبدأ العلاج الكيميائي للقضاء على السرطان نهائياً، بإذن الله.
مرت عدة أيام، وتكللت العملية بالنجاح. خرج جمال من غرفة العمليات إلى العناية المركزة ليبقى تحت الملاحظة. حظر الطبيب أي زيارات حتى من أفراد عائلته.
أمام باب غرفة العناية المركزة، جلست نرجس بجانب والدتها إيزابيل على كراسي الانتظار.
"الأحاديث بينهما دائماً باللغة الفرنسية"
نرجس: ماما!!
إيزابيل: أعلم أنك تريدين أن تقولي إنها فرصتنا لاستغلال تعبه لجعله يحن عليكِ!
نرجس: نعم، لكن كيف والطبيب منع أي أحد من الدخول عليه؟!!
إيزابيل: الأمر بسيط، لكن ليس الآن لأن جمال لا يزال تحت التخدير. سننتظر حتى يستيقظ.
نرجس: يجب أن نجد طريقة لإقناع بابا قبل أن تضيع الفرصة!!
إيزابيل: هشش، انتبهي، عبد الحميد ينظر إلينا!!
نرجس: أوه، حسناً!!
تحدث عبد الحميد في نفسه بمرارة: "يا رب، صبرني. كأنهما شيطانان يتآمران فيما بينهما!!"
مرّ ساعتان، وخرجت الممرضة أحلام من العناية واقتربت من نرجس، هامسة:
أحلام: "السيد استيقظ!"
لمعت عيون نرجس من الفرح، وهي تسرع نحو والدتها:
نرجس: هيا يا ماما، لنذهب إلى بابا. أحلام سمحت لنا بالدخول له!!
إيزابيل: جيد، لكن دعينا ننجز أمورنا مع زوجك أولاً!!
اقتربت إيزابيل من عبد الحميد، وقام عن كرسيه احترامًا:
عبد الحميد: هل أنتما فرحتان؟ هل أخبرتكما الممرضة بأخبار تفرحكما عن حالة عمي؟!!
إيزابيل: نعم، أخبرتنا أنه في حالة مستقرة، اطمئن!!
عبد الحميد: حالة عمي مستقرة منذ خروجه من غرفة العمليات، فما الجديد؟!!
إيزابيل: هل يُعقل أن استقرار حالته لا يدعونا نفرح؟!!
عبد الحميد: هل أنتما فرحتان حقًا؟ اعتقدت أنكما تريدان...!!
إيزابيل: من مصلحتنا أن يبقى على قيد الحياة حتى نطمئن على ميراثنا أنا وبنتي!!
عبد الحميد: الآن اتضحت الرؤية، والله كنت أظن أنكما فرحتما من أجل صحة عمي، وليس خوفًا على ثروته!!
أنت تقرأ
نصيب الورد
Romanceفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...